عناصر الخطبة
1/سبب المشاكل المعاصرة 2/ إفرازات هذه المشكلات 3/ حديث حذيفة والتعامل مع الفتن 4/ أهمية لزوم الجماعة ووجوب الطاعةاهداف الخطبة
تنبيه الناس لأهمية طاعة ولي الأمر ولزوم الجماعة / تعليم الناس ما يهمهم حيال الفتناقتباس
وكثير من المشكلات المعاصرة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية سببها الرئيس: البعد عما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال، ثم عولجت بغير هدي الكتاب والسنة، وإنما بأهواء البشر واجتهاداتهم وتخبطاتهم، فزادوها تفاقماً واضطراباً؛ حتى قلَّ الأمن في الأرض، وعظم الخوف، وكثر الظلم، واعتدت دول على دول، ..
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: عندما يكثر الشر، ويختلط الأمر، وتعظم المحن، وتفتح أبواب الفتن، وتشتد حيرة أكثر الناس - فإن المخرج يكون في اتباع ما أنزل الله تعالى من الهدى، وما سنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم من العمل.
والكتاب والسنة قد جاء فيهما الدواء الشافي، والعلاج الناجع لكل الأدواء والمشكلات، في كل الأماكن والأزمان، ولكل الأمم والأفراد.
وكثير من المشكلات المعاصرة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية سببها الرئيس: البعد عما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال، ثم عولجت بغير هدي الكتاب والسنة، وإنما بأهواء البشر واجتهاداتهم وتخبطاتهم، فزادوها تفاقماً واضطراباً؛ حتى قلَّ الأمن في الأرض، وعظم الخوف، وكثر الظلم، واعتدت دول على دول، وأمم على أمم، وأضحى العالم المعاصر كالغابة الموحشة يأكل قويها ضعيفها، ويتسلط قادرها على عاجزها؛ إنْ سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.
أفرز هذا الواقع البئيس موجات من الغلو في الدين، والتكفير بلا دليل، والتخريب في بلاد المسلمين، وقتل النفوس المعصومة، وإتلاف الأموال المحترمة، كما نتج عنه انتشار ظواهر الإرجاء والتخذيل، والطعن في الدين، وضاع كثير من الحق في خضم هذه الأمواج العاتية من الاختلاف والتفرق، والبلايا والفتن.
وفي حديث عظيم يبين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية التعامل في هذه الأجواء المعتمة، والفتن المتلاطمة؛ لينجو المسلم بنفسه، ويسلم له دينه؛ فما أحوج كل مسلم إلى قراءة هذا الحديث، وفهم معانيه، والعمل بمافيه.
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: " نعم "، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: " نعم وفيه دخن "، قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر "، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها "، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا "، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وأمامهم "، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه.
رضي الله تعالى عن حذيفة وأرضاه؛ لقد كان أعلم هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتن وأحوالها وأسبابها، وسبل النجاة منها؛ لأنه داوم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وهذا يدل على حزمه وحذره، واحتياطه لنفسه؛ فقد كان يتوقع موت النبي صلى الله عليه وسلم فيتغير الحال، وتختلف الأمة، وتظهر الفتن، ووقع الأمر كما ظن رضي الله عنه.
ولذلك قال: "وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني" وفي رواية: "وعرفت أن الخير لن يسبقني".
والحديث جاء فيه بيان المراحل الزمنية التي يكون فيها الخير، والتي يكون فيها الشر؛ فزمن الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان مرحلة الشر الخالص، ثم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتشار دينه، وإقامة دولته؛ كان زمن الخير الخالص؛ ولذلك قال حذيفة رضي الله عنه: "إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير -وفي رواية "فنحن فيه" فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم".
وهذا الشر المذكور في الحديث هو ما وقع بعد مقتل عمر رضي الله عنه من الخروج على عثمان رضي الله عنه وقتله، وما استتبع ذلك من فتنٍ وحروب، قتل فيها كثير من الناس.
ثم كان بعد هذا الشر العظيم، والفتن الكبيرة خير فيه دخن، وهو ما وقع في خلافة بني أمية بعد معاوية رضي الله عنه من استقرار الملك فيهم، وأمن الناس على أنفسهم وأموالهم، مع وقوع الظلم من بعض ولاتهم؛ كزياد بن أبية والحجاج بن يوسف وغيرهما.
وهكذا كان حال الدول المتتابعة بعد الدولة الأموية إلى يومنا هذا، فيها خير وشر؛ فخيرها ما قامت به من الدين، وشرها ما حادت عنه، يزيد ذلك تارة وينقص أخرى بحسب الزمان والمكان والأحوال والولاة؛ ففي بعض الدول يغلب الخير الشر، وفي أخرى يكون العكس؛ ولذا لما قال حذيفة: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم وفيه دخن "، قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر " فما يعرف من أعمالهم هو الخير، وما ينكر منها هو الشر، فليس ثمة خير خالص، ولا شر خالص، والواجب إنكار الشر حسب القدرة؛ لما جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها عند مسلم: " فمن أنكر برىء ومن كره سلم ولكن من رضي وتابع ".
وكلما َبُعَد الناس عن زمن النبوة كثر الفساد، وقلَّ الصلاح بسبب تفشي الجهل بالدين، وغلبة الهوى، وإيثار الدنيا، قال حذيفة رضي الله عنه: " قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها "، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ".
وقد ذكر شُرَّاح الحديث أن هذه الأوصاف هي للمنافقين، ولأصحاب البدع والضلالات؛ كالخوارج الذين ينازعون السلاطين في سلطانهم، ويخرجون عليهم لأجل الملك والدنيا.
وقد جاء في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا يدركني زمان، ولا تدركوا زماناً لا يُتَبعُ فيه العليم، ولايُستحيى فيه من الحليم، قلوبُهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب " رواه أحمد، وصححه الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن أدرك زمن الدعاة إلى النار من المنافقين، وأهل الأهواء والضلال فهو مأمور بالاستمساك بدينه، ولزوم الجماعة، قال حذيفة رضي الله عنه: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزمُ جماعة المسلمين وإمامهم "، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ".
ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم ليست محل اختيار وبحث، أو إباحة وندب؛ بل هو واجب على المكلف حين الافتراق، وحكمة ذلك: تحجيم أمر الفتنة، وإضعاف أثرها، وتقليل شرها؛ ولأن الجماعة أقرب إلى الحق؛ فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة.
فمن لم يفعل ذلك فهو مفارق للجماعة، مخالف للأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الشأن العظيم.
قال الطبري رحمه الله تعالى: " والصواب أن المراد من الخبر: لزومُ الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره؛ فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة، وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزاباً فلا يتبعُ أحداً في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك؛ خشيةً من الوقوع في الشر، وعلى ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث، وبه يجتمع ما ظاهره الاختلاف منها ".
وقال ابن بطال رحمه الله تعالى: " فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور؛ لأنه وصف الطائفة الأخيرة -أي الخارجة على الإمام- بأنهم دعاة على أبواب جهنم، ولم يقل فيهم: تعرف وتنكر كما قال في الأولين، وهم لا يكونون كذلك إلا وهم على غير حق، وأمر مع ذلك بلزوم الجماعة " أ هـ.
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق، وأن يرزقنا اتباعه، وأن يجنبنا الباطل والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ لنا ديننا ودنيانا، وأن يسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة إنه جواد كريم.. وأقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه.
أيها المسلمون: تتجلى حكمة الله تعالى البالغة في هذا الحديث العظيم؛ إذ أقام سبحانه كل واحد من عباده فيما شاء، فحبب إلى أكثر الصحابة رضي الله عنهم السؤال عن وجوه الخير؛ ليعملوا بها، ويبلغوها غيرهم، وحبب لحذيفة رضي الله عنه السؤال عن الشر؛ ليجتنبه، وليكون سبباً في دفعه عمن أراد الله تعالى له النجاة بالعمل بهذا الحديث وأمثاله.
ويبرز هذا الحديث خطورة الفتن، وما ينتج عن مفارقة الجماعة، وشق عصا الطاعة من الشر العظيم، والإثم الكبير حتى عدَّ أصحابه: دعاةً على أبواب جهنم، وإذا كان المسلم محتاجاً إلى فقه هذا الحديث في كل وقت فهو أحوج ما يكون إليه حال تفاقم الفتن، واختلاط الأمر، والتباس الحق بالباطل.
ولزومُ الجماعة، وطاعة السلطان المسلم، وتحريم الخروج عليه - حتم واجب، ودين يدين المسلم به لربه، في سره وعلنه، وعسره ويسره، ومنشطه ومكره، وفي حال الأثرة عليه، يفعل ذلك دينا خالصاً لله تعالى، لا لأجل دنيا يصيبها، أو مالٍ يريده، أو إرضاءً لأحد من الخلق، حتى إذا ما انتقصت دنياه، أو خلا بنفسه، أو رأى تبدَّل الأحوال؛ نكث بيعته، وفارق الجماعة، فهذا أطاع لأجل الدنيا، ونكث لأجلها، فهو عبد لها ولأهلها.
والرواية الأخرى للحديث تدل الناس على وجوب الطاعة، ولزوم الجماعة، حتى لو انتقص شيء من دنياهم، أو أخذت أموالهم، أو ظلموا بأي نوع من أنواع الظلم؛ كما جاء في رواية لمسلم أن حذيفة رضي الله عنه قال: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: " نعم "، قلت: كيف؟ قال: " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس "، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع " وفي رواية للحاكم قال: " تسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ".
ومما يؤسف له أن كثيراً من المسلمين لا يغضب إلا لأجل الدنيا إذا أوثر بها غيره، ومنع هو منها؛ حتى تراهم يَفْرُون لحوم الولاة والعلماء، ويقعون في أعراضهم، وخاصة بعد الانفتاح الإعلامي، وانتشار دعاة الديمقراطية الليبرالية، الذين يَرُدُّون تلك الأحاديث بمحض أهوائهم، ويزعمون أنها تُكَرِّس الخنوع والعبودية، وأنها سبب للفساد السياسي في العالم العربي والإسلامي، ويطالبون الشعوب المسلمة بالثورة والفوضى، وسفك الدماء، على غرار ما حدث عند الغربيين إبَّان ثورة الحرية.
بل راح فريق منهم يطعنون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويزعمون أن تلك الأحاديث قد كُذِبت على النبي صلى الله عليه وسلم ، ووضعت في ظروفٍ سياسية معينة؛ لإخضاع الناس لحكم بني أمية، وهذا زعم بذيٌ، واتهام صفيق، يدل على جهل أصحابه، وضحالة علمهم بالسنة النبوية؛ إذ لازم ذلك: هدم السنة كلها، والطعن في علماء الحديث، وناقلة الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، والأئمة الحفّاظ، ولا سيما أن تلك الأحاديث جاءت في الصحيحين اللذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، والطعن فيهما طعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وردُّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ردٌّ للشريعة كلها!! فماذا يبقى للمسلمين من دينهم إن ألغيت سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام؟!
والانفتاح الإعلامي قد سرب مثل هذا الطعن في السنة، حتى وصل إلى الناس في بيوتهم ومكاتبهم عبر البث الفضائي، أو الشبكة العالمية، في مناظراتٍ سياسية، أو برامج فكرية، أو منتديات حوارية.
والواجب على المسلم تعظيم ما عظّمه الله عز وجل من نصوص الكتاب والسنة، وأداء الحقوق والواجبات التي قررتها الآيات والأحاديث الصحيحة، ولو كرهت بعض النفوس ذلك؛ فإن العبد لايكون مؤمناً إلا إذا خالف هواه؛ اتباعاً لشرع الله تعالى، وتعظيماً لأمره.
وفساد القلوب، وتشربها بالفتنة يكون بمخالفة أمر الله تعالى؛ اتباعاً لهوى النفوس، أو تقليداً لأهل الأهواء والضلال، وقد قال الله عز وجل: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].
ألا فاتقوا الله ربكم -أيها المسلمون- وأدوا ما عليكم من حقوق، وسلوا الله الذي لكم، واسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله تعالى أمركم في غير المعصية " فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم " ويوم القيامة سيحاسب الله تعالى كل عبدٍ عن عمله لا عن عمل غيره.
ومن رأى شيئاً يكرهه من أمور الدين أو الدنيا فليصبر ولينصح وليكثر من الدعاء، وليأمر بالمعروف، ولينه عن المنكر حسب طاقته وقدرته؛ فإنه من فارق الجماعة فقد خلع رقبة الإسلام من عنقه...
ألا وصلو وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم.
التعليقات