مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 25 من محرم 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وقال : له غل إيمان هو نفس التصديق فلا تفتح به الأعمال، وربما أجرى على لسانه كلمة طالما أهلك بها الخلق وهى قوله لا يضر مع التوحيد ذنب ولا ينفع مع الشرك حسنة، فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه للعقبة الرابعة وهى عقبة الصغائر، ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها فيكون مرتكب الكبيرة الخائف أحسن حالا منه فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، أما العقبة الخامسة فهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات ".

 

 

 

 

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله - عز وجل - والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.

 

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: إنه لما كان رفع البلاء قبل وقوعه هو أولى من رفعه بعد وقوعه، فإن اجتناب المعصية والحذر من مسالك الخطيئة هو دأب المتقين ويكون ذلك بالتفكر بالداعي إلى المعصية والباعث عليها والميسر للوقوع فيها وليس ذلك إلا بالنفس الأمارة بالسوء والشيطان الآمر بها والمزين لها والحاض عليها.

 

وأضاف: إن اللبيب الحافظ لنفسه ليقف مع هذين الداعيين وقفتين، الأولى مع نفسه بالنظر الفاحص في خباياها والتفتيش عن عيوبها وهى نظرة تفضي لما هى عليه من جهل وظلم يوردان الموارد بالصد عن الخير والإغراء بالشر والحمل على الباطل.

 

وأشار إلى أن من عرف نفسه حق المعرفة علم أنها كما قال ابن القيم - رحمه الله - (علم أنها منبع كل شر ومأوى كل سوء، وأن جهلها أكثر من علمها، وأن ظلمها أعظم من عدلها، وأن ما فيها من خير هو فضل من الله فمن به عليها ولم يكن منها ولم يكن نابعا منها.

 

ومضى يقول: إن هذه المعرفة بالنفس تستلزم التماس العلم النافع المقتبس من مشكاة النبوة ليرتفع به جهلها، وتلتزم أيضا العمل الصالح الذي ينتفع به ويزول ظلمها، والاستعاذة من شرور النفس هدي نبوي وسنة محمدية أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمة لها لتستعصم بالله منها، ولتستدفع بها جهلها وظلمها.

 

وزاد إمام وخطيب المسجد الحرام يقول: فأما الوقفة الثانية فبالنظر إلى شيطانه الموكل وبملاحظته التي تفيد باتخاذه عدوا وتفيد كمال الاحتراز منه والتحفظ والانتباه لما يريده، كما قال ابن القيم -رحمه الله -: " إن الشيطان يريد أن يظفر بالعبد في جملة عقبات بعضها أصعب من بعض لا ينزل من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فالعقبة الأولى عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه وصفاته وبما أخبرت به رسله، فإن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح، فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسلم معه نور الإيمان طلبه على العقبة الثانية وهى عقبة البدعة، إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله، وإما بالتعبد بما لا يأذن به الله من الأوضاع المحدثة بالدين التي لا يقبل الله منها شيئا، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أصحاب البصائر، فإن تعدى هذه العقبة وسلم منها، طلبه للعقبة الثالثة وهى عقبة الكبائر فإن ظفر به زينها له وحسنها في عينه وفتح له باب الإرجاء.

 

وقال : له غل إيمان هو نفس التصديق فلا تفتح به الأعمال، وربما أجرى على لسانه كلمة طالما أهلك بها الخلق وهى قوله لا يضر مع التوحيد ذنب ولا ينفع مع الشرك حسنة، فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه للعقبة الرابعة وهى عقبة الصغائر، ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها فيكون مرتكب الكبيرة الخائف أحسن حالا منه فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، أما العقبة الخامسة فهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات ".

 

واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته مؤكدا بأن العبد إذا نجا من هذه العقبات فإنه لا يبقى له سوى عقبة واحدة لابد له منها وهى عقبة تسليط جند الله عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته بالخير وهذه العقبة لا حيلة له بالتخلص منها إلا بعبودية لله لا ينتبه لها إلا أولوا البصائر.

 

 

المدينة النبوية:

وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله وامتثال أمره الأكيد وترك ما نهى عنه خوف الوعيد, وأن يذكروا رحمة الله التي وسعت كل شيء وشكره عليها, وأن يتأملوا رحمة الله العظمى ومنته الكبرى في بعثة سيد البشر نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجن, بأن جعله الله حجة على الثقلين, ونوراً للمهتدين, وصلاحاً وفلاحاً لأهل الأرض أجمعين, مستشهداً بقول الحق تبارك وتعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ".

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة أن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بعثه الله رحمة لمن آمن به في الدنيا والآخرة, ورحمة لمن كفر به بتقليل شره ومنعه من الظلم والعدوان والإفساد في الأرض, إذ آمن الناس بعد الرسالة وعبدوا ربهم بعلم ونور ومحبة ويقين, وتذلل لله, فاتسعت الأرزاق, وعم الرخاء والبركة, واطمأنت القلوب, وتم الاجتماع والألفة, وانطفأت نيران الفتن, وحفظت حقوق المسلمين كلهم, كما حفظت حقوق غير المسلمين بالعدل والإحسان, فرأى الناس الحياة الكريمة المطمأنة السعيدة المباركة في كل شيء بهذه الرسالة المحمدية, وعرفوا ما كانوا فيه في الجاهلية قبل الرسالة من الشقاء والجهل والظلم والفتن والعدوان والفسق والفساد والفجور, فتمسكوا بهذا الدين ودافعوا عنه.

 

ومضى الشيخ علي الحذيفي يقول : إن الله – تعالى - جعل نبينا محمداً - صلى لله عليه وسلم - آية كبرى من آيات الله العظمى, فكمله , وجمله, فقد بلغ في الكمال غايته خلقاً وخلقاً, وحسناً, وجمال الخلقة يدل على جمال الخلق والصفات والطبائع, ولما أنزل عليه القرآن الكريم تخلق بخلقه فازداد جمال خلق وحسن سجايا على ما جبله الله عليه من مكارم القرآن, قالت عائشة - رضي الله عنها - "كان خلق رسول الله القرآن".

 

واستشهد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بما ورد في سنن الترمذي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم  - أنه قال : " لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس كفا وأشرحهم صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله".

 

كما أورد فضيلته حديث أنس - رضي الله عنه -, أنه قال : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس, وكان أشجع الناس, وكان أجود الناس) رواه البخاري ومسلم).

 

وعدّد فضيلته بعضاً من مناقب النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفاته الخلُقية, والخلقِية, مذكراً بصفات تعامله عليه الصلاة والسلام مع أهل بيته, ومع أًصحابه رضوان الله عليه, وحديثه, وتبسمه, وغضبه, وإيثاره أهل الفضل, وصفته مع جلسائه, وبسطه وخلقه مع الفقراء وقضاءه حوائج الناس, وصبره وأمانته صلى الله عليه وسلم, مستدلاً على ذلك بقول الباري تبارك وتعالى في وصف نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ", مبيناً أن الآية الكريمة فيها وصف للنبي الكريم بما لم يوصف به أحد من قبله ولا بعده, وبأن هذا أعظم رفعة له صلى لله عليه وسلم ولأمته.

 

وتناول فضيلته صفات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل الرسالة, موضحاً أن سيرته عليه الصلاة والسلام كانت تحمل آيات وعجائب ومكارم وسجايا عليا, فكان الناس يسمونه الأمين, كما حفظه الله من سوء وشر الجاهلية ولوثاتها, فلم يجد أعداؤه سقطة أو هفوة يعيرونه أو يسبونه بها, مع شدة حرصهم واطلاعهم على كل شيء من حالاته, فقد برأه الله من كل عيب ونقص.

 

المصدر: واس

 

 

 

 

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life