اقتباس
لقد ابتلي هذا العصر بانحراف مقيت يريد تجريد الإنسان من إنسانيته ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله بها وفضله بها على كثير من خلقه. مشيرًا فضيلته إلى أنه من المخيف والمرعب مستوى المجاهرة في هذا الانحراف، الذي أصبحت تتبناه منظمات وقوانين وتشريعات، نسأل الله السلامة والعافية، ليضفوا الشرعية والإباحية عليها وعلى ما حرمه الله وحرمته جميع الديانات وأبته الفطر السليمة،
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال: إن من نعم الله على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية وقاصديها من حجاج ومعتمرين وزوار ما تنعم به -ولله الحمد- من أمن واستقرار وأمان وإيمان.
وقال الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام: إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وغاية الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله، من أجل ذلك حرم الفواحش، فالغيرة هي أسمى سمات الرجل الحر الكريم والمرأة الحرة الكريمة، فضلاً عن المسلم الصالح الغيور، وأين الغيور من الديوث؟! فشقاء البشرية وتعاستها وفساد المجتمعات وتفككها في ذهاب الغيرة واضمحلال الكرامة، فحينما يكون المجتمع صارمًا في ضمان أخلاقه وضوابط سلوكه، غيورًا على كرامته وكرامة أمته، مؤثرًا رضا الله على شهواته، حينئذٍ تستقيم في رضا الصلاح مساراته، وترتفع في منهج الإصلاح درجاته، ويتجلى جمال الدين وجمال الإنسانية، وبتدنيسه وهوانه ينزل الإنسان إلى أحط الحيوانات البهيمية، ومن حرم طهر الغيرة حرم الحياة، ولا يمتدح بغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء.
ولقد ابتلي هذا العصر بانحراف مقيت يريد تجريد الإنسان من إنسانيته ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله بها وفضله بها على كثير من خلقه. مشيرًا فضيلته إلى أنه من المخيف والمرعب مستوى المجاهرة في هذا الانحراف، الذي أصبحت تتبناه منظمات وقوانين وتشريعات، نسأل الله السلامة والعافية، ليضفوا الشرعية والإباحية عليها وعلى ما حرمه الله وحرمته جميع الديانات وأبته الفطر السليمة، والمقصود (اللواط والسحاق)، وهو الجنس الثالث والمثليون في أسماء ونعوت ويستحي الكريم أن يلفظها ويأنف ذو المروءة أن يتلفظ بها فضلاً عن أن يؤذي بها الأسماع.
المدينة النبوية:
من جانبه عدّد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم فضائل الصلاة، ومكانتها العظيمة من الدين، وفضلها على سائر العبادات والطاعات، بوصفها الركن الثاني من أركان الإسلام، ووصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
وأسهب الشيخ عبد المحسن القاسم في ذكر المواقف والآيات التي تدل على عظمة الصلاة، وأنها عمود الدين ويقود صلاحها إلى دخول الجنة، وقال: «لقد خصّها الله من بين العبادات بفرضها في السماء، وكلّم بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من غير واسطة، وهي خمس في العدد ولكنها خمسون في الأجر، وأقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد لله، وأداؤها من أسباب دخول الجنة، ورؤية وجه الله الكريم».
وعدّد فضيلته الأجر العظيم الذي يناله مقيم الصلاة، فالوضوء يكفر الخطايا، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة حسنة، وترفعك عند الله درجة، والأخرى تضع عنك سيئة، وبعد أدائها يحط الأوزار لقوله صلى الله عليه وسلم: «من سبح الله، وحمده دبرها ثلاثاً وثلاثين، وكبره أربعاً وثلاثين، غفر له ما تقدم من ذنبه». رواه البخاري.
وأشار الشيخ عبدالمحسن القاسم إلى أنه ما رفع بلاء بمثل توحيد الله والصلاة، فقد نجّا الله يونس عليه السلام من بطن الحوت بالصلاة لقوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، وفتن سليمان -عليه السلام- فلم يجد لتوبته مفزعاً مع الاستغفار إلا الصلاة، (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ).
وأكد فضيلته أن الصلاة واجبة على كل مكلف، وأن يأمر أهله بها، وأن هذا نهج الأنبياء -عليهم السلام-، فهي مرضاة للرب، مكفرة للسيئات، رافعة للدرجات، جامعة لكل خير، ناهية عن كل شرّ، فيها صلاح الحال، والمآل، والتوفيق وسعادة البال، ورغد العيش وبركة المال، وطمأنينة البيوت، وصلاح الذرية، مستشهداً بقوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
التعليقات