عناصر الخطبة
1/ ومضات من حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها 2/ زواج عائشة من النبي صلى الله عليه وسلم 3/ مكانة عائشة عند الصحابة الكرام 4/ قصة الإفك 5/ نزول الوحي بتبرئة الصديقة رضي الله عنها 6/ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة 7/ حقيقة ما وقع بين عائشة وعلي رضي الله عنهما 8/ عائشة على فراش الموتاهداف الخطبة
اقتباس
إننا اليوم على موعد مع عائشة، وما أدراكم ما عائشة؟! إنها حبيبة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-! إنها المرأة التي ولدت في الإسلام، في بيت الصدق والتوحيد والإيمان، في بيت صِدِّيق هذه الأمة الأكبر أبي بكر -رضي الله عنه وأرضاه-، إنها الزهرة التي نشأت ونبتت في حقل الإسلام، وسقيت بماء الوحي على يد صديق الأمة ابتداءً، ثم بعد ذلك على يدي رسول هذه الأمة -صلى الله عليه وسلم-.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: إننا اليوم على موعد مع عائشة، وما أدراكم ما عائشة؟! إنها حبيبة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-! إنها المرأة التي ولدت في الإسلام، في بيت الصدق والتوحيد والإيمان، في بيت صِدِّيق هذه الأمة الأكبر أبي بكر -رضي الله عنه وأرضاه-، إنها الزهرة التي نشأت ونبتت في حقل الإسلام، وسقيت بماء الوحي على يد صديق الأمة ابتداءً، ثم بعد ذلك على يدي رسول هذه الأمة -صلى الله عليه وسلم-.
أيها الأحبة: إنها عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها وأرضاها-، التي جاء الملك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم فرآها النبي -صلى الله عليه وسلم- مرتين أو ثلاثًا، ويقول له الملك في كل مرة: هذه امرأتك، هذه زوجتك، كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة، قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أريتك في المنام مرتين أو ثلاثًا"، أي: أراني الله إياك في المنام مرتين أو ثلاثًا. وفي رواية أخرى في الصحيحين أيضًا: "أريتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير -بفتح السين والراء والقاف، وهي القطعة- فيقول لي الملك: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه"، وأمضاه الله -جل وعلا-؛ فتزوجها الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بعدما قدم المدينة المنورة -زادها الله تكريمًا وتشريفًا- وهي بنت تسع سنين، وكانت الفتاة في هذا السن في أرض الجزيرة، وفي ذلك الوقت تصلح لأن تكون زوجة ناضجة عاقلة واعية، فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وهي بنت تسع سنين -رضي الله عنها وأرضاها-، فنشأت لا ترى إلا النبي أمامها، فسكن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قلبها، وأحبت النبي حبًا شديدًا، وحق لها ذلك، فمن يُحَب إذا لم يحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!
وبادلها الحبيب -صلى الله عليه وسلم- هذا الشعور النبيل الكريم، وأحبها النبي -صلى الله عليه وسلم- حبًّا شديدًا أعلنه أكثر من مرة في صراحة ووضوح، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص، أن عَمرًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا وقال: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟! قال: "عائشة"، قال: فمن الرجال؟! قال: "أبوها".
يقول الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أحب أفضل رجال الأمة، وأفضل نساء الأمة -أي: بعد خديجة رضي الله عنها- وما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ليحب إلا طيبًا، وحري بمن أبغض حبيبي رسول الله أن يكون بغيضًا إلى الله ورسوله.
لقد عرف الصحابة -رضوان الله عليهم- لعائشة قدرها، فكانوا يتحرون بهداياهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عائشة، فإذا أراد صحابي أن يهدي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هدية أخرها إلى أن يأتي النبي بيت عائشة، فيذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقدم له الهدية في بيتها، والحديث رواه البخاري ومسلم؛ تقول عائشة -رضي الله عنها-: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة -أي: اجتمع نساء النبي إلى أم سلمة- وقلن لها: يا أم سلمة: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإننا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري يا أم سلمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر الناس أن يعطوه الهدية حيث ما كان وحيث ما بات، فذهبت أم سلمة واشتكت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعرض عنها رسول الله، فلما عاد إليها في نوبتها الثانية ذكرت أم سلمة ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأعرض عنها رسول الله، فلما ذهب إليها في المرة الثالثة ذكرت أم سلمة ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لها: "يا أم سلمة: لا تؤذيني في عائشة، فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وفي رواية في الصحيحين: أن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسلن إليه مرة أخرى فاطمة ابنته -رضوان الله عليها-، فذهبت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة، فقالت له: يا رسول الله: إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فنظر إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: أي بنية: "ألست تحبين ما أحب؟!"، قالت: بلى يا رسول الله، قال: "فأحبي هذه". أي: عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-.
ولذلك -أيها الأحباب- حملت شدة وشظف العيش أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أن يطلبن من رسول الله أن يوسع عليهن في النفقة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كما هو معروف لا يعيش عيشة الملوك والأكاسرة والقياصرة، وإنما يعيش الحبيب مع زوجاته عيشة متقشفة، فقد كان يمر على بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم- الشهر والشهران ولا يوقد في بيت من بيوت الحبيب نار -أي: لا يطهون طعامًا- فلما سئلت عائشة -رضي الله عنها-: فماذا كنتم تأكلون إذًا؟! قالت: كنا نعيش على الأسودين: التمر والماء. بل لقد ورد في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يومًا من بيته، ما أخرجه من بيته إلا الجوع، فمر على أبي بكر وعمر، فسألهما: "ما الذي أخرجكما؟!"، قالا: والله ما أخرجنا إلا الجوع يا رسول الله! فنظر إليهما الحبيب وقال: "والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما".
اشتكى نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المعيشة وهذا الضيق، وسألن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يوسع عليهن في النفقة، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- غضبًا شديدًا، واعتزل نساءه شهرًا كاملاً، إلى أن نزلت عليه آية التخيير من الله -جل وعلا-، فأمر الله نبيه أن يخير نساءه بين الدنيا وزينتها مع فراق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبين الصبر معه على ضيق الحال مع الثواب العظيم في الدار الآخرة.
تقول عائشة: فلما خير النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه بدأ بي، كما ورد في صحيح البخاري ومسلم: لما أمر رسول الله أن يخير نساءه أو أزواجه بدأ بي، فقال لي: "يا عائشة: إني ذاكر لك أمرًا، فما عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك". تقول عائشة بدلال: وقد علم أن أبويّ لم يكونا ليأمراني بفراقه، تقول: فقرأ عليَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- آية التخيير: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:28-29]، فلما استمعت عائشة إلى هذه الآية قالت له: في أيّ شيء أستأمر أبوي يا رسول الله؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
تقول عائشة: وفعل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلما فعلت. وهذه -أيها الأحبة- منقبة عظيمة وفضيلة كبيرة لـعائشة، تبين كمال عقلها، وصحة رأيها مع صغر سنها.
إن أعظم منقبة وأجل فضيلة لعائشة -رضي الله عنها- هي تلك الشهادة الربانية التي لا تمحوها الأيام والأعوام، وكيف تمحى أو تنسى وقد جعلها الله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة؟! إنها الشهادة ببراءتها وطهرها وعفتها ونقائها من الله -جل وعلا-، بعد هذه الفتنة القاسية والمحنة المزلزلة التي تعرضت لها عائشة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أيها الأحبة: أعيروني القلوب والأسماع لنستمع إلى عائشة -رضي الله عنها- وهي تقص علينا هذه المأساة المروعة، وهذه الفتنة القاسية المدمرة، ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يخرج إلى سفر أقرع بين نسائه -أي: أجرى القرعة بين النساء- فأيتهن خرج سهمها خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقرع بيننا النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة من الغزوات -وهي غزوة بني المصطلق- فوقع السهم عليَّ، فخرجت مع النبي الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما أنزلت آية الحجاب، فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه.
والهودج: هو المحمل الذي يوضع على ظهر البعير لتركب فيه النساء ليكون أستر لهن، فكانت تحمل في الهودج، ويرفع الهودج وهي فيه، وينزل الهودج وهي فيه على ظهر البعير.
تقول: فلما انتهى النبي -عليه الصلاة والسلام- من الغزو وقفل راجعاً إلى المدينة، ودنونا منها، آذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلةً بالرحيل، وتخلفت عائشة -رضي الله عنها- خلف الجيش لقضاء شأنها، أي: لقضاء حاجتها، ولما تأخرت عائشة -رضي الله عنها- جاء الرهط الذين كانوا يحملون الهودج ويقودون لها بعيرها، فحملوا الهودج ووضعوه على ظهر البعير، وهم لا يعلمون أنها ليست بداخله، فجاءت عائشة -رضي الله عنها- إلى المكان فلم تجد فيه مجيبًا ولا داعٍ.
تقول: فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني وسيرجعون إليّ في مكاني الذي كنت فيه، تقول: فغلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي -رضي الله عنه- قد أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتأخر خلف الجيش ليأتي بسقط الجيش في مسيره.
تقول: فلما رآني صفوان رأى سواد إنسان نائم. أقبل إليها، فعرفها، وكان يراها قبل نزول آية الحجاب. تقول: فاستيقظت من نومي باسترجاعه -أي: انتبهت من نومي على صوته وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون- عندما عرف أنها زوج نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
تقول: فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة، وما سمعت غير استرجاعه -أي: قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون- فأناخ لي صفوان الراحلة، فركبت عليها، وانطلق يقود بي الراحلة حتى أدركنا الجيش، وقد نزلوا معرسين في نحر الظهيرة -أي: في وقت حر الظهيرة الشديد-، فلما رآها رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول قال: من هذه؟! قالوا: إنها عائشة، فقال رأس النفاق: زوج نبيكم باتت مع رجل حتى الصباح وجاء يقودها؟! والله ما نجت منه ولا نجا منها.
قولة عفنة، خبيثة! إنها القلوب المريضة التي تريد أن تلوث صورة الإسلام المتمثلة في أطهر قدوة وأعظم مثال، في محمد -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الطيبين الطاهرين.
وطار المنافقون بهذه الفرية العظيمة، وهذه القولة الخبيثة الخطيرة، وتلقفتها القلوب المنافقة، والألسنة المريضة، وبدأت تموج وتزداد وتنتشر، وماجت المدينة بعد وصول الجيش إليها شهرًا كاملاً بهذه الفرية العظيمة، خاضت في شرف الحبيب المصطفى وفي عرض ابن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، والمسكينة عائشة لا تعلم عن الأمر شيئًا.
الله أكبر! رسول الله يتهم في عرضه، وشرفه، وفي عائشة التي أحبها من كل قلبه! رسول الله يتهم في طهارة بيته، وهو الطاهر الذي فاضت طهارته على جميع العالمين! رسول الله يتهم في صيانة حرمته وهو القائم على صيانة الحرمات في أمته! يتهم الحبيب -صلى الله عليه وسلم- في شرفه وعرضه، بل وفي رسالته، يوم يرمى في عائشة -رضي الله عنها-! وها هي المسكينة الطاهرة العفيفة النقية التقية التي تربت في بيت الصدق والطهر والعفاف، في بيت صديق الأمة الأكبر، ها هي عائشة الزهرة التي تفتحت في حقل الإسلام، وسقيت بماء الوحي على يد رسول الله تتهم في عرضها، تتهم في شرفها!
وها هو أبوها ذلكم التقي النقي الأواب الخاشع الرقيق يعصر قلبه الألم، ويحطم ضلوعه الحزن! ما هذا؟! إنه خبر يهدهد الجبال، ويحطم الصخور الصماء، ويفتت الحجارة الصلبة! ابنة أبي بكر تتهم في شرفها وعرضها؟! ومن هي ابنته؟! إنها زوج حبيبه، وزوج رسوله، وزوج نبيه وأستاذه -صلى الله عليه وسلم-. يتألم الصديق ويتعالى على أحزانه المدمرة، ويقول بمنتهى الحسرة والمرارة: "والله ما رمينا بهذا في الجاهلية، أفنرمى به في الإسلام؟!".
وها هو الصحابي الجليل العلم صفوان بن المعطل يتهم في دينه حينما يتهم بخيانة نبيه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-! أيُّ ابتلاء هذا؟! وأيُّ محنة وأيُّ مصيبة هذه؟! وأيُّ فتنة هذه التي ابتلي بها رسول الله وعائشة -رضي الله عنها وأرضاها-؟!
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:2-3]، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214].
تقول عائشة -رضي الله عنها-: فلما قدمنا المدينة مرضت شهرًا كاملاً، وأنا لا أسمع من حديث الإفك شيئًا، حتى خرجت يومًا لقضاء حاجتي مع أم مسطح، وكانوا لا يتخذون الكنف -أي: بيوت الخلاء- في البيوت ولا قريبًا من البيوت، فأخبرتها أم مسطح بن أثاثة الذي سقط في هذه الهاوية مع أهل الإفك بما يتحدث به الناس، فصدمت عائشة -رضي الله عنها- وقالت: أوتحدث الناس بهذا؟!
تقول: وكنت لا يريبني شيئًا من هذا إلا أنني لا أرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعاملني بلطفه الذي كنت أراه منه حينما أشتكي، وكان يدخل عليّ فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم؟!" فقط، ولا يتكلم ولا يلاطفني ولا يلاعبني. فدخلت عائشة -رضي الله عنها-، فلما دخل عليها النبي مسلمًا وهو يقول: كيف تيكم؟! نظرت إليه والبكاء يفتت كبدها، وقالت: يا رسول الله: أتأذن لي في أن أذهب إلى أبوي. تقول: وما طلبت ذلك إلا لأني أريد أن أتيقن الخبر، هل تحدث الناس بذلك؟!
تقول: فذهبت إلى بيت أبوي فقلت: يا أماه: ماذا يتحدث الناس؟! فقالت أمها تخفف عليها: هوني عليك يا ابنتي، فوالله ما كانت امرأة وطيئة قط ولها ضرائر إلا وأكثرن في حقها، فبكت عائشة -رضي الله عنها- وعلمت أن الأمر حق، وأن الأمر واقع، وأن الناس يتكلمون في شرفها وعرضها.
تقول: فبكيت بكاءً زاد مرضي، وصدع قلبي، وكاد كبدي أن يتفتت من البكاء، وجلست عندي أبوي، وكادت فتنة خطيرة أن تحدث بين الأوس والخزرج بسبب هذا الحديث الخطير، وهذا الإفك المرير.
تقول: وبينما أنا جالسة عند أبوي وهما يعلمان أن البكاء فالق كبدي، إذ استأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها، فدخلت وجلست معي تبكي، وبكيت معها، تقول: وبينما نحن كذلك دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجلس عندي، وكانت أول مرة يجلس فيها عندي بعد حادثة الإفك، فجلس النبي -عليه الصلاة والسلام-، فحمد الله -عز وجل- وأثنى على الله، وتشهد شهادة الحق ثم قال: "يا عائشة: إنه بلغني عنك كذا وكذا، وإن كنت بريئة فسيبرئك الله -عز وجل-، وإن ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا ألم بذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه". بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-.
هذه بشرية الحبيب أيها الأحباب! تقول: فلما انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من مقالته قلص دمعي، فلا أجد دمعة واحدة في عيني، ونظرت إلى أبيها إلى أبي بكر -رضي الله عنه- وهي تقول: يا أبت: أجب رسول الله عن مقالته، فيقول الصديق الرقيق الذي يعصر قلبه الألم، يقول لها: والله يا بنية ما أدري ماذا أقول لرسول الله، فتنظر هذه الطاهرة البريئة العفيفة إلى أمها وتقول: يا أماه: أجيبي رسول الله عن مقالته، فتقول أمها: والله ما أدري ماذا أقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنظرت الصديقة الطاهرة إليهم جميعًا وقالت: والله إني لبريئة، ولو قلت لكم ذلك لم تصدقوني، ولو قلت لكم غير ذلك ستصدقونني، ووالله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قاله أبو يوسف: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف:18].
لك الله يا عائشة، ورحماك رحماك يا ألله! رحماك رحماك يا ألله! رحماك رحماك يا ألله! تقول: ثم وليت بوجهي واضطجعت على فراشي، والبكاء يفتت كبدي، والألم يعصر قلبي، ووالله إني لأعلم أني لبريئة، وأن الله مبرئي ببراءة، ولكني ما كنت أظن أن الله تعالى سينزل وحيًا يتلى في حقي، فلشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل الله فيّ قرآنًا يتلى. تقول: ولكني كنت أرجو الله أن يري النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤيا يبرئني الله -جل وعلا- فيها.
تقول: ووالله لم يبرح أحد مكانه، ولم يتحرك رسول الله من مجلسه، وإذ به يتنزل عليه الوحي، وتأخذه الشدة، حتى إن جبينه ليتحدر عليه العرق مثل الجمان.
عباد الله: لحكمة يعلمها العليم الحكيم، انقطع الوحي شهرًا كاملاً، ولم ينزل الله آية واحدة في شأن حادثة الإفك على قلب حبيبه المصطفى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتلوى من الألم، ومن الحزن، ومن هذا البلاء، فنزل الوحي، وشخصت الأبصار، وانقطعت الأنفاس، وهمس الجميع، والكل ينتظر هل نزلت براءة عائشة؟! تقول عائشة -رضي الله عنها-: فلما سُرِّي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، سُرِّي عنه وهو يضحك، وكانت أول كلمة نطق بها رسول الله أن نظر إليّ وقال: "أبشري يا عائشة! لقد برأك الله -عز وجل".
الحمد لله الذي يسمع ويرى، الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى، الحمد لله الذي يسمع دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء! أبشري يا عائشة، لقد برأك الله من فوق سبع سماوات، لا برؤيا وإنما بوحي يتلى، بل وسيظل يتلى إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها!
"أبشري يا عائشة! لقد برأك الله -عز وجل-". فقالت أمها: الحمد لله، قومي -يا عائشة- إلى رسول الله -أي: قومي إليه فاشكريه- فقالت: لا والله، والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله -عز وجل- الذي أنزل براءتي من السماء.
يا له من يقين عجيب! لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله -عز وجل- الذي أنزل براءتي.
وجلس الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ليتلو على أسماعها لأول مرة براءتها من فوق سبع سماوات، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذ ِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [النور:11-20].
وكان الصديق -رضي الله عنه- يعطي النفقة لـمسطح بن أثاثة لقرابته وفقره، فلما تكلم في عائشة، قال الصديق: والله لا أعطيه النفقة بعد اليوم أبدًا، فنزل قول الله -جل وعلا-: (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22]، فلما سمعها الصديق قال: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي، وأعطى النفقة مرة أخرى لمسطح -رضي الله عنه وغفر له-، وقال الصديق: والله لا أنزعها منه أبدًا.
وهكذا -أيها الأحباب- خرجت عائشة من هذه المحنة بهذه المنقبة وهذه الفضيلة، وزادت مكانتها في قلب الحبيب المصطفى، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
وهكذا -أيها الأحبة- ظلت عائشة في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشاء الله -جل وعلا- الذي جمع بين قلبيهما أن يجمع بين ريقهما في أول يوم من أيام الآخرة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وآخر يوم من أيام الدنيا.
تقول عائشة -رضي الله عنها- كما ورد في الصحيحين: مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه عند الموت، فبينما أنا مسندة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليَّ عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك، فوجدت النبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر إليه، وقد علمت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك يا رسول الله؟! فأشار النبي برأسه: أن نعم، تقول: فأخذته فلينته، ثم نفضته، ثم طيبته، ودفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستن به أطيب ما كان مستنًا قط، وكانت بين يديه ركوة من ماء يدخل يده فيها ويمسح العرق عن جبينه وهو يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات"، ثم تقول: وإذا به يرفع يده ويقول: "بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى"، ثم سقطت يده، فعلمت أنه -صلى الله عليه وسلم- قد مات.
مات الحبيب على صدرها، وبين سحرها ونحرها، وجمع الله بين ريقه وريقها، فيا لها من فضيلة عظيمة! ولم تمض إلا أشهر معدودات بعد سنتين ونصف بل أقل، وتصاب عائشة بمصاب لا يقل عن المصاب الأول حزنًا وألمًا، فلقد نام أبوها الصديق هو الآخر على فراش الموت، ودخلت عليه الصديقة -رضي الله عنها- وهي تقول:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر
فكشف أبو بكر الغطاء عن وجهه وقال: لا يا بنية! لا تقولي هذا، وإنما قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق:19]، وأوصاها الصديق أن يدفن في بيتها، إلى جوار حبيبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
مات الصديق -رضي الله عنه-، وظهرت عبقرية الصديقة، وظهر علمها ومكانتها، وظهر فقهها ومكانتها الحديثية يبن الصحابة في عهد عمر وعثمان -رضي الله عنهم أجمعين-، حتى كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- يقول: "ما أشكل علينا -نحن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم- حديث قط إلا وجدنا عند عائشة منه علمًا".
ظهرت مكانتها العلمية، وتفرغت للعلم ولرواية الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث روت أكثر من ألفين حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتفرغت للعلم وللتدريس، وكان كبار الصحابة يرجعون إليها في عهد عمر وعثمان.
وفي عهد علي في أول خلافته قامت الفتنة -فتنة وقعة الجمل- التي ندمت عليها أمنا -رضي الله عنها- ندمًا شديدًا، وأود في عجالة أن أنبه إلى اتهام باطل اتهمت به عائشة -رضي الله عنها-، وشحنت به بعض كتب التاريخ والسير، ألا وهو أن عائشة هي التي ذهبت إلى الكوفة والبصرة لتجييش الجيوش للخروج على علي ولحربه، وهذا افتراء باطل وكاذب، وإن أعظم دليل على كذب هذا ما رواه الطبري بسند صحيح عن الأحنف بن قيس أنه قال: ذهبت إلى المدينة النبوية فرأيت الناس قد اجتمعوا في وسط المسجد النبوي، والناس يحاصرون عثمان -رضي الله عنه-، فلقيت طلحة والزبير فقلت لهما: والله ما أرى عثمان إلا مقتولاً، فإن قتل فمن تأمراني أن أبايع؟! فقال طلحة والزبير: عليك أن تبايع عليًا.
يقول الأحنف بن قيس: فعدت إلى مكة، فلقيت عائشة -رضي الله عنها-، فبلغنا خبر مقتل عثمان، فقلت: يا أماه: من تأمريني أن أبايع؟! فقالت عائشة: عليك بعلي. يقول الأحنف: فعدت إلى المدينة فبايعت عليًا، ثم رجعت إلى البصرة مرة أخرى.
أما ذهابها إلى الكوفة والبصرة فقد شرحته قبل ذلك مفصلاً في اللقاء الرابع من هذه السلسلة في خطبة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وما ذهبت إلا متأولة، تريد الصلح والإصلاح بين المسلمين، وجمع كلمتهم، متأولة بقول الله -جل وعلا-: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114]، إلا أنه وقع عكس ما كانت تتمناه وتريده تمامًا، حتى كانت إذا ذكرت يوم الجمل تبكي، ويبلل البكاء خمارها وتقول: يا ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة!
وفي شهر رمضان في السنة الثامنة والخمسين من الهجرة نامت الصديقة على فراش الموت، ودخل عليها ابن عباس -رضي الله عنهما-، فأبت أول الأمر أن يدخل عليها، فقال لها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن: يا أماه: إنه ابنك، وخير صالحي أمتك وبنيك، يودعك ويسلم عليك، فقالت: ائذن له إن شئت. وهذه رواية أحمد وابن سعد في الطبقات، وأبي نعيم في الحلية، وسندها صحيح. فلما دخل عليها ابن عباس -رضي الله عنه- بشرها وزكّاها.
وفي رواية البخاري قال لها: كيف تجدينك يا أماه؟! فقالت عائشة: بخير إن اتقيت، فقال ابن عباس: أنت بخير إن شاء الله، أنت زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والبكر الذي لم يتزوج بكرًا غيرك، وأنت زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، فقالت له عائشة -رضي الله عنها-: يا ابن عباس: لا حاجة لي في تزكيتك، والله لوددت أني كنت نسيًا منسيًا.
وهكذا -أيها الأحباب- فارقت روحها هذا الجسد الطاهر؛ لتسعد مرة أخرى سعادة أبدية بصحبة الحبيب المصطفى، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، في جنات ونهر، فلقد ورد في صحيح البخاري من حديث عمار بن ياسر -رضي الله عنه- أنه قال: "إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة".
رضي الله عن عائشة، وصلى الله وسلم وبارك على نبيها وأستاذها ومعلمها، ورضي الله عن أبيها، ونسأل الله -جل وعلا- أن يجمعنا بهم في دار كرامته، ومستقر رحمته.
التعليقات