عناصر الخطبة
1/طريق الهداية إلى الصراط المستقيم 2/الشيطان والصد عن الصراط المستقيم 3/دعوة الشيطان للغلو في الدين 4/البدعة وخطرها بدعة المولد أنموذجا

اقتباس

إِنَّ مَنْ سأَلَ اللهَ الوَلَدَ سَعى للزَّواج. ومَنْ سأَلَ اللهَ الثَمَرَ سَعى للغَرْس. ومَنْ سأَلَ اللهَ المالَ سَعى لِلعَمَل. ومَنْ سأَلَ اللهَ الهدايةَ إلى الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ.. فَلْيَسْعَ...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أيها المسلمون: في كُلِّ صلاةٍ.. لِلْعَبدِ تِلاوَةٌ فِيْهَا مَسْأَلَةٌ ودُعَاء، صَلاةٌ يَتَّصِلُ العبدُ فِيْهَا بِرَبِه، فَيَسْأَلُهُ ويَدْعُو، ويَبْتَهِلُ إليهِ ويَتَضَرَّع، في كُلِّ صلاةٍ يَقَرأُ المسْلِمُ بِفاتِحَةِ الكِتاب (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن)[الفاتحة:1] وفِيْها (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ..) [الفاتحة:5-6] صِرَاطُ اللهِ المُسْتَقِيم.. طَرِيْقُهُ الواضِحُ البَيِّنُ القَوِيْم. مَنْ هُدِيَ إِلَيْهِ رَشَد، ومَنْ ضَلَّ عَنْهُ غَوَى.

 

(اهْدِنَا) دُلَّنا وأَرْشِدْنا، ثُمَّ أَعِنَّا على لَزُومِهِ وثَبِّتنا (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) لِنَصِلَ إِليكَ آمِنِيْن، ولِنَعْبُدَكَ على عِلْمٍ وبَصِيْرَةٍ ويَقِين. (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) لا تَكِلْنَا إلى أَنْفُسِنا، ولا تُسْلِمْنا إلى أَهوائِنا، ولا تُسَلْطْ عَلَينا شيطاناً رَجِيْم.

 

إِنَّها مَسْأَلَةٌ.. لَنْ يَخِيبَ مَنْ أُعطِيَها، ولَنْ يُخْذَلَ مَنْ نَالَها. يُهْدَى فلا يَضِلّ، ويُرْشَدُ فلا يَتِيْه، ويُحْفظُ فَلا يَزِيْغ.

 

وَمَنْ أَدْرَكَ عَظِيْمَ هَذِهِ المسأَلَةَ سَعى لِتَحْقِيْقِ أَسبابِها. كَيفَ يُهْدَى العَبْدُ إِلى الصِّراطِ المُسْتَقِيم؟

 

إِنَّ مَنْ سأَلَ اللهَ الوَلَدَ سَعى للزَّواج. ومَنْ سأَلَ اللهَ الثَمَرَ سَعى للغَرْس. ومَنْ سأَلَ اللهَ المالَ سَعى لِلعَمَل. ومَنْ سأَلَ اللهَ الهدايةَ إلى الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ.. فَلْيَسْعَ إلى إِدْرَاكِه، ولْيسْتَمْسِكْ بِكُلِّ سَبَبٍ يُوْصِلُ إليه.

 

إِنَّهُ صِراطُ اللهِ.. ولَنْ يُرْشِدَكَ إِلى صِرَاطِ اللهِ أَصْدَقُ مِنَ وَحِيٍ نَزَلَ مِنْ عندِ الله (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[المائدة: 15-16] ولَنْ يَدُلَّكَ عَلَى صِراطِ اللهِ أَنصَحُ مِنْ رَسُولٍ أُرْسِلَ مِنْ عندِ الله(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)[الشورى:52-53].

 

فَمَنْ ابْتَغَى إِلى ذِيْ العَرْشِ سَبِيلاً.. فَلْيَكُنْ بِكِتَابِ اللهِ مُسْتَمْسِكاً.. مُمتَثِلاً لأَمْرِه، مُجَانِباً لِنَهيِهِ، عامِلاً بأَحكامِه، مُتَخَلِّقاً بأَخلاقِه، مُتَأدِباً بآدابِه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[الزخرف:43].

 

مَنْ ابْتَغَى إلى ذِي العَرْشِ سَبِيلاً.. فَلْيُطِعِ الرسُول ولْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِه (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)[النور:54].

 

إِنه صِرَاطُ اللهِ.. لَنْ يَسْلُكَهُ مَن حادَ عن قُرآنٍ وسُنَّة، ومَن حادَ عَن الصراطِ هَلَك.. شَرِيعَةُ اللهِ التي ارْتَضَاها لِعِبَادِه قَدْ كَمُلَتْ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].

 

وصِراطُ اللهِ وَاضِحٌ بَيِّن، والسَّائِرُونَ عَلَى الصِّراطِ هُمُ المُهتَدَون. ومَنْ تَنَكَّبَ الصِّراطَ هَلك. وقَدْ أَقْسَم الشيطانُ قَسَماً أَثِيْماً.. لَيَقْعُدَنَّ لِلنَّاسِ صَارِفاً عَن الصِّراطِ المُسْتَقِيم (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف:17]. فقالَ اللهُ له: (.. اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)[الأعراف:18].

 

وللشيطانِ طَرَائِقُ فِي صَدِّ النَّاسِ وإغْوائِهِم عَنْ صِراطِ اللهِ.. فيَرْمِيهم بالشبهاتِ أَو الشهوات، ويُثَقِّلُ عَلَيْهِمُ الطاعاتِ ويُزَيِّنُ لَهم المُحرَّمات، ويُوَسْوِسُ لَهُم.. لِيَصْرِفَهُم عن الصراطِ بِشَتَّى الوسائلِ. ولَهْ مَع العباداتِ نَزَعَاتْ.. فإِن رَأَى مِنْ العَبْدِ إقبالاً على العِبَادَةِ وحُبّاً.. دَفَعَهُ إلى التجاوزِ والغُلُوِّ والإِفْراط. وإِنْ رَأَى مِنَ العَبْدِ فُتُوراً وكَسَلاً.. دَفَعَهُ إلى التهاوُنِ والقُعُودِ والتَّفْرِيط. وَلا يُبَالِي الشيطانُ بِأَيِّ الأَمْرَيْنِ ظَفَرْ.

 

وقَدْ يُدْرِكُ العبدُ تَقْصِيْرَهُ في واجِبٍ فَرَّطَ فِيه، وفي شَهْوَةٍ مُحَرَّمَةٍ أَقْدَمَ عليها. ولَكِنَّ العَبدَ قَدْ لا يُدْرِكُ الخَطَرَ.. حِينَ يَغْلُو في دِيْنِ اللهِ، فَيَعْمَلُ عَملاً لَمْ يَأَذَنْ بِه الله. ويَتَعَبَّدُ بِعِبادَةٍ لَمْ يَشْرَعها رَسُوْلُ الله.

 

وكُمْ انْحَرَفَ أَقوامٌ عَن صِرَاطِ اللهِ.. حِينَ جَهِلُوا دِينَ اللهِ، فاستَحْسَنوا أَعمالاً يَتَقَرَّبُونَ بها إلى اللهِ لَمْ يَشْرَعْها اللهُ لَهم، لَيْسَ لَهم عليها في كِتابِ اللهِ مُسْتَنَدٌ، ولَيْسَ لهُم عليها مِنْ سُنةِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- دَلِيل. وقَدْ قال الله في التَنْزِيل (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ)[الشورى:21] وعَنْ عَائِشَةَ -رَضي اللهُ عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ علَيهِ أَمرُنا فَهو رَدّ"(رواه مسلم) مَنَ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ على هَدْيِنا وَشَرِيْعَتِنا فَهوَ مَرْدُودٌ. قال النَّوَوِيُّ -رحمه الله- عَن هذا الحديث: "إِنَّهُ قاعِدَةٌ عَظِيْمَةٌ من قواعِدِ الإِسلامِ، وإِنَّهُ مِنْ جَوامِعِ كَلِمِهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فإِنَّهُ صَرِيْحٌ في ردِّ البِدَعِ والمُخْتَرَعَاتِ -يَعْنِي المُختَرَعاتِ في العَقِيْدَةِ والعِبَادَاتْ- وهُوَ مِمَّا يُعْتَنَى بِحِفْظِهِ واسْتِعْمالِهِ في إِبطالِ المُنكَرَات".

 

فَمَنْ رَامَ إِلى صِراطِ اللهِ المُسْتَقِيمِ بُلُوغاً.. فَلْيَعْبُدِ اللهَ على بَصِيْرَة، ولْيُحاذِرْ مَسالِكَ الهَوَى، وليَهْتَدِ بِهَدي الرسولِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَإِنَّهُ لا طَرِيقَ إِلَى اللهِ.. إلا مِنْ طَرِيقٍ سَارَ عليهِ الرَّسُولْ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ويَغْفِرْ لَكُم ذُنُوْبَكُم واللهُ غَفُورٌ رَحِيْم)[آل عمران:31].

 

بارك الله لي ولكم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأَشهد أن محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون.

 

أيها المسلمون: والبِدَعُ المُحْدَثَةُ في دِينِ الله هِيَ غايَةُ الشيطانِ وَمُبْتَغاه، بِها يَتَحَقَّقُ الصَّدٌّ عَن صِراطِ الله. والبِدَعُ مراتِبُ ودَرَكات.. بِدَعٌ في العَقائِدِ وَهِيَ أَخْطَرُها. وبِدَعٌ في الأَعْمَالِ والتَعَبُّدات.

 

وما ابْتَدَعَ مُبْتَدِعٌ في دِينِ اللهِ.. إلا لِسَطْوَةِ جَهْلٍ أَو لِفَرْطِ هَوى. والعِلْمُ دَوَاءُ الجَهْلِ، والإيِمانُ دَوَاءُ الهَوى.

 

وما ابْتَدَعَ مُبْتَدِعٌ في دِينِ اللهِ.. إلا لاسْتِنْقَاصِهِ شَرِيْعَةَ اللهِ، فإِنَّ مَنْ اعَقَدَ في الشَرِيعَةِ الكَمالَ، لَمْ يَتَجَرَّأَ على استْحْدَاثِ عِبادَةٍ لَمْ يَشْرَعْها اللهُ وَرَسُوْلُه.

 

وكَمْ في شَتَى الأَقْطارِ مِنْ بِدَعٍ تُشاعْ، يُرَوَّجُ لَها بَينَ المُسْلِمِين، ويُسْعَى لإقامَتِها فيهم مَقَامَ ما هُو مَعْلومٌ مِن الدين. وبِدْعَةُ الاحتفالِ بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- واحِدَةٌ مِنْ تِلكَ البِدَعِ التي تَتَكَرَرُ في كُلِّ عام.

 

هَيَ عَمَلٌ مُحْدَثٌ في الدِّينِ، لَمْ يَأَمُرْ بِه اللهُ تَعالى في كتابه، ولَمْ يأَمرْ بِه رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، ولَمْ يَعْمَلْهُ أَحَبُّ الناسِ لِرَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وأَقْرَبُـهُمْ مِنه آلُ بَيْتِهِ وأَصْحَابُه الكِرَامْ.

 

وإِنما هو عَمَلٌ ظَهَرَ أَولَ ما ظَهَرَ في القَرْنِ الرابِعِ مِنَ الهِجْرَةِ عَلَى يَدِ الدَولَةِ الفاطِمِيةِ الرافضِية.. حَيْثُ ابتَدَعُوا سِتَّةَ مَوَالِدٍ: مَولِدَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ومولِدَ عَلِيٍّ والحسَنِ والحُسَين وفاطِمةَ رضي الله عنهم ومَوْلِدَ والخَلِيْفَةَ الحاضِر، ثُمَّ أشاعُوها في أَرجاءِ دَولَتِهم.

 

ثمَّ استَحْسَنَ جُهَّالُ المُسْلِمِينَ بَعدَ ذلكَ الاحتفالَ بِمَولِدِ النبي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بدافِعِ الحُبِّ لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وما أَدْرَكوا أَنَّ حَقِيْقَةَ الحُبِّ للرَّسولِ تَتَحَقَّقُ بِصِدْقِ الاتِّباعٍ، لا بِحَفْلاتِ الابْتِداعْ.

 

وهَكذا هي البِدَعُ.. تُسْتَحْدَثُ ثُمَّ تُسْتَحسَنُ ثُمَّ تُتَوَارَث.. وما قَامَتْ بِدْعَةٌ إِلا بِغيابِ عِلْمٍ أَو تَسَلُّطِ فَتَّانْ. وعلى قَدْرِ نَشْرِ العِلْمِ في الناسِ تَتَقَهْقَرُ البِدَع. وعَلى قَدْرِ تَرْسِيخِ الإيمانِ في القُلُوبِ يَنْهَزِمُ الهَوى. ولو أَنَّ كُلَّ مَن اسْتَحْسَنَ عَمَلاً جَعَلَه لَهُ عبادَةً ودِيناً.. لكان دِينَ اللهِ مَرْتَعاً للغاوِيْن.

 

وإذا ما بُيِّنَتْ للناسِ شَرِيعةُ رَبِهم، وبُيِّنَ لَهم أَن مَصْدَرَ كُلِّ تَشْرِيعٍ وتَعَبُّدٍ.. إِنَّما هو كِتَابُ اللهِ وسُنةُ رَسُولِه -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وما لَمْ يَكُنْ لَه فِيْهِما مُعْتَمَدٌ ودَلِيْلٌ.. فإنما هو إِثْمٌ لا بِرٌّ، ومَعْصِيَةٌ لا طَاعَةٌ، ومُخَالَفَةٌ لا اتِّبَاع.

 

إذا ما بُيِّنَ للمسْلِمِينَ ذلك. صارُوا في أَمانٍ مِنَ البِدَعْ. وفي وِقايَةٍ مِنْ تلاعُبِ أَهل الجَهلِ والهَوى.

 

ولا يَسْتَوِيْ من كانَ للهِ طَائِعاً ** على سِيرَةِ الهادِي يَسِيْرُ ويَحِفِدُ

ومَنْ صَيَّرَ الأَهْوَاءَ مَصْدَرَ شِرْعَةً ** يَمِيْلُ بِه عِلْجٌ عَلَى الدِّينِ يَحقِدُ

 

(أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[الملك:22].

 

اللهم اهدنا للإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات
زائر
16-10-2022

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وحفظكم لنشر دين الله كما يحب الله ورسوله

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life