في وداع رمضان

ناصر بن مسفر الزهراني

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/ توديع رمضان 2/ الخوف من عدم إدراكه مرة أخرى 3/ سعادة مُغْتَنِميه وتعاسة مُضِيعِيه 4/ ضرورة البِدار بالتوبة 5/ زكاة الفطر 6/ صلاة العيد 7/ صيام ست من شوال ومواصلة الطاعة
اهداف الخطبة

اقتباس

حنانَيْكَ يا رمضان! ترفَّقْ يا رَمَضان! تمهَّلْ! تَرَيَّثْ! يا الله! يا رمضان! ما أشدَّه من وداع! وما أشقَّه من فراق! وما أمَضَّه من رحيل! تكاد القلوب ترحل لرحيلك، والأنفس تزهق لغيابك، لقد ارْتَمَت الأرواح في أحضانك الدافئة، وحَظِيَتْ بعَطْفِك، وأنِسَتْ بقُربِك، وتضلَّعَتْ من مَعينك، وامتزج حبك بدمائها، فكيف ستطيق بُعدك، وتتحمَّل فراقك؟.

 

 

 

 

 

 

هكذا يُستقبل رمضان، والآن يُختم رمضان، وغداً يختم العام، وبعد غد يختم العمر، وبعده يبعثر ما في القبور، ويحصَّل ما في الصدور، وتجثو الأمم لهول يوم النشور، ثم تختم الرحلة جميعها إما بجنان عالية، أو نيران حامية، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) [آل عمران:30].

هكذا يباغتنا الزمن، وتطوينا الأيام، وتسافر بنا الأعوام؛ هكذا ينقضي العمر، وتنصرم الحياة في سرعة غريبة، وحركة عجيبة: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [المؤمنون:112-114].

قبل ثلاث جمع كانت إطلالة شهر رمضان، فاستقبلناه بالبشر، ولقيناه بالترحاب، واليوم في طرفة عين، نودعه، نودعه ولم نملأ بعد من وصاله أعيننا، ولم تشبع أنفسنا، ولم ترتوِ قلوبنا. نودعه ونحن لا زلنا نعيش في غمرة استقباله، وفرحه إطلاله، فكيف عجل بفراقه، وبادر برحيله، دون مراعاة لأحبة تكاد قلوبهم تتمزق لغيابه عنها، نودعه والقلوب تنادي:
سيِّدِي عَلِّل الفُؤادَ العَليلا *** أحْبِبْني قبلَ أَنْ تراني قَتيلا
إنْ تكُنْ عازِماً علَى قَتْلِ روحي *** فترَفَّقْ بِها قليلاً قليلا

 

حنانَيْكَ يا رمضان! ترفَّقْ يا رَمَضان! تمهَّلْ! تَرَيَّثْ! يا الله! يا رمضان! ما أشدَّه من وداع! وما أشقَّه من فراق! وما أمَضَّه من رحيل! تكاد القلوب ترحل لرحيلك، والأنفس تزهق لغيابك، لقد ارْتَمَت الأرواح في أحضانك الدافئة، وحَظِيَتْ بعَطْفِك، وأنِسَتْ بقُربِك، وتضلَّعَتْ من مَعينك، وامتزج حبك بدمائها، فكيف ستطيق بُعدك، وتتحمَّل فراقك؟.

أقولُ لهُ حِينَ وَدَّعْتُهُ *** وكُلٌّ بِعَبْرَتِهِ مُفْلِسُ
لَئِنْ رَجَعَتْ عنكَ أَجْسامُنا *** لقَدْ سافَرَتْ مَعَكَ الأنْفُسُ

وداعا أيها الحبيب الراحل، والأنيس المسافر؛ وداعا لساعات الوصال، وأيام اللقاء، ولحظات الصفاء؛ وداعا يا شهر الخير والبركات، والبر والحسنات، واللطف والنفحات، وداعا يا ميدان الطاعة؛ وموسم العبادة، وداعا لأيام صفت فيها النفس، وزكا بها الفؤاد، وسما بها الفكر؛ وداعا لليال نشطت فيها الأجسام، وتراصت الأقدام، وحسُن الخشوع، وعذُب الخضوع، ونُثِرَت الدموع؛ وداعا لحلاوة الإفطار بعد الصيام، والراحة بعد القيام، والري بعد العطش؛ وداعا لتلذذ بتفطير الصائمين، وإطعام الجائعين، ومعونة المعوزين؛ وداعا لأيام تعطرت فيها الأجواء بعبير الدعاء، وتزينت فيها الأرجاء بأريج الثناء.

واحزناه على نغمات القرآن الحانية وهي تداعب القلوب، وتسمو بالأرواح! واحزناه على ليال ضجت فيها الأصوات، وتعالت الدعوات! واحزناه على منظر المؤمنين الصائمين، ومشهد المعتمرين الطائفين! واحزناه على ما فرطنا في جنب الله! يا ليتنا اجتهدنا، يا ليتنا أكثرنا، يا ليتنا صبرنا، يا ليتنا ما كسلنا ولا تهاونَّا!.

أيها الحبيب الراحل:
أضْحَى التَّنائي بديلاً مِنْ تَدَانينَا *** وَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيَانا تَجافِينا
يا خَيْرَ شهْرٍ نُناجي فيهِ خالِقَنا *** وَتَنْتَشِي فيه أَرواحُ المحِبِّينا
نَكادُ حينَ تناجِيكم ضَمائرُنا *** يقْضِي علينا الأسَى، لولا تأَسِّينا
حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيَّامُنا فَغَدَتْ *** سُودَاً وَكانَتْ بِكُم بِيضَاً لَيالينا
يا ربّ فامْنُنْ عَلَينا باللِّقاءِ بِهِ *** واغْفِرْ لَنا فيهِ يا رحمنُ، آمينا

 

أيها الحبيب المهاجر: الأعين تذرف، والقلوب ترجف، والأفئدة تخفق، والضمائر تحترق، والأحشاء تتبدد، والأنفس تتحسَّر؛ فراق مُرٌّ، ورحيل شاقّ، وغياب مُضْنٍ؛ الذي عرف قدرك، واغتنم حلولك، وشرب من ينابيعك، يبكي للذة انقطعت، وشمعة انطفأت، ومتعة تلاشت، ومسرات كان يتمنى أن تطول؛ والذي تشاغل عن لقائك، وقصر في وصالك، يتألم لغفلته عنك، وتقصيره معك، وخسارته فيك؛ ولكننا نسأل المولى الأجَلَّ أن يعيدك علينا أعواما عديدة، وأزمنة مديدة، وأن يعفو عن التقصير، ويتجاوز عن الزلل.

أيها الحبيب الراحل: لقد عشنا فيك دقائق جميلة، وساعات بديعة، ومشاعر عجيبة؛ لقد كنا نشعر أننا انتقلنا من الكوكب الأرضي إلى عالَم علوي ندي، كنا نشعر بالرحمة تهبط علينا، والسكينة تحفنا، والعناية تحوطنا، والولاية تحرسنا، وكأنها الملائكة تصافحنا في الطرقات، القلوب غير القلوب، والأنفس غير الأنفس، والأخلاق غير الأخلاق.

هذا كله مع شدة تقصيرنا معك، وتضييعنا لحقوقك، ومخالفتنا لقوانينك؛ فكيف لو أخلصنا في الحب، وصدقنا في الود، والتزمنا بالعهد؟ واحسرتاه على أوقات ضاعت، وليال مرت، لم تكن في رحاب الحبيب! ماذا جناه النائمون من نومهم؟ والمفرطون من تفريطهم؟ واللاهون من لهوهم؟ واللاعبون من لعبهم؟ فئام هائمة، وأنوف راغمة، وجهود خاسرة، تلك التي لم تتذوق حلاوة الصيام، وروعة القيام، ولذة القرآن: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [هود:24].

آه.. أيها الحبيب الراحل! لو نضمن لقاءنا بك مرة أخرى لهوَّنا على أنفسنا، وطيبنا خواطرنا، وأبردنا حرارة أشواقنا، وعللنا الأنفس بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق، مَن لم يذق مرارة الفراق لم يدر ما حلاوة التلاقي؛ لكن الخوف أن يكون وداعنا لك وداعا لا لقاء بعده، فكم رأينا من مُحِبٍّ لك، متمن للقائك، طامع في وصالك، حال بينه وبينك الموت، ومنعه من لقائك الردى.

إن الموت لا يرحم عشاقك، ولا يراعي خلانك، يخطفهم قبل أن يروك، بل قد ينتشلهم من أحضانك، ويفتك بهم على مائدتك: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) [المؤمنون:99-103].

قُلْ للمُؤمِّلِ إنَّ المَوتَ فِي أَثَرِكْ *** يَخْفَى علَيكَ الأمْرُ في نَظَرِكْ
فِيمنْ مَضَى لكَ إنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ *** وَمَنْ يَمتْ كُلَّ يَوْمٍ فهْوَ مِنْ نُذُرِكْ
دارٌ تُسافِرُ عَنْهَا مِنْ غَدٍ سَفَرَاً *** فَلا تؤوبُ إِذَا سافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ

 

أيها الصائمون: أحسن الله عزاءكم في شهركم، وعظَّم الله أجركم، وجبر مصيبتكم، وعوضكم خيرا مما مضى؛ لقد كانت لحظات عابرات، وأياما معدودات، فكبروا الله على ما هداكم، واشكروه على ما آتاكم، واحمدوه على ما حباكم.

أيها الطائعون المغتنمون المبادرون: يا بشرى لكم! لقد سافر حبيبكم وهو عنكم راض، ولكم شاهد، وفيكم شافع، وبكم فخور؛ أيها المقصورن المفرطون المضيِّعون: يا لعظم خسارتكم! ويا لكبر مصيبتكم!.

انظروا إلى جيرانكم وإخوانكم وزملائكم الذين اجتهدوا، انظروا إلى سرور نفوسهم، ووضاءة وجوههم، وانشراح صدورهم، وفرحهم بما نالوا؛ ثم انظروا بماذا عُدتم أنتم، وماذا كسبتم؟ ذهب عنهم التعب وبقِيَتْ لهم حلاوة الطاعة، وأجر العبادة، وأنتم ذهبت عنكم حلاوة المعصية، وبقيت لكم تبعة الذنب، وجريمة التفريط، وقائمة السيئات: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء:13-14].

جمعوا الحسنات، وكنزوا الطيبات، وسُيقَالُ لكم ولهم ذوقوا ما كنزتم لأنفسكم، ولكن المنادي يناديكم: أن الحقوا بالركب، وتشبثوا بالحبل، وسارعوا بالندم، وقدِّموا الاعتذار، وبادروا بالتوبة، ولا تقنطوا من رحمة الله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]؛ فبادروا بالتوبة مع ختام الشهر فإن الأعمال بالخواتيم، وتداركوا أنفسكم طالما أن في العمر بقية، وفي الزمن فسحة، والمعبود كريم، والمقصود رحيم.

بادِروا بالتودُّدِ للخالق، والتذلل للعظيم، والانطراح على أعتاب الكريم؛ اغسلوا لوثات القلوب بماء الدموع، وحرقة الندم، وزلال التوبة؛ إن مَن لم يتقطع قلبُه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع قلبه في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الوثائق، وحضرت الخلائق، وتقطعت العلائق، (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) [النبأ:40]، (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88-89]، (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران:106].

إن كل بني آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابون؛ وإن الأعمال الجليلة، والمواسم العظيمة، تختم بالاستغفار، والتوبة للقهار، فهو سبحانه المنادي: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82]؛ وهو المنادي: "يا عبادي! إنكم تخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم" أخرجه مسلم؛ ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة" أخرجه مسلم؛ ويقول أيضا: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" أخرجه مسلم.

فلنبادر بالتوبة النصوح، ولنُقْبِل على رَبِّ الملائكة والروح، فإن باب المغفرة مفتوح.
يا إلهِي إِنِّي مُقِرٌّ بِذَنْبي *** وخَطَايا جُرُوحِيَ المسرِفَاتِ
يا إِلهي وَمَنْ إِلَيْهِ اتِّجاهي *** يا ربيعَ الأَفْكَارِ والذِّكْرِياتِ
يَا مُنَى خاطِري وسَلْوَى فؤادي *** لَيْسَ إِلَّا إِلى رِضَاكَ الْتِفَاتي
اُمْحُ عنَّا صَحائِفَاً مِنْ ذُنُوبٍ *** واعْفُ عَنَّا يَا غَافِرَ السَّيِّئاتِ
 

أيها المؤمنون: إن هنالك أمورا جميلة يكمل بها الصيام، ويتوج بها القيام، ويختم بها الموسم، ومنها أداء الزكاة التي هي ركن الإسلام، وروعة الدين، وسلوة الفقير، وبركة المال، ومفتاح الرزق، وسعادة المجتمع؛ وقد تعود المسلمون على إخراجها في رمضان تلمسا للأجر، ورغبة في الثواب، فاللهَ اللهَ في المبادرة بأدائها قبل أن يفوت الأوان، أو ينقضي العمر، فتُكوَى بها الجنوب، وتحرق بها الجباه، وتضرم بها الأفئدة، وتعذب بها الجوارح، (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران:180].

ومنها زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم، وفرحة للفقير؛ وهي صاع من طعام عن الفرد من تمر أو شعير أو أرز أو زبيب، ووقتها يوم العيد قبل الصلاة، ولا بأس بإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
ومما يختم به الصيام: التكبير، فقد شرعه الله تعالى عند إكمال العدة: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) [البقرة:185]، ويبدأ التكبير من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، يكبِّر المسلم في المسجد والبيت والسوق والسيارة، وفي كل مكان، ويجهد بذلك؛ تعظيماً لله.

ومنها حضور صلاة العيد للمشاركة في الفرحة، والغنيمة في المهرجان، والتلذذ بمشهد الغبطة، والاقتداء بالسنة، والاستماع للخطبة، وإعلان الشكر، وإظهار البهجة.

ومنها صيام ستة أيام من شوال، فمن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر، كما جاء في صحيح مسلم.

ومنها الاستمرار على الطاعة، والمواصلة في المسيرة، والمحافظة على المكاسب، فلا تضعف بعد القوة، ولا تتأخر بعد التقدم، ولا تهوِي بعد العلو، ولا تسقط بعد السمو، ولا تفسد بعد الإصلاح، ولا تتمرد بعد التودد، ولا تتردد بعد التعبد والتهجد.
 

 

 

 

 

 

المرفقات
في وداع رمضان.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life