السؤال
أرسلت لكم السؤال رقم 82898 وجاءت الإجابة وسأرسل لكم تعقيبا ولكن مقطعاً في رسالتين أو ثلاث أقول جاءت الإجابة كالتالي: وأما عن فضل الصلاة في المساجد فروى البزار والطبراني من حديث أبي الدرداء رفعه: "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة [في] بيت المقدس بخمسمائة صلاة" قال البزار: إسناده حسن، نقله الحافظ ابن حجر في الفتح: باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة في كتاب الجمعة [كذا، والصواب: كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]. والله أعلم.
يا أخي الكريم جزاك الله خيراً على إجابتكم وذاك نصها وما بين معقوفين زيادة مني، الذي سألت عنه هو: هل يوجد نص فيه أن الصلاة في المسجد الأقصى بـ(250) صلاة؟ وأما ما ذكرتموه فهو حديث عند البزار والطبراني، ولا يخفى عليكم أنهما (أعني مسند البزار ومعاجم الطبراني) من كتب الغرائب.
المطلوب هو: هل يوجد في الباب غير هذا؟
أرجو أن تذكروا لي ما وقفتم عليه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اختلفت الأحاديث في فضل الصلاة في المسجد الأقصى: - فمنها ما يجعل الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، كحديث أبي الدرداء الذي ذكرناه في الفتوى التي أشار إليها السائل - حفظه الله - وله شاهد عند ابن عدي من حديث جابر رضي الله عنه، وإسناده ضعيف. - ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة، وهو ما رواه الحاكم والدارقطني في العلل، عن أبي ذرٍ رضي الله عنه -مرفوعًا-: صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات في بيت المقدس.
- ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، وهو حديث ميمونة بنت سعد عند أبي داود وابن ماجه وأحمد ، وقال ابن مفلح في الآداب: رجاله ثقات. - ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل خمسين ألف صلاة، وهو حديث أنس رضي الله عنه، عند ابن ماجه ، وفيه جهالة، كما أشار إلى ذلك العراقي. - ومنها ما يجعل الصلاة فيه بمائة صلاة، وهو ما رواه أحمد وابن عبد البر في التمهيد، عن الأرقم رضي الله عنه- مرفوعاً-: والصلاة بمكة خير من ألف صلاة ببيت المقدس.
قال ابن عبد البر : هذا حديث ثابت. وقد رجح العراقي في طرح التثريب الأحاديث التي فيها أن الصلاة في بيت المقدس بألف صلاة، والتصويب الذي ذكره السائل ليس له وجه؛ لأن كلام الحافظ المنقول هو في كتاب "الجمعة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة". وقول السائل: إن معاجم الطبراني ومسند البزار من الغرائب لا وجه له أيضًا، لأنها من الكتب المعتمدة عند أهل الحديث، وورود بعض الأحاديث الضعيفة والغريبة فيها لا يعني تضعيف كل ما فيها، بل العبرة بالإسناد. وننصح السائل لمزيد فائدة حول أحاديث الباب بالرجوع إلى الكتب التالية: (1) التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر. (2) نيل الأوطار للشوكاني. (3) طرح التثريب لابن العراقي. (4) فضائل المدينة لصالح الرفاعي ، وقد جمع فأوعى وأجاد وأفاد.
والله أعلم.
التعليقات