عناصر الخطبة
1/ ظاهرة هروب الفتيات 2/أنواع هروب الفتيات 3/أسباب هروب الفتيات 4/توجيهات لعلاج هذه الظاهرةاهداف الخطبة
1/دعوة الآباء للاهتمام ببناتهن 2/التحذير من إهمال تربية الفتيات وعواقب ذلكاقتباس
إن هروب الفتيات له أسباب كثيرة، ولكن أكثرها يوجد داخل منازلنا (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ), لذا نتمنى من كل أب وأم أن يدرك أن المجتمع تغير، وأن أبناء اليوم ليسوا كأبناء الأمس، وأن مشاكل اليوم تختلف عن مشاكل الأمس، وأن أساليب تربية الأبناء اليوم تختلف عن أساليب تربية الأبناء بالأمس. مع اعترافنا بأن هروب الفتاة من بيتها هو أمر مميت لأسرتها، بل وآثاره النفسية والاجتماعية قد تمتد لسنوات، لكن لو نظرنا للأمر باعتباره مشكلة أسرية نملك نحن...
الخطبة الأولى:
أما بعد:
تطالعنا وسائل الإعلام من وقت لآخر بالحديث عن مشكلة هروب بعض الفتيات من بيوتهن إلى جهات معلومة أو ربما مجهولة، بحيث يستقرّ في نفوسهن أنّ الهروب من بيت الوالدين والأقارب إلى أي جهة كانت أرحم من البقاء فيه!. ولا شك أنها أزمة قاسية حيث يتلبس الجنس اللطيف من بنات الخامسة عشر إلى العشرين أو أكثر أو أقل بسلوك عنيف كهذا، ويتخذن قرارا يعجز عنه أقوياء الشباب إلا بعد جهد من التفكير وإمعان النظر وحساب عواقب الأمور، ومع ذلك تُقبِل بعض الفتيات على هذا المسلك القاسي، مندفعاتٍ بعواطف جامحة وضغوط جارفة، تدفعهن دفعا نحو الابتعاد عن البيوت التي نشأن فيها سنوات العمر الأولى.
وهروب الفتيات من بيوتهن أنواع، فهناك الهروب المعنوي، وهو الأكثر انتشارا، وذلك بسبب طبيعة المجتمع المحافظ، فتنعزل الفتاه نفسيّا وتبقى في غرفتها مدة طويلة على طريقة (الوحدة خير من جليس السوء)، هكذا تظن! فتجعل لنفسها عالما آخر من خلال الأحاديث الهاتفية أو المحادثة عبر الإنترنت، فتملأ هذه المحادثات عقلها ووجدانها، بينما الأهل يظنون أنها سعيدة بالجلوس إلى شاشة الكمبيوتر, وأن ذلك يغنيها عن الدخول والخروج، متناسين قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية".
ونوع آخر من أنواع الهروب، وهو المشاكسة والمعارضة، حيث ترفض بعض الفتيات أي موضوع يطرح عليها وتعارضه، ليس بهدف الوصول إلى نتيجة، ولكن بغرض الحبّ في المعارضة فقط وإثبات الذات على طريقه (خالف تعرف)، و(إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنْ الْقَالِينَ)، أي: أنها كارهة لكل ما يقوله ويفعله الأهل صوابا كان أم خطأ.
وهناك الهروب المادي بترك البيت والإقدام على الهروب عنه إلى أي مكان كان؛ طمعًا في التخلص من الواقع السيّئ الذي تعيشه تلك الفتاة، أو تظن أنها تعيشه.
وأما أسباب الهروب فهي كثيرة، منها ما يتعلق بالفتاة، ومنها ما يتعلق بالأسرة:
فبالنسبة للفتاة هناك ضعف الوازع الديني، وهو آفة الآفات، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)، وهناك صديقات السوء، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
وهناك التقليد الأعمى لوسائل الإعلام، وذلك بعرض المسلسلات والأفلام التي لا تتفق مع تعاليم دينها، وتزين للفتيات الحرية الزائفة والانطلاق إلى العالم الخارجي دون قيود, إضافة إلى أحاديث الفنانات والإعلاميات التي تشير دائما إلى أن أسباب النجاح هو التمرد على المجتمع والخروج على سلطة الأهل الأقارب.
وهناك الهروب من أجل الزواج بشخص لا يرغَب فيه الأهل، أو عدم رغبة الفتيات في سماع عبارات التوجيه أو المعاتبة من الأهل عند وقوعهن في الأخطاء، أو رغبة الفتيات في أن يعاملن كإخوانهن الذكور في الدخول والخروج وفي أي وقت كان.
أما الأسباب التي تتعلق بالأسرة فقد تكون سوء المعاملة الذي يصل إلى حد الإيذاء البدني الذي لا يطاق؛ سببا في الهروب من الأب أو الأم أو الأخ أو زوجة الأب أو غيرهم، وهناك أسباب أخرى فهناك فتيات يحرمن من الزواج بدون وجه حقّ، وربما بسبب الطمع في أموالهن المكتسبة من وظائفهن، وهناك فتيات يتم حرمانهن من حقوقهن بسبب طلاق الأبوين، وهناك فتيات يرغمن على الزواج بدون إذنهن بل أحيانا بدون علمهن, وهناك فتيات يحرمن من الميراث بدون وجه حقّ، بل هناك فتيات يتمّ التحرش بهن من قبل بعض أرحامهن ولا يعرفن كيف يتصرّفن، فيلجأن إلى الهرب بعد أن ضاقت عليهن الأرض بما رحبت، وهناك انشغال الأم عن بناتها وعدم التواصل معهن أو التعرف على همومهن ومشاكلهن، إضافة إلى غياب الأب حيث اللامبالاة الشديدة من رب الأسرة تجاه أسرته وغيابه معظم الأوقات خارج منزله وانشغاله بجمع المال أو صحبة الأصدقاء, لدرجة عدم معرفة أسماء المدارس التي يدرس بها أبناؤه أو الصفوف الدراسية التي وصلوا إليها أو التقديرات والدرجات التي يحصلون عليها، إضافة إلى التفكك الأسري والخصام الدائم بين الوالدين الذي يصل إلى حد الشتائم والاحتقار وعدم التقدير.
أيها الإخوة: إن هروب الفتيات له أسباب كثيرة، ولكن أكثرها يوجد داخل منازلنا (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ), لذا نتمنى من كل أب وأم أن يدرك أن المجتمع تغير، وأن أبناء اليوم ليسوا كأبناء الأمس، وأن مشاكل اليوم تختلف عن مشاكل الأمس، وأن أساليب تربية الأبناء اليوم تختلف عن أساليب تربية الأبناء بالأمس. مع اعترافنا بأن هروب الفتاة من بيتها هو أمر مميت لأسرتها، بل وآثاره النفسية والاجتماعية قد تمتد لسنوات، لكن لو نظرنا للأمر باعتباره مشكلة أسرية نملك نحن إيقافها ونملك أيضا أن نحوّلها إلى ظاهرة تستعصي على الحلّ بسببنا نحن أيضا؛ لهذا إذا أردنا القضاء على هذه المشكلة أو التخفيف منها إلى أدنى حد ممكن فلعينا بالخطوات التالية:
1- على كلّ أسرة أن تعلم أن البنات نعمة عظيمه من الله -سبحانه وتعالى- القائل: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا).
وإن الاهتمام بهنّ ورعايتهن والإحسان إليهن ومعاملتهن بالمعروف عمل عظيم، ثوابه الجنة عند الله -سبحانه وتعالى-؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كنّ له سترا من النار". صحيح أن الأسرة قد تتعب وتعاني وتكدّ في تربية البنات، لكن ثمنه الجنة، وسلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية.
2- على الأسرة أن لا تفرّق بين الذكر والأنثى في المعاملة أو العطاء المعنويّ، ولا تميل إلى أحدهما على حساب الآخر، ولا يصحّ أبدا أن تعاقب البنت لأنها ضربت أخاها مثلا، ولا يعاقب الأخ لأنه ضرب أخته، أو أن يعطى الابن كل ما يطلبه بينما ترفض طلبات البنت بحجة أنها بنت وليست ولدا، إلى غير ذلك من الظلم الحرام؛ لذا قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". وقد قرر الإسلام أن النساء شقائق الرجال كما قال صلى الله عليه وسلم، فهما متساويان في الخلقة وفي الحقوق والواجبات، وتفرقة الوالدين بينهما في المعاملة إثم كبير.
3- على الأسرة أن تعطي بناتها الحق في اختيار الزوج، والحق في رفضه أيضا ولو ارتضته الأسرة؛ لأن الإسلام أعطاها هذا الحق، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنكح البكر حتى تستأذن, ولا الثيب حتى تستأمر"، وعن خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب، فكرهت ذلك، فأتت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-فرد نكاحه. وعن ابن عباس أن جارية بكرا أتت النبي فذكرت له أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
من هنا نعلم أن ولي المرأة كالأب أو الأخ أو العم أو غيرهم ليس له إكراه موليته على الزواج بمن يختاره لها إن لم ترض به. وإذا كان هذا هو حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما بال أقوام لا يلقون لهذا الأمر بالا، ويتصرفون في بناتهم وأخواتهم كما يحلو لهم، ويستغلون ضعف المرأة أو حياءها، مع أن الواحد منهم لا يقبل أن يتزوج إلا بمن يرغب هو، ثم يأتي ويريد أن يفرض رأيه ولو كان مخطئا على من هنّ تحت ولايته دون خوف من الله أو خشيه؟!.
4- لا بد من تقويه الوازع الديني داخل الأسرة حتى لا تفكّر الفتاة في الهروب من البيت؛ لأن الدين يقوّي الروح ويجعلها صابرة طائعة لا تنهزم ولا تتراجع إلى الوراء، ويجعل هذه البنت تفكر في أنها ستُغضِب خالقها بهروبها من بيتها، وتتسبب في حزن والديها وأفراد أسرتها، والدين يحضر معه العقل، وإذا حضر العقل غابت الخطوات غير مقدّرة العواقب. يقول ابن الجوزي: "إنما فضل العقل بتأمل العواقب، وأما القليل العقل فإنما يرى الحال الحاضرة ولا ينظر إلى عاقبتها، فلا يؤثر لذة تفوّت خيرا كثيرا، وإذا رأى مشتهى تأمل عاقبته، فعلم أن اللذة تفنى والعار والإثم يبقيان، فيسهل عليه الترك".
5- نسمع كثيرا عن فتيات يبدين استياءهن من اتهامهن من قبل الأسرة بالاتكالية وعدم تحمل المسؤولية وكثرة الفراغ، ويبدو أن الأسرة هي السبب في ذلك، فربما كانت الفتاة متفوقة في المدرسة وذات شخصية مستقلة ناجحة، تتحمل المسؤوليات والواجبات الكثيرة، وتبدع في إنجاز ذلك، لكن المجال غير مفتوح لها تماما في المنزل، فالأم لا تعتمد على ابنتها إلا فيما ندر؛ لأنها ما زالت في نظرها صغيرة، خاصة في مهام إدارة المنزل، وهذا خطأ؛ لأن الفتاة يمكن لها أن تتحمل المسؤولية وتبدع في ذلك متى أعطيت الفرصة، وهذه مهمة الأم التي ينبغي عليها إعطاء البنت شيئا من المسؤولية كالمساعدة في الطبخ، وعلى الأم أن تصبر عليها إذا أبدت البنت نوعا من التبرم في أداء أعمال المنزل؛ لأنها لم تتعود على ذلك، وتحتاج إلى وقت حتى تتعوّد وتتعلّم وتألف ذلك، وعلى الأم أن تستمر في الصبر والمحاولة، وإذا لاحظت على ابنتها بعض المواهب والقدرات في التصميم والديكور والتزيين إلى غير ذلك فعليها أن تشجعها وتكلّفها بما ينمّي تلك المواهب, مستخدمة في ذلك كلمات التشجيع والتحفيز والتشجيع على استغلال وقت البنت الضائع فيما يفيدها؛ لأن مشكلة الكثير من الفتيات هو في وقت الفراغ الطويل الضائع عليهن بدون فائدة تذكر، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ"، وعن ابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمسا قبل خمس"، وفيهن: "وفراغك قبل شغلك". وقال ابن القيم: "ضياع الوقت أشد من الموت؛ لأن الموت يقطعك عن الدنيا، وضياع الوقت يقطعك عن الله"، فهل يفهم أبناءنا وبناتنا ذلك؟! نرجو هذا ونتمناه.
الخطــــبة الثانــية:
6- لا بد أن يعلم الجميع أن دَور الأب في رعاية أسرته دور كبير جدّا، وهذا الدور يقتضي وجوده دائما كي يطلع على كل شيء، ويعالج الأخطاء، ويوجه أبناءه، فهو سند وحماية وقاعدة لهذا البيت، وغياب الرجل عن منزله فيه حرمان للأولاد والزوجة من الحنان والعاطفة والأمان، وهو أسوأ من حرمان الطعام؛ لأن الجوع العاطفي له تأثير سلبي على شخصية الإنسان أكثر من سلبيات الجوع الغذائي؛ لذلك يجب أن يوجد الرجل بين أهله، وغيابه الدائم يعد بمثابة إنذار بالضياع والتفكك للأسرة بأكملها؛ مما ينذر بحدوث كوارث جمة، منها حالات هروب الفتيات حيث تبحث الفتاه عمن يحقّق لها الإشباع العاطفي والوجداني والحنان الذي افتقدته في أسرتها بسبب غياب الأب وانشغال الأم بالعمل أو بالمناسبات الاجتماعية طوال الوقت، ولا ندري أين هؤلاء من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته"، وقال: "الرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعيته بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها".
7- نقول للآباء والأمهات: الأبناء محتاجون إلى الحبّ، فلا تحرموا أنفسكم وتحرموا أبناءكم هذا الحب وهذه السعادة التي تستطيعون الحصول عليها من خلال الكلمة الحلوة والابتسامة الرقيقة، ومن خلال الهدية ولو كانت صغيرة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم-قال: "تهادوا تحابوا"؛ لذلك أشعروا أبناءكم بالحبّ، وعبروا لهم عن ذلك بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فهم يحتاجون إلى سماع الكلام الجميل؛ لأنهم قد يبحثون عنه خارج البيت أو بطرق أخرى عن طريق المعاكسات الهاتفية بأنواعها. والشاب أو الفتاة الذي يشعر بالتقدير والحب من أسرته ليس بحاجة إلى غير والديه للحصول على ذلك؛ ولهذا لا نتوقع منه أو منها أن يبحث عن أفراد أو أسرة أخرى تمنحه هذه الحاجات بعد أن أشبعتها أسرته. وقد دلت الدراسات والأبحاث التربوية أن إشعار الأبناء بالحب والحنان هو من أهمّ العوامل التي تساعدهم على الطاعة والانقياد للوالدين، وكلما أحس الابن أو الابنة أنه مقدَّر في الأسرة وفي المجتمع فإنه سينمو نموّا طبيعيّا في علاقته وسيرته ومواقفه السلوكية.
8- أخيرا، مهما تعددت أسباب الهروب ودوافعها فإنه يمكن تجنبها إذا استقام المجتمع على هدي الإسلام وشريعته الوسطية ومنهجه القويم، بدءً من الاختيار السليم في الزواج، وبناء لبنات الأسرة على قواعد صحيحة، عمادها الخلق والدين، كما دعا الإسلام: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، "فاظفر بذات الدين تربت يداك". فإذا قامت الأسرة على هذا الأساس عاشت واستمرت على قيم الأمانة والحب والعدل بين الزوجين، واحترم كل منهما الآخر، وهذا الجو المملوء بالحبّ والرحمة كفيل بأن ينشأ فيه أبناء أسوياء، يصبحون بدورهم قدوة لمن سواهم ومن بعدهم، أي: إنّ المسألة منوطة بدور الوالدين في تنشئة أبنائهما تنشئة إسلامية صحيحة، وذلك في تربيتهم على أداء الصلاة وتعليمهم أحكام الإسلام وآدابه وسلوكياته.
وهناك كثير من القواعد الذهبية المعروفة في هذا الصدد مثل: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم"، و"كل فتاة بأبيها معجبة". فإذا انحرف الزوجان عن الطريق السوي فإن النتيجة الطبيعية أن يحدث ما هو كائن الآن: تفكك نفسي، انهيار اجتماعي، وتحلل خلقي في بعض الأسر، تمثّلَ في هروب الفتيات من البيوت وإدمان الشباب وارتكاب الموبقات، فهل يحذر الجميع قبل وقوع الفأس في الرأس؟! نرجو هذا ونتمناه.
التعليقات
زائر
13-05-2024أحسن اللھ إليك، خطبة عظيمة