عناصر الخطبة
1/ أجواء أعياد النصارى 2/ تحريم مشاركة النصارى في أعيادهم 3/ وجوب إعلاء الإسلام وعزله عن شوائب الشرك 4/ الرد على شبهات تبرير مشاركة الكفار في أعيادهم 5/ دلالات مشاركة المشركين في عيدهم 6/ التحذير من الهزيمة النفسية.اهداف الخطبة
اقتباس
ومهما افتعل البعض الأعذار في شهود أعياد النصارى، أو تهنئتهم بأعيادهم كالإنسانية والإحسان ومواكبة العصر أقول: أي عذر يبيح لمسلم أن يهنأ رجل على قوله إن الله –تعالى- مات، ثم قام في هذا اليوم، أو يهنئه على قوله إن لله ولدا؟! لو أن رجلاً شتم أباك، ثم احتفل بشتمه ذاك هل كنت ستحرص على تهنئته؟ فكيف بمن شتم الله -جل وعلا-؟!. نحن نقرأ في الصلاة يوميًّا سورة الفاتحة عدة مرات، فهل أولئك الذين يشهدون احتفالات النصارى يفهمون أو يستشعرون شيئًا من معانيها، ففيها قوله -عز وجل- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)..
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون الموحدون: نعيش هذه الأيام أجواء أعياد النصارى، وهذا المنبر حق على من اعتلاه أن يصدع بالحق، وأن يعلن مقام التوحيد عند الحاجة للتذكير به والتأكيد عليه، ففي أجواء أعياد النصارى يستمرئ كثير من المسلمين مشاركة النصارى في أعيادهم أو تهنئتهم، أو تكثير سوادهم بحضور احتفالاتهم بالدول الخليجية المجاورة أو في الخارج.
وعلى الرغم من الزينة الجذابة لتلك الاحتفالات إلا إن لها مدلولات ومعانيَ خطيرة قد يغفل عنها أولئك المشاركون.
معاشر المسلمين: إنه بسبب بُعدنا عن ديننا، وسوء تطبيقنا لتعاليمه؛ فقدنا الصدارة بين الناس في الماديات من صناعات وعلوم وتقنيات، وفقدنا القيادة في التنظيم والتخطيط وعلوم الإدارة، وفقدنا السيادة في القوة العسكرية، لكن بقي لنا أعظم شيء ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
نحن مسلمون هكذا سمانا ربنا -جل وعلا-: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ) [الحج: 78]، وبالرغم من تقصيرنا في ديننا وبُعدنا عن منهجه -إلا من رحم الله-، لكن يبقى هو عزنا وفخرنا.
وإذا فقدنا تميزنا بهذا الدين فماذا يبقى لنا؟ لا شيء، صفر، لا دنيا ولا دين:
إذا الإيمان ضاع فلا أمانَ *** ولا دنيا لمن لم يحي دينَا
ومَن رَضِيَ الحياة بغير دِين *** فقد جعل الفناء لها قرينَا
وفي التوحيد للهمم اتحاد *** ولن نصل العلا متفرقينا
إن من مقاصد هذا الدين -أيها الإخوة- إعلاء الإسلام وعزله عن شوائب الشرك، وإظهار ميزاته وتفرُّده عن سائر الملل والأديان، ولذلك كان من أخص خصائص هذا الدين: اتباع السنة والابتعاد عن مشابهة المشركين في كل صغيرة وكبيرة (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) [الأنعام: 150].
وإنك لتجد ربنا -عز وجل- قد أنزل آيات دالة على تميز الملة الإسلامية وتنهى أهلها عن إتباع غيهم فقد قال تعالى (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) [المائدة: 48]، فشريعتكم غير شريعتهم، ومنهاجكم غير منهاجهم.
وقال أيضًا -جل من قائل-: (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) [الكافرون: 2- 3]، ثم (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون:6]، دينكم غير دينهم.
وجاءت الملة الحنفية ناسخة لسائر الملل من قبلها مستعلية عليها، وصار هذا الإسلام -بحمد الله- دين الله القويم، وكل ما سواه من الأديان والملل والمشاهد والمظاهر الاحتفالية وغيرها فهو باطل قد خرجت علينا في السنوات الأخيرة أفواه منكرة إما ليبرالية أو من تأثر بها أو حتى من بعض الناكرات من المعممين المنحرفين فكريًّا ومنهجيًّا المتطلعين لشهرة هذه الأفواه، تحاول تبرير مشاركة المسلمين الكفار أعيادهم بتغير الزمان ومواكبة العصر والحضارة وتداخل الناس بعضهم لبعض، ومن باب المشاركة الإنسانية وإظهار سماحة الإسلام وغيرها من المبررات.
ولكن الأمر -أيها المسلمون- ليس لعبًا ولا عادة من العادات، الأمر أمر دين، والدين لا يقال بالرأي ولا بالذوق ولا بالمنطق ولا الفلسفة، بل بالدليل من الكتاب والسنة الصحيحة وسنن الخلفاء وإجماع الأمة.
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس، ولا إيقاد نيران، ولا يحل فعل وليمة، ولا إهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوه من اللعب الذي فيه الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة ليس لهم ما يخص أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم".
قال: "وأما تخصيص مما تقدم ذكره فلا نزاع فيه بين العلماء، وقال طائفة منهم من ذبح نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرا".
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: "من تأسَّى ببلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم، ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك: حُشر معهم يوم القيامة".
وفي سنن أبي داود: عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينحر إبلا ببوانة –موضع بين المدينة وبين مكة- فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل كان فيها من وثن يعبد من دون الله من أوثان الجاهلية؟ قال: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قال: لا. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أوفِ بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم".
فلم يأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الرجل أن يوفّي بنذره مع أن الأصل في الوفاء أن يكون واجبًا حتى أخبره أنه لم يكن بها عيد من أعياد الكفار، وقال "لا وفاء لنذر في معصية الله".
فإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية. فكيف بمشاركتهم في نفس العيد؟ بل قد شرط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر أئمة المسلمين أن لا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين، وإنما يعملونها سرًّا في مساكنهم، فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم؟ حتى قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لا تتعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم".
وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها يتفرج على مهرجاناتهم في أعيادهم منهيًّا عن ذلك; لأن السخط ينزل عليهم، فكيف بمن يفعل ما يسخط الله به عليهم، مما هي من شعائر دينهم؟!
إذاً نخلص إلى أنه لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم ولا شهودها؛ للأمور التالية:
أولا: لأنه من التشبه بهم وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبه بقوم فهو منهم" (رواه أبو داود).
وهذا تهديد خطير؛ لأن من كان مع قوم حشر معهم فسحبوه معهم إما إلى النجاة وإما إلى الخسران.
ثانيًا: أن المشاركة نوع من مودتهم ومحبتهم وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) [الممتحنة: 1].
ثالثا: أن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية، دل عليه الحديث "لكل قوم عيد وهذا عيدنا" (أخرجه البخاري ومسلم)، وعِيدُهم دلالته شرك وكفر بالله.
رابعا: تفسير قوله تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) فسَّرها العلماء بأعياد المشركين قال ابن جرير الطبري: "فأولى الأقوال بالصواب أن يقال "والذين لا يشهدون شيئًا من الباطل" لا شرك ولا غناء ولا كذبا ولا غيره وكل ما لزمه اسمه الزور".
ولذلك لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو حتى بيعها عليهم، وكذلك جميع لوازم أعيادهم من الأنوار والأشجار والمأكولات؛ لأن فيه إعانة لهم على كفرهم، فهم يحتفلون بشتم الله –تعالى- يحتفلون بما يسمونه ولادة ابنه -جل وعلا-: (وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا)؛ إذ يقول تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 1- 2].
ألا يستحي مسلم موحد يشهد أن لا إله إلا الله ويقرأ سورة الإخلاص من متابعتهم وتهنئتهم بذلك الشتم لربه! ألا يتأمل قليلاً في معاني مشاركته لهم أو حضوره احتفالهم أو تهنئتهم! أيحسب أن شتْم الله -تعالى- أمرًا هينًا؟!
في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال الله تعالى: "يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتُمَني! ويكذبني وما ينبغي له أن يكذبني! أما شتمه فقوله: إنَّ لي ولداً، وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني".
وقال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) [مريم: 88- 93].
ومهما افتعل البعض الأعذار في شهود أعياد النصارى، أو تهنئتهم بأعيادهم كالإنسانية والإحسان ومواكبة العصر أقول: أي عذر يبيح لمسلم أن يهنأ رجل على قوله إن الله تعالى مات، ثم قام في هذا اليوم، أو يهنئه على قوله إن لله ولدا؟!
لو أن رجلاً شتم أباك، ثم احتفل بشتمه ذاك هل كنت ستحرص على تهنئته؟ فكيف بمن شتم الله -جل وعلا-.
نحن نقرأ في الصلاة يوميا سورة الفاتحة عدة مرات، فهل أولئك الذين يشهدون احتفالات النصارى يفهمون أو يستشعرون شيئًا من معانيها، ففيها قوله -عز وجل- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [الفاتحة: 6- 7].
دعاء بالابتعاد عن سبيل المغضوب عليهم والضالين، فلا سبيل اليهود ولا سبيل النصارى هو سبيلنا ولا سائر الكفار، بل اهدنا يا ربنا إلى طريق الحق.
لذلك نجد في شريعتنا الأمر بمخالفة الكفار في كثير من الأمور؛ تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، الصلاة في النعال إذا كان المكان مناسبًا وكانت النعال نظيفة، توجيه قبلة المسلمين إلى الكعبة بخلاف قبلة الكفار، وغيرها كثير من الأمور التي أُمرنا بها بمخالفة الكفار وعدم مشابهتهم.
حتى صيام يوم عاشوراء نصوم يومًا قبله؛ تحقيقًا لهذه المخالفة حتى إن اليهود تضايقوا أشد المضايقة، فقالوا: "ما ترك صاحبكم شيئا إلا خالفنا فيه".
وبعد فإن الله –تعالى- يقول وقوله الحق: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3].
جاء في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" قوله: "ومشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل"، طبعًا تكثير سوادهم أي أن في التشبه بهم وشهود أعيادهم شدا من أذرهم.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: "من فعل شيئًا من ذلك –أي من تهنئتهم ومشاركتهم- فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددًا أو حياء، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، وهو من أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم".
نعم نحن نؤمن بسماحة الإسلام، لكن من الجهل والسذاجة أن يظن البعض أن من سماحة الإسلام الرضا بشعائر النصارى، وأن من سماحته الميوعة التي تُسقِط مقام التوحيد من قلوب المسلمين. إنها ظاهرة اتباع المغلوب للغالب، الهزيمة النفسية التي تُفقد النفس العزة بالمعتقد، الهزيمة التي تجعل النفس تُفخِّم كل ما يفعله الغالب.
فهل يستيقظ الغافلون؟!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين..
التعليقات