اقتباس
في المواقف الحرجة والصعبة تؤتي التربية العميقة ثمارها ويعطي الإيمان الراسخ خراجه؛ فينتج الثبات والصبر ويولد التضحيات ويصنع الكرامات، وهذا ما شهدت به...
أيها الفضلاء: في كتاب الله الكريم وسنة نبيه المطهرة الكثير من القصص والوقائع التي ملئت دروسا تربوية وأسرارا إيمانية وسلوكية وغيرها، هذه الدروس جرت على أصحابها فكان قدر الله فيهم أن كانوا بيئتها وأعيانها، وقدرنا فيها هو معرفتها والاستفادة منها والاتعاظ بها؛ إذ إن ورودها في القرآن والسنة وفي كتب التاريخ لم يكن على أساس أرشفتها وقراءتها؛ بل حكايتها واقعا وصياغتها سلوكا، (َقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[يوسف: 111].
وبين أيدينا -يا أخوة- (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ)[التوبة: 25]؛ غزوة في شهر شوال من السّنة الثامنة للهجرة، فقد خلفت هذه الغزوة دروسا قاسية تعلمها صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن بعدهم، وصارت إلهاما لكل من يأخذ من التاريخ العبر؛ ولأن التاريخ -كما قيل- يعيد نفسه كان لزاما استحضار دروس هذه الغزوة واستلهام عبرها؛ وهي أكثر من أن تحصى؛ ذكرنا منها ما يلي:
- صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بشر غير معصومين يَعرض لهم ما يعرض لغيرهم من القصور والزلة والشهوة؛ لكنهم دونما شك أتقى وأنقى وأرقى، وهم أعظم درجة عند الله من غيرهم بنص القرآن والسنة والواقع "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
- الصحابي كل من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا ولو لم يره ومات على ذلك، وبعضهم أفضل من بعض وأسبقهم للإسلام أفضل ممن تأخر إسلامه؛ فأفضلهم العشرة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم المهاجرين والأنصار ثم من أسلم قبل الفتح ثم بعده (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)[النساء: 95].
- من حيث الجملة المهاجرون أفضل من الأنصار؛ كونهم أول ثلة اختارهم الله لمبعث نبيه، ولأن إسلامهم كان في أقسى المراحل وأصعب الفترات؛ فقد كانت قريش في أشد قوتها كما كانت صاحبة القرار، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-ومن تبعه في نظرها خارجين عن شرعيتها؛ لذا كان الإسلام وقتها مغامرة والثبات عليه عزيز.
- الغزوة ما شهدها النبي -صلى الله عليه وسلم- والمعركة ما لم يشهدها وحتى لو خطط لها وأمر بها، وحنين إحدى الغزوات الكبيرة التي شهدها النبي -صلى الله عليه وسلم-وقادها بنفسه.
- كانت غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة للهجرة وذلك بعد فتح مكة، ووقعت في موقع يسمى حنين بين مكة والطائف، وكانت بين جيش الإسلام وجيش الكفر (ثقيف وهوازن ومعها بعض القبائل).
- كانت قبائل العرب ترى في قريش أنها رائدتها وفيها زعامتها بحكم موقعها من البيت الحرام؛ فكانت في نظرها معيار الإيمان بمحمد أو الكفر به، وكانت تنتظر ما يؤول إليه الأمر بين قريش وبين محمد -صلى الله عليه وسلم- فأيهما كانت الصدارة له اتبعوه، ولما فتح النبي -صلى الله عليه وسلم-مكة وكُسرت أنفة قريش وخضعت دخلت قبائل بأجمعها في دين الإسلام؛ غير بعض القبائل رأت نفسها غير تابعة لقريش وأنها لا تمثلها كهوازن وثقيف.
- الاعتبارات العددية في المواجهات العسكرية بين جيشي الإسلام والكفر ليست موضوعا محوريا أو أمرا جوهريا لدى أهل الإيمان؛ بل العبرة عندهم بمسمى الإيمان والكفر وما يتضمنهما من عمل وسلوك؛ فالله ولي المؤمنين والكافرون لا مولى لهم.
- كان تعداد جيش المسلمين المتجه لحنين لملاقاة المشركين اثني عشر ألفا؛ عشرة آلاف منهم جيش الفتح وألفان من مسلمة الفتح؛ لكن الأخير لم يكن قد ناله نصيبه من التربية وحظه من الإيمان؛ بل كان حديث عهد بجاهلية وقرب عهد بإسلام.
- الثغرة الكبيرة التي منها وقعت الهزيمة وبسببها حصل الانكسار وهي من جهة جيش الإسلام اغترار بعضهم بكثرتهم حتى قال قائلهم لن نغلب اليوم من قلة.
- ) كان من حنكة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخرج لثقيف وهوازن وألا ينتظر وصولها مكة؛ فمن الممكن أن يشكل غزوها مكة خطرا ويفتح المجال لأهلها فينقلبوا على النبي عليه الصلاة والسلام ويتحالفوا مع ثقيف وحلفائها ويؤازروهم لذا قرر الخروج إليهم.
- ) النبي -صلى الله عليه وسلم- بشر وليس له ولا لغيره من العالم العلوي والسفلي من خصائص الألوهية والربوبية شيء؛ لذا لم يكن يعلم -صلى الله عليه وسلم-ما تردد على ألسنة بعضهم أو بيَّتوه في قلوبهم: "لن نغلب اليوم من قلة"؛ حتى يصوب كلامهم ويقومهم ويتدارك أسباب الهزيمة قبل حدوثها ويعمق قوة التوكل على الله والاستعانة به.
- ) ينبغي للقائد المسلم ألا يغفل عن أي عامل من عوامل النصر المادية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حين دخل مكة دخلها بسلاح أبهر من رآه، ومنهم أبو سفيان؛ فقد تعمد النبي القائد بأبي هو وأمي صلى الله عليه و سلم أن يحبس ببطن الوادي ليشاهد جيش الفتح؛ ولم يكتف النبي القائد بهذا القدر بل عقد صفقة سلاح عسكرية مع كبار تجار مكة، ومنهم صفوان بن أمية ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب حتى يدخل المعركة بكامل استعداده.
- ) كان من خذلان الله لهذا التحالف البغيض (ثقيف وهوازن) أن مالوا لرأي قائدهم مالك بن عوف النصري، فقد رأى أن يخرجوا بما معهم من نساء وذرية وأموال ليكون أثبت لهم في المعركة وأدعى للاستماتة وعدم التراجع، والحقيقة أن هذا الرأي كان فضل من الله لأوليائه وخسران منه لأعدائه؛ فإنه لما انهزم جيش حنين ساق النبي -صلى الله عليه وسلم-كل ذلك وقسمه بين من حضر.
- ) يدَّعي البعض بأن فن الإدارة والنظام جديد أو مستورد من غير المسلمين، والصحيح أنه فن وسلوك تحدث عنه القرآن ودعا إليه وتمثله النبي -عليه الصلاة والسلام- في حياته سلوكا ومنهجا وخلفاؤه من بعده وكل المسلمين؛ فهذا النبي -صلى الله عليه وسلم-في حنين يتخذ كافة الإجراءات الأمنية والعسكرية وغيرها، ومن ذلك ترتيبه الجيش وتوزيعه واتخاذ الحراسات والقيادات، وحتى قبل خروجه من مكة جعل عليها أميرا.
- ) على القائد أن يكون ملما بأحوال جنده وأفراده ونفسياتهم؛ يدرك طاقاتهم وقدراتهم ويكتشف مواهبهم ومهاراتهم ويعلم مكمن القوة والضعف فيهم، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم-ملما بأحوال أصحابه عارفا خصوصيات كل منهم؛ علمه وطاقته ومواهبه فيعطي الراية لصاحبها والولاية لمن يستحقها والقيادة لمن هو أهل لها وقس على ذلك.
- ) في المواقف الحرجة والصعبة تؤتي التربية العميقة ثمارها ويعطي الإيمان الراسخ خراجه؛ فينتج الثبات والصبر ويولد التضحيات ويصنع الكرامات، وهذا ما شهدت به نتائج غزوة حنين من النصر العظيم المؤزر.
- ) الحرب سجال بين أهل الحق وأهل الباطل، وقد تلحق الهزيمة بأهل الحق كما تلحق خصومه؛ وليس ذلك مدعاة للتشكيك في الحق؛ بل في ذلك تحقيق لسنة الله بين عباده وهي المدافعة، كما أن فيها تنبيها لصف الحق بمراجعة سلوكه، وفيها اصطفاء الله للشهداء وابتلاؤه للجرحى.
- ) إذا نزلت الفتنة بالعباد عمت برهم وفاجرهم ولحقت بالتقي والشقي والمصيب والمخطئ، وفي حنين عم البلاء جميعهم؛ مع أن الواقعين في غرور الكثرة قلة، ومع ذلك لم ينج من المصيبة أحد؛ ليؤدب الله المخطئ المخالف وينبه الغافل والناسي ويرفع درجات البر والتقي.
- ) من الإيمان الأخذ بالأسباب المشروعة الممكنة والمتاحة، وهذا ما كان عليه -صلى الله عليه وسلم-يفعله فلم يكن يتجاهل سببا شرعيا أو ماديا بحجة أنه نبي مؤيد؛ بل كانت بعين الاعتبار مع إيمانه بسنن الله التي لا تتبدل؛ ففي حنين رغم اتخاذه لكافة الإجراءات والاحترازات الممكنة كأي قائد عسكري لكنه لم يغفل عن دعاء الله -تعالى- واستجلاب النصر منه سبحانه.
- ) للنبي -صلى الله عليه وسلم-معجزات تدلل على نبوته تجري على يديه بين الحين والآخر؛ ومن معجزاته في حنين أنه أخذ حفنة من تراب ورمى بها القوم وقال: "شاهت الوجوه"؛ فما من أحد منهم إلا وأصاب عينه وأنفه، ومنها نزول الملائكة تقاتل معه.
- ) تتبع أخبار العدو لمعرفة عددهم وعدتهم وخططهم لأخذوا الحيطة واتخاذ اللازم تحقيقا للنصر ليس من قبيل التجسس المذموم؛ بل هو من الأخذ بالأسباب وهو دليل وعي القيادة وحسن حنكتها، وما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-في حنين حيث أرسل ابن أبي حدرد يأتيه بخبر جيش ثقيف وهوازن دليل على جوازه.
- ) القائد الحكيم من يقدر ظروف جنوده ويقدر إمكانياتهم ويحدد أسباب فشلهم ودواعي هزيمتهم؛ مفرقا بين ما سببه التفريط والتساهل فيجازي عليه ويحاسب وبين ما سببه خارجي لا علاقة للأفراد به فلا يعاتب ولا يعاقب، وهزيمة حنين كان سببها المباشر والظاهر هو كمائن المشركين حيث باغتت المسلمين وهم في طريقهم إلى حنين؛ فما إن نزل جيش الإسلام الوادي حتى أمطروا بالسهام والنبال وهنا حصلت المفاجأة ووقع الكارثة.
- ) القلة مع الإيمان واليقين مفتاح النصر والتمكين، وهي خير من الكثرة التي تفتقد مراتب الإيمان واليقين وبسببها تكون الهزيمة والانكسار؛ لذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى جموع جيشه يفر حتى وصل أولهم المدينة لا يلوون على شيء وأراد أن يستعيد جولة النصر لم يناد كل الجيش؛ بل خص ثلة قليلة منهم بالنداء وهم أصحاب الشجرة، وبهم غير المعادلة وقلب موازين المعركة.
- ) يجوز للمسلم الاقتراض من الكفار مالا أو سلاحا أو طعاما أو غيره إن كان لا يجد مثلها إلا منهم؛ فقد استلف النبي -صلى الله عليه وسلم-سلاحا من صفوان بن أمية لما قصد حنين فقال: "يا أبا وهب: أتعيرنا مائة درع وسلاحها؟ قال: غصباً يا محمد، قال: بل عارية مضمونة"؛ فأخذها عارية مضمونة -أي إذا تلفت هذه الدروع والسلاح نضمنها لك".
- ) القيادة لا تعني التسلط والتضحية أيضا لا تعني الإقدام غير المدروس؛ بل على القائد المحنك الحرص على دراسة طبيعة المعركة ومؤثراتها وأبعادها والتخطيط المسبق لها ومشاورة أهل الرأي؛ جاعلا حماية جنوده وسلامتهم نصب عينيه والتأكد من عدم وجود أي مخاطر تحدق بهم؛ حتى لا يقعوا فريسة لأي هجوم مباغت أو مهلكة محققة، ولأجل هذا أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنس بن أبي مرثد أن يصعد جبلا فيؤكد له من عدم وجود كمائن للعدو في الوادي؛ فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يدرك أن وصول الكفار إلى وادي حنين قبله يعني تكمينهم هناك، وهذا ما حصل بالفعل؛ إلا أن أنسا لم ير شيئا من ذلك؛ فقد أخفوا كمائنهم مما جعل النبي -صلى الله عليه وسلم-ينزل بجيشه آمنا استنادا لهذا النقل.
- ) حين يدْلهِمُّ الخطب ويشتد الكرب على القائد أن يكون رابط الجأش قوي القلب ثابت العزيمة، يبعث الأمل ويبث العزيمة في أتباعه فلا يسعه ما يسع غيره؛ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- في حنين حين ضاقت بالمسلمين الأرض بما رحبت كما أخبر الله عنهم فصاروا بين قتيل وهارب ومفزوع وجازع ثبت ونزل من فرسه وركب بغلته ودفع بها نحو العدو وهو يقول "عباد الله هلموا أنا رسول الله".
- ) جعل الله لكل نبي حواري وأصحاب يحمونه وينصرونه، يفدونه بأرواحهم وأغلى ما لديهم ويهون عليهم الموت دونه؛ وهكذا كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-خصوصا السابقين منهم؛ فإنه لما نادى فيهم حين ولى الجيش الأدبار؛ "هلموا عباد الله أنا رسول الله" لم تكن ثلة الصفوة بعيدة منه؛ فلما سمعوا صوته هرعوا والتفوا حوله؛ وكان أولهم أثني عشر صحابيا تسعة من آل بيته وثلاثة من غيرهم وهم أبو بكر وعمر وأيمن ابن أُمّ أيمن، وبهم تغيرت المعادلة.
- ) الجولة الأولى للمشركين؛ وجيش الإسلام لم يكن بدرجة واحدة من الإيمان؛ لذا كانت الحكمة تمييز الصف وتطهيره حتى لا يأتي النصر من غير أهله فيكن لغير أهله منِّة فيه، وهذا السر أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحين حلت الهزيمة بالمسلمين عرف النبي -صلى الله عليه وسلم-كيف يسترد النصر؛ فقد أمر عمه العباس أن ينادي أين أصحاب بدر؟ يا أصحاب الشجرة؟ يا أصحب سورة البقرة؟، وكانوا قريب المائة منهم (66) أنصاريا (33) مهاجريا، وهؤلاء هم المؤمنون بوصف القرآن؛ فما إن سمعوا النداء حتى انعطفوا عليه كما تنعطف البقر على أولادها؛ فكان هذا العدد القليل الذي يحمل إيمانا عظيما ويقينا راسخا وتضحية باسلة أفضل من آلاف مؤلفة لم يبلغوا من التربية ما بلغوا هؤلاء.
- ) شجاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-المنقطعة النظير؛ حيث كان أشجع الناس وأقواهم؛ حتى قال بعض أصحابه عنه كان إذا اشتد بنا الخطب اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وها هو في حنين ينزل من فرسه ويركب بغلته دافعا بها نحو المشركين، وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا بان عبدالمطلب، والعباس يحجمها من التقدم.
- ) لم يكن -صلى الله عليه وسلم-يفاخر بنفسه في حسب ولا نسب فهو من نهانا عن ذلك وعلمنا أن الكريم عند الله التقي، وحتى في أمر الدين؛ إلا ما ورد عنه في سياقات معينة وفي حنين ارتجز -صلى الله عليه وسلم-يفاخر بنسبه مقبلا على المشركين بنفسه، وكأنه يقول لمن حوله من المسلمين كيف تتخلون عني؟! وللمشركين كيف تقاتلونني؟ وقد جميع لي بين مقام السماء ومقام الأرض!؛ فإن أردتموه سماوية فأنا النبي لا كذب وإن أرتموها أرضية فأنا ابن عبدالمطلب.
- ) النصر في الجولة الثانية حليف رسول الله والمؤمنين، ومن عوامله؛ ثبات النبي القائد -عليه الصلاة والسلام- ورباطة جأشه، الصفوة القليلة المحيطون به، الذين انعطفوا عليه بعد نداء العباس فيهم وهم أصحاب الشجرة، رميه التراب في وجوه المشركين، نزول سكنية عليهم، مشاركة الملائكة لهم، تطهير الصف من الدخن وتميزه.
- ) إذا كانت المواقف الصعبة تفصح معادن الأبطال الصادقين فإنها أيضا تكشف خبايا المتهالكين والضعفاء وغيرهم، وفي حنين رافق جيش الفتح مسلمة الفتح من تردد على ألسنتهم الاغترار بالكثرة، ومن تظاهر بإسلامه مثل كَلَدَة بن الحنبل حيث قال بطل سحر محمد، ومثل من أراد قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-كشيبة بن عثمان، ومنهم من أظهر الشماتة بجيش الإسلام حتى قال لا تنتهي هزيمتهم دون البحر كأبي سفيان.
هذا -يا كرام- ما يسر الله لنا جمعه وسهل علينا إيراده؛ فإن كان صوابا فلنا ولكم غنمه، وإن كان غير ذلك فعلينا غرمه، والله من وراء القصد، راجيا ربي لنا ولكم الانتفاع والقبول.
وصلى الله وسلم على محمد وآله وأصحابه والتابعين.
التعليقات