عناصر الخطبة
1/ منزلة الصلاة 2/ فضل صلاة الليل 3/ هدي النبي الكريم في قيام الليل 4/ سمات أهل الليل 5/ الغفلة عن الليل 6/ أسباب معينة على قيام الليل 7/ إحياء ليالي رمضان 8/ وقفات مع العنف والتفجير وبلبلة الأمناهداف الخطبة
اقتباس
لم يطب لأهل الليل المنام؛ لأنهم تذكروا وحشة القبور، وهول يوم النشور، قال الله -تعالى- عنهم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعَاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:16-17].
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه...
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، والإكثارِ من طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته، والإحسانِ إلى خلقه، وَمَن تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة، والرابحُ من اشترى الباقية بالفانية، والخاسرُ من آثر الحياة الدنيا على الآخرة.
أيها المسلمون: إن صلاح القلوب هو أساس الصلاح والإصلاح، ولا يكون ذلك إلا بالخضوع التام لله -جل وعلا-، عبادةً وتذللاً وانقياداً وتسليماً، وتسخير ما في الحياة لإعلاء كلمة الله، وليكون الدين كله لله، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162-163]، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].
وإن أهمَّ العبادات في الإسلام، وأعظمَها اتصالاً بالله -سبحانه وتعالى- هي الصلاة، فقد كان يفزع إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر، وهي قرّة عينه إذا ضاقت عليه المسالك، كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها" رواه أبو داود.
الصلاة هي النبع الذي لا ينضب، والكنز الذي لا ينفد، هي عمود الإسلام، وهي مفزع التائبين، وملجأ الخائفين، ونور المتعبّدين، وبضاعة المتاجرين، تجلو صدأ القلوب بأنوارها، وتزيل حُجُب الغفلات بأذكارها، وتنير الوجوه بأسرارها وآثارها، ومن كان أقوى إيماناً كان أحسن صلاة، وأطول قنوتاً، وأعظم يقيناً؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر" رواه الطبراني في الأوسط.
وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ" رواه مسلم.
في صلاة الليل يتجلى الاتصال بذي العزة والجلال، وكان قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وإذا دخلت العَشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر، في الصحيحين عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
والله -عز وجل- ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟!".
وفي حديث عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" رواه الترمذي وصححه الألباني.
بل "إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ" رواه مسلم.
عباد الله: صلاة الليل يحيي الله بها القلوب الميتة، ويشحذُ بها الهممَ الفاترة، وتزيد القربَ من الله، وتنهى عن الإثم، وبها تُكفَّر السيئاتُ، وتصح الأجساد.
روى الترمذي في سننه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأبُ الصالحين قبلكم، وإن قيامَ الليل قربةٌ إلى الله، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفيرٌ للسيئات، ومطردةٌ للداء عن الجسد".
يقول وهب بن منبه -رحمه الله-: "قيام الليل يَشرُفُ به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحةٌ دون الجنة".
ويقول ابن عباس -رضي الله عنه-: "من أحب أن يهوِّن الله عليه طولَ الوقوفِ يوم القيامة فليره الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه".
ووصف الله المتقين بقوله: (كَانُوا قَلِيلَاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17-18].
يقول أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: "أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا".
ولما حضرت ابن عمر -رضي الله عنه- الوفاة قال: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل".
لم يطب لأهل الليل المنام؛ لأنهم تذكروا وحشة القبور، وهول يوم النشور، قال الله -تعالى- عنهم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعَاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:16-17].
تعدَّدت مقاصدهم، واختلفت مطالبهم، وتنوّعت غاياتهم، والليل هو منهلُهم وموردهم، منهم الخائف الذي يتضرّع ويطلب العفو، ويبكي على خطيئته، ويستغفر من ذنبه؛ ومنهم رَاجٍ يُلحّ في السؤال، وعاصٍ مقصّر يطلب النجاة، ويعتذر عن التقصير وسوء العمل، كلهم يدعون ربهم، ويرجونه خوفاً وطمعاً، فأنعم عليهم فأعطاهم، واستخلصهم واصطفاهم.
عباد الله: إن الليل ميدان أصحاب الهمم العالية، أصحاب العبادات والدعوات؛ أما الذين يحبون الدنيا فهممهم صغار، ومطالبهم دنيّة، (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) [الإنسان:27]؛ لذلك قال أحد السلف: "كيف يرجو النجاة من سوء الحساب من ينام الليل ويلهو بالنهار؟!"، فماذا نقول لمن قد استغرق الليلَ بلهوه والنهارَ بنومه؟ نعوذ بالله من الخذلان!.
أحبتي في الله: إذا ضعفت النفوس عن قيام الليل قست القلوب، وجفّت العيون، ثم استحكمت الغفلة.
إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلين، وماتت أرواح اللاهين، ومن لم يجعل له ورداً من الليل فقد فرّط في حق نفسه تفريطاً كبيرا، وأهمل إهمالاً عظيما، وأيّ حرمان أعظم ممن تتهيّأ له مناجاةُ مولاه، والخلوةُ به، ثم لا يبادر ولا يبالي؟! ما منعه إلا التهاون والكسل، وما حرمه إلا النوم وضعف الهمة، ناهيك عن أقوامٍ يسهرون على ما حرم الله، ويقطعون ليلهم بمعاصي الله، ويُهلكون ساعاتهم بانتهاك حرمات الله، فشتان بين أولياءِ الرحمن وأولياءِ الشيطان!.
روى البيهقي في سننه بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبغض كل جعظريٍ جواظ، صخّابٍ بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهلٍ بأمر الآخرة".
قيل لابن مسعود -رضي الله عنه-: ما نستطيع قيام الليل! قال: "أقعدتكم ذنوبكم". وقال رجل لأحد الصالحين: لا أستطيع قيام الليل، فصف لي في ذلك دواءً، فقال: "لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل".
فلنجتهد -عباد الله- في هذا الموسم العظيم، بأن نصلي ما تيسر من الليل، ولنحافظ على صلاة التراويح، ولنعلم أن القليل من صلاة الليل كثير، وأن دقائق الليل غالية، فلا نُرخصها بالغفلة والتواني والتسويف؛ ومَن أَرْخَصَ الدقائق الغالية ثقلت عليه المغارم، وضاقت عليه المسالك، ومن صبر وداوم وأخلص؛ نال من ربه التثبيت والمعونة.
يقول ابن رجب رحمه الله: يجتمع للمؤمن في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد في الليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفى بحقوقهما، وصبر عليهما، وُفِّيَ أجرُه.
عباد الله: من الأسباب المعينة على قيام الليل: الإقبال على الله، وصدق التعلق به، مع حسن الظن به، وعظم الرجاء فيما عنده -سبحانه وتعالى-.
ثم الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فإنها تقسِّي القلوب، وتُقعد الهمم، ومن ابتعد عن المعاصي في النهار صَفَا قلبُه في الليل.
ومما يعين على قيام الليل: الإقلال من الطعام والشراب، فإن كثرتهما تثقل النفس، وتجلب الخمول والنوم، قال وهب بن منبه -رحمه الله-: "ليس أحبّ للشيطان من الأَكول النوَّام".
ومما يعين أيضا على قيام الليل: سلامةُ القلب من الحقد والحسد، وملؤُهُ بالخوف من الله، وقِصَرُ الأمل.
ومن أراد قيام الليل فعليه أن لا يتعب نفسه في النهار بما لا فائدة فيه، وأن يحرص على القيلولة؛ فإنها تعين على القيام.
ومما يعين العبد على المحافظة على التراويح في هذا الشهر الكريم: أن يصلي مع إمام يرتاح لصلاته وقراءته، وأن يتدبر معاني الآيات التي يسمع؛ فإن كتاب الله ما أُنزل إلا للتدبر، قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24].
كما عليه أن يجاهد نفسه على ملازمة مكان متقدمٍ في الصف، وأن يتعرف على الأجورِ العظيمةِ المترتبةِ على أداء تلك السنة المباركة، وأن يعلم أن تلك الصلاة هي أفضل الصلوات بعد المكتوبة، وأن يتذكر أن ليالي رمضان المباركة ما هي إلا أيام معدودات.
أسأل الله -جل وعلا- أن يوفقنا جميعا إلى المسارعة إلى الصالحات، ويجنبنا المعاصي والمنكرات.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله المحمود على كل حال، القائل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) [محمد:11]، والقائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء:59].
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمداً (رسولُ الله)، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد عباد الله: فاتقوا الله حق تقواه.
معاشر المسلمين: أصحاب القلوب الصالحة هم الذين يصلحون ولا يفسدون، ويبنون ولا يهدمون، ويوفون ولا يغدرون، ويؤمّنون ولا يرجفون ولا يُخِيفون.
عباد الله: أمرت شريعتنا السمحةُ بالمحافظة على الأمْن وحفْظِ الدِّمَاءِ والأرواح، وحرمت الاعتداء والإفساد.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ" رواه مسلم، وَقَالَ: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ" ، وَقَالَ: "لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي فُسْحَةٍ فِي دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".
فدم المسلم وماله وعرْضه حرامٌ، ولا يجوز استحلالُها، فقَتْلُ المسلم بغيْر حَقٍّ من كبائر الذُّنُوبِ، (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً) [النساء:93].
بل نهى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عنِ الإشارةِ إلى المسلم بأي شيء قد يقتل ولو كان مزاحًا؛ حَسْمًا للشَّرِّ، وما قد يُفْضي إلى القتْل، قال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ".
فإذا كان مجرَّدُ الإشارة إلى مسلم بحديده سببا للوقوع في لعن الملائكة، فكيْف بمنْ يعمد للتفجيراتِ، ويستهْدف الأرْواحَ المسلمة؟!.
وبذلك يُعلم أنَّ كُلَّ عملٍ تخْريبيٍ يسْتهدف الآمِنين، أو رجال الأمن أو المسئولين، فهو معصية لله ورسوله، ومخالفةٌ لأحكام الدين، وخروج على ولاة الأمر.
ولا شك أن العُنْف تَخْريبٌ وإفْسادٌ تستنكره العقولُ المنصفة، والأنفس المستقيمة، ولا يصدر إلا من شواذ المجتمع.
فالأمْنُ مطْلبٌ شرْعيٌّ، ومِنَّةٌ إِلَهيةٌ، امْتَنَّ اللهُ به على عباده، والمحافظةُ عليه مسؤوليةُ جميعِ أفراد المجتمع، حُكَّامًا ومحكومينَ، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا.
وأعْظم سببٍ لحفْظِ الأَمْنِ هو الإيمانُ باللهِ، وتطْبيقُ شرْعه، والاحْتكامُ إلى كتابهِ وسُنَّةِ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم-، وتنْقيةُ المجْتمع من أعدائه ومريدي الشر له.
في ظلِّ الأَمْنِ تُعْمَرُ المساجدُ، وتقامُ الصَّلواتُ، وتُحْفظ الأعْراضُ والأمْوالُ، وتُؤمَنُ السُّبُلُ، ويُنْشَرُ الخيْر، ويعمُّ الرَّخَاءُ، وتُنْشَرُ الدَّعْوَةُ. أما إذا اخْتَلَّ الأَمْنُ سادت الفوْضى وعم الفساد.
فلْنكنْ كلُّنا جنودًا لحفْظ الأَمْنِ، ولنقف صفا واحدا ضد مريدي الفساد والفوضى لبلادنا، ولنبْدأ ذلك بتطْبيق شرْع اللهِ في أنْفُسِنَا وفي بيوتِنا ومجْتمعِنا.
حفِظ الله على هذه البلاد دينَها وأمنَها وقادتها، وردَّ عنها كيدَ الكائدين وحِقد الحاقدين، وزادها تمسُّكًا واجتماعًا وألفةً واتِّحادًا، وردَّ كيد المتربّصين في نحورهم، وجعل أعمال المعتدِين المفسِدين تدميرا لهم.
اللهم احفظ بلادَنا وولاة أمرنا ورجال أمننا من شرّ الأشرار، وكيد الفجّار.
اللهم احفظ لنا أمننا وإيماننا، ووفق ولاة أمرنا إلى البر والتقوى وإلى ما تحب وترضى يا أرحم الراحمين.
عباد الله: صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]...
التعليقات