عناصر الخطبة
1/ والله غالب على أمره 2/الغلبة للحق وأهله 3/دعوة للمساهمة في تحقيق الغلبة للدين 4/واقعنا وغلبة الدين 5/حقيقة الانتصار 6/لا يخلو زمان من قوم يساندون الحق.اقتباس
مهما أرجف المرجفون، ومهما عاند المعاندون، ومهما بالغ في الكفر والطغيان الطغاة المجرمون، فإن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والمستقبل للإسلام رغم كل المعوقات، ورغم كل ما نراه من ضغوطات، وما نشاهده من حجب تحجب بشدة نور الحقيقة، وتقوم بكل ما أوتيت من قوة لإخفاء ظهور الحق...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ناصر أوليائه المتقين، ومؤيد الأوفياء المخلصين، أحمده -سبحانه- لا أحصي ثناء عليه، وأستغفره وأتوب إليه، وأسأله تعالى أن يجعلنا ممن إذا سمعوا القول عقلوه واتبعوا أحسنه، وبلغوه كما سمعوه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه الكريم: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف : 21]. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا مباركاً مزيداً.
أما بعد:
عباد الله: إن الله -جل جلاله وعز كماله- بيده مقاليد الأمور كلها، وله -عز وجل- جند السموات والأرض، فيده فوق كل الأيدي، وأمره يغلب كل أمر، وقضاءه يقضي على كل قضاء، ودينه ظاهر على كل الأديان، وكلمته هي العليا على كل الكلمات، وجنده هم المنتصرون على كل من عاداهم وخالفهم، هذا وعد الله، وهذا قوله الحق، وحكمه الفصل، يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف : 21].
فالله -تبارك وتعالى- يثبت في هذه الآية الكريمة أنه غالب على أمره، وهذا شامل في كل قضية، فأمر الله -سبحانه وتعالى- يغلب كل أمر، وإرادته تغلب كل إرادة، ومشيئته فوق كل مشيئة، وما شاء الله له أن يكون فسيكون، ولو كره من كره، وأبى من أبى، رضي من رضي، وسخط من سخط، وما لم يشأ له أن يكون فلن يكون ولو اجتمع من بأقطار الأرض كلها على أن يكون، (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد : 41]، (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الإنسان : 30]، (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير : 29].
إننا نؤمن بكل ثقة ويقين أن الله غالب على أمره، وحافظ دينه، ومقيم شرعه، وناصر أوليائه، وأن مكر الكفار بهذا الدين سيرتد عليهم، وكيدهم به سينقلب ضدهم، فلنخاف على أنفسنا لا على دين الله، فإن دين الله له رب يحميه، وقد تكفَّل الله ببقائه وحفظه ونصره، يقول الله -جل وعلا-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر : 9].
فالدين محفوظ ومنصور وباق إلى قيام الساعة، يقول تَمِيمٍ بن أوس الدَّارِيِّ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ". وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: "قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ" [أحمد (16957) ].
أيها المسلمون: لقد أشار الله -تبارك وتعالى- في قوله: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف : 21]، إلى نفاذ إرادته وأنه الغلاب، وعلى العبد أن لا يغتر بظاهر الحال فإن الكفر وإن بدا عاليا، والباطل وإن ظهر منتصراً، فإنه انتصار وهمي، وغلبة غير حقيقية، والغلبة الحقيقية هي لله، والنصر الحقيقي هو النصر لدين الله، ولهذا قال الله -تبارك وتعالى-: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف:21] ، إشارة إلى هذا القهر، وأنك لا بد أن تتيقن من النصر، لأنك لا تعلم دقائق الأمور وأسرار الكون، فالله غالب على أمره، وله جند السموات والأرض، فهو القادر -سبحانه وتعالى- على تحويل الأمور وتقليب الأحوال في غمضة عين، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، أي: لا يوقنون أن الله غالب على أمره، وأنه قادر على كل شيء -جل جلاله وتعالت عظمته-.
إن الله إذا قال للشيء كن فسيكون، ولو شاء الله أن يفعل لفعل، ولو قدَّر شيئاً لكان، ولكن الله -جلت مشيئته- قد جعل في الكون سنناً, سنناً في الأرض، وسنناً في حياة الناس، وجعل تلك السنن هي العاملة -بمشيئته تبارك وتعالى- في الكون، ومن هذه السنن أنه جعل الإيمان شرطاً للنصر والعز والتمكين، فمتى ما حصل ذلك منا تحقَّق لنا وعد ربنا، وحصل لنا النصر والظفر، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد : 7].
نعم؛ إن الله غالب على أمره ولكن هذا لا يعني أن نتوانى أو نتكاسل أو نتواكل، فالله -جل جلاله- طلب منا النصرة لدينه، والدفاع عن شريعته، وحماية منهجه، والإعداد والاستعداد لملاقاة أعدائه، فإذا بذلنا هذا الأسباب، وقمنا بهذا الواجب، وتوكلنا على الله، ووثقنا في عزه ونصره وتمكينه، وعملنا بأسباب النصر، فإن نصر الله لن يتخلف، ووعده لن يتأخر، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].
لا تغرنكم زمجرة الكفر، وصعود الباطل، وانتشار الفساد، فكل هذا سينتهي ويزول إذا قام أهل الحق بواجب الحق، ودافعوا عن الحق، ولن يبقى إلا الأصلح، ولن يدوم إلا الحق، ( لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران: 196، 197], مهما أرجف المرجفون، ومهما عاند المعاندون، ومهما بالغ في الكفر والطغيان الطغاة المجرمون، فإن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والمستقبل للإسلام رغم كل المعوقات، ورغم كل ما نراه من ضغوطات، وما نشاهده من حجب تحجب بشدة نور الحقيقة، وتقوم بكل ما أوتيت من قوة لإخفاء ظهور الحق.
من كان يظن أن دولة الإسلام ستقوم في العهد النبوي، رغم قلة المسلمين وضعف قوتهم، وشحة إمكانياتهم، ووجود المنافقين في داخلهم، واليهود في المدينة من حولهم يتربصون بهم، والمشركون من خارجهم يكيدون لهم، ورغم كل هذا قامت دولة الإسلام، أقامها الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام بدعوتهم وألسنتهم، وبمهجهم وأرواحهم وسيوفهم التي تقاطرت منها دماؤهم الزكية في عشرات الغزوات والمعارك والسرايا، فبزغ الفجر، وأشرق النور، وقامت الدولة الإسلامية النبوية، ولاحت تباشير النصر والانتصار، وولى الكفر مذموما مدحوراً مهزوماً، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف : 21].
فيا أمة الإسلام: اللهَ اللهَ في الدفاع عن عقيدة الإسلام ودينكم الدين الحق، ولْنَسْعَ جميعاً لرد كيد أعداء الله ومكرهم بهذا الدين، ولْنُريِ الله -عز وجل- من تضحياتنا وصدقنا ما يكون سبباً في نصرة الله -عز وجل- لنا، ولنحثَّ الخطا في طريق استعادة هويتنا الإسلامية، ولنتوجه إلى الله -عز وجل- قبل ذلك وبعده أن يبرم لأمتنا المباركة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل الكفر والمعصية، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ) [الصافات 171: 173]، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر : 51]، وقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم : 47].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
عباد الله: إذا ظن أعداء الله أنهم أقوياء فإن الله أقوى منهم، وإذا توهموا أنفسهم عظماء فالله أعظم منهم، وإذا حسبوا أنهم دهاة مخططون فإن هذا من مكر الله بهم، ويمكرون ويمكر الله بهم وهم لا يشعرون، والله خير الماكرين، وإذا جاءت الأيام لصالحهم، وشاء الله للأقدار أن تكون كما يظنون في مصلحتهم فإن الله غالب على أمره، وما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال.
وما علينا إلا أن نكون على يقين أن الله غالب على أمره، فإذا حصل عندنا اليقين بذلك فإننا سنسعى إلى أن يكون لنا الشرف في تحقيق هذه الغلبة لهذا الدين، وسنسعى إلى أن نكون الأداة التي يعز الله بها الإسلام وينصر بها المسلمين، وذلك بتبليغ دعوة الله للعالمين، ونشر دينه في أرجاء الكون، بكل الوسائل والأساليب واللغات، والدفاع عن الدين بكل الوسائل الحسية والمعنوية، ابتداء من بيان حقائق الإسلام وإيضاحها للناس، ورد كيد أعداء هذا الدين إلى نحورهم، وكشف الشبهات التي يثيرونها لتشويه الإسلام والمسلمين، وفضح دعاوي المارقين الضالين، والدفاع بالسيف والسنان والتدريب والإعداد لقتال أعداء الله والنكاية فيهم، وهزيمتهم وإذلالهم، حتى يتضح الحق، ويكون الدين كله لله، والله غالب على أمره، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصف 8: 9].
لقد علمتنا الأحداث الأخيرة أن الشعوب المستغفلة المستضعفة لا يمكن أن تستمر على غفلتها وضعفها، وأنها حين تعرف الطريق إلى ربها وترشد إليه فإنها ستعود عودة صادقة ليس إلى دينها فحسب بل وعزها ومجدها، ولن ترضى الدنية في دينها مهما كثرت التضحيات وعظمت الجراحات.
ونقولها بكل ثقة وعزة: هيهات هيهات أن تموت هذه الأمة أو تفنى ما دام فيها من يقرأ آل عمران والأنفال والتوبة، ويقرأ (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21]. ومن دلالات ذلك في الواقع إضافة إلى هذه اليقظة والصحوة أننا نرى إنجازات الكفار ونجاحاتهم لا تتناسب أبداً مع الجهود الكبيرة التي يبذلونها، والفرص المتوفرة والتأييد العالمي الذي يتلقونه، والإمكانيات العظيمة التي تحت أيديهم، ونرى في المقابل أن الإقبال على الإسلام يفوق جداً جهود الدعاة المبذولة وإمكانياتهم الملموسة، حتى أصبح المرء يجزم بأن الإسلام ينتصر بقوة الله وقدرته وغلبته، لا بجهود أبنائه وقوة المنتسبين إليه.
وكون الإسلام قادم والتوحيد منتصر أمر محسوم وقضية منتهية، ولكن السؤال الأهم بالنسبة لنا: ما دورنا نحن في ذلك؟ وهل نكون ممن يسهم في نصرة الدين، أم نكون ممن ركن إلى الدنيا واشتغل بها عن الأخرة، ونسي ربه فأنساه الله نفسه فكان ممن لا بدنيا ظفر ولا بالآخرة فاز؟!
إننا في النهاية نذكِّر بأن هذه الأمة أمة حية، كما أنها أمة ولاَّدة، وفيها من الطاقات البشرية والإمكانيات المادية ما لا يستهان به، إن هي أحسنت إخراجه وتوظيفه. وإنّ من نصر الله لدينه أنْ يبعث في الأمة كل حين مَن يجدِّد لها أمر دينها يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها" [ أبو داود (4291)].
فالناس يموتون ويذهبون، ولكنّ الدين باق بعزَّة وشموخ، والله -سبحانه وتعالى- يقيِّض له من أبنائه مَن يكون عزُّه ونصره على يديه ،بل ربما ينصر الله هذا الدين بالرجل الفاجر الظالم. ومن نَصْر الله لدينه أنْ جعل كل زمان لا يخلو من أهل الحق الصابرين الصامدين، الذين يعضّون بنواجذهم عليه، ويتحمّلون في سبيله كل أذى وشدة، كما جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق -صلوات الله وسلامه عليه- يقول: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [ البخاري (7311) مسلم (156) ].
إنّ النصر قد يتأخر ولكنه لا يتخلّف، وقد يأتي في غير صورته المعروفة وهيئته المألوفة، وقد لا يأتي مباشرة دفعة واحدة، فعلينا ألا نيأس من نيل النصر، وأن نبحث عن أسبابه، وأنْ نجتهد في أن نكون جنداً من جنوده، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين، وكفى بالله وكيلاً، وكفى به حسيبا. نسأل الله رحمته ومعافاته، وأن يستعملنا في طاعته ويجنبنا غضبه، والله غالب على أمره.
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
التعليقات