مكانة القرآن الكريم ووجوب العمل به وتدبره

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/مكانة القرآن في الإسلام 2/ الوصية بتعظيمه 3/ صور من إهانة القرآن 4/ كيفية التصرف عند تمزق أوراق المصحف
اهداف الخطبة
تنبيه الناس لعظمة القرآن / التحفيز على العمل بالقرآن وتدبره

اقتباس

أنزل الله القرآن رحمة للعباد، وجعله هدى وذكرى لأولي الألباب، أنزله الله محجة لنبيه على عدوه، ومعجزة مستمرة خالدة إلى قيام الساعة، أسكت البلغاء، وأعجز الفصحاء، وأخرس الشياطين من الجن والإنس، أنزله الله تبياناً لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وقائد إلى جنات النعيم، ومرجعاً عند النزاع والخصومات، وحلاً للمشكلات، وشفاء للقلوب، وحياة للأرواح، وسعادة للنفوس، وسلاحاً على الأعداء من شياطين الإنس والجن

 

 

 

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، وأنزله رحمة للبشر، وهدى للمتقين، فلا يتخذون سواه سبيلاً ونهجاً، والشكر له سبحانه على نعمه العظيمة التي عمت البرية، فإن شكروه عليها زادهم وجعل لهم فرجاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولم يكن لنا من دونه ملتجا، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أنزل عليه هذه الشريعة الكاملة، ولم يجعل على أهلها آصاراً ولا أغلالاً ولا ضيقاً ولا حرجاً، صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن أصحابه الذين رفعوا راية الإسلام، وعظموا القرآن وعلموه أولادهم ليكون لهم دليلاً ومنهجاً.

أمّا بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أنّ القرآن الكريم كتاب الله (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42]، أنزله الله رحمة للعباد، جعله الله هدى للناس، وذكرى لأولي الألباب، أنزله الله محجة لنبيه على عدوه ومعجزة مستمرة خالدة إلى قيام الساعة، أسكت البلغاء، وأعجز الفصحاء، وأخرس الشياطين من الجن والإنس، أنزله الله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وقائد إلى جنات النعيم، ومرجعاً عند النزاع والخصومات، وحلاً للمشكلات، وشفاء للقلوب، وحياة للأرواح، وسعادة للنفوس، وسلاحاً على الأعداء من شياطين الإنس والجن.

يقول الله تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [إبراهيم:52]، وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [صّ:29].

كيف لا وهو كلام الرحمن جل وعلا، قد جمع خيري الدنيا والآخرة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) [الإسراء: 9]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17].

قرر التوحيد أحسن تقرير، وبين حق الله على العبيد، وبين مصير المتبعين للحق إلى جنّات النعيم، ومصير المعرضين عنه إلى الهاوية والجحيم، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة:22].

فيا عباد الله عظموا هذا القرآن، واتبعوه لعلكم ترشدون، واتبعوا أوامره واجتنبوا نواهيه لعلكم تفلحون، وتدبروه واعقلوه، وعظموه لعلكم تهتدون: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204]، ولا تهينوه فتضعوه على الأرض، أو تمدوا إليه أرجلكم فتعاقبون، ولا تتركوا الأطفال يمزقوه ويهينوه فيخسرون، ومروهم بالطهارة عند مسّه، والأدب عند قراءته، فإنكم عنهم وعن كتاب الله أمام الله مسؤولون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وينبغي الاعتناء بطباعته، واختيار الورق الجيد لكتابته، والتجليد القوي للمصاحف، ولا يجوز اختيار الرديء من الأوراق، أو التجليد أو الكتابة؛ لأنّه كتاب الله وأعظم كتاب في الدنيا، وهو أفضل الكلام وأصدق الكلام، ولا سعدت أمة إلا بإتباعه، ولا شقيت أمة إلا بإعراضها عنه وإهماله.

وإذا هو تمزق من طول لبثه، أو بأيدي قرائه فليصان ويحترم، ويجمع عن الإهانة، ويدفن في محل طاهر، أو يحرق في محل نظيف، كما فعل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وفقنا الله وإياكم والمسلمين لصراطه المستقيم، وجنبنا جميعاً سبيل الظالمين الضالّين والمعتدين، وجعلنا من أتباع سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طـه:123-127].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 

 

 

 

المرفقات
490.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life