مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 10 جمادى الأولى 1434هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وبيّن فضيلته أن من كمال الدين وكياسة العقل وسلامة العقل ألا ينساق المرء مع من يريد تصديع وحدة الأمة لما قد يرى من ظلم قد وقع أو حق قد انتقص؛ لأن من فقد بعض حقه في إيجاد الوحدة سيفقد كل حقه إذا وقعت الفرقة ولن يأمن على نفسه ولا على أهله ولا على عرضه وماله .

 

 

 

 

ملتقى الخطباء: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله، بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل وطاعته وخشيته ومراقبته في كل الأحوال.

 

وقال في خطبة الجمعة اليوم :" أيها المسلمون أسس نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة النبوية المنورة دولة الإسلام وبعد توحيد الله أسسها على المؤاخاة فكان المهاجرون غرباء الدار أخوة الأنصار ممن تبوأوا الإيمان والدار وكان عليه الصلاة والسلام شديد الرعاية لهذه الإخوة عظيم الغيرة عليها سريع المعالجة لبوادر الخروج عليها وليس أشد ضراوة على الأمة وعلى استقرار الديار من اختلاف الكلمة , وتنافر القلوب وتنازع الآراء وأن وحدة الكلمة سبب كل خير والفرقة والخلاف سبب كل شر".

 

وبيّن فضيلته أن من كمال الدين وكياسة العقل وسلامة العقل ألا ينساق المرء مع من يريد تصديع وحدة الأمة لما قد يرى من ظلم قد وقع أو حق قد انتقص؛ لأن من فقد بعض حقه في إيجاد الوحدة سيفقد كل حقه إذا وقعت الفرقة ولن يأمن على نفسه ولا على أهله ولا على عرضه وماله .

 

وأشار فضيلة الشيخ بن حميد إلى أن قوة الهدم أقوى من قوة البناء وأبلغ وأسرع في الفوضى وعدم الاستقرار؛ حيث تذوب المعايير الضابطة وتغيب السياسات العاقلة ويكون التناقض هو المسيطر والاضطراب هو السائد والضياع هو المهيمن, وأن غوغائية الجماهير هي الطريق السريع إلى الفوضى".

 

وقال:" إن الإنسان في أجواء الفتن قد يظن أن لديه إيمانا يعصمه, أو عقلا إلى الرشد يهديه ولكن مع الفتن وبخاصة في تقنيات العصر الجارفة ورسائله الطاغية وتغريداته المضطربة لا يشعر إلا وقلبه قد تشرب ما تشرب فإذا هو قد زج في نارها وغرق في لجتها وأحاطه لهيبها ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ".

 

وأضاف فضيلته :" ألم تفقهوا توجيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحذر من فتنة المسيح الدجال مع أنه قد بين لنا أوصافه وذكر لنا علاماته بما لا يلتبس ولا يشتبك وعلى هذا كله فإننا نستعيذ بالله في صلواتنا كلها, وليس المخرج من الفتن إذا استحكمت والبلايا إذا ادلهمت إلا لزوم الجماعة والتزام الطاعة, وقد قال ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه تلزم جماعة المسلمين وإمامهم, ومن أراد بحبوحة الجنة فالتزم بالجماعة ولزوم الطاعة والتمسك بالجماعة ليس مجاملة ولا موالاة وضعفا ولا مداهنة ولكنه من أجل الحفاظ على الدين وعلى الأمة وعلى الأمن والاستقرار على الأهل والأنفس من رأى من أميره ما يكره فليصبر فإن من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية -متفق عليه ".

 

ومضى الشيخ الدكتور بن حميد يقول :" إخوتي في الله ونحن في هذه البلاد المباركة في رحاب الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية الدين هو الظاهر وشرع الله هو المحكم أسبغ الله علينا نعمة ظاهرة وباطنة صحة في الأبدان وأمناً في الأوطان غذاء وكساء ودواء وصحة وتعليم تمشي على قدميك وقد بترت أقدام , تنام عينك وقد أثار الخوف والهلع النوم عن أقوام كثيرين أمن وافر وعافية سابغة , بلاد آمنه مستقره يفيد إليها الوافدون ويرغب فيها الراغبون يبذلون الغالي والنفيس في سكناها والعيش فيها ابتغاء ظل أمنها الوارث وعيشها الكريم ".

 

وتساءل فضيلته قائلا :" لماذا يتفكر الغافلون في المفقود ولا يشكرون الموجود لابد من الحفاظ على هيبة الدولة وهيبة الحكم وهيبة الأنظمة ".

وأضاف :" عباد الله لا يكون شكران الدولة وأمن الأمة إلا بالحفاظ على الهيبة للدين والدنيا والأنفس والأموال والصحة والتعليم وكل المرافق والخدمات يجب استشعار حفظ الدولة ووحدة الأمة في أي تحرك أو نظر أو تفكير أو مطالبه ".

 

ودعا كل غيور على وحدة الأمة ومصالحها واستقرارها أن يمسك عن كثير من ألوان الجدل واللغو الذي تموج به الساحة ,مبينا أن الكثير من مواطن الخلاف ينشأ من مجانبة الجدال فيرى المنتقد أنه مادام على الحق فهذا يخوله أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ومتى شاء وكيف شاء , وتلكم هي الغفلة القاتلة وكثير من مواطن النزاع مبدؤها خطأ يسير أو تقصير محدود فيغذيه الهواء وينفخ فيه الغلو.

 

كما دعا إمام وخطيب المسجد الحرام طلبة العلم وأهل الفضل والصلاح وأصحاب الرأي والنظر إلى أن يكونوا قدوة لطلابهم وأتباعهم بالحرص على وحدة الأمة وهيبة الدولة وأن يكونوا قدوة في التنازل عن بعض حقوقهم الشخصية من أجل هذا الهدف السامي العظيم, مشيرا إلى أن المسؤولية مشتركة حكومة وأعلام وشعب في التعاون وسلوك سبيل المؤمنين وهدي الشرع وبناء الأنظمة وتحقيق العدل والرحمة والإحسان والحزم .

 

وأكد الدكتور بن حميد أن حق الناس مكفول في التعبير والمطالبة في الحقوق وإزالة المنكرات والمفاسد ورفع الظلم وإيصال الحقوق لأهلها كل ذلك مكفول من غير منه بضوابطه وبالطرق المشروعة والنظامية وبما يحفظ البلد وأمنه وأهله وهيبته ووحدته وبما يمنع تدخل أهل الفضول والأغراض والأغراب وعلى الدولة, العناية بحقوق الناس وحرماتهم لأنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم بشفافية ورحمة وعدل وإحسان يحاسب الكبير كما يحاسب الصغير ويجاز الرئيس كما يجاز المرؤوس وليس من هو فوق الخطأ أو النقد أو المحاسبة أو المساءلة مع إصدار الأحكام العادلة مما يقتضيه نظر الشرع الشريف المطهر والعدل هو سبيل الأمن وقاعدته وبوابته .

 

وقال :" وفي أجواء هذا الوحدة التي تعيشها بلادنا ومقدساتنا والأمن الوارف والعيش الكريم للمواطن والمقيم والوافد يظهر من يبيع نفسه ضد أهله ووطنه يريد أن ينغص عليهم أمنهم ويكدر صفاء عيشهم سالكا أحقر المسالك ليكون صنيعة وضيعه بيد من يريد بأهله وبلده شرا ", متسائلا هكذا تقدس المقدسات والديار والأهل والعشيرة ليمتهن هذا المخذول التجسس على أهله وعشيرته وداره لمصلحة عدو متغطرس هل يتصور مخلص مهما كان نقده و مهما كانت مطالبه أن يمد يده إلى يد عدو يريد الشر والأذى بوطنه أنه الدرس البليغ الذي يزيد المخلصين يقظة وجد في رص الصفوف والمصلحة العليا لحفظ الدين والأهل والبلاد والمقدسات ضد كل الأعداء والعملاء , ثم تبقى سياسة هذه البلاد وإدارتها على يقظتها وكفاءتها وحكمتها وحزمها ومسارها الهادي الرصين ".

 

 

المدينة النبوية:

 

من جانبه أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدا لرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى بفعل ما يرضيه من الطاعات وترك ما يغضبه من المحرمات.

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم :" إن عز العبد في عبوديته لله وقوة المسلم في توكله على الله و غناه في مداومة الدعاء برفع حاجاته إلى الله تعالى وأن فلاحه في إحسانه في صلاته وأن حسن العاقبة في تقوى الله ", مبينا أن سرور المسلم في بره بوالديه وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق و إن طمأنينة قلبه في الإكثار من ذكر المنعم جل وعلا .

 

وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي يقول :" إن انتظام أمور الإنسان واستقامة أحواله بالأخذ بالأسباب المشروعة وترك الأسباب المحرمة مع تفويض أموره كلها للخالق المدبر سبحانه وتعالى وانجاز الأعمال في أوقاتها وأن الركون إلى الدنيا والرضا بها ونسيان الآخرة والإعراض عن عبادةالله تعالى فيه خسران للعبد قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوايَكْسِبُونَ ).

 

ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله جعل في الأمم السابقة عظة وعبرة مستدلا بقوله تعالى( ولَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ).

 

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي في نهاية خطبته :" إن السعيد من اتعظ بغيره والشقي من وعظ به غيره وان لا تغر الإنسان الحياة الدنيا وأن على المؤمن الاستعداد للقاء الله بالأعمال الصالحات وأن الخيركله في عبادة الله وحده على ماوافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الإخلاص ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم" .

 

المصدر: واس

 

 

 

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life