عناصر الخطبة
1/ قصة موسى وفرعون والعِبَر منها 2/ أسباب موجبة لصيامنا يوم عاشوراء
اهداف الخطبة

اقتباس

أراد الله -جل وعلا- إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه، وتكبره وعدوانه، أجرى -سبحانه- من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون و لا أولياؤه ولا أعداؤه، حيث أمر -سبحانه- أم موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم، ووعدها -تبارك وتعالى- بحفظه، وبشرها بأنه سيرده إليها، وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم، وأنه -سبحانه- سيجعله من المرسلين ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: عباد الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن من اتقى الله وقاه، وهداه إلي صالح أمر دينه ودنياه.

ثم اعلموا -رحمكم الله- أن من القصص العجيب الذي أعاده الله في القرآن وثنَّاه قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون لكونها مشتملة على حكم عظيمة، وعبر بالغة، وعظات مؤثرة.

وفيها نبؤه -سبحانه- مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المسلمين ونصرهم، وإذلال الكافرين وخذلانهم: (طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:1-4].

أراد الله -جل وعلا- إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه، وتكبره وعدوانه، أجرى -سبحانه- من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون و لا أولياؤه ولا أعداؤه، حيث أمر -سبحانه- أم موسى -عليه السلام- أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم، ووعدها -تبارك وتعالى- بحفظه، وبشرها بأنه سيرده إليها، وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم، وأنه -سبحانه- سيجعله من المرسلين: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص:7]، ففعلت ما أُمرت به.

وساق الله -جل وعلا- هذا التابوت وبداخله موسى -عليه السلام- إلى مكان قريب من فرعون وآله (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) [القصص:8]، وفي هذا -عباد الله- أن الحذر لا ينفع من القدر، فإن الذي خاف منه فرعون وقتل أبناء بني إسرائيل لأجله قيد الله -جل وعلا- أن ينشأ في بيته، ويترعرع تحت يده، وعلى نظره وكفالته.

ومن لطف الله بموسى -عليه السلام- وأمه أن منَعَه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة، فأخرجوه إلي السوق لعلهم يجدون من يقبل منها الرضاع، فجاءت أختُه وهو على تلك الحال (فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) [القصص:12].

فاشتملت مقالتها هذه على الترغيب في أهل هذا البيت، وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ، وحسن الكفالة، (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص:13]، ولما بلغ -عليه السلام- أشده واستوى آتاه الله حكما وعلما، حكما يعرف به الأحكام الشرعية والفصل بين الناس، وعلما كثيرا غزيرا.

ثم جرت أحداث منها، قتل موسى -عليه السلام- للقبطي، وتشاور ملأ فرعون مع فرعون على قتله، واجتمع رأيهم على ذلك، ويبلغ موسى الخبر فيخرج من مصر خائفا يترقب، ودعا الله (قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [القصص:21].

وأكرمه الله -جل وعلا- في رحلته تلك بالزواج من امرأة صالحة، ثم إنه أكرمه بأعظم كرامة، وحباه بأعظم نعمة، فجعله من المرسلين، (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف:144]، وأيده -تبارك وتعالى- بالحجج الباهرة، والبراهين الظاهرة، (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) [القصص:32].

ويأمره -تبارك وتعالى-، بالتوجه إلى فرعون لدعوته، وأمره أن يقول له قولا ليناً؛ لعله يتذكر أو يخشى، ويطلب موسى من الله -جل وعلا- أن يعينه على ما حمّله وأن يسدده فيما وكَل إليه، (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) [القصص:33-34]، فأجابه الله -جل وعلا- فيما سأل، (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [القصص:35].

ويأتي الأمر الإلهي إلى موسى وأخيه -عليهما السلام- لإنفاذ هذه المهمة، وأداء هذا المطلب العظيم: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [طه:42-48]، ويتوجه موسى وأخوه هارون -عليهما السلام- بكل شجاعة وقوة وثبات قلب، لتبليغ رسالة الله وتنفيذ أمره -سبحانه-.

عباد الله: لقد أرسل الله -جل وعلا- موسى -عليه السلام- بالآيات والسلطان المبين إلى فرعون الذي تكبر على الملأ وقال أنا ربكم الأعلى، فجاءه موسى بالآيات البينّات، ودعاه إلى توحيد ربّ الأرض والسموات، فقال فرعون منكرا وجاحدا، (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء:23]، فأنكر فرعون الربَّ العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسموات، وكان له آية في كل شيء من المخلوقات.

فأجابه موسى: هو (رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) [الشعراء:24]، ففي السموات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخرا ومستهزئا بموسى: (أَلَا تَسْتَمِعُونَ) [الشعراء:25]، فذكّره موسى -عليه السلام- أصله وأنه مخلوق من العدم وصائر إلى العدم، كما عُدم آباؤه الأولون، فقال: هو: (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) [الشعراء:26] .

وحينئذ بهت فرعون فادَّعى دعوى المكابر المغبون، فـ (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) [الشعراء:27]، وطعن بالرسول والمرسِل، فردّ عليه موسى ذلك، وبيَّن له أن الجنون حقاً إنما هو إنكار الخالق العظيم، فقال -عليه السلام-: (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [الشعراء:28]؛ فلم يجد فرعون أيّ حجّة فلجأ إلى التهديد والتوعد بالسجن والعقوبة فقال: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) [القصص:29].

وما زال موسى -عليه السلام- يأتي بالآيات كالشمس، وفرعون يحاول بكل جهده ودعايته أن يقضي عليها بالرّد والطمس، حتى قال لقومه: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ) [الزخرف:51-56].

وكان من قصة إغراقهم -عباد الله- أن الله عز وجلّ أوصى موسى -عليه السلام- أن يسري بقومه ليلا من مصر، فاهتم لذلك فرعون اهتماما عظيما، فأرسل في جميع مدائن مصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمر أراده الله -تبارك وتعالى-، فجمع فرعون قومه وخرجوا في إثر موسى -عليه السلام- متجهين إلى البحر، (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء:61]، البحر من أمامنا، فإن خضناه غرقنا، وفرعون ومَن معه خلفنا، فإن وقفنا أُدركنا، فقال موسى -عليه السلام-: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء:62].

فلما بلغ البحر أمره الله -تبارك وتعالى- أن يضربه بعصاه، وانفلق البحر اثني عشر طريقا، وصار الماء السيّال بين هذه الطرق كأطواد الجبال، فلما تكامل موسى وقومه خارجين، وتكامل فرعون ومن معه داخلين، أمر الله -تبارك وتعالى- البحر أن يعود كما كان إلى حاله، فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من المغرقين.

فانظروا -رحمكم الله- إلى ما في هذه القصة العجيبة من العبر والآيات؟! كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفا من موسى، فتربى موسى في بيته وتحت حجر امرأته، وكيف قابل موسى هذا الجبار العنيد مصرحا معلنا بالحق هاتفا به: ألا إن ربكم هو الله رب العالمين، فأنجاه الله -جل وعلا- منه، وكيف كان الماء السيّال جامدا كالجبال بقدرة الله -تبارك وتعالى-، وكان الطريق يبساً لا وَحل فيه ولا زلق، وكيف أهلك الله -جل وعلا- هذا الجبار العنيد بمثل ما كان يفتخر به على قومه، فقد كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته، فأهلكه الله بالماء.

ولاشك أن ظهور آيات الله في مخلوقاته نعمة كبرى يستحق عليها الحمد والشكر، خصوصاً إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه ودحر أعدائه -سبحانه وتعالى-؛ ولذلك لما قدِم نبينا -صلى الله عليه وسلم- المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، ويقولون: إنه يوم نجَّى الله -تبارك وتعالى- فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فنحن أحقّ بموسى منكم"، فصامه، وأمر الناس بصيامه.

وسئل -صلوات الله وسلامه عليه- عن صيام يوم عاشوراء، فقال -صلوات الله وسلامه عليه-: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

فينبغي -عباد الله- أن نحافظ على صيام هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وكذلك نصوم اليوم الذي قبله اليوم التاسع، وذلك لتحصل المخالفة، مخالفة اليهود التي أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

هذا ونسأل الله -جل وعلا- أن يُوزِعَنا وإياكم شكر نعمه، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، ونسأله -جل وعلا- أن ينصر دينه وكتابه، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد الله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: عباد الله فاتقوا الله تعالى وراقبوه -سبحانه- مراقبة مَن يعلم أن ربَّه يسمعه ويراه، ثم اعلموا -رعاكم الله- أن المؤمن حريص في هذه الحياة على أسباب السّعادة، ونيل رضا الرب -تبارك وتعالى-، والمسابقة في مرضاته، وتَحَرِّي كل أمر يقرب منه -سبحانه-، والله -جل وعلا- جعل لهم في حياتهم مواسم مباركة يتنافس فيها المتنافسون، ويُقبل عليها المجدّون الحريصون عل التقرب إلى الله -جل وعلا-.

عباد الله: وإن يوم العاشر من المحرم يوم عظيم مر معنا شيء يتعلق بقصته، وما ينبغي أن يكون عليه المسلم من شكر الله -عز وجل-، فيه وذلك بالصيام كما فعل الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-.

فينبغي علينا -عباد الله- أن نحرص على صيام اليوم العاشر من محرم، وأن نصوم يوما قبله؛ تأسيا بالنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وطلبا لتحصيل الثواب الذي أعده الله -جل وعلا- لمن صام ذلك اليوم، وقد مر معنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

عباد الله: صيام يوم واحد يكفر سنة كاملة! والمراد بما يكفره صيام يوم عاشوراء في السنة الكاملة هو الصغائر دون الكبائر، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة إلى الله -جل وعلا-.

فعلينا عباد الله أن نقبل على الله -جل وعلا- تائبين منبين مستغفرين من كل ذنب وخطيئة، وأن نحرص على المواسم المباركة التي يتنافس فيها المتنافسون، ويقبل فيها المجدون على طاعة الله -جل وعلا-، وابتغاء مرضاته.

والكيس -عباد الله- مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

وصلوا وسلموا...
 

 

 

 

 

المرفقات
فضل يوم عاشوراء.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life