عناصر الخطبة
1/معنى اسم الله الولي 2/مجالات مسؤوليات الناس 3/نوعا ولاية الله 4/تعليم النبي صلى الله عليه وسلم معنى الولاية للصحابة وتطبيقها 5/الطريق إلى ولاية اللهاقتباس
اسْمُ اللهِ الوَلِيُّ: اسْمٌ عَظِيمٌ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ- الْمُتَولِّي لِأُمورِ خَلْقِهِ جَمِيعًا وَالقَائِمِ بِهَا بِلا حَاجَةٍ لَهُمْ وَلا مُعَاوَنَةٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَبَدًا....
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمدُ للهِ؛ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، وَأَشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مَحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيرُ الْعَبِيدِ، صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه، والتَّابِعِينَ لَهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الْمَزِيدِ. أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوا رَبَّكُمْ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى.
أَيُّهَا الْمُسلِمُونَ: أَسْمَاءُ اللهِ كُلُّها حُسْنَى وَصِفَاتُهُ كُلُّها عُلَا، وَلِكُلِّ اسمٍ وَصِفَةٍ عُبُودِيَّةٌ خاصَّةٌ، لِذَا قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ). وفي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ”.
والْمُؤْمِنُ لا يَسْتَغْنِي عَنِ التَّعَرُّفِ عَلَى اللهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، بِأْنْ يُحْصِيَها وَيَعْمَلَ بِمُقْتَضَاهَا، وَاعْلَمُوا -يا رَعَاكُمُ اللهُ- أَنَّهُ كُلَّمَا ازْدَدْنَا مَعْرِفَةً بالرَّبِّ ازْدَادَ تَوْحِيدُنَا وَتَوْقِيرُنَا وَحُبُّنَا لَهُ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ.
عِبَادَ اللهِ: الْيَوْمَ نَتَأَمَّلُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ العِظَامِ الْحُسْنَى وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ الكَريِمِ وَبِسُنَّةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ عَليهِ أزْكَى صَلاةٍ وَأَتَمَّ تَسْلِيمٍ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا).
اسْمُ اللهِ الوَلِيُّ: اسْمٌ عَظِيمٌ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ- الْمُتَولِّي لِأُمورِ خَلْقِهِ جَمِيعًا وَالقَائِمِ بِهَا بِلا حَاجَةٍ لَهُمْ وَلا مُعَاوَنَةٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَبَدًا، وَصَدَقَ القَائِلُ سُبْحَانَهُ (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا).
وَأَبْشِرُوا -يَا مُؤمِنُونَ- فَلَكُمْ وِلاةٌ خَاصَّةٌ مِنَ اللهِ -تَعَالَى- : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ).
وَكَمَا ذَكَرَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- أَنَّ الْمُؤمِنِينَ تَوَلَّوْا رَبَّهُمْ فلا يَبْغُونَ عَنْهُ بَدَلاً، ولا يُشرِكُونَ بِهِ أَحَدًا، فَقَد اتَّخَذُوهُ حَبِيبًا وَوَلِيَّا لَهُمْ، فَتَوَلَّاهُمْ بِلُطْفِهِ وَمَنَّ عَلَيهِم بِإحْسَانِهِ! فَالْحَمْدُ للهِ كَفَنَا بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَنا بِاللَّهِ نَصِيرًا.
أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: للهِ -تَعَالَى- وِلايَةٌ عَامَّةٌ لجميعِ مَخْلُوقَاتِهِ، يُدَبِّرُهُمْ وَيُصَرِّفُهُمْ في كُلِّ شيءٍ! تَشْمَلُ الْمُؤمِنَ وَالكَافِرَ، وَالبَرَّ والفَاجِرَ؛ كَمَا قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ). وَلَمَّا قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ). بِمَعْنى لَيسَ لِلْكَافِرِينَ وِلايَةٌ خَاصَّةُ.
إنَّمَا وِلايَةُ اللهِ الخَاصَّةُ فَهِيَ لَكُمْ مَعَاشِرَ الْمُؤمِنِينَ بِنَصْرِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَتَأْيِيدِهِ وَحِفْظِهِ، وَتَوفِيقِهِ وَهِدَايَتِهِ. نَعَمْ إنَّها وِلايَةٌ خَاصَّةٌ بِعِبَادِهِ الْمُؤمِنينَ وَأَوليَائِهِ الصَّالِحِينَ؛ كَمَا قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ). وَقَالَ: (بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ).
يَا مُؤمِنُونَ: كَفَانَا بِاللهِ وَليًّا يَلِي أُمُورَنَا، وَنَصِيرًا يَنْصُرُنَا؛ فَثِقُوا بِوِلايَتِهِ وَنُصْرَتِهِ دُوْنَ الْعَالَمِينَ.
حَقًّا: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) وَقَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). وَلِذَ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ أَدعِيَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ التي يُعَلِّمُهَا أَصْحَابَهُ: “اللَّهُمَّ آتِ أَنْفُسَنَا تَقْوَاهَا، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا”. وَهَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعَاءَ الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ: “اللهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَنَ عَافَيْتَ، وتَوَلَّنَا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ”. وَكَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، ثَبِّتْنِي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ”.
عِبَادَ اللهِ: وَلَقَدْ أَعْطَى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَصْحَابَهُ دَرْسًا عَمَلِيًّا فِي مَفْهُومِ وَمَعْنى وِلاَيَةِ اللهِ لِلْمُؤمِنِينَ فِي أَشَدِّ الْظُّرُوفِ وَأَحْلَكِهَا حِيَنَ انْهَزَمَ الْمُؤمِنُونَ فِي أُحُدٍ فَقَدْ قَامَ فِي الْقَومِ أَبُو سُفْيَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَبْلَ إسْلامِهِ، فَنَادَى: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاَءِ، فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، قَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ"، قَالَ: إِنَّ لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ؟”، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: “قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ”.
إي -واللهِ- أَيُّهَا الْيَهُودُ الْغَاشِمُونَ.. أيُّهَا الْنَّصَارَى الْمَاكِرُونَ.. أَيُّهَا الْطُّغَاةُ الْظَّالِمُونَ: اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ.
أقُولُ مَا تَسَمَعُونَ وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ولِلْمُسْلِمِينَ مِن ذَنْبٍّ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ وَلَيِّ الْمُؤمِنِينَ، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، الْمَلِكُ الْمُبِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ الأَمِينُ صَلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وَأصحَابِهِ والتَّابِعينَ لَهمْ بِإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَكُونُوا مِن أَولِيَاءِ اللهِ: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
قَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ الآيَةِ: أَوْلِيَاءُ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ مَخَاوِفَ وَأَهْوَالٍ. وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ على مَا أَسْلَفُوا، لأَنَّهمْ لَم يُسْلِفُوا إلَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ، فَثَبَتَ لَهُمُ الأَمْنُ وَالسَّعَادَةُ، وَالخَيرُ الكَثِيرُ الذي لا يَعْلَمُهُ إلَّا اللهُ -تَعَالَى-.
عِبَادَ اللهِ: اللهُ وَلِيُّ كُلِّ الْنِّعَمِ التي نَتَفَيَّئُ فِي ظِلالِهَا مِنْ أَمْنٍ في الْبِلادِ وِرِغِدٍ فِي الْعِيشِ. وَمَنْ كَانَ للهِ أَتْقَى كَانَ اللهُ وَلِيَّهُ وَمَولاهُ! جَعَلَنَا اللهُ مِن الْمُؤمِنِينَ الْمُتَّقِينَ الشَّاكِرينَ الذَّاكِرينَ.
عِبَادَ اللهِ: والْمُؤمِنُ الصًّادِقُ دَائِمًا يُرَدِّدُ: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
فَيَا عَبْدَ اللهِ تَعَبَّدْ للهِ دَاعِيًا لَهُ وَقُلْ: (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ).
بُشْرَاكُمْ -يَا أَولِيَاءَ الرَّحْمَنِ- فَإنَّ اللهَ نَاصِرُكُمُ وَحَافِظُكُم وَمُدَافِعٌ عَنْكُمْ. وَيَا وَيْلَ مَنْ يُعَادِيكُمْ أو يُؤذِيكُمْ فَإنَّ اللهَ مُحَاربُهُ وَمُهْلِكُهُ كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ".
عِبَادَ اللهِ: الطَّريقُ إلى وِلايَةِ اللهِ -تَعَالَى- تَكُونُ بِتَقْوَاهُ حَقَّا كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ). قَالَ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: كُلُّ مَنْ كَانَ مُؤمِنًا تَقِيًّا كَانَ للهِ وَلِيًّا. بِمُحَفَاظَتِكَ على الفَرَائِضِ، وَالإكْثَارِ مِنَ النَّوَافِلِ؛ تَكُونُ مِن أولياءِ اللهِ وَعِبَادِهْ الْمُخْلَصِينَ.
وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".
إنَّكَ -يَا عَبْدَ اللهِ- بِاتِّبَاعِكَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَحُسْنِ اقْتِدَاءِكَ بِهِ، وَلُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِهِمْ؛ تَنَالُ وِلايَةَ اللهِ -تَعَالَى-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
يَا عَبْدَ اللهِ: لازِمْ دُعَاءِ اللهِ تَنَالُ وِلايَةَ اللهِ -تَعَالَى- رَدِّدْ: (أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
أيُّا الأَخُ الْمُؤمِنُ: إذَا اسْتَشْعَرْتَ مَعنى اسْمَ اللهِ الوَلِيِّ ازْدَدَ تَعْظِيمُ اللهِ في قَلْبِكَ، وَازْدَدَ إيمَانُكَ، وَاسْتَقَامَتْ أَحْوَالُكَ، وَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُكَ أَنَّ الأُمُورَ بِيَدِ اللهِ -تَعَالَى- فَتَقُولُ بِإيمَانٍ عَمِيقٍ: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
وَلَنْ تَخَافَ مِنْ أيِّ عَدُوٍّ مُسْتَحْضٍرًا قَولَ اللهِ -تَعَالَى-: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
فَاللهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَنَ عَافَيْتَ، وتَوَلَّنَا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، اللهُمَّ يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، ثَبِّتْننَا بِهِ حَتَّى نَلْقَاكَ.
اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِن عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، اللهم اهدنِا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأعمالِ لا يهدي لأحسَنِها إلا أنت، واصرف عنَّا سيئَها لا يَصرِفُ عنَّا سيئَها إلا أنت.
اللهم زيِّنا بزينة التقوى والإيمان، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولِكَ مُحمَّدِ، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.
اللهم ارزقنا إتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَا، اللهم احشرنا في زمرتِهِ وارزقنا السَّيرَ على سُنَّتِهِ ياربَّ العالْمين.
اللهم وفق وُلاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمينَ عَامَّةً، وَولاة أمورنا خاصَّةً لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى واجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين.
اللهم اعز الإسلامَ والمُسلمين وانصُرْ واحفظ جُنُودَنا المُرابِطِينَ. اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وعليك باليهود الغاشمين الظالمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وذرَارينا والمُسْلِمينَ. عبادَ اللهِ: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
التعليقات
زائر
28-02-2024اين الدعاء لغزة