وصايا مبارَكات

أحمد طالب بن حميد

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/وصايا مجتمِعات مبارَكات

اقتباس

ودَعُوا الرِّيَبَ، واجتَنِبُوا الغضبَ، واتركوا ما لا يعينكم في دنياكم ولا أُخرَاكم، وأحسِنُوا في كل شيء، واتقوا اللهَ حيثما كنتُم، واحفظوا الله يحفظكم، واسألوه يُجبكم، واستعِينوا بالله العلي القدير، واعلموا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وآله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

 

أما بعدُ: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أيها المسلمون: اعلموا أن قَبول الأعمال وكمالَها بالنية، ولكل امرئ من الأجر بقَدْر ما نوى، وميزان صواب الأعمال ما كان عليه أمرُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن دينكم إسلامٌ ظاهرٌ، وإيمانٌ باطنٌ، وإحسانٌ؛ وهو غاية منتهاه؛ بأن تعبدَ اللهَ كأنَّكَ تراه، فإن لم يكن ذاك، فاعلم بأن الله يراكَ، واعلموا أن الساعة آتية لا ريبَ فيها، وأن الله يبعَث مَنْ في القبور، وأن الأرحام مجمَع الخَلْق، ونفخة الْمَلَك، وفصل المقادير، وحَتْم الخواتيم، وأن الحدود ظواهر، والمشتبِهات مَخاطِر، والمحرَّمات فَواقِر، وأن سداد اللسان، وصلاح الأركان، بسِرِّ مكنونِ الجَنانِ، وأن الدِّينَ وفاءُ الحقوقِ، للخالِقِ والمخلوقِ، وأن العصمة بالإسلام، والحساب على الله -تعالى-، وأن الله طيِّب لا يقبل إلا طيِّبًا، وأن النهي يُجتَنَب، والأمر يُطَّلَب، وأن الهلكة في كثرة المسائل، والاختلاف على الدلائل.

 

ودَعُوا الرِّيَبَ، واجتَنِبُوا الغضبَ، واتركوا ما لا يعينكم في دنياكم ولا أُخرَاكم، وأحسِنُوا في كل شيء، واتقوا اللهَ حيثما كنتُم، واحفظوا الله يحفظكم، واسألوه يُجبكم، واستعِينوا بالله العلي القدير، واعلموا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، وأن مَنْ صَنَع ما شاء فقد نُزِعَ لحاءَ الحياءِ، وقد رسَخ في الإسلام مَنْ آمَن بالله فاستقام، وتطهَّر وذكَر، وصلَّى وتصدَّق وصَبَرَ، وتلا القرآنَ واتبع وادَّكَر، فاستكمل الإيمانَ وملأ الميزانَ وأقام البرهانَ، وأنار قلبَه، وأضاء دربَه، وأعتَق نفسَه وأرضى ربَّه، فما هي إلا أعمال تُحصى فتُوفَى، وعليكم بالسُّنَن الواضحات، وإيَّاكم والمحدَثات، ومكبُّ النيرانِ حصائدُ اللسانِ، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا.

 

واعلم -عبدَ اللهِ- أن منشور الولاية، والحفظ والرعاية أن تكون محبوب الولي، ومحل نظر العلِيّ، فله تغرَّب واتَّرِعْ، واعصِ هواكَ واتَّبِعْ، والاستقامةُ هي عينُ الكرامةِ، واعبُرِ السبيلَ، إلى الحليم الجميل، واعلم أن الله يقول: "يا بن آدم، إنكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان منكَ ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلَغَتْ ذنوبُكَ عنانَ السماءِ، ثم استغفرتَني غفرتُ لكَ، يا بن آدم، إنكَ لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تُشرِك بي شيئًا، لَأتيتُكَ بقرابها مغفرةً" صدق الله العظيم، وبلَّغ رسولُه الأمين، ونحن على ذلك من الشاهدين، (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)[هُودٍ: 90].

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119]، وتوكَّلُوا اللهَ حقَّ توكُّلِه فيما توخيتُم من الخير، يرزقكم كما يرزق الطيرَ، ومن كَثُرَتْ عليه الشرائعُ، فليتمسَّكْ بالباب الجامع، مِنْ قولِ رسولِ اللهِ -عليه صلوات الله-: "لا يزال لسانُكَ رطبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ".

 

وصلُّوا وسلِّموا عبادَ اللهِ، على مَنْ سعَت الشجرُ إليه، وسبَّحت الحصى في يديه، وسلَّم الحجرُ عليه، وانشقَّ القمرُ بإشارته، وحنَّ الجِذعُ لعبارته، وأحلَّه اللهُ من السماء سدرةَ منتهاها، وطيَّب قلبَه فولَّاه قِبلةً يرضاها، فإنَّ الله عليه قد صلَّى، والملأ الأعلى بالصلاة عليه تحلَّى، فبأمر الله تَجَلُّوا، وبحلية الملائكة تَحَلُّوا، فقد قال الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

فاللهم صلِّ وسلِّم وزِدْ وبارِكْ، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليتَ على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِك اللهم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما باركتَ على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

اللهم وارضَ عن الأئمة الخلفاء الراشدين المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، اللهم عن سائر العشرة، اللهم عن سائر العشرة، والمهاجرة والأنصار، وعن آل بيتك الطيبين الأطهار، وعن أمهات المؤمنين ذوات الحجرات الطيبات المطيبات، اللهم وعن سائر الصحابة أجمعين، اللهم وعن سائر المسلمين ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، وعليك بأعداء الملة والدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولاية المسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهم وفِّق إمامَنا لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ، وهيِّئ له البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، التي تدلُّه على الخير وتُعِينُه عليه، اللهم ووليَّ عهدِه وسائرَ إخوانهم وأعوانهم يا ربَّ العالمينَ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامَنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنتَ أعلمُ به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، وأنتَ على كل شيء قدير.

 

اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وَقِنَا عذابَ النار، اللهم إنَّا نعوذ بكَ من تحوُّل عافيتِكَ، ومن فُجاءة نقمتكَ، ومن جميع سخطكَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم ارفع عنَّا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمينَ، يا أرحم الراحمينَ، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها، أنتَ وليُّها ومولاها.

 

عبادَ اللهِ: اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بكرةً وأصيلًا، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

 

المرفقات
وصايا-مبارَكات.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life