الشيخ ندا أبو أحمد
الصلاة في المسجد النبوي أفضل من ألف صلاة فيما سواه؛ فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام"، وفي رواية: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام"، وأخرج الإمام مسلم من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام".
• وأخرج الإمام مسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى، فقَالَت: إِنْ شَفَانِي اللَّهُ لَأَخْرُجَنَّ، فَلَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِس، فَبَرَأَتْ، ثُمَّ تَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، فَجَاءَتْ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ، فقَالَت: اجْلِسِي فَكُلِي مَا صَنَعْتِ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُول: "صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ".
وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه"؛ (صححه الألباني في صحيح ابن ماجه وفي أرواء الغليل:4/ 341).
قال ابن بطال رحمه الله: هذا الحديث فيه دليلٌ على الحض والندب على قصد المسجد النبوي والصلاة فيه؛ (شرح صحيح البخاري لابن بطال: 4/ 557).
ما بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره روضة من رياض الجنة، ومن صلى في هذا المكان يرجى له دخول الجنة، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما بني بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة".
• وفي رواية لمسلم: "ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة".
• وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي [1]".
فمَن صلَّى في هذا المكان يُرجي له دخول الجنة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في "فتح الباري: 4/ 100": وقوله: "روضة من رياض الجنة"؛ أي: في نزول الرحمة، وحصول السعادة بما يحصل من العبادة فيها المؤدية إلى الجنة، أو المراد روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينة في الآخرة إلى الجنة"؛ اهـ.
وقال النووي رحمه الله كما في" شرحه على مسلم: 9/ 161": ذكروا في معناه قولين: أحدهما: أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة، والثاني: أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة.
وهذا ما قرره القاضي عياض رحمه الله؛ حيث قال في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفي صلى الله عليه وسلم: 2/92": وقوله: "روضة من رياض الجنة"، يحتمل معنيين: أحدهما: أنه موجب لذلك، وأن الدعاء والصلاة فيه يستحق ذلك من الثواب؛ كما قال: "الجنة تحت ظلال السيوف"، والثاني: أن تلك البقعة قد ينقلها الله، فتكون في الجنة بعينها (قاله الداودي)"؛ اهـ.
والحاصل من كلام أهل العلم أن معنى هذا الحديث يحتمل ثلاثة أوجه:
الوجه الأول:أن هذا المكان يشبه روضات الجنات في حصول السعادة والطمأنينة لمن يجلس فيه.
الوجه الثاني: أن العبادة في هذا المكان سببٌ لدخول الجنة؛ اختاره ابن حزم في المحلى: 7/ 284.
الوجه الثالث: أن البقعة التي بين المنبر وبيت النبي صلى الله عليه وسلم ستكون بذاتها في الآخرة روضة من رياض الجنة".
[1] ومنبري على حوضي: قال القاضي: قال أكثر العلماء: المراد منبره بعينه، الذي كان في الدنيا، قال: وهذا هو الظاهر.
التعليقات