عناصر الخطبة
1/ فضل شعبان 2/ فضل ليلة النصف من شعبان 3/ بدع ليلة النصف من شعبان
اهداف الخطبة

اقتباس

وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطَّلِعُ الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح.

 

 

 

 

 

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا نعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره. 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فيا أيها الناس, اتقوا الله، (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

أيها المؤمنون: إن المؤمن لَيَتَقَلَّبُ في هذا الزمان، ويمد الله له في الأجل، وكل يوم يبقاه في هذه الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لآخرته، ويبذر فيه من الأعمال ما استطاعته نفسه وتحملته.

ولقد دار بنا الزمان، وهانحن في شهر شعبان والناس عنه غافلون، فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه النسائي.

وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطَّلِعُ الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح.

ولنا مع هذا الحديث المبارك وقفات:

الأولى: إن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشركـ فتفقد نفسك يا عبد الله، فهذا أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم:35].

وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرَاً مِنَ النَّاسِ) [إبراهيم:36].

قال إبراهيم التيمي: مَن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا مَن هو جاهل به، وبما يخلصه منه؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "أخوفُ ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء".

ومن عظيم فقه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد أن جعل بابا بعنوان: باب الخوف من الشرك.

الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له؛ لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية.

وفي صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا".

وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَّاً لِلَّذِينَ ءامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10].

قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة، وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.

الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصلِّيها في جماعة، ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم أحرص الناس على الخير، فلو كان خيرا لسبقونا إليه.

الوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان، وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه، فإن هذا من التنطع والغلو في الدين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان".

ولا يدخل في هذا الحديث أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو النذر، أو القضاء، فمَن كان عليه صيامٌ مِن أيّام رمضانَ المنصرِم فليبادِر إلى صيامه قبل إدراكِ شهر رمضان.

نسأل الله أن يبلغنا إياه، فاحذروا -عباد الله- من الشرك والبدع، وطهِّروا قلوبكم من الشحناء والبغضاء، لتفوزوا بمغفرة رب الأرض والسماء.

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات
ليلة النصف من شعبان.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life