وهو الذي ينزل الغيث

الشيخ نواف بن معيض الحارثي

2022-11-13 - 1444/04/19
عناصر الخطبة
1/أهمية المطر والحاجة إليه 2/اعتقاد أهل الجاهلية أن النجوم له تأثير في نزول المطر 3/اعتقاد أهل الحق في نزول المطر آية وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- عند نزول المطر 4/بعض التصرفات الخاطئة الناس عند نزول المطر

اقتباس

المطرُ سببٌ لرزق العبادِ وإحياءِ الأرضِ، وآيةٌ من آياتِ اللهِ وَهِبَةٌ من هِباتِهِ، ونُزولُ المَطَرِ آيَةٌ تَدلُّ على قُدَرَةِ اللهِ -سبحانه- على البَعْثِ والنُّشورِ فهل منْ مُدَّكرٍ؟ والمطرُ جُندٌ من جُندِ اللهِ -تعالى-، فإمَّا أنْ يكونَ رَحمَةً وطَلاًّ وإمَّا عَذَاباً وَبِيلاً، فهو جندٌ من جُندِ الله -تَعالى- يُسلِّطُهُ على مَن يَشَاءُ، فقد...

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله واسعِ الفضلِ والعطاءِ، سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدُّعاءِ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له واسعُ الكرمِ والجودِ، ونشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُ الله ورسولُهُ صاحِبُ الحوضِ المَورودِ، صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه، وعلى آلهِ وَصحبِهِ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى اليومِ الموعود.

أمَّا بعدُ: فَأوصيكم وَنفسي بِتقوى اللهِ -تَعالى-، فالمُتَّقونَ هُمُ النَّاجُونَ، فَمن اتقى اللهَ وَقَاهُ، ومَن تَوكَّلَ عليه كَفاهُ، ومَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ.

 

عن أنس -رضي الله عنه- قال: "أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبيْنَا رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ قَامَ أعْرَابِيٌّ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّـهَ لَنَا أنْ يَسْقِيَنَا؟ قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّـهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَيْهِ وما في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ، قالَ: فَمُطِرْنَا يَومَنَا ذلكَ، وفي الغَدِ، ومِنْ بَعْدِ الغَدِ، والذي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذلكَ الأعْرَابِيُّ -أوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّـهِ تَهَدَّمَ البِنَاءُ، وغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّـهَ لَنَا؟ فَرَفَعَ رَسولُ اللَّـهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَيْهِ، وقالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا"، قالَ: فَما جَعَلَ رَسولُ اللَّـهِ -صلى الله عليه وسلم- يُشِيرُ بيَدِهِ إلى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إلَّا تَفَرَّجَتْ، حتَّى صَارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ حتَّى سَالَ الوَادِي -وادِي قَنَاةَ- شَهْرًا، قالَ: فَلَمْ يَجِئْ أحَدٌ مِن نَاحِيَةٍ إلَّا حَدَّثَ بالجَوْدِ"(رواه البخاري ومسلم).

 

عبادَ اللهِ: المَطرُ مَاءٌ طَهُورٌ مُبَارَكٌ، وهو الحَيَاةُ وَكَفى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[الأنبياء: 30]، ويَقولُ المولى -جلَّ وعلا-: (وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[النحل: 65].

 

والمطرُ سببٌ لرزق العبادِ وإحياءِ الأرضِ: (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ)[البقرة 22]، (وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)[البقرة: 164]، وهو طهور عذب مبارك: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا)[الفرقان: 48]، (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا)[ق: 9]، (وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا)[المرسلات: 27].

 

المَطَرُ آيةٌ من آياتِ اللهِ وَهِبَةٌ من هِباتِهِ: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)[العنكبوت: 63].

 

ويُخطِئُ مَن يَعتَمِدُ على الحِسَابِ والفَلَكِ، وعلى النُّجُومِ والكوَاكبِ فَحسبُ، فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ -رضيَ اللهُ عنهُ- أَنَّهُ قَالَ: "صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ- الصُّبْحِ بِالْـحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟" قَالُوا: اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ"(رواه البخاري ومسلم).

 

عبادَ اللهِ: نُزولُ المَطَرِ آيَةٌ تَدلُّ على قُدَرَةِ اللهِ -سبحانه- على البَعْثِ والنُّشورِ فهل منْ مُدَّكرٍ؟ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فصلت: 39].

عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْـلِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمـَوْتَى؟ قَالَ: "أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ مُمْحِلٍ ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ خَضِرًا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَكَذَلِكَ النُّشُورُ، أَوْ قَالَ: (كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى)[البقرة 73](رواه أحمد وغيره).

 

والمطرُ جُندٌ من جُندِ اللهِ -تعالى-، فإمَّا أنْ يكونَ رَحمَةً وطَلاًّ وإمَّا عَذَاباً وَبِيلاً، فهو جندٌ من جُندِ الله -تَعالى- يُسلِّطُهُ على مَن يَشَاءُ، فقد استَمَعَ اللهُ -تعالى- إلى استِغاثَةِ نُوحٍ -عليهِ السَّلامُ- حينَ دَعَا: (رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)[القمر: 10]، فأجابَهُ اللـهُ -تَعالى-: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)[القمر: 11-12]، فَجَعَلَ اللـهُ طُوفَانَ المَاء عَذابًا على قَومِ نُوحٍ -عليهِ السَّلامُ-.

 

إخوة الإيمان: لقد كَانَ رَسُولُ اللَّـه -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لهُ عائشةُ -رضي الله عنها-: يَا رَسُولَ اللَّـهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمـَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟ فَقَالَ: "إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي، مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"(رواه مسلم)، وعنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رَبَّكُمْ -تَعالى-، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ عِبَادِيَ أَطَاعُونِي لأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمْ أُسْمِعْهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ"(رواه الحاكم).

 

وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، أي: (سَحَابًا لَمْ يَتَكَامَل اِجْتِمَاعه) تَرَكَ الْعَمَلَ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا" فَإِنْ مُطِرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا"(رواه أحمد)، وكانَ صلى الله عليه وسلم إذا نزل الغَيثَ، قالَ: "الَّلهمَّ صَيِّبَاً نَافِعَاً"(رواه البخاري)، وبعد نزوله يقول: "مُطرنا بِفضلِ اللهِ وَرَحمَتِهِ"(رواه البخاري ومسلم).

 

وكانَ يَكشِفُ بَعضَ بَدِنِهِ لِيصيبَهُ المَطرُ، ويَحَسِرُ ثَوبَهُ، ويَكشِفُ عن عِمَامَتِهِ لِيُصِيبَ المَطَرُ جَسَدَهُ، فعن أنسٍ -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّـهِ -صلى الله عليه وسلم-  مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّـهِ ثَوْبَهُ (كَشَفَ بَعْض بَدَنه) حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمـَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: "لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ -تَعالى-"(رواه مسلم)، وكانَ صلى الله عليه وسلم إذا اشتَدَّ المَطَرُ، وَخَشِيَ الضَّرَرَ، قالَ: "اللهمَّ حَوالَينَا ولا علينا، اللهمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ والآجامِ" أي: على الهضاب والجبال، ومنابت الشجر: "وبُطُونِ الأَودِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ"(متفق عليه).

 

ويُسَنُّ الدُّعَاءُ حالَ نُزُولِ المطرِ؛ لِقولهِ صلى الله عليه وسلم: "اثنَانِ لا يُردُّ فِيهِمَا الدُّعاءُ: عِندَ النِّدَاءِ، وعِندَ نُزُولِ المَطَرِ"(رواه الحاكم).

 

فيا مؤمنون: أقدروا لنعمةِ المَطَرِ قَدرَهُ، واشكروا ربَّكُم على سَوَابِغِ فَضلِهِ: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ)[الملك: 30].

 

فاللهم اجعلْ ما أَنزَلْتَ علينا صَيِّبَا نَافِعَا، ومَتَاعاً لنا وبَلاغاً إلى حينٍ...

 

بارك الله...

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ...

 

أمَّا بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: نِعمةٌ ورحمةٌ بالعبادِ وتخفيفٌ عليهم ما ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من الجمعِ بينَ المغربِ والعِشَاءِ حالَ نُزولِ المَطَرِ، وقد بيَّنَ العُلماءُ: أنَّ الجمعَ يكونُ بِوجُودِ مَشقَّةٍ على المُصلينَ، أو وجُودِ وحَلٍ وطِينٍ يحولُ دونَ دخول المسجدِ، أو مَطَرٍ يَهطِلُ أثناءَ الصَّلاةِ يَبُلُّ الثِّيابَ، ويُؤذِي المُصلِّينَ، والأصلُ الطهارةُ في طين الشوارع والمستنقعات بعد الأمطارِ.

 

مَعاشِرَ الكِرَامِ: عندَ نُزُولِ الأَمطَارِ مَعَ الأَسَفِ الشَّدِيدِ هُناكَ تَهَوُّراتٌ وأَخطارٌ تَقعُ مِن بعض الناس دَافِعُها التَّهوُّرُ، وحُبُّ المُغَامَرَةِ؛ كالسُّرعَةِ في قيادة السياراتِ، والدخولِ في الشعابِ والأوديةِ ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورة ٌبَالِغَةٌ، وقد شَاهدتم وَشَاهدْنا بَعضَ مَقَاطِعِ التَّهوُّرِ والسَّفهِ والجُنونِ.

 

فيا مُسلِمونَ: خُذوا حِذركم، وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، واجتنبوا مسبباتِ الهلاكِ، قال صلى الله عليه وسلم: "تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، حَتَّى يُقَالَ: مَنْ صُعِقَ اللَّيْلَةَ"(رواه أحمد وغيره).

 

أيُّها المؤمنونَ: سَلُوا ربَّكُم أنْ يُبَارِكَ لَكم فِيمَا أَعطَاكُم، وأنْ يُتَابِعَ عَليكم مَنَافِعَ دِينِكُم ودُنياكُم، فعنه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ السَّنَةُ" أي القحط "بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا، ثُمَّ تُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا"(رواه مسلم). 

 

ثم صلوا وسلموا...

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life