مختصر خطبتي الحرمين 11 ذي الحجة 1436هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

ما أعظمَ هذا الدين! وما أجملَ هذا الإسلام! عقيدةٌ صافية، وإيمانٌ راسِخ، وسُلوكٌ جميل. عدلٌ ومُساواة، ورحمةٌ وعملٌ، فإن رُمتُم عزًّا كما كان أوائِلُكم، ونصرًا وتمكينًا كما مُكِّن لسلَفكم، فالزَموا غرزَهم، وترسَّموا سُنَّتَهم. إن المُسلمين إن لم يجمَعهم الحقُّ شعَّبهم الباطل، وإن لم تُوحِّدهم عبادةُ الرحمن مزَّقتهم طاعةُ الشيطان، وإذا لم يأتلِفوا على كلمة التوحيد فسيظلُّون في أمرٍ مريج. فاتَّحدوا - أيها المسلمون - على كتاب الله وسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم-.

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "فضل الأيام المعدودات"، والتي تحدَّث فيها عن أيام التشريق، وهي الأيام المعدودات التي ذكر الله - جل وعلا -، وبيَّن ما فيها من أعمالٍ للحاجِّ وغيره، ثم ذكَّر ببعض أحكام الأضحية، مع الحثِّ على اتباع السنة واجتناب البدع والمُحدثات.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: أيها المسلمون: الزَموا مراضِيَ الله وعليكم بتقواه؛ فإن تقوى الله خيرُ وصيةٍ تُوصَى، وأكرمُ زادٍ يُدَّخر.

 

وأضاف فضيلته: حُجَّاج بيت الله العتيق .. ضيوفَ الرحمن: رِضوانُ الله عليكم؛ أيَّ أيامٍ قضيتُموها، وليالٍ زُهرٍ تفيَّأتموها .. وقفتُم بعرفات الله، وتعرَّضتم لمغفرته ورحمته، وبِتُّم ليلةَ المُزدلِفة ذاكرين الله عند المشعَر الحرام، في ليلِ عيدٍ أبرَك الأعياد. ثم أصبحتُم على أعظم أيام الدنيا: يوم النحر، يوم الحج الأكبر، عيدُ المُسلمين الأعظَم، للحُجَّاج وفي سائر الفِجاج.

 

وقال حفظه الله: وقفتُم بعرفة ودعوتُم، وإلى الله ازدلَفتُم وابتَهلتُم، ثم رميتُم وحلقتُم .. أنختُم رِكابَكم عند بيت الله العتيق، فعلى هذي الرُّبَى تُغسلُ الخطايا، وتُؤمَّلُ من الله الرحماتُ والعطايا .. تُمحَى الذنوبُ والسيئات، وتُقبلُ الأعمالُ الصالحةُ وتُرفعُ الدرجات. فاقدُروا للبيت حُرمتَه، وتلمَّسوا من الزمان والمكان بركتَه.

 

وقال وفقه الله: هذه الأيام المعدودات التي قال الله فيها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203]، كبِّروا الله عند رمي الجِمار، وكبِّروا الله عند ذبح النُّسُك، وكبِّروا الله أدبار الصلوات، كبِّروا الله في كل وقتٍ وآن. كان لعُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قُبَّةٌ بمِنى، فيُكبِّرُ ويُكبِّرُ الناسُ بتكبيره، حتى ترتجَّ مِنى تكبيرًا.

 

وأضاف فضيلته: هنيئًا لكم .. أتممتُم - بفضل الله - خامسَ أركان الدين، وقبلَكم قد أتمَّ الله في هذه الرُّبوع الدينَ، ففي هذه الرُّبوع أتمَّ الله عليك نعمتين: نعمةَ تمام الدين، ونعمةَ تمام تديُّنك. فاعرِف لله فضلَه، واقدُر لهذه النعمة قدرَها. هنيئًا لكم تمامُ النُّسُك، وبُشرى لكم وعدُ القبول، والله لا يُخلِفُ الميعاد.

 

وقال حفظه الله: ما أعظمَ هذا الدين! وما أجملَ هذا الإسلام! عقيدةٌ صافية، وإيمانٌ راسِخ، وسُلوكٌ جميل. عدلٌ ومُساواة، ورحمةٌ وعملٌ، فإن رُمتُم عزًّا كما كان أوائِلُكم، ونصرًا وتمكينًا كما مُكِّن لسلَفكم، فالزَموا غرزَهم، وترسَّموا سُنَّتَهم. إن المُسلمين إن لم يجمَعهم الحقُّ شعَّبهم الباطل، وإن لم تُوحِّدهم عبادةُ الرحمن مزَّقتهم طاعةُ الشيطان، وإذا لم يأتلِفوا على كلمة التوحيد فسيظلُّون في أمرٍ مريج. فاتَّحدوا - أيها المسلمون - على كتاب الله وسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم-.

 

وقال حفظه الله: إن المملكة العربية السعودية برجالاتها وأجهزتها ومُؤسساتها تبذُل جهودًا هائلةً لخدمة الحُجَاج والمُعتمِرين والزائِرين، من عشرات السنين، والدولةُ تُديرُ موسمَ الحج بكل كفاءَةٍ واقتِدار، ورعايةٍ تدعُو للفَخار، ولن يُضيرَ ذلك أو يُنقِصُه حادثٌ عرَضيٌّ نجمَ عن تزاحُمٍ أو تدافُع بعض الحُجَّاج، أو مُخالفةٍ لتوجيهاتٍ أو تعليمات. فإذا كان قدرُ الله أن يختارَ بعضَ عباده شُهداء في أحسن حالٍ لهم، وأشرف مكان، ويبتلي آخرين بإصابةٍ يُؤجرون عليها؛ فإن من غير المقبول أبدًا أن تُصادَر كل الجهود والإنجازات، وأن يكون ذلك مدعاةً للتشفِّي والمُزايدات.

 

وقال وفقه الله: ومن اللُّؤم والدناءة: التطبيلُ على مُصاب مُسلم، واستِغلال مُصابه لتحقيق مآرب دنيوية، أو مكاسِب سياسية. والمملكةُ - بحمد الله - قادرةٌ على إدارة شُؤون الحج بلا مُزايدات، ولها السيادةُ بلا مُنازعٍ على ما شرَّفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وقد نصَ دُستورُها ونظامُها الأساسيُّ للحكم على ذلك. والعمارةُ التي تمَّت وتتمُّ للحرمين الشريفين ورعايتهما ورعاية قاصديهما شاهرةٌ للعيان.

 

وأضاف سماحته: وإننا إذ نحمدُ الله على نعمائه في تيسير حجِّ مئات الألوف من الحُجَّاج وحفظِهم، فإننا حزِينون على الحادث الذي قدَّره الله على بعض الحُجَّاج يوم أمس، ولقُوا وجهَ ربهم في حادث التدافُع المُؤسِف في مِنى، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي ربَّنا بلا سخطٍ أو اعتراضٍ على مقاديره. وينبغي في الوقت الذي تُبحثُ فيه أسبابُ وقوع الحادث لتلافي أمثاله مُستقبلاً، ومُحاسبة المُقصِّر حاضرًا، ألا تُهدرَ جهودُ عشرات الآلاف من المُنظِّمين وخدم ضيوف الرحمن والذي رافقُوا الحجيجَ في كل خُطواتهم تنظيمًا ومُتابعة، يُؤمِّنون السُّبُل، ويُنظِّمون الحُشود، ويعتَنون بالمرضى، ويهدُون التائِه، ويُرشِدون الحَجيج، ويُطعِمون الجائِع، ويسقُون العِطاش، ويُعينون العاجِز.

 

وقال حفظه الله: وإن من فُجور الخُصومة: أن يستغلَّ أُناسٌ الحدثَ في التشكيك في الجُهود، أو الانتِقاص من البذل، وقد شهِد العالَمُ من عظيم البذل وفائِق العطاء، والذي يُقدَّم لضيوف الله وقاصدِي حرمَيه، من لدُن ساكني بلاد الحرمين أفرادًا ومُؤسسات. ولأنه إذا عُدِم الحياء جرُؤ فاقِدُه على ما شاء، فإن من السُّخرية المَريرة أن يصطنِع النُّواحَ على شُهداء مِنى من له تاريخٌ إجراميٌّ في الإلحاد في الحرَم، بقتلٍ وتفجيرٍ فيه، وإدخال أسلحةٍ وترويعٍ للحُجَّاج، وتهديدٍ للحَجيج، ومُحاولاتٍ لصدِّ الناس عنه.

 

وقال وفقه الله: ومن عجائِب مُتصنِّعي البكاء على أرواح المُسلمين، ومُظهِري الحرصِ على دمائِهم أنهم هم الذين يبعَثون عشرات الميليشيات في العراق وفي اليمن وسُوريا لقتل مئات الألوف من المُسلمين، وتهجير الملايين، ولتخزين المُستودعات الضخمة للأسلِحة في كثيرٍ من بلاد المُسلمين، وهم الذين يغرِسون الكراهيةَ في نفوس المخدُوعين بهم، وتلقينهم شِعاراتٍ تتوعَّدُ بالذبح ثلاثةَ أرباع المُسلمين. كفَى الله المُسلمين شرَّهم، وهدَى المُضلَّل والمُغرَّر به منهم.

 

 وختم الشيخ خطبته بالتحذير من كيد الروافض فقال: فلأولئك الراقصِين على الجراح، وهم أشدُّ ما يكونون فرحًا لوقوعها، لقد سقطت ورقةُ التقيَة، وحزمَ المُتشكِّكُ فيكم أمرَه، وبانَ الصُّبحُ لكل ذي عينين، وميَّز الله في نفوس كثيرين الحقَّ من الباطل، والعدوَّ من الصديق. وإنها لصرخاتُ اليائس، وهمهمةُ المفضُوح. فما زادَتكم الأيام إلا فضحًا، ولا لحوادِثُ إلا قرحًا، وأبشِروا بما يسُرُّ المُسلمين ويسوؤُكم، ويكشِف الغُمَّة عن العرب والمُسلمين ويكبِتكم.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "من فضائل الأذكار"، والتي تحدَّث فيها عن الأذكار المُطلقة والمُقيَّدة، وذكر بعضًا من فضائلها وأحوالها، وقد أوردَ لذلك الكثيرَ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. كما حذر الناسُ من التسرع في الحُكم على الوقائِع والحوادِث والكوارِث موضحاً أقسامهم وأصنافهم.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتَّقوا الله كما أمَر، وانتهُوا عما عنه زجَر؛ فقد فاز المُتَّقون، وخابَ الغافِلون المُفرِّطون.

 

وأضاف الشيخ: إن أيامكم هذه أيامٌ فاضِلات، تُضاعَفُ فيها حسناتُ العبادات، وتزدادُ المُضاعفةُ بالإخلاص الذي هو روحُ الطاعات. وهذه الأيام التي تعقُبُ عيد الأضحى من خصائصها وفضائلها: استِحبابُ كثرة ذكر الله –تعالى- ذكرًا مُقيَّدًا، وذكرًا مُطلقًا: فالذكرُ المُقيَّد عقِب كل صلاةٍ مكتوبة، يبدؤُه بعد السلام من فجر يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق، ومن الذكر المُقيَّد: دعاءُ الاستِفتاح بالصلاة، وهو أنواعٌ مُباركة، ثابتةٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

وقال حفظه الله: والأذكارُ والأدعيةُ بعد التشهُّد الأخير كثيرةٌ مُباركة، قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهُّد: "ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبَه". ومن أجمَعها: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، و"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ منها" (رواه البخاري ومسلم من حديث أنسٍ - رضي الله عنه -). وهذا الذكرُ بالدعاء بعد التشهُّد يجبُرُ النقصَ في الصلاة ويُزكِّيها، ويرفعُ المُسلمُ حوائِجَه إلى ربِّه في آخر الفريضة، رجاءَ الإجابة من ربٍّ كريم، بعد توسُّله بطاعةٍ عُظمى.

 

وقال حفظه الله: وليحرِص المُسلم على حفظ الدعوات الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهُّد؛ فمن أدامَ الدعاء فاز وأفلَح، وصُرف عنه السوء. والذكرُ بعد الصلاة زيادةٌ في ثوابها، ورِفعةٌ للعبد عند ربِّه.

 

وقال وفقه الله: والذكرُ يُستحبُّ ويُشرعُ مُطلقًا في كل وقت، وقد أمرَ الله به كثيرًا فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب: 41، 42]، ووعدَ الله على الذكر الثوابَ العظيم، فقال تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].

 

وقال حفظه الله: وثوابُ الذكر يتفاضلُ بتفاضُل الأوقات؛ قال الله تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا  [طه: 130]، وقال تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) [آل عمران: 17]، وقال تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الإنسان: 25]. والذكرُ يُنيرُ القلبَ، ويزيدُ الإيمان؛ قال - عز وجل -: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وفي الحديث: "مثلُ الذي يذكرُ الله والذي لا يذكرُ الله كمثل الحي والميت".

 

وأضاف فضيلته: والذكرُ يحفظُ العبدَ من الشياطين، والذكرُ يُكفِّر السيئات، ويُضاعِفُ الحسنات؛ والذكرُ يجبُرُ النقصَ والتقصيرَ من العبد في حقِّ ربه؛ والذكرُ يُنجِي من الشدائد، ويُنقِذُ من الكُرُبات؛ قال الله تعالى في يُونس - عليه السلام -: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143، 144]. وفي الحديث: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا ملجَأ ولا منجَا من الله إلا إليه؛ تدفعُ سبعين بابًا من البلاء، أدناها الهمّ".

 

وقال حفظه الله: ومنافعُ الذكر في الدنيا والآخرة وفضائلُه لا تُحصَى إلا بكُلفة، وطُول وقتٍ. والإسلامُ شرعَ الذكرَ للمُسلم في ساعات ليله ونهاره، وفي تقلُّباته، في يقَظته ومنامه، وفي حضَره وسفره. وقد دوَّنها أهلُ العلم في كتب الأذكار. فمن عمِلَ بالأذكار في جميع أحواله؛ فقد مكَّنه الله من سعادة الدارَين، ومن فرَّط في بعض الأذكار فاتَه من الخير بقدر ما فاتَه من الأذكار.

 

وقال وفقه الله: الناسُ في الحُكم على الوقائِع والحوادِث والكوارِث أقسام: فقسمٌ يقول فيها بغير علم، ويخوضُ فيها بالإشاعات التي لا صحَّة لها، ويتفكَّهُ بها في المجالِس، ويُبدِئُ فيها ويُعيد، يُريد التسليةَ واللهو، وقد نهَى الله عن هذا المسلَك؛ قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات: 6]. وقسمٌ يخوضُ فيها بالنوايا السيئة، والمقاصِد الدنيئة، ويُلبِّس الحقائِق بزُخرُف الباطل من القول؛ ليصِلَ إلى ما يُريد بزعمِه، من اتهام الأبرياء ومحو حسناتهم، ويجتهِدُ ليجعلَ الحسنات سيئات، وليجعلَ الخيرَ شرًّا، والعافيةَ بلاءً، لا يعرِفُ هذا الصنفُ عدلاً ولا إنصافًا ولا حياءً. قد ألِفوا الكذبَ والافتراء، ولا يكترِثُ هذا الصنفُ من انكِشاف كذبِه، ووقوعه في هاوية الهوانِ والاحتِقار، يتربّصُ بعباد الله الدوائِر.

 

وقال وفقه الله: وقسمٌ عمِلوا بالأسباب التي شرعَها الله وأباحَها للوقاية من المُصيبة، فغلَبَ القدر، والله يفعلُ ما يشاء، له الحكمة البالغة، وله الحُجَّةُ على خلقه أجمعين، وهو ذو الرحمة الواسِعة، ويحكمُ لا مُعقِّب لحُكمه. فغلَبَ القدرُ، وسلَّم هذا الصنفُ لقضاءِ الله وقدرِه، ودفَعوا الأسبابَ بالله، ثم بالأسباب المشروعة المُباحة، فهم مُثابون للتسليم بالقدر. وهؤلاء أهلُ العقول والرُّشد والفِطنة.

 

وختم الشيخ خطبته بالثناء على الجهود المبذولة لنجاح موسم الحج برغم ما حدث فقال: ومع نهاية حجِّ هذا العام، نحمدُ الله ونشكُرُه على قيام رُكن الحجِّ ودوامِه، وقد شاهدَ العالَمُ ما تقومُ به هذه الدولةُ الرشيدةُ من رعايةٍ حانيةٍ لحُجَّاج بيت الله الحرام، وخدماتٍ جليلة في جميع المجالات، لضيوف الرحمن، وحشدٍ لجميع القوى لتسيير وتسهيل أمور الحجِّ، وقيادةٍ حكيمةٍ لكل حالةٍ في المناسِك. ومن أنكرَ ذلك فهو كمُنكِر الشمس المُتَّهم في عقله، والأمرُ لله تعالى يفعلُ ما يشاء، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23]. وربُنا ذو الرحمة الواسِعة، والحِكَم البالِغة.

 

 

 

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life