اقتباس
وطن نفسك على إمكانية خطئك، فكل الناس تخطئ، والخطأ لا يعني الموت، وردد مراراً؛ ماذا يحصل إن أخطأت؟ لا شيء، سأعود وأصوب نفسي....
يخاف كثير من الناس من هيبة الوقوف أمام الجمهور والحديث معه، وهذا الخوف فطري طبيعي بامتياز؛ فالناس تخشى من كل جديد غير مألوف.
السؤال هنا؛ كيف يمكن لي أن أتغلب على هذا الخوف؟
بالطبع يظن الناس أن المرة الأولى هي الأصعب، ولكن في حقيقة الأمر أن لكل موقف ومجمع واحتفالية وتجمهر هيبته الخاصة. ربما لو سألت جهابذة المتحدثين اليوم لأخبروك عن رحلة بداياتهم، وطرائف خوفهم في بدايات مواجهة الناس..
الموقف له هيبة ولا غرو، ولكن واجب "بلغوا عني ولو آية" يحفزنا على المضي قدما، لا سيما وأن الخوف هنا فطري، وهناك دراسات تخصصية أثبتت كيفية التغلب عليه.
بالدرجة الأولى.. الخوف أمر نفسي، والتغلب عليه يتم بالعلاج النفسي والاستعداد النفسي.
بالنظر لذلك، نرى أن الدراسات والتجارب والخبرات السابقة أفادت بأنه يمكن التغلب على هذا العائق النفسي من خلال عدة خطوات.
1- الإيمان بصدق وأحقية ما تطرحه.
2- الثقة بالنفس مع قبول إمكانية اعتراض الآخرين عليك مسبقا.
3- التدريب المسبق في البيت أو مع الأهل أو مع جمع من الأصدقاء.
4- البداية المأمونة، كخطاب قصير في جمع عائلي أو مسجد الحي الصغير أو في صف دراسي أو نحو ذلك. للتدرب على الأمر.
5- التدرب المسبق على الوقوف على منصة الخطاب إن أمكن ذلك، كصعود المنبر وقت خلو المسجد، أو الوقوف على المنصة قبل قدوم الجمهور أو نحو ذلك.
6- معرفة أن من أمامك سيعيش نفس الظرف الذي تعيشه أنت لو وقف أي منهم في موقفك، فهذا يريحك لمعرفتك أنك إنسان مثلهم، وهم يتفهمون إمكانية ارتباكك لأول مرة.
7- استعد جيداً في لباسك وأناقتك وضَع الطِّيب، فهذا يعينك على الثقة بنفسك في الموقف.
8- رتب أوراقك في يدك بشكل سلس، واجعلها صغيرة، غير قابلة للإفلات، فهذا يعفيك من التخبط والخوف من وقوع الأوراق أو جمال شكلها أمام الناس أو اختلال ترتيبها عند الإلقاء.
9- ادخل بتؤدة وسكينة ووقار واخرج بتؤدة وسكينة ووقار. وتدرب على ذلك برفع هامتك، وثبات خطواتك.
10- لا تبدأ مباشرة، انظر في الميكروفون أمامك وخذ نفساً عميقاً.
11- قل لا حول ولا قوة إلا بالله، وتجرد من معرفتك وعلمك وقدراتك. واطلب العون من الله وعندها ستشعر أن معك أقوى قوة في الكون كله.
12- وطن نفسك على إمكانية خطئك، فكل الناس تخطئ، والخطأ لا يعني الموت، وردد مراراً؛ ماذا يحصل إن أخطأت؟ لا شيء، سأعود وأصوب نفسي.
13- اطلب من أصدقائك العون بتوزعهم بين الحضور، وحاول توزيع نظراتك على الجمهور من خلال نظرك في الوجوه التي تألفها فهذا يريحك جداً.
14- تذكر أجر الكلمة الطيبة في الناس، وتذكر أجر تذكيرك لهم بالله، "وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملئ خير منه"، وماذا تريد للأمن النفسي أكثر من استشعارك أن الله يذكرك بين الملائكة لحظة ذكرك له بين الناس؟
15- تذكر بعض المتحدثين الفاشلين وقارن نفسك بهم، فعلى أقل تقدير ستتكلم مع الناس بعلم، وعلى أقل تقدير أنت متحدث جديد وغيرك يتحدث منذ سنين وهو فاشل. فهذا يعينك على صلابة إرادة خوض التحدي.
16- لا تنس "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن والصعب إذا شئت سهلاً" وكذلك: (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)[الإسراء: 80].
التعليقات