عناصر الخطبة
1/دعوة موسى -عليه السلام- لفرعون وإيمانُ السحرة 2/نجاة الله موسى -عليه السلام- ومَن معه من فرعون وجنوده 3/الله ينصر عباده المؤمنين 4/فضل صيام يوم عاشوراءاقتباس
عِبَادَ اللَّهِ: كَمْ فِي خَبَرِ مُوسَى وَفِرعَونَ مِن آيَةٍ لِلمُؤمِنِينَ؟ إِنّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَنَصرَهُ حَقٌّ لِأَهلِ الحَقِّ، لَكِنّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلّ شَيءٍ أَجَلًا، فَلَهُ حِكمَةٌ فِيمَا يَقضِي سُبحَانَهُ. وَإِنّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلَّهِ هُوَ الَّذِي يُدَبّرُ الأَمرَ، وَيَصرِفُ القَدَرَ، فَمَهْمَا عَتَا الظَّلَمَةُ وَالطُّغَاةُ وَأَهلُ الكُفرِ، وَاستَكبَرُوا بِمَا لَدَيهِم فِي الدُّنيَا مِن قُدُرَاتٍ وَخِبرَاتٍ، وَعُلَمَاءَ وَحُلَفَاءَ، إِلَّا أَنّهُم...
الخطبة الأولى:
الحَمدُ لِلَّهِ نَاصِرِ أَولِيَائِهِ المُؤمِنِينَ، وَمُهلِكِ أَعدَائِهِ الكَافِرِينَ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ، أَمَّا بَعدُ:
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: قَصّ اللَّهُ عَلَينَا فِي كِتَابِهِ أَحسَنَ القَصَصِ، وَخَبَّرَنَا مِن الأَخبَارِ مَا فِيهِ عِبرَةٌ لِلعُقَلَاءِ، وَتَذكِرَةٌ لِلأَلِبّاءِ، وَإِنّ مِن أَعظَمِ قِصَصِ القُرآنِ: قِصَّةَ مُوسَى -عليه السلام- وَفِرعَونَ، فَقَد كَرّرَهَا اللَّهُ وَأَعَادَهَا عَلَى مَسَامِعِنَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِن كِتَابِهِ، لِنَسْتَلْهِمَ مِنهَا العِبَرَ، وَنُفِيدُ مِنهَا الدُّرُوسَ.
لَقَد أَوحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- أَن يَأتِيَ فِرعَونَ فَيَدعُوَهُ إِلَى أَن يَعبُدَ اللَّهَ، وَيَدَعَ تَعذِيبَ بَنِي إِسرَائِيلَ، وَآتَى اللَّهُ مُوسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- مِن الآيَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى صِدقِهِ ونُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ، فَآتَاهُ مُعجِزَةَ العَصَا وَانقِلَابِهَا إِلَى حَيَّةٍ تَسعَى، وَخُرُوجَ يَدِهِ بَيضَاءَ إِذَا أَدخَلَهَا فِي جَيبِهِ، فِي تِسعِ آيَاتٍ أُخرَى إِلَى فِرعَونَ وَقَومِهِ، وَلَكِنَّ فِرعَونَ العَاتِيَ العَنِيدَ، أَبَى وَاستَكبَرَ: (فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى)[النازعات: 21-24] ادّعَى فِرعَونُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى -عليه السلام- سِحرٌ، وَأَنَّ عِندَهُ مِن السِّحرِ مَا يُبطِلُهُ، فَجَمعَ سَحَرَةَ مَملَكَتِهِ، وَوَاعَدَ مُوسَى -عليه السلام- يَومَ عِيدٍ لَهُم، لِيَجتَمِعَ النّاسُ وَيَرَوا هَزِيمَةَ مُوسَى -عليه السلام-، وَعَرَضَ السَّحَرَةُ مَا عِندَهُم مِن السِحرِ وَالشَعوَذَاتِ: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ)[الشعراء: 44]، وعَرَضَ مُوسَى -عليه السلام- مَا عِندَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، قَالَ تَعَالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)[الأعراف: 117-122].
عِبَادَ اللَّهِ: تَأَمَّلُوا حَالَ هَؤُلَاءِ السَّحَرَةِ، لَمّا رَأَوا آيَاتِ اللَّهِ -تَعَالَى- آمَنُوا إِيمَانًا مُوقِنًا ثَابِتًا، مَعَ تَوَعُّدِ فِرعَونَ لَهُم بِأَن يُقَطِّعَهُم وَيُصَلِّبَهُم، لَكِنّهُم: (قَالُوا لَا ضَيرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)[الشعراء: 50-51].
وَبَعدَ انتِصَارِ مُوسَى -عليه السلام- لَجَأَ فِرعَونُ إِلَى القُوَّةِ وَالبَطشِ فَأَرْعَدَ وَأَزْبَدَ، وَهَدَّدَ وَتَوَعَّدَ، وَهَذَا حَالُ أَهلِ البَاطِلِ عِندَمَا يُفلِسُونَ مِن الحُجَّةِ، فَأَوحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى -عليه السلام- أَن يَخرُجَ بِالمُؤمِنِينَ وَيَتَوَجّهَ بِهِم إِلَى حَيثُ أَمَرَهُ اللَّهُ عِندَ ذَلِكَ استَنفَرَ فِرعَونُ جُنُودَهُ، وَجَمَعَ قُوَّتَهُ، وَخَرَجَ فِي إِثْرِهِم، وَسَارَ فِي طَلَبِهِم، يُرِيدُ إِبَادَتَهُم عَن آخِرِهِم: (فَأَرسَلَ فِرعَونُ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُم لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ)[الشعراء: 53-56]، فَانتَهَى مُوسَى -عليه السلام- بِمَن مَعَهُ مِن المُؤمِنِينَ إِلَى البَحرِ، وَلَحِقَ بِهِم فِرعَونُ وَجُنُودُهُ، وَهُنَاكَ تَزَايَدَتْ مَخَاوِفُ المُؤمِنِينَ، فَالبَحرُ أَمَامَهُم، وَالعَدُوُّ خَلفَهُم: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[الشعراء: 61]، هَكَذَا بَدَتِ النَّتِيجَةُ بِحَسَبِ الأَسبَابِ وَالمُعطَيَاتِ، وَلَكِنْ جَاءَتْ إِجَابَةُ المُؤمِنِ المُتَوَكِّلِ عَلَى رَبِّهِ المُصَدِّقِ بِوَعدِهِ: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء: 62]، لَم يَدْرِ مُوسَى -عليه السلام- كَيفَ سَيُنَجِّيهِ اللَّهُ مِن فِرعَونَ، لَكِنَّ قُوَّةَ تَوَكُّلِهِ غَلَبَتْ مَا يَرَى مِن تَكَالُبِ الأَسبَابِ المُهلِكَةِ عَلَيهِ، وَهُنَا جَاءَ الفَرَجُ وَالنَّصرُ مِنَ القَوِيِّ العَزِيزِ، الوَلِيِّ الحَمِيدِ، الَّذِي هُوَ حَسْبُ مَن تَوَكَّلَ عَلَيهِ، وَوَكِيلُ مَنِ اعتَمَدَ عَلَيهِ.
لَقَد أَمَرَ اللَّهُ مُوسَى -عليه السلام- أَن يَضرِبَ بِعَصَاهُ ذَلِكَ البَحرَ الهَائِجَ المُتَلَاطِمَ فَضَرَبَهُ، فَانفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً عَلَى قَدْرِ القَومِ، فَسَارَ فِيهَا مُوسَى -عليه السلام- وَقَومُهُ لَا يَخَافُ دَرَكًا وَلَا يَخشَى، وَدَخَلَ فِرعَونُ وَجُنُودُهُ فِي إِثْرِهِم، فَلَمَّا تَكَامَلَ قَومُ مُوسَى -عليه السلام- خَارِجِينَ مِنَ البَحرِ، وَتَكَامَلَ قَومُ فِرعَونَ دَاخِلِينَ فِيهِ أَمَرَ اللَّهُ البَحرَ فَانطَبَقَ عَلَيهِم، وَأَغرَقَهُمْ أَجمَعِينَ: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام: 45].
هَكَذَا -عِبَادَ اللَّهِ- انتَصَرَ الحَقُّ عَلَى البَاطِلِ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَعدَهُ، وَأَعَزَّ جُندَهُ، وَحَصَلَ مَا أَخبَرَ بِهِ مُوسَى -عليه السلام- قَومَهُ حِينَ قَالَ: (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 129]، وَتَحَقَّقَتْ إِرَادَةُ اللَّهِ -تَعَالَى- الَّتِي أَخبَرَ عَنهَا بِقَولِهِ: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ)[القصص: 5-6].
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعنَا بِمَا فِيهِ مِن الآيَاتِ وَالذِّكرِ الحَكِيمِ.
أَقُولُ قَولِي هَذَا، وَأَستَغفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُم فَاستَغفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَحِيم.
الخطبة الثانية:
الحَمدُ لِلَّهِ وَحدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَن لَا نَبِيَّ بَعدَهُ، وَبَعدُ:
عِبَادَ اللَّهِ: كَمْ فِي خَبَرِ مُوسَى وَفِرعَونَ مِن آيَةٍ لِلمُؤمِنِينَ؟ إِنّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَنَصرَهُ حَقٌّ لِأَهلِ الحَقِّ، لَكِنّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلّ شَيءٍ أَجَلًا، فَلَهُ حِكمَةٌ فِيمَا يَقضِي سُبحَانَهُ.
وَإِنّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، هُوَ الَّذِي يُدَبّرُ الأَمرَ، وَيَصرِفُ القَدَرَ، فَمَهْمَا عَتَا الظَّلَمَةُ وَالطُّغَاةُ وَأَهلُ الكُفرِ، وَاستَكبَرُوا بِمَا لَدَيهِم فِي الدُّنيَا مِن قُدُرَاتٍ وَخِبرَاتٍ، وَعُلَمَاءَ وَحُلَفَاءَ، إِلَّا أَنّهُم لَا شَيءَ لَهُم، بَل إِنّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، يَحكُمُ مَا يُرِيدُ، وَيَقضِي مَا يَشَاءُ.
وَمَهْمَا عَلَا البَاطِلُ وَارتَفَعَ فَهُوَ زَاهِقٌ وَزَائِلٌ لَا مَحَالَةَ، لَكِنّ عَلَى المُؤمِنِينَ أَن يَثِقُوا بِوَعدِ اللَّهِ، وَيَستَعِينُوا بِهِ وَيَصبِرُوا، فَإِنّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ، فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فَأَطَاعَهُ وَامتَثَلَ أَمرَهُ، وَتَوَكّلَ عَلَيهِ، وَاستَعَانَ بِهِ، فَهُوَ المَنصُورُ الغَالِبُ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر: 51]، وَقَالَ سُبحَانَهُ: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف: 90].
عِبَادَ اللَّهِ: لَمَّا كَانَت أُمَّتُنَا أَولَى الأُمَمِ بِالأَنبِيَاءِ -فَنَحنُ أَولَى بِمُوسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- مِن كَفَرَةِ اليَهُودِ، وَأَولَى بِعِيسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- مِن كَفَرَةِ النَّصَارَى- شَرَعَ اللَّهُ لِلمُؤمِنِينَ أَن يَصُومُوا اليَومَ الَّذِي نَجّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَمَن مَعَهُ مِن إِخوَانِنَا المُؤمِنِينَ، وَهُوَ يَومُ عَاشُورَاءَ، جَاءَ فِي الصَّحِيحِ عَن ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا- قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ -ﷺ- المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: هَذَا يَومٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوم نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِم، فَصَامَهُ مُوسَى -عليه السلام- شُكرًا لِلَّهِ -تَعَالَى-، فَنَحنُ نَصُومُهُ تَعظِيمًا لَهُ، قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"(رَوَاهُ البُخَارِيُّ)، وَلَمَّا سُئِلَ ﷺ عَن فَضلِ صَومِ يَومِ عَاشُورَاءَ، قَالَ: "أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ).
وَيُستَحَبُّ أَن يَصُومَ اليَومَ التَّاسِعَ مَعَهُ مُخَالَفَةً لِليَهُودِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُخَالَفَةَ الكُفَّارِ مَقصُودَةٌ فِي شَرِيعَتِنَا، حَتَّى مُخَالَفَتَهُم فِي الطَّاعَةِ، فَقَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ-: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ).
بَل هَذَا الشَّهرُ كُلُّهُ -شَهرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ- يُستَحَبُّ الإِكثَارُ مِنَ الصِّيَامِ فِيهِ؛ فَعَن أَبِي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ-: "أَفضَلُ الصِّيَامِ بَعدَ رَمَضَانَ: شَهرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ).
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.
رَبِّ أَعِنّا وَلَا تُعِنْ عَلَينَا، وَانصُرْنَا وَلَا تَنصُرْ عَلَينَا، وَامكُرْ لَنَا وَلَا تَمكُرْ عَلَينَا، وَاهدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا، وَانصُرنَا عَلَى مَن بَغَى عَلَينَا، اللَّهُمَّ أَنجِ المُستَضعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَنزِلْ نَصرَكَ عَلَى عِبَادِكَ المُوَحّدِينَ، اللَّهُمَّ وَفّقْ وَلِيّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
التعليقات