عناصر الخطبة
1/ فضائل المنيبين التائبين 2/ أعظم العظات 3/ شروط الاستفادة بمواعظ القرآن 4/ استيلاء الدنيا على القلوب والاغترار بها 5/ ثمرات تذكر الموت 6/ سمات العبد الموفقاقتباس
ابن آدم أُوتيت صحة في الجسم، وبسطة في الرزق، وفسحة في الوقت، فماذا قدمت لأخرتك؟ ماذا قدمت لقبرك؟ ماذا قدمت لبيتك الذي أنت قادم عليه لا محالة عاجلاً أو آجلا؟ ماذا قدمت لأخرتك وموقفك بين يدي ربك عز وجل؟!! إن من نعم الله العظيمة على العبد أن يوفق قبل موته لتوبة نصوح تطهّر ذنوبه وآثامه ويتخلص بها من أثر شيطانه وهواه، يرتفع بالتوبة والعمل الصالح من مستوى الغافلين إلى درجات العاملين المتقين ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله عز وجل وتذكروا؛ فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على عباده الذين يتذكرون بآياته ويتعظون بما يرون وما يسمعون من آياته، فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]، وقال عز وجل: (وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) [غافر: 13].
كما وصفهم الله عز وجل بأنهم أهل خشيته فقال: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى) [الأعلى: 9- 10] وإلى جانب ذلك وصف الذين لا يؤثر فيهم التذكير بأحط الصفات فقال سبحانه: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ *وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ) [الصافات: 12- 13].
وقال سبحانه: (وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى) [الأعلى: 12] وقال (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا) [الكهف: 57].
أيها الإخوة المؤمنون: إن العظات التي توجب على المسلم أن يتذكر كثيرة جدًّا، وأعظم هذه العظات كتاب الله العظيم فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، قال الله عز وجل: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق: 45].
فإذا أردت يا عبد الله الانتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته وسماعه، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه وتعالى، فإن هذا القرآن العظيم والذكر الحكيم خطاب من الله عز وجل لك على لسان رسوله.
قال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق: 37] فقوله عز وجل: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ) المراد من كان له قلب حي يعقل عن الله كما قال تعالى (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا...) [يس: 69- 70] أي حي القلب.
وقوله سبحانه: (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وقوله سبحانه: (وَهُوَ شَهِيدٌ) أي شاهد القلب، حاضر غير غائب، فإذا حصل المؤثر وهو كتاب الله عز وجل القرآن، والمحل القابل وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معاني الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر بهذا الذكر العظيم والكتاب الكريم.
ومن العظات البالغة التي يجب على المسلم أن يتذكر بها "الموت" قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26- 27]، وقال سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185] وقال سبحانه: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء: 78].
والآيات في كتاب الله عز وجل في التذكير بالموت كثيرة، وكذا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات» الموت.
وعن أبي بن كعب قال:كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: «اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»..
خطب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فقال "أما بعد: إنكم لم تخلقوا عبثًا ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض.. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون، كذلك حتى نُرد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم وليلة تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله عز وجل، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتى تغيبوه في صُدْع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، مرتهنًا بعمله فقيرًا إلى ما قدم غنيًّا عما ترك، فاتقوا الله عز وجل قبل نزول الموت بكم، كأن الموت فيها على غيركم كتب، وكأن الحق فيها على غيركم وجب، وكأن الذي تشيعون من الأموات سَفر عما قليل إليكم راجعون تّبوئونهم أجداثهم. وتأكلون تراثهم كأنكم مخلدون بعدهم، تنسون كل واعظة وتأمنون كل حادثة وكأنكم لا تعقلون".
يا لها من موعظة قالها ذلك الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سيبل»، وكان ابن عمر رضي الله عنه بعد أن سمع هذه الوصية وعقلها ووعاها وانتفع بها كان يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".
وقال جماعة من العلماء في معنى هذا الحديث: "لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تغتر بها فإن الدنيا غرارة خداعة، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله وبالله فاستعن".
ومن العجب كل العجب أن العبد منا أيها الإخوان يصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغروب !!!
سرور الدنيا كأحلام نوم أو كظل زائل، إن أضحك في الدنيا قليلاً أبكى كثيرًا، وإن سرت يومًا أو أيام أو أعوام أساءت أشهر وأعوام، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، ما حصل العبد فيها سرورًا إلا خبأت له أضعاف ذلك شرور.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لكل فرحة ترحة، وما مُلئ بيت فرحًا إلا ملئ ترحًا".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صيف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها».
خطب أحد العلماء فقال: "أما بعد: فإن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذوا لمقركم من ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم".
مر سليمان بن داود عليهما السلام في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله، فمر عابد من عباد بني إسرائيل فقال يوم رأى سليمان وأبهة الملك وذلك الموكب العظيم قال ذلك العابد: "والله يا ابن داود لقد أتاك الله ملكًا عظيمًا". فلما سمع سليمان بن داوود عليه وعلى أبيه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما سمع كلمته قال سليمان بن داوود: "تسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أُعطي ابن داود، ما أعطي بن داوود يذهب والتسبيحة تبقى".
من تفكر في الدنيا أيها الإخوان علم أنها دار رحلة فجمع للسفر رحله، ويعلم أن مبدأ السفر من ظهور الآباء إلى بطون الأمهات، ثم إلى القبر ثم إلى الحشر ثم إلى دار الإقامة الأبدية فدار الإقامة هي دار السلام من جميع الآفات إن كان العبد من أهل الجنة أو هي عياذا بالله دار العذاب الأبدي والشقاء السرمدي إن كان العبد من أهل النار.
واسمعوا رحمكم الله ونحن في زمان انبهر الناس بالدنيا وبالمال وجمعه اسمعوا هذه القصة العجيبة التي رواها الإمام أحمد عن يزيد قال: "كان رجل ممن مضى جمع مالاً فأوعاه - يعني كان لا ينفق منه - ثم أقبل على نفسه وهو في أهله فقال: أنعم سنين فأتاه ملك الموت فقرع الباب في صورة مسكين، فخرجوا إليه فقال: ادعوا لي صاحب الدار. فقالوا: يخرج سيدنا إلى مثلك؟! ثم مكث قليلاً. ثم عاد فقرع الباب وصنع مثل ذلك وقال: أخبروه أني ملك الموت. فلما سمع سيدهم قعد فزعًا، وقال: لينوا له الكلام..
قالوا: ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك؟ قال: لا. فدخل عليه فقال: قم فأوص ما كنت موصيًا فإني قابض نفسك الآن قبل أن أخرج. قال: فصرخ أهله وبكوا. ثم قال: افتحوا الصناديق، وافتحوا أوعية المال. ففتحوها جميعا، فأقبل على المال يلعنه ويسبه يقول: لعنت من مال، أنت الذي أنسيتني ربي، وشغلتني عن العمل لآخرتي حتى بلغني أجلي..
فتكلم المال فقال: لا تسبني! ألم تكن وضيعًا في أعين الناس فرفعتك؟ ألم ير عليك من أثري؟ أما كنت تحضر مجالس الملوك والسادة فتدخل، ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون؟ ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادة فتزوج، ويخطب عباد الله الصالحون فلا يزوجون؟ ألم تكن تنفقني في سبيل الخبث فلا أتعاصى؟ ولو أنفقتني في سبيل الله لم أتعاص عليك.. أنت ألوم مني، إنما خلقت أنا وأنتم يا بني آدم من تراب، فمنطلق ببر، ومنطلق بإثم.. هكذا يقول المال فاحذروا".
يا لها من موعظة بليغة وما أكثر أشباه هذا الرجل في هذا الزمن الذي كثر فيه عبيد الدرهم والدينار واغتر كثير من الناس بنعمة المال، ونعمة الصحة ونعمة العافية، ونعمة الرخاء ونعمة الأولاد، ينعم الله عز وجل على الواحد بالمال وغيره من النعم فيكون والعياذ بالله سببًا لشقاوتهم وبعدهم عن ربهم عز وجل وقطعهم لأرحامهم وتكبرهم على خلق الله عز وجل..
حتى إذا حضر أحدهم الموت وساعة الفراق عض أصابع الندم على هذا المال الذي جمعه ولم ينفقه في مراض الله، وسيرثه من بعده ويبقى وباله وحسابه على جامعه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 6- 11].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المنعم المتفضل وحده مجزل العطايا وواهب النعم، أحمده سبحانه على آلائه العظيمة وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل «اللهم اجعل قوت آل محمد كفافًا» صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وعليكم بجماعات المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: إننا في زمان طغت فيه المادة على القلوب انشغل الناس بالدنيا وتناسوا الحياة الأخرى، فاحذروا أيها الإخوة المسلمون احذروا العاقبة، تذكروا أيها الإخوة المسلمون ظلمة اللحود وضيق القبور وأهوال يوم القيامة..
تذكروا المنصرف من المحشر إما إلى الجنة وإما إلى النار، واسمعوا نداء ربكم سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر: 5- 8].
إذا أردت أن تعرف انصراف الناس عن عمل الآخرة فانظر إلى كثرة من يذهب إلى الملاعب والملاهي والأسواق ومن يذهب إلى المساجد!!
ابن آدم: أُوتيت صحة في الجسم، وبسطة في الرزق، وفسحة في الوقت، فماذا قدمت لأخرتك؟ ماذا قدمت لقبرك؟ ماذا قدمت لبيتك الذي أنت قادم عليه لا محالة عاجلاً أو آجلا؟ ماذا قدمت لأخرتك وموقفك بين يدي ربك عز وجل؟
إن كثيرًا من الناس يقول: كم قيمة السلعة الفلانية؟ ولا يقول كم قيمة الساعة من العمر؟ كم قدمت من الحسنات؟ بأي عمل ألقى ربي يوم القدوم عليه؟
إن من نعم الله العظيمة على العبد أن يوفق قبل موته لتوبة نصوح تطهّر ذنوبه وآثامه ويتخلص بها من أثر شيطانه وهواه، يرتفع بالتوبة والعمل الصالح من مستوى اللاهيين الغافلين إلى درجات العاملين المتقين.
وإذا جمع العبد مع التوبة الصادقة المحاسبة المستمرة والمراقبة الدقيقة، فقد وُفّق لأسباب الخير وارتقى في درجات الكمال الذي يحبه الله عز وجل للعبد.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا توبة نصوحًا ومراقبة نافعة ومحاسبة جادة إن ربي رحيم ودود..
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله؛ فقد أمركم ربكم عز وجل في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 65].
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد..
التعليقات