اقتباس
هذه بعض صور استعداد مجتمعنا الإسلامي اليوم لاستقبال هذا الشهر العظيم المبارك. أولاً: تبدأ القنوات الفضائية تبشر المسلمين بأنها أعدت لهم مجموعة من المسلسلات، والبرامج التلفزيونية المتكررة في مضمونها وشكلها والمختلفة في عناوينها، وهي في جملتها لا تخرج عن...
مع حلول شهر شعبان من كل عام يبدأ المسلمون استعدادهم لاستقبال هذا الشهر المبارك، فكيف يستعد المسلمون لاستقبال شهر الرحمة والغفران شهر الصوم والإيمان، شهر الصبر والقرآن؟ وماذا يعدون لاستقباله؟
هذه بعض صور استعداد مجتمعنا الإسلامي اليوم لاستقبال هذا الشهر العظيم المبارك.
أولاً: تبدأ القنوات الفضائية تبشر المسلمين بأنها أعدت لهم مجموعة من المسلسلات، والبرامج التلفزيونية المتكررة في مضمونها وشكلها والمختلفة في عناوينها، وهي في جملتها لا تخرج عن موضوعات تاريخية، يحاول أكثرها تشويه تاريخنا الإسلامي المشرق، أو النيل من رجاله وتشكيك الناس في تاريخهم وأبطاله، الذين أرسو قواعد الحضارة العربية الإسلامية، وبنوا لنا أمجاد دولة إسلامية، نشرت الخير والعدل والعلم في مختلف أصقاع الأرض، وإذا كان موضوع هذه المسلسلات اجتماعياً، فهي تحاول تقديم صور لمجتمع تخلى عن قيمه ومبادئه وأخلاقه، مجتمع تعم فيه الخيانة، وينتشر فيه الفساد والرذيلة ويسهل به ضياع القيم والأخلاق وتنتشر فيه الفاحشة.
وأما البرامج الترفيهية فحدث ولا حرج عن انحطاطها الخلقي وتعري أبطالها، وتفاهة أغانيها وألحانها.
ثم تبدأ سلسلة الدعايات وما فيها من تزين للإسراف وإنفاق الأموال على شراء المواد الغذائية، التي هي في غالبها مواد كمالية فائضة عن حاجة الإنسان الطبيعي، الذي ننشد أن يكون مسلماً صالحاً جديراً بأن يكون خليفة الله في الأرض، ناهيك عن تفاهة مقدميها وخلاعتهم.
وفي خضم هذا القَدْر الهائل من المسلسلات والبرامج الترفيهية والدعائية، ينسى معظم المسلمين المعاني والقيم والمبادئ، التي جاء بها الإسلام في رمضان، هذا الشهر المبارك العظيم، الذي نزل فيه القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
ثانياً: يبدأ ربّ كلّ أسرة بشراء أنواع من المآكل والمشارب وتخزينها بالإضافة إلى شراء أنواع من الملابس لأفراد العائلة، دون أن ينسى الألعاب وأدوات التسلية والترفيه له ولأولاده.
ثالثاً: تبدأ ربة الأسرة في إعداد أصناف من الطعام والحلوى والأشربة المتنوعة، التي تثقل كاهل الأسرة بمزيد من النفقات التي يمكن الاستغناء عنها، وتوفيرها لإخوة لنا، يعانون أشد المعاناة من الاحتلال والحصار والتدمير، بل والجوع والبرد والفناء.
هذه بعض مظاهر استعداد المسلمين اليوم لاستقبال هذا الشهر الذي جعله الله -تعالى- علامة فارقة بين الشهور، ليستعيد فيه المسلم صفاء نفسه وخشوع قلبه، وتلاوة القرآن والتآلف مع إخوانه، والشعور بشعورهم.
الاستعداد في منهج السلف الصالح:
ونتساءل: هل كان منهج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه الكرام البررة، وسلفنا الصالح في استعدادهم لاستقبال هذا الشهر يشبه هذا الاستعداد؟ وهل كان همهم وهم يستعدون لاستقبال هذا الشهر العظيم في المطعم والمشرب والملبس والترفيه، والخلود إلى النوم والراحة في رمضان؟
كلا -والله - لقد كان استعدادهم لاستقبال هذا الشهر المبارك على غير ما نحن عليه اليوم، لقد كان رمضان مائلاً في أذهانهم طول العام، وهذه بعض معالم سلفنا الصالح في استعدادهم لهذا الشهر العظيم.
أولاً: الالتجاء إلى الله بالدعاء لبلوغ شهر رمضان: فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعد له بالدعاء من حين دخول شهر رجب، بقوله: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"(1)، قال يحيى ابن أبي كثير (2): "وكان من دعاء السلف الصالح: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم رمضان لي، وتسلمه مني متقبلاً"(3)، وقال معلى بن الفضل (4): "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثمّ يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"(5).
ثانياً: تجديد الإيمان والبعد عن الذنوب والمعاصي:
أدرك سلفنا الصالح أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة واستجابة الدعاء وينبغي فيه على المسلم أن يستعد له بتجديد إيمانه، وابتعاده عن كل الذنوب التي تمنع المغفرة، ومن أعظم هذه الذنوب الشرك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق والزنى، وقطع الأرحام، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وغيرها فقد جاء في الحديث الشريف، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الذنوب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قال: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك"، فأنزل الله تصديق ذلك: (والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالْحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) (6)، فالشرك بالله بكل أنواعه ظلم عظيم، وكفر بين، وسبب كبير من أسباب حجب المغفرة وعدم استجابة الدعاء، وعدم قبول العبادات.
فالمؤمن الحقيقي هو الذي يعتقد جازماً أن لا إله إلا الله، ولا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا حاكم إلا الله، ولا معزّ إلا الله، ولا مذلّ إلا الله، وأن الكلّ بيد الله، يتصرف في ملكه كما يشاء، بهذه العقيدة كان سلفنا الصالح يستعد لاستقبال هذا الشهر العظيم.
ثالثاً: التوبة وكثرة الاستغفار: ولم تكن توبة سلفنا الصالح واستغفارهم -استعداداً لاستقبال هذا الشهر العظيم- ترديداً لكلمات الاستغفار باللسان فحسب، دون إدراك للمعنى الحقيقي للتوبة القائم على أركان ثلاثة هي: العلم، والندم، والعمل.
أما العلم فهو معرفة الإنسان عظم الذنوب التي يقترفها، وأنها سبب شقائه، وبعده عن ربه، وقسوة قلبه، فيأسف على ما ارتكبه من الذنوب أشد الأسف، وهذا الأسف هو ما يطلق عليه: الندم، فإذا سيطر هذا الندم على قلب المسلم التائب، انبعثت منه إرادة على ترك الذنب والعزم على أن لا يعود إليه إلى آخر حياته، فإذا كان الذنب في حق المخلوقين أسرع بردّ الحقوق إلى أصحابها، وهذا هو: العمل.
بمثل هذه التوبة الصادقة كان السلف الصالح يستعد لاستقبال شهر رمضان موقنين أن أبواب التوبة مفتوحة للعباد في كل أوقات العام، وهي في شهر شعبان أولى.
رابعاً: كثرة الصيام في شعبان: فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يكثر الصيام في شهر شعبان، بل ربما صامه كله؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان"(7)، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان"(8)، وقد نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه إلى ضرورة الصوم في شهر شعبان، عندما ذكر له أناساً يصومون رجب، فقال: "فأين هم من شعبان"(9).
ولهذا فقد كان سلفنا الصالح يكثرون الصوم في شعبان استعداداً لاستقبال شهر رمضان.
خامساً: الإكثار تلاوة القرآن الكريم: فقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان، أكبوا على المصاحف، فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان" (10)، وقال سلمه بن كهبل(11): كان يقال: "شهر شعبان شهر القراء"، وكان حبيب بن أبي ثابت(12) إذا دخل شعبان، قال: "هذا شهر القراء"، وكان عمرو بن قيس الكوفي الملاني(13) إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، قال الحسن بن سهيل(14) "قال شعبان يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فمالي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن"(15).
سادسا: صلة الأرحام: لقد كان السلف الصالح يستشعرون وهم في خضم استعدادهم لاستقبال هذا الشهر العظيم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (20)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا إن شئتم، فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"(21).
ولا تكون الصلة الحقيقية بمقابلة الإحسان من الأقارب بإحسان مثله، ولكن الصلة تكون في مقابلة الإساءة بالإحسان، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"(22).
فالمبادرة إلى صلة الأرحام، والإحسان إليهم، من أفضل ما يستعد به المسلم لاستقبال هذا الشهر المبارك.
سابعاً: برّ الوالدين: وإذا كانت هذه الحقوق واجبة في حق الأرحام، فهي أوجب وأكد في حق الوالدين، ذلك أن الله -سبحانه وتعالى-، قد قرن توحيده وعبادته ببر الوالدين والإحسان إليهما: فقال: (وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا إمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) (23)، وروي عن عبد الله بن مسعود قال: "سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله -عز وجل-؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله"(24).
فالاستعداد لاستقبال هذا الشهر المبارك، يكون بأفضل أبواب البر والقرب إلى الله، وهل أفضل من بر الوالدين والإحسان إليهما، استعداداً لاستقبال هذا الشهر العظيم؟
ثامناً: الإكثار من ذكر الموت والاستعداد له: فقد كان سلفنا الصالح -رحمهم الله- يستعدون لاستقبال هذا الشهر المبارك بكثرة ذكرهم لهادم اللذات، وذلك لمعرفتهم بأن آجال العباد تقطع في شهر شعبان، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد خرج اسمه في الموتى"(25)، ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعد لاستقبال شهر رمضان بكثرة الصيام في شهر شعبان، وعندما سئل عن ذلك، قال: "إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة في تلك السنة، فأحب أن يأتي أجلي وأنا صائم"(26).
فليكن استعدادنا للموت معيناً لنا على استقبال هذا الشهر، وقد هيأنا أنفسنا للقاء الله سبحانه بالتوبة والإنابة، فندخل في هذا الشهر ونحن طاهرو القلب والنفس، تائبون من كل الذنوب والآثام، مستعدون لرحمة الله ومغفرته.
تاسعاً: المبادرة إلى إخراج الزكاة والإكثار من الصدقات: وما دامت الزكاة هي حق للفقراء، أوجبه الله -تعالى- في أموال الأغنياء، فماذا على الغني لو قدم موعد إخراجها، وإعطائها لأصحابها الفقراء شهراً واحداً؟ ويكون بذلك قد أبرأ ذمته أمام الله -سبحانه وتعالى- أولاً، وأعان إخوانه، ونفس كربتهم، وأبعد القلق عنهم، ويسّر أمورهم وقضى حاجاتهم ثانياً، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"(27)، وقد ورد عن أنس -رضي الله عنه- قوله: "كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان"، وبهذا يكون المسلم قد استعد لاستقبال هذا الشهر الكريم، وهو بريء الذمة محسن إلى إخوانه وهنا لا بد من القول: إنه على المسلم ألا يقتصر على دفع زكاة أمواله فحسب، بل لا بد من الزيادة على ذلك بالإكثار من الصدقات لتكون مطهرة لنفسه وماله.
وهذه دعوة للأغنياء أن يكون استعدادهم لاستقبال شهر رمضان بالمسارعة في إخراج زكاة أموالهم في شهر شعبان، والإكثار من الصدقات وأعمال البر والخير والصلة.
عاشراً: سلامة الصدر والبعد عن الشحناء: ومن الأمور التي يجب على المؤمن أن يلتزم بها استعداداً لاستقبال هذا الشهر المبارك وتعرضاً لمغفرة الله ورحمته ورضوانه: نبذ الحقد على المسلمين، والابتعاد عن مشاحنتهم ومعاداتهم، ومما لا شك فيه أن من أعظم المشاحنة المانعة لمغفرة الله ورضوانه، مشاحنة من يحمل في قلبه البغض والكراهية لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذه الشحناء أعظم جرماً من مشاحنة ومخاصمة الأفراد والإخوان.
وقد وصف الله هؤلاء المؤمنين الذين سلمت قلوبهم من الحقد والغل والشحناء، بأنهم لا يبرحون يدعون الله بهذا الدعاء: (والَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (28).
فإذا أراد المسلم أن يكون استعداده استعداداً حقيقياً لاستقبال هذا الشهر المبارك، فعليه بالتوبة والكف عن مشاحنة المؤمنين والنيل منهم بالسباب واللعن والشتائم؛ لأنها هذه الشحناء تباعد العبد عن ربه، وتحرمه الفضل العميم، الذي خص الله -سبحانه- المؤمنين في شهر رمضان؛ فعن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن أو قاتل نفس"(29)، وعن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن"(30).
فنهج السلف الصالح في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، كان بتجديد الإيمان، وترك المعاصي، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وأداء الحقوق لأصحابها، والبعد عن الشحناء والخصام والاستعداد للموت، والصيام، والقيام، والتوبة، وهذا هو الاستعداد الحقيقي لاستقبال هذا الشهر المبارك.
هذا البحث مأخوذ باختصار من كتابي: "رمضان منهج متكامل في تربية الفرد وبناء المجتمع".
_____
(1) رواه الطبراني وغيره من حديث أنس -رضي الله عنه-، والإمام أحمد في مسنده.
(2) يحيى بن صالح الطائي: تابعي من ثقات أهل الحديث توفي سنة: 129هـ، وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي: (5/179).
(3) لطائف المعارف، ص: (280).
(4) أبو يعلى بن منصور، من رجال الحديث المصنفين فيه من أصحاب أبي يوسف ومحمد بن الحسن حدث عنهما توفي سنة: 211هـ، وانظر: (10/238)، وميزان الاعتدال: (3/186).
(5) المصدر السابق، ص: (280).
(6) الفرقان: 68]، والحديث أخرجه البخاري: (8/3748) في تفسير سورة الفرقان، ومسلم رقم: (86) في الإيمان: باب كون الشرك أقبح الذنوب.
(7) أخرجه البخاري رقم: (1969) في باب الصيام النبي في غير رمضان.
(8) رواه الترمذي رقم: (2336) في الصوم.
(9) رواه ابن وهب عن معاوية بن صالح من حديث عائشة -رضي الله عنها- وانظر: لطائف المعارف، ص: (251).
(10) لطائف المعارف، ص: (258).
(11) سلمة بن الكهبل بن حصن الحضرمي أبو يحيى الكوفي التنعى وتنعة بطن من حضرموت، كوفي تابعي ثقة ثبت في الحديث روى له جماعة مات نحو: 123، (سيرة أعلام النبلاء: (5/295).
(12) أبو يحيى الأسدي القرشي: تابعي ثقة.
(13) عمرو بن قيس الكوفي الملاني البزاز أبو عبد الله ثقة متقن عابد من أولياء الله مات سنة بضع وأربعون ومائة (سير أعلام النبلاء: (6/250).
(14) الحسن بن سهل عبد الله السرخسي، وزير المأمون العباسي، اشتهر بالأدب والفصاحة وحسن التوقيعات والذكاء توفي سنة: 236هـ (وفيات الأعيان: (1/142).
(15) لطائف المعارف، ص: (259).
(20) [النساء: 1].
(21) سورة محمد الآية: 22] والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
(22) رواه البخاري (4/113) والترمذي (1/348) والإمام أحمد (2/163).
(23) الإسراء: 22].
(24) أخرجه البخاري (2/9) باب الصلاة على وقتها.
(25) رواه الديلمي في الفردوس: (2/73) عن عثمان بن الأخنس وابن أبي الدنيا وغيرهما من حديث أبي هريرة، وانظر: لطائف المعارف، ص: (256).
(26) رواه أبو يعلى (8/312) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/192).
(27) جزء من حديث رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: (17/22221) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وأبو داود: 3/2302289 باب في المعونة للمسلم، والترمذي في الجود وفي البر والصلة، وتتمة الحديث: "ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
(28) الحشر الآية: 10].
(29) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (25/176) والمنذري في الترغيب والتهذيب: (2/119، و 3/460) وابن حيان في صحيحه من حديث معاذ مرفوعاً: (7/470) وأبو نعيم في الحلية: (5/191).
(30) ابن ماجه: (1390) باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وأورده الألباني في صحيح ابن ماجه: (1/233).
التعليقات