اقتباس
أن الاعتصام بحبل الله المتين، أمان من الزيغ والضلال، ويجمع الأمة تحت لواء لا إله إلا الله، محمد رسول الله، يقوي اللحمة ويقتل الأطماع ويسقط الرايات الزائفة، وبه نواجه مكر وكيد الأعداء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، "إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"..
ملتقى الخطباء: قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إن من أبشع جرائم الإرهاب ما قام به الطغاة في سورية ضد إخواننا في الغوطة الشرقية من بلاد الشام التي استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية والغازات السامة المحرمة شرعاً ودولياً وما أتبع ذلك من قصف بالصواريخ، ما تسبب في حصول كارثة إنسانية خطيرة وفاجعة بشرية أليمة راح ضحيتها أكثر من 1400 قتيل وأكثر من ستة آلاف مصاب مما لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيل.
وأضاف السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إنه الإرهاب بأبشع صوره فلم يرحموا نساء ولا شيوخاً ولا أطفالا مناشداً الضمير الإنساني بالتحرك الجاد السريع لوضع حد لهذا النظام الظالم واتخاذ المواقف الحازمة تجاهه بكف بطشه وإرهابه ضد إخواننا الأبرياء هناك.
وبين الشيخ السديس أن المملكة بادرت مشكورة حكومة وشعباً بالتنديد بهذه المجزرة انطلاقاً من عقيدتها الراسخة وثوابتها الأصيلة ومواقفها التاريخية، إضافة إلى دعوة الهيئات والمؤسسات إلى تحمل مسؤوليتها داعياً إلى تضافر الجهود والوفاء بصادق المواثيق باجتذاذ جحافل القلاقل وحسم أدوار رعاة الظلم والإرهاب وسد مواقع خللهم ليستأنف العالم الإسلامي صفوفه ويعيش المسلم حياته آمناً مستقراً.
وطالب المجتمع الدولي بعدم التخاذل وتبني هذه القضية وعدم تقديم حساباته السياسية على مبادئه الأخلاقية.
المدينة النبوية:
من جانبه قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبد الباري بن عواض الثبيتي، في خطبة الجمعة أمس، إنه مع مدلهمات النوازل النازلة والمحن التي تعصف بالأمة وتشتت الآراء والنزيف الدموي الذي يراق، يتساءل الجميع ما المخرج وما السبيل لإطفاء نار الفتن المتأججة ووأد الشحناء المتصاعدة والسير بمكتسبات الأمة إلى بر الأمان.
مستشهدا بقوله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، مذكرا بأن الاعتصام بالكتاب والسنة أعظم فرائض الإسلام وأجل أركانه، وبهما تتحقق للأمة العصمة والنجاة، كما يستمسك الغريق إذا وجد ذلك الحبل وهو يخشى الغرق.
وأضاف فضيلته، الإسلام وحده هو الذي يجمع القلوب المتناثرة ويطفئ الشرارة الملتهبة ويزيل شحناء النفوس، فقد قال تعالى "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ".
وأوضح الشيخ الثبيتي، أن الاعتصام بحبل الله المتين، أمان من الزيغ والضلال، ويجمع الأمة تحت لواء لا إله إلا الله، محمد رسول الله، يقوي اللحمة ويقتل الأطماع ويسقط الرايات الزائفة، وبه نواجه مكر وكيد الأعداء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، "إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الشرع هيأ الأسباب التي تقوي بنيان الائتلاف, وتشد عضد الاجتماع, فصلاة الجماعة يتحقق فيها الاجتماع خمس مرات، والتراص في الصفوف وتقارب الأجسام والأقدام والمناكب، وهذا الاجتماع الأسبوعي في يوم الجمعة، واجتماع سنوي في صلاة العيد، والزكاة التي تمثل التكافل الاجتماعي ومعاني التراحم والتعاطف، وصيام رمضان الذي يوحد الأمة بأعماله في ليله ونهاره، والحج التقاء سنوي من بلدان عدة وأجناس شتى، حيث يلقى المسلم أخاه من أقصى الدنيا وأدناها فيبادله التحية، ويعيش معه جلال الأخوة وجمال المحبة.
واستطرد فضيلته قائلا، لكن مما يعصر القلب ألما، ما يشهده المتأمل من شقاق أليم وتنازع عميق في جسد الأمة الكبير.
وأوضح الشيخ الثبيتي، أنه حين ينشأ التفرق المقيت والاختلاف المذموم واتباع الأهواء والأطماع الشخصية والسعي إلى تحقيق الذات، يعطل مسيرة الأمة ويعيق تنميتها ويبدد طاقاتها ويبعدها عن تحقيق آمالها وبلوغ أهدافها والمستقبل.
مستشهدا بآيات من كتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحذر من إشعال الفتنة بين المسلمين والفرقة التي تخلخل الصفوف وتفضي إلى زوال الأمم وانهيارها، إذ قال سبحانه "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، وقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ".
وأوضح فضيلته، أن الذي يريد أن يشتت المسلمين ويفرق جمعهم ويجعلهم فرقا متنافسة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بريء منه.
مشيرا إلى أنه بسبب الاختلاف والتفرق اغتصبت بلاد المسلمين ونهبت ثرواتهم ودنست مقدساتهم، وبسبب الاختلاف والتفرق، تباعد المسلمون وتناحروا .
وحذر فضيلته من استباحة الدماء، مبينا أن الدماء شأنها عظيم، وأن قطرة دم زكية تراق تجر إلى مآل وخيم، لقوله تعالى "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما"، وقوله صلى الله عليه وسلم "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً" رواه البخاري.
وجدَّد الشيخ عبد الباري الثبيتي، التأكيد على وجوب الاعتصام بحبل الله القويم، لأنه الحصن الحصين والحرز المتين لجمع كلمة المسلمين ولمِّ شملهم، وبه قوتهم ومناعتهم، لقوله تعالى "أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ".
المصدر: واس
التعليقات