مختصر خطبتي الحرمين 28 ربيع الآخر 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

إن التضامن بين المسلمين في هذا العصر ضرورة للبقاء، والعالم حولنا يتكتل ولا يحترم إلا الأقوياء المتحدين، ذلك أن الشعوب الإسلامية لا تريد غير الإسلام عقيدة تؤمن بها ونظاماً يحكمها وديناً يجمع شتاتها وأخوة توحد صفوفها وعملاً صادقاً يحقق أهدافها، وعدالة تسود مجتمعاتها، ومساواة تنظم طبقاتها لتعيش في سلام وتعبد الله في أمان.

 

 

 

 

 

 

أكد الشيخ الدكتور صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، أن ما شتت الأمة وأضعفها هو تفرقها في الدين ولبس الحق بالباطل واستخدام الدين لتحقيق المطامع السياسية، وأن واقع اليوم ليشهد على عوار الطائفية والحزبية فاستبيحت الدماء ودمرت البلدان وشرد المسلمون في بلادهم.

 

وقال إمام الحرم المكي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس: إن التضامن بين المسلمين في هذا العصر ضرورة للبقاء، والعالم حولنا يتكتل ولا يحترم إلا الأقوياء المتحدين، ذلك أن الشعوب الإسلامية لا تريد غير الإسلام عقيدة تؤمن بها ونظاماً يحكمها وديناً يجمع شتاتها وأخوة توحد صفوفها وعملاً صادقاً يحقق أهدافها، وعدالة تسود مجتمعاتها، ومساواة تنظم طبقاتها لتعيش في سلام وتعبد الله في أمان.

 

وقال آل طالب: "إن واقع المسلمين اليوم ليشبه واقعهم يوم الأحزاب، في المسجد الأقصى، وفي الشام وأهلها، وفي بورما وإفريقيا الوسطى، فضلاً عن اضطراب كثير من بلاد المسلمين واحتراب بعضهم بعضًا، ولم يزل جرح فلسطين كلما شغل المسلمون عنه بقضايا حادثة حرك المحتل ما يهيجه ويدميه، مستفزين بذلك شعور مئات الملايين من المسلمين مستعجلين به ثورات وصدامات سرعان ما تشتعل وما أبطأ ما تنطفئ، والشعوب المسلمة اليوم تغلي غليان المرجل، وقد أدرك الأعداء ذلك فانطلقوا جميعاً للوقوف أمام أمانيها، وأجهضوا أحلامها مستعينين بالنفوس المريضة الذين يريدون جر شعوبهم إلى هاوية التردي والذل والشتات".

 

وشدد آل طالب على أنه يجب على المسلمين أن يدركوا عظم المسؤولية وأن يحافظوا على ما بقي لهم من أوطانهم واجتماعهم، وأن يشرعوا في التضامن فيما بينهم وتقريب شقة الخلاف والعمل الجاد الدؤوب للسير في طريق الوحدة على هدي من الكتاب والسنة مع فهم لمجريات العصر وتقدير ظروفه، والتحرك بخطا ثابتة بعيدة عن الارتجال وردود الأفعال والتعامل مع الأحداث والوقائع بأسلوب العصر ومنهج الشرع.

 

وأشار آل طالب إلى أن أنكى ما شتت الأمة وأضعفها هو تفرقها في الدين، ولبس الحق بالباطل واستخدام الدين لتحقيق المطامع السياسية، وإن واقع اليوم ليشهد على عوار الطائفية والحزبية، فاستبيحت الدماء ودمرت البلدان وشرد المسلمون في بلادهم، يذكي ذلك علماء سوء وقادة سوء جرفوا بعض المسلمين إلى الإشراك بالله وصياغة مفاهيمهم ليعودوا على أمتهم أعداء ومحاربين وحملوا الإسلام ما لا يحتمله من عقائد وشرائع وقصص وأخبار في استغلال بشع لثارات تاريخية ليسوا منها في نسب ولا سبب، ولكنه الاستغلال الرخيص لجماعات من المسلمين مغيبة، وركبوا سياسة باسم الدين، وليس همهم الدين واستمالوا بعض المسلمين في عواطفهم وجهلهم.

 

المدينة النبوية:

من جانبه تحدث الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس، عن إصلاح العبد ما بينه وبين الله -سبحانه تعالى- قائلاً: "إن من أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له آخرته ودنياه، وأصلح ما بينه وبين الناس".

 

وأضاف أن إصلاح العبد ما بينه وبين خالقه يكون بتوحيد الله -تبارك وتعالى-، وأن يعبد الخالق لا شريك له في دعاء العبد ورجاء الله والتوكل عليه وخوفه سبحانه ومحبته وتعظيمه والاستعانة به وطاعته مع التمسك بالسنة المطهرة، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

 

وذكر الشيخ الحذيفي أن التمسك بوصايا الله ووصايا نبيه -صلى الله عليه وسلم- صلاح للعبد في أموره كلها وتحسن له العاقبة في الدنيا والآخرة.

 

وبين أن إصلاح الناس ما بينهم وبين الله -عز وجل- يصرف به الله أموراً ويحفظ به الله الأمة من الشرور، مبيناً أن الله -تبارك وتعالى- أجل وأكرم معروفاً من أن يتخلى عن عبده ولا يضيعه، إذا صدق معه وقاه من اتباع هوى النفس وعمل بما يحب ربه من الطاعات فرائضها ونوافلها وجانب المحرمات.

 

وأضاف الشيخ الحذيفي: "أن أحسن أحوال العبد أن يتولى الله -سبحانه وتعالى- أموره كلها ويحفظه في دينه ودنياه ويسدده ويوفقه في أقواله وأفعاله وعاقبة أمره".

 

وأوصى إمام الحرم النبوي في ثنايا خطبته المسلمين بتقوى الله -عز وجل- في السر والعلن مستدلاً بقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

 

وحثّ في ختام خطبته على فضل الدعاء، وأن به تتنزل الخيرات ويقطع الله به الشرور والمكروهات، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرينَ).

 

 

 

 

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life