عناصر الخطبة
1/ أهمية حفظ القرآن 2/ كرامات وفضائل حفظ القرآناقتباس
وإذا كان العبد في الدُّنيا يزهو ويفتخر ويمتلئ إعجاباً وخيلاء إذا ما خَلَعَ عليه سلطانٌ أو مَلِكٌ خِلْعَةً ما؛ فما بالك بصاحب القرآن يوم القيامة إذا أنعم عليه مولاه، خالِقُ الخلق جميعاً، ومَلِكُ النَّاس وإلهُهم بهذه النِّعمة العظيمة، والمنزلة الرَّفيعة، وأَلْبَسَهُ تاجَ الكرامة، وحُلَّةَ الكرامة على أعين الخلائق! ما بالك...
الخطبة الأولى:
الحمد لله...
لم يترك النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمراً فيه تشجيع على حِفْظِ القرآن العظيم إلاَّ سلكه، فكان يُفاضِل بين أصحابه الكرام في حفظ القرآن، فيعقد الرَّايةَ لأكثرهم حفظاً، وإذا بعث بَعْثاً جعل أميرَهم أحفَظَهم للقرآن، وإمامَهم في الصَّلاة أكثَرَهم قراءةً للقرآن، ويُقدِّم لِلَّحْد في القبر أكثرَهم أخذاً للقرآن، ورُبَّما زَوَّج الرَّجلَ على ما يحفظه في صدره من القرآن.
وحين يدخل المؤمنون الجنَّة فإنَّ حافِظَ القرآن يعلو غيرَه في درجات الجنَّة لتعلوَ منزلته، وترتفعَ درجته في الآخرة، كما ارتفعت في الدُّنيا؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرآنِ(1): اقْرَأ وَارْتَقِ(2)، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا(3)، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا"(4). أفاد الحديثُ التَّرغيبَ في حفظ القرآن، وتخصيصُ الصَّاحِبِ في الحديث بالحافظ عن ظهر قلب دون التَّالي من المصحف تكريماً له وتشريفاً.
قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله: "الخبر المذكور خاصٌّ بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف؛ لأنَّ مجرَّد القراءة في الخطِّ لا يختلف النَّاس فيها ولا يتفاوتون قلَّةً وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنَّة بحسب تفاوت حفظهم"(5).
والفوز بهذه المنزلة له شروط، يوضِّحها الألبانيُّ -رحمه الله- بقوله: "ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن، لكن بشرط أن يكون حِفْظُه لوجه الله تبارك وتعالى، وليس للدُّنيا والدِّرهم والدِّينار، وإلاَّ فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "أَكْثَرُ مُناَفِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا"(6) "(7). فيا لها من سعادة للحافظ المُخْلِص إذا قيل له: "اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، فإنَّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها". تُرى إلى أين يرقى؟!
وحافظ القرآن له عدة كرامات عند الله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "يَجِيءُ القُرآنُ يَوْمَ القيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّه(8)، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَة، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيُقَالُ: اقْرَأ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً"(9).
فقد بَيَّنَ النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أَنَّ القرآنَ العظيم يرفع شأن صاحبه يوم القيامة، وأنه يطلب من الله تعالى أن يُزَيِّنَ صاحبه ويحلِّيه ويلبسه تاج الكرامة ويرضى عنه عزّ وجل جزاءً وفاقاً؛ فكما أرضى صاحبُ القرآن كتابَ الله في الدُّنيا بقيامه به، وعمله به، وتدبُّره، والدَّعوة إليه فإنَّ القرآن يسأل الله تعالى أن يرضى عن عبده الحافظ للقرآن العامل به.
وإذا كان العبد في الدُّنيا يزهو ويفتخر ويمتلئ إعجاباً وخيلاء إذا ما خَلَعَ عليه سلطانٌ أو مَلِكٌ خِلْعَةً ما؛ فما بالك بصاحب القرآن يوم القيامة إذا أنعم عليه مولاه، خالِقُ الخلق جميعاً، ومَلِكُ النَّاس وإلهُهم بهذه النِّعمة العظيمة، والمنزلة الرَّفيعة، وأَلْبَسَهُ تاجَ الكرامة، وحُلَّةَ الكرامة على أعين الخلائق! ما بالك بالسَّعادة والغبطة والفرح الذي يملأ قلبه.
وأعظَمُ من ذلك كلِّه: رِضا اللهِ عنه، ثم يُزاد على كلِّ ذلك بكلِّ آية حَسَنة، فضلاً عن رفعِهِ درجات في الجنَّة بعدد الآيات التي يحفظها من القرآن.
قال ابن الجَزَري رحمه الله - في فضائل حملة القرآن العظيم، وجزائهم عند الله تعالى:
وَبَعْدُ: فَالإِنْسَانُ لَيْسَ يَشْرُفُ *** إلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ وَيَعْرِفُ
لِذَاكَ كَانَ حَامِلُو الْقُرْآنِ ***أَشْرَافَ الأُمَّةِ أُوِلي الإِحْسَانِ
وَإِنَّهُمْ فِي النَّاسِ أَهْلُ اللهِ *** وَإِنَّ رَبَّنَا بِهِمْ يُبَاهِي
وَقَالَ فِي الْقُرْآنِ عَنْهُمْ وَكَفَى *** بِأَنَّهُ أَوْرَثَهُ مَنِ اصْطَفَى
وَهُوَ فِي الأُخْرَى شَافِعٌ مُشَفَّعُ *** فِيهِ وقَوْلُهُ عَلَيْهِ يُسْمَعُ
يُعْطَى بِهِ المُلْكَ مَعَ الخُلْدِ *** إِذَا تَوَّجَهُ تَاجَ الْكَرَامَةِ كَذَا
يَقْرَا وَيَرْقَى دَرَجَ الجِنْانِ *** وَأَبَوَاهُ مِنْهُ يُكسَيَانِ
فَلْيَحْرِصِ السَّعِيدُ فِي تَحْصِيلِه *** وَلاَ يَمَلَّ قَطُّ مِنْ تَرْتِيلِه(10)
فهل يعي المسلمون فضائِلَ حفظِ القرآن، ويُقْبِلون عليه بشوق، ورغبة، وَنَهَمٍ، ويُربُّون على ذلك أبناءَهم؟
وحافظ القرآن مع السَّفرة الكرام البررة؛ فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرآنَ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ"(11). وهؤلاء السَّفَرة الكرام اختارهم اللهُ تعالى، وشَرَّفهم بأن تكون بأيديهم الصُّحُف المطهَّرة، قال تعالى: (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ) [عبس:13-16] .
مغزى معيَّة السَّفرة:
والحُفَّاظ هم الأَولى بالإمارة؛ فقد كان السلف الصالح يُكرمون صاحب القرآن، ويعترفون بفضله، ويقدمونه على غيره؛ حتَّى في منصب الإمارة، وإن كان مولى من مواليهم، وممَّنْ رفعهم الله تعالى بالقرآن عبد الرَّحمن بن أبزى الخزاعي -رضي الله عنه-(12)؛ فعَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ؛ أَنَّ نَافِعَ بْنَ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ. وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ. فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الوَادِي؟ فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ -عزّ وجل-. وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالفَرَائِضِ. قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ -صلّى الله عليه وسلّم- قَدْ قَالَ: "إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ"(13).
والحُفَّاظ هم الأَولى بالإمامة؛ فعن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ"(14).
وعن أبي سعيد الخُدريِّ رضي الله عنه، أن النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إذا كَانُوا ثَلاَثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وأَحَقُّهُمْ بِالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ"(15).
وعن ابنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قال: "لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ العَصْبَةَ -مَوْضِعٌ بِقُبَاءَ- قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنَاً"(16). زاد الهيثم بن خالد الجهني: "وَفِيهم عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وأبو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ"(17).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "ووجه الدَّلالة منه إجماع كبار الصَّحابة القرشيين على تقديم سالمٍ عليهم، وكان سالمٌ المذكور مولى امرأة من الأنصار فأعتقته، وكأنَّ إمامتَه بهم كانت قبل أن يُعتق... وإنما قيل له مولى أبي حذيفة؛ لأنَّه لازَمَ أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بعد أن أُعتق فتبنَّاه، فلمَّا نُهُوا عن ذلك قيل له مولاه... وقوله: "وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنَاً" إشارة إلى سبب تقديمهم له مع كونهم أشرفَ منه"(18).
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أيها المسلمون: والأكثر قرآناً هو المُقَدَّمُ في إمامة الصَّلاة وإنْ كان صبيّاً مميِّزاً؛ فعن عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الفَتْحِ، بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بإِسْلاَمِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بإسْلاَمِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ واللهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- حَقّاً، فَقَالَ: "صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا في حين كَذَا، وَصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا في حين كَذَا، فَإذَا حَضَرتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرآناً". فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآناً مِنِّي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُوني بَيْنَ أيْدِيهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أوْ سَبْعِ سِنينَ(19).
قال ابن حجر - رحمه الله: "وفي الحديث حُجَّةٌ للشَّافعيَّة في إمامة الصَّبيِّ المُميِّز في الفريضة، وهي خلافية مشهورة ولم يُنْصِفْ مَنْ قال: إنهم فعلوا ذلك باجتهادهم، ولم يَطَّلِع النَّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك؛ لأنَّها شهادة نفي، ولأنَّ زمن الوحي لا يقع التَّقرير فيه على ما لا يجوز"(20).
والحفَّاظ هم أصحاب الشُّورى؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: "كَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولاً كانُوا أَوْ شُبَّاناً"(21).
والحفَّاظ هم المقدَّمون في البَرْزخ؛ فعَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما؛ قال: كان النَّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَجْمَعُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذاً لِلْقُرآنِ". فإذا أُشِيرَ لهُ إلَى أَحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، فقال: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَةِ"(22).
قال ابن حجر - رحمه الله: "وفيه فضيلةٌ ظاهرة لقارئ القرآن، وَيُلحق به أهل الفقه والزُّهد وسائر وجوه الفَضْل"(23).
والحُفَّاظ أهل الله وخاصَّته؛ فعن أَنَس بنِ مالكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "إنَّ للهِ أَهْلِينَ(24) مِنَ النَّاسِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ القُرآنِ، أهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ"(25).
فَلْينتسب كلُّ إنسان لما يتمنَّى ويرغبُ مِنْ أهل المال أو الجاه أو المناصب أو الشُّهرة، ولْتَجُدِ القواميس بكلِّ وصفٍ وثناءٍ، فهل تأتي بأكملَ مِمَّا وُصِفَ به حملة كتاب الله: "أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ"(26)؟
وقد أثنى الله تعالى على الحُفَّاظ؛ بقوله سبحانه: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [العنكبوت: 49]. فهؤلاء الحُفَّاظ "سادةُ الخَلْق، وعقلاؤُهم، وأُولو الألباب منهم، والكُمَّلُ منهم. فإذا كان آيات بيِّنات، في صدور أمثال هؤلاء، كانوا حُجَّةً على غيرهم"(27).
فكفى بحافظ القرآن فخراً وشرفاً أنَّ الله تعالى أكرمه وجعله من أسباب حِفْظ القرآن؛ ذلك أنَّ آيات القرآن العظيم محفوظةٌ في الصُّدور والسُّطور، وهذا من أسباب حفظ الدِّين، ووسائل حفظ الشَّريعة.
والحفَّاظ لا تحرقهم النَّار؛ فعن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: "لَوْ كَانَ القُرآنُ في إِهَابٍ مَا أَكَلَتْهُ النَّارُ"(28).
وقال أَبُو أُمَامَةَ رضي الله عنه: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ ولا تَغُرَّنَّكُمْ هذه المَصَاحِفُ المُعَلَّقَةُ(29)؛ فَإِنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ قَلْباً وَعَى القُرْآنَ"(30).
قال الزَّبيدي رحمه الله - في شرحه لأثر أبي أُمامة: "أي: حَفِظَهُ وتدبَّرَه وعَمِلَ بما فيه، فَمَنْ حَفِظَ ألفاظَه وضيَّعَ حُدودَه فهو غَيرُ واعٍ له"(31).
فهنيئاً لمن حَفِظَ كتابَ الله تعالى فجَمَعه في صدره، وعَمِلَ بما فيه.. هنيئاً له بهذه البشارة في النَّجاة من النَّار، وهذا من أعظم فضائل حفظ القرآن الكريم؛ فهل من مُشَمِّرٍ؟
----------
(1) "لِصَاحِبِ القُرآن": أي حافظه عن ظهر قلب أو حافظ بعضه الملازم لتلاوته مع التَّدبُّر لآياته، والعمل بأحكامه، والتَّأدُّب بآدابه.
(2) "اقْرَأ وارْتَقِ": أَمْرٌ مِنْ رَقَى يَرْقَى، أي: اصعد دَرَجَ الجنَّة بمقدار ما حفظته من آي القرآن.
(3) "وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا": أي لا تستعجل في قراءتك فالتَّرتيل في الجنَّة لمجرَّد
التَّلذُّذ؛ إذ لا عَمَلَ ولا تكليف هناك، وفيه إشارة إلى أنَّ الجزاء على وفق الأعمال كمِّيَّة وكيفيَّة. انظر: عون المعبود (4/237)؛ تحفة الأحوذي (8/232)؛ فقه قراءة القرآن الكريم (ص 71).
(4) رواه أبو داود (2/73) (ح 1364)، وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (1/275) (ح 1300): "حسـن صحيح".
(5) الفتاوى الحديثية (ص 156).
(6) رواه أحمد في "المسند" (2/175) (ح 6637)، وقال محققو المسند (11/213) (ح 6637): "إسناده حسن". وأورده الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2/386) (ح 750).
(7) السلسلة الصحيحة (5/384).
(8) "يا رَبِّ حَلِّهِ": الظَّاهر أنه أَمْرٌ مِنَ التَّحلِيَةِ، يُقال: حَليتُه أحليهِ تحليةً إذا أَلْبَسْتُه الحِلية. والمعنى: يا ربِّ زَيِّنْهُ . انظر: تحفة الأحوذي (8/232).
(9) رواه الترمذي (5/178) (ح 2915)، وقال: "حسن صحيح". وحسَّنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3/10) (ح 2328).
(10) طَيِّبة النَّشْر في القراءات العَشْر (ص 31).
(11) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب: تفسير سورة (عَبَسَ) (4/1882) (ح 4653).
(12) هو عبد الرَّحمن بن أبزى الخزاعي رضي الله عنه، من أواخر صغار الصَّحابة، كان مولى لنافع بن عبد الحارث، وكان في عهد عمر رجلاً، وكان على خراسان لعليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه. انظر: الإصابة (4/149)، التقريب (1/472)، سير أعلام النبلاء (3/201).
(13) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب: فضل مَنْ يقوم بالقرآن ويعلِّمُه (1/559) (ح 816).
(14) رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: مَنْ أحقُّ بالإمامة (1/465) (ح 673).
(15) رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: مَنْ أحقُّ بالإمامة (1/464) (ح 672).
(16) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب: إمامة العبد والمولى (1/219) (ح 692).
(17) رواه أبو داود (1/160) (ح 588)؛ وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1/117) (ح 550).
(18) فتح الباري شرح صحيح البخاري (2/241).
(19) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب: مَنْ شَهِدَ الفتح (3/1299) (ح 4302).
(20) فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/30).
(21) رواه البخاري، كتاب التَّفسـير، باب: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199] (3/1420) (ح 642).
(22) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب: اللَّحد والشَّق في القبر (1/401) (ح 1353).
(23) فتح الباري شرح صحيح البخاري (3/213).
(24) أَهْلِينَ): جَمْعُ أهل، جُمِعَت بالياء والنون لكونها ملحقاً بجمع المذكَّر السَّالم، ونُصِبت بالياء لكونها اسم إنَّ مؤخَّر.
(25) رواه ابن ماجه في "المقدِّمة" (1/78) (ح 215)؛ وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (1/42) (ح 178).
(26) انظر: حفظ القرآن الكريم (ص 15)؛ أنوار القرآن (ص 239).
(27) أحمد في "المسند" (4/155) (ح 17456)؛ والطبراني في "الكبير" (17/308) (ح 850)؛ وابن عدي في "الكامل" (1/32)؛ وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2/953) (ح 5282).
(28) أحمد في "المسند" (4/155) (ح 17456)؛ والطبراني في "الكبير" (17/308) (ح 850)؛ وابن عدي في "الكامل" (1/32)؛ وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (2/953) (ح 5282).
(29) لعلَّ المقصود: الحثُّ على فضيلة حفظ القرآن عن ظَهْرِ قلبٍ، والله أعلم.
(30) رواه الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته" (ص 154) (رقم 125)؛ والبخاري في "خلق أفعال العباد" (1/87) (رقم 273)؛ وابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/133) (رقم 30079)؛ والدارمي في "سننه" (2/306) (رقم 3319)؛ وصحَّحَ إسنادَه ابنُ حجر في "فتح الباري" (9/79).
(31) إتحاف السَّادة المتقين (4/465).
التعليقات