عناصر الخطبة
1/ثروة الشباب وضرورة استغلالها وتوظيفها 2/الشباب محل نظر الأعداء ونقطة استغلالهم 3/الشباب وويلات المخدرات 4/الشاب رحى الحرب بيننا وبين أعدائنا 5/نصيحة توجيهية للآباء نحو الأبناء واستغلالهم.

اقتباس

أيها المربون أيها العقلاء- بلادنا المملكة العربية قلب العالم الإسلام، بلد ينعم بالأمن والاستقرار، بلد شاب فنسبة الشباب فيه تشكل أكثر من 60%، ولذا ركز عليه الأعداء تخيل في ثلاثة أشهر فقط كان إجمالي ما تم ضبطه...

الخطبة الأولى:

 

 

الْحَمْدَ لِلَّهِ رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً؛ أما بعد:

 

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأَنْتمْ مُسْلِمُونَ).

 

إخوة الإيمان: بالثروات تُنمّى الأوطان وتنهض وتزدهر، والبلدان التي تفرط في ثرواتها أنّا لها أن تمنح أفردها العيش الرغيد وأنّا لها أن تنضم إلى بلدان النماء والازدهار، وإذا اعتنت البلدان بثرواتها وتم توظيفها التوظيف الأمثل، ترقت في سلم النماء ونالت أوفر النصيب من الحضارة والازدهار.

 

ولكن -يا عباد الله- ما هي أعظم ثروة تملكها الأوطان؟

 

أي الذهب والفضة؟ أهو البترول؟ أي تريليونات الدولارات؟

 

ليست هذه هي الثروة الحقيقية، هناك ثروة هي أم الثروات وأساسها، متى ما اكتشفنها واكتشفت هي نفسها كان لنا النصيب الأوفر من الرقي وكانت هذه الثروة وجه السعد لبلدانها.

 

ترى ما هي هذه الثرة؟ إنها الشباب وكل الثروات مهما كانت وفرتها لن تحدث لأوطانها السعد إلا بوجود هذه الثروة.

 

أﻫﺪﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻹﻛﺒﺎﺭ *** ﻫﻢ ﻛﻨﺰﻧﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺫﺧﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭ

ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ *** ﺇﻻ ﺷﺒﺎﺑﺎ ﺷﺎﻣﺦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ

 

نعم الثروة الحقيقية هي الشباب، بهم بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- دولة الإسلام، ونصنع من خلالهم الجيل المبارك الذي نشر الإسلام في شتى الأصقاع وتحول الروم والفرس إلى بنات لحضارة الإسلام، تأمل قول ملك الجبال للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما طرده بنو عبد يا ليل بالطائف: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ "، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»(رواه مسلم).

 

الشباب هم ثروتنا الحقيقية، ولكن متى ذلك؟ إذا اعتنينا بها فعرفت هدفها في الحياة ودوره المنوط بها وكانت رؤيتها واضحة وقمنا على رعايتها وحفظها وصيانتها عما يراد لها وبها.

 

عباد الله: لقد أدرك الأعداء ذلك فحاكوا المؤامرات واعدوا الخطط لإفساد شبابنا لإفساد دينه وأخلاقه لزعزعة قيمة وأفكاره، ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال: 30].

 

أدرك الأعداء أن أعظم سلاح يملكونه في حربهم على شبابنا، أن يفسدوا عقله، إذ الشباب بدون عقل معول هدم وسلاح بيد الأعداء يدموا به كل خير ونماء، وإنما قيمة المرء بعقله وسئل ابن المبارك ما خير ما أعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل؛ قال إبراهيم بن حسان:

وأفضل قسم الله للمرء عقله *** فليس من الأشياء شيء يقاربه

إذا أكمل الرحمن للمرء عقله *** فقد كملت أخلاقه ومآربه

 

أدرك الأعداء ذلك فنّوعوا الخطط والأساليب لإفساد عقول شبابنا، فكان من ذلك بث الأفكار المنحرفة التي توقع الشباب في الزيغ والانحراف وكان لبرامج التواصل والمواقع والتطبيقات والألعاب الإلكترونية أوفر الحض من ذلك، فأوهنوا القيم، وأفسدوا الأخلاق، وبددوا الأوقات والطاقات، وعم الكسل والخمول حتى أصباح الشباب عالة أوطانهم.

 

وكان من ذلك أخطر سلاح وظفه الأعداء لإفساد شبابنا، المخدرات والمسكرات، التي تذهب بالعقل بل توصل صاحبها إلى الجنون.

 

المخدرات: غصص وآلام، بكاء وأحزان، مآسي ومعاناة، المخدرات فرقة وشتات، قتل وسرقات، خوف ورعب وويلات.

 

كم من أسرت شتت وضاعت بسب المخدرات، سلسلة وحكايات تدمي القلب وتحزن الفؤاد، ويبكي لها القلب القاسي: أم تشتكي ولدها الذي حملته في بطنها وأرضعت من ثديها فهو قطعة منها، ما ذا تشتكي؟

تقول أخذ كل ما ملك من المال فأهم شيء لديه أن يحصل على ما يشتري به المخدر، سرقني، هددني بالقتل، وصل به الأمر إلى أن يضربني، ضربني مرة حتى خرجت إلى الشارع، اتهمني في شرفي ويشكك في أمه التي أنجبته.

 

وهذه زوجة تحكي معناتها مع زوجها فتقول أعظم ما يؤرقني الليل إذا يأتي زوجي برفاقه فيتعطون المخدر فاغلق عليّ وعلى بناتي الغرفة إلى أن يطلع الفجر وأنا في غاية الخوف والذعر.

 

وهذا شاب يتعاطى المخدر حتى فقد عقله، فأصبح يمشي يومه كلها في الطرقات حتى يغلبه النوم، وهكذا كل يوم.

 

يقول أحد المقلعين عن المخدرات: هل تصدق أنني عشت 20 سنة كلها رعب وخوف أنا وزوجتي وأولادي إذا سمعنا سيارة الأمن ركب الخوف كل فرد من أفرد الأسرة، هل تصدق 20 سنة لم أفرح بالعيد مع أولادي، لا ذكر أنني ذهبت وإياهم لشراء ملابس العيد إلا هذا العام.

 

وفي السجون ومستشفيات الأمل من القصص والأخبار من تطيش له العقول ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.

 

اللهم أحفظ شبابنا بحفظك واكلأهم برعايتك، ورد كيد الكائدين في نحورهم يا حي يا قيوم!

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد:

عباد الله: يقول الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)؛ قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: إنَّ الحشيشة حرام، يُحدّ متناولها كما يُحدّ شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة، وغير ذلك من الفساد، وأنها تصد عن ذكر الله.

 

عباد الله: إن أبناءنا أمانة في أعناقنا، والحرب تدور عليه، حرب تشقى بها الأسر قبل المجتمع، والمجتمع قبل الوطن، فلنتقي الله في أبنائنا -أيها الآباء أيها المعلمون، أيها المربون أيها العقلاء- بلادنا المملكة العربية قلب العالم الإسلام، بلد ينعم بالأمن والاستقرار، بلد شاب فنسبة الشباب فيه تشكل أكثر من 60% ، ولذا ركز عليه الأعداء تخيل في ثلاثة أشهر فقط كان إجمالي ما تم ضبطه من قبل رجال الأمن وفقهم الله: نحو 5 ملايين ونصف المليون قرص (كبتاغون)، و6 أطنان ونصف طن من الحشيش المخدر، وأكثر من 2 كيلو جرام من الهيروين الخام، كما تم ضبط ما يقارب 55 كيلو جرام من مادة الشبو المخدر، وكيلو ونصف الكيلو من الكوكايين المخدر، ونحو نصف كيلو من الأفيون المخدر.

 

علينا -عباد الله- أن نقترب من أبنائنا ونهتم به ونشركهم في الأعمال الجادة، علينا أن نربطهم بكتاب الله والمحافظة على الصلاة، علينا أن نهتم برفقتهم فندلها على مصاحبة الصالحين والحذر كل الحذر من مصاحبة رفقاء السوء.

 

أيها الشباب: أنتم الأمل أنت الحياة أنتم الطموح أنتم النهضة أنتم وجه السعد وبريق الفأل أنتم الحاضر والمستقبل، أن العطاء والنماء، ليتكم تعلمون حاجة بلدكم إليكم..

 

يا شباب: كل دعاوي شياطين الأنس في ترويج المخدرات، هي كذب وهراء فهي لا تجلب ذكاء ولا تدل على الرجولة ولا تزيل الهموم، وإنما تجلب فساد العقل وفقدان الرجولة وضياعها ومسلسل من هموم لا ينقضي.

 

أيها الشباب: قووا صلتكم بالله أقبلوا على كتابه حافظوا الصلوات، أحسنوا اختيار أصحابكم ورفاق دربكم.

 

أيها الشباب: اجعلوا لكم أهدافا تسعون لتحقيقها، تخدموا بها أنفسكم وأسركم ودينكم ومجتمعكم ووطنكم.

 

أيها الشباب: الفراغ يجر الويلات على صاحبها؛ فاغتنموا أوقاتكم فيما يعود عليكم بالنفع، مارسوا الحياة المهنية من بيع وشراء وعمل وتجارة؛ فالمهنة هي عمل الأنبياء -عليهم السلام-؛ فقد كان نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يعمل في تجارة خديجة، ورعى الغنم لكفار قريش..

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life