اقتباس
هي الأرض المباركة التي سوف ينزل فيها سيدنا عيسى بن مريم -عليه السلام- ويقود جيش المسلمين ويقتل المسيح الدجال، وينادي الحجر على المسلمين لقتل اليهود المختبئين وراءه، وأنها...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
وبعد:
فإن فلسطين تحتل مكانة عظمى في الإسلام، إذ بها القدس ثاني مدينة أضاء بها نور التوحيد بعد مكة المكرمة، حيث بني بها المسجد الأقصى بعد بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس بأربعين عاما، هذا المسجد الذي كان أولى القبلتين، ونال المنزلة الثالثة في القدسية بعد المسجد الحرام ثم المسجد النبوي، وأطلق عليه لذلك ثالث الحرمين، وامتدت حوله البركة لتشمل أرض فلسطين كلها، حيث قال الله -عز وجل- عنه: (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء: 1].
ولا عجب فقد كانت ميدان الرسالات السماوية، تلك الرسالات التي خُتمت برسالة محمد -صلى الله عليه وسلّم-، فيكاد يكون لجميع الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم صلة بها، فنبيّ يمرّ بها، ونبيّ يدعو فيها، ونبيّ يُدفن فيها.
فصالح -عليه السلام- كما جاء في بعض الروايات قيل: إنه آوى والذين نجوا معه إلى "الرملة" أو غيرها من أرض فلسطين.
وإبراهيم -عليه السلام- جاء إلى فلسطين مسلماً ودخلها مع لوط -عليه السلام- مهاجرين بدينهما من العراق، فأقام إبراهيم في مدينة الخليل، وأقام لوط -عليه السلام- في جنوبي البحر الميت في مدينة: "سدوم".
وداود وسليمان -عليهما السلام- أقام الله لهما الملك بها، وزكريا ويحيى عاشا في كنفها، وعيسى -عليه السلام- رفعه الله إليه منها، ومحمد -صلى الله عليه وسلّم- أُسري به إليها، وأمَّ الأنبياء في المسجد الأقصى، وعُرج به منه إلى السماء، فشرف الله بذلك هذا المسجد وأرض فلسطين تشريفاً عظيماً، وجعلت بيت المقدس بذلك بوابة الأرض إلى السماء، وهناك في المسجد الأقصى جمع الله -سبحانه- لرسوله الأنبياء من قبله فأمهم في الصلاة، دلالة على استمرار رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء، وعلى انتقال الإمامة والريادة وأعباء الرسالة إلى الأمة الإسلامية.
كما عاش على أرضها الكثير من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا تسوسهم الأنبياء كلما قبض نبي جاءهم نبي، ولذلك فإن المسلمين عندما يقرؤون القرآن الكريم يشعرون بارتباط عظيم بينهم وبين هذه الأرض؛ لأن ميدان الصراع بين الحق والباطل تركز على هذه الأرض، ولأنهم يؤمنون بأنهم حاملو ميراث الأنبياء ورافعو رايتهم.
وهي الأرض المباركة التي سوف ينزل فيها سيدنا عيسى بن مريم -عليه السلام- ويقود جيش المسلمين ويقتل المسيح الدجال، وينادي الحجر على المسلمين لقتل اليهود المختبئين وراءه، وأنها -كما قال المفسرون-: أرض المحشر والمنشر.
وقد ورد ذكرها مرات عديدة في القرآن الكريم في كثير من الآيات، منها قول الله -عز وجل-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 1]، وقوله تعالى حاكيا عن إبراهيم ولوط -عليهما السلام-: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 71].
والعلماء نصوا على أن الأرض المباركة هنا هي: بلاد الشام، وتحديدا فلسطين، واختارها الله لهجرة خليله إبراهيم -عليه السلام- لما لها من بركة وفضل على سائر البقاع.
وقوله تعالى حاكيا عن سليمان -عليه السلام-: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء: 81]، والأرض هنا المقصود بها: فلسطين، حيث بيت المقدس وما حوله.
وقوله تعالى على لسان موسى -عليه السلام-: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة: 21].
قال الزجاج: (المُقَدَّسَةَ) الطاهرة، وقيل: سماها: (المُقَدَّسَةَ)؛ لأنها طهرت من الشرك، وجعلت مسكناً للأنبياء والمؤمنين، قال الكلبي: (الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ) هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة: هي الشام كلها.
وقال تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) [المؤمنون: 50]، قال الضحاك وقتادة: "وهو بيت المقدس"، وقال ابن كثير: "وهو الأظهر".
وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً) [سبأ: 18]، قال ابن عباس: "القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس". والبركة هنا: حسية ومعنوية لما فيها من ثمار وخيرات، ولما خصت به من مكانة، ولكونها مقر الأنبياء ومهبط الملائكة الأطهار.
وبين القرآن بركة أرض فلسطين بجبالها وسهولها وطيورها بالتسبيح والتهليل والتكبير إذ أسمع الله نبيه داود ذلك بقوله: (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) [سبأ: 10]، وبتسخير الريح لسليمان: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) [الأنبياء: 81].
ومن هذا العرض نرى مسيرة النبوة المسلمة في أرض فلسطين، مسيرة دعوة لا تحمل جنساً ولا لوناً ولا طائفة، لا تحمل معها عصبية جاهلية، لا تحمل معها شهوات الدنيا ولا مصالح العبيد، مفصولة عن قوى الشرّ في الأرض، نقية من الشرك.
وأن بني إسرائيل إذا كانوا سكنوها قديما فقد سكنوها باسم الإسلام يحملون الدعوة الإسلامية، بعد أن منَّ الله عليهم بأن بعث فيهم أنبياء يدعون بدين الإسلام، وجعل فيهم ملوكاً يقيمون شرع الله، يقيمون دين الإسلام؛ وليس لأنها لهم يتوارثونها بالنسب دون سواهم.
وعلينا نحن -كمسلمين- أن ندرك هذه الحقائق، ونعي أن أرض فلسطين هي أرض إسلامية، لا تخص شعبا مسلماً دون آخر، أو دولة مسلمة دون أخرى.
جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مطالبين بالدفاع عن حرمتها وحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأقول ذلك لأن بعض المؤرخين العرب ينجرف عند مواجهتهم لادعاءات اليهود المعاصرين بحقهم في فلسطين إلى الانشغال بعلوم الآثار، وذكر الشعوب التي استوطنت أو حكمت أو مرّت على فلسطين، وكم حكم كل منها هذه الأرض، ليخرجوا في النهاية بنتيجة مؤداها ضآلة الفترة والمساحة التي حكم فيها اليهود عبر التاريخ مقارنة بالعرب والمسلمين.
وبالرغم من أن هذا الجانب مفيد في ردّ ادعاءات اليهود من النواحي التاريخية والعقلية والمنطقية، إلا أن كثيراً من هؤلاء الكتّاب والمؤرخين يقعون في خطئين كبيرين حسبما يظهر لنا:
الأول: اعتبار تراث الأنبياء الذي أرسلوا إلى بني إسرائيل أو قادوهم تراثاً خاصاً باليهود فقط، وهذا ما يريده اليهود!
الثاني: الإساءة إلى سيرة عدد من أنبياء بني إسرائيل باستخدام الاستدلالات المستندة إلى توراة اليهود المحرفة نفسها...، وهم عندما يستخدمونها فإنما يقصدون الإشارة إلى "السلوك المشين" لمن كفر وفسق من بني إسرائيل وقادتهم عندما حلُّوا في فلسطين، ليضعفوا من قيمة دولتهم ويبينوا انحطاط مستواهم الحضاري...، ويُدخلون في الاستدلالات ما ذكرته الإسرائيليات من اتهام للأنبياء بالغش والكذب والزنى واغتصاب الحقوق وقتل الأبرياء، في محاولات لتشويههم وتشويه صورة حكمهم ودولتهم في ذلك الزمان.
لقد كفانا القرآن الكريم مؤونة التعرف على أخلاق من كفر وفسق من اليهود وفسادهم وإفسادهم، غير أن أنبياءهم وصالحيهم أمر آخر، فالأنبياء خير البشر، ولا ينبغي الإساءة إليهم، والانجرار خلف الروايات الإسرائيلية المحرفة، التي لا تسيء للأنبياء فقط، وإنما إلى الله تبارك وتعالى.
وعلى سبيل المثال: تذكر التوراة المحرفة والتلمود أن الله -تعالى عما يقولون علواً كبيراً- يلعب مع الحوت والأسماك كل يوم ثلاث ساعات، وأنه بكى على هدم الهيكل حتى صغر حجمه من سبع سموات إلى أربع سموات، وأن الزلازل والأعاصير تحدث نتيجة نزول دمع الله على البحر ندماً على خراب الهيكل... هذا فضلاً عما ذكره القرآن من ادعاءاتهم: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ) [المائدة: 64]، (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) [آل عمران: 181]، (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ) [التوبة: 30].
كما ينسب من حرَّف التوراة من اليهود إلى سيدنا يعقوب -عليه السلام- سرقة صنم ذهبي من أبيه، وأنه صارع الله! قرب نابلس، وسمي لذلك بإسرائيل، كما تنسب له رشوة أخيه وخدعة أبيه، وأنه سكت عن زنا ابنتيه، وأنه أشرك بربه...! وقِسْ على ذلك ما ذكروا عن باقي الأنبياء -عليهم السلام-.
إن أولئك الذين حرفوا التوراة من اليهود، قد ساروا على نهجها المحرف في أخلاقهم وفسادهم وإفسادهم، محتجين بما نسبوه إلى أنبيائهم كذباً وزوراً.
ومن الواجب على المؤرخين وخصوصاَ المسلمين ألا يندفعوا في استقرائهم لتاريخ فلسطين إلى اتهام أنبياء الله ورسله بما افتراه عليهم هؤلاء اليهود، وذلك في سبيل إثبات حقّ الأقوام الأخرى في فلسطين.
وإذا كانت رابطة العقيدة والإيمان هي الأساس الذي يجتمع عليه المسلمون مهما اختلفت أجناسهم وألوانهم، فإن المسلمين هم أحق الناس بميراث الأنبياء، بما فيهم أنبياء بني إسرائيل؛ لأن المسلمين هم الذين ما يزالون يرفعون الراية التي رفعها الأنبياء، وهم السائرون على دربهم وطريقهم، وهؤلاء الأنبياء هم مسلمون موحدون حسب الفهم القرآني.
وانظر إلى قوله تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 67 - 68]، وقوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) [البقرة: 127 - 128]، وقوله تعالى: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 130 - 133] هذه الآيات من الوضوح بما لا يحتاج معه إلى الشرح.
وفي المقابل فإن الإسلام يعدّ الإيمان بالأنبياء والرسل أحد أركان الإيمان، تأمل قوله تعالى: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 136].
وبشكل عام فأمة التوحيد هي أمة واحدة من لدن آدم -عليه السلام- حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأنبياء الله ورسله وأتباعهم هم جزء من أمة التوحيد، ودعوة الإسلام هي امتداد لدعوتهم، والمسلمون هم أحق الناس بأنبياء الله ورسله وميراثهم.
فرصيد الأنبياء هو رصيدنا، وتجربتهم هي تجربتنا، وتاريخهم هو تاريخنا، والشرعية التي أعطاها الله للأنبياء وأتباعهم في حكم الأرض المباركة المقدسة، هي دلالة على شرعيتنا وحقنا في هذه الأرض وحكمها.
نعم، لقد أعطى الله -سبحانه- هذه الأرض لبني إسرائيل عندما كانوا مستقيمين على أمر الله، وعندما كانوا يمثلون أمة التوحيد في الأزمان الغابرة. ولسنا نخجل أو نتردد في ذكر هذه الحقيقة، وإلا خالفنا صريح القرآن، ومن ذلك قول موسى -عليه السلام- لقومه: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة: 21] غير أن هذه الشرعية ارتبطت بمدى التزامهم بالتوحيد، والالتزام بمنهج الله، فلما كفروا بالله وعَصوا رسله وقتلوا الأنبياء ونقضوا عهودهم وميثاقهم، ورفضوا اتباع الرسالة الإسلامية التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو النبي الذي بشَّر به أنبياء بني إسرائيل قومهم: (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) [الأعراف: 157]، وقوله تعالى: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف: 6]، فلما فعلوا ذلك حلَّت عليهم لعنة الله وغضبه: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) [المائدة: 13]، وقال تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) [المائدة: 60].
وبذلك تحولت شرعية حكم الأرض المقدسة إلى الأمة التي سارت على منهج الأنبياء، وحملت رايتهم وهي أمة الإسلام؛ فالمسألة في فهمنا ليست متعلقة بالجنس والنسل والقوم، وإنما باتباع المنهج.
التعليقات