عناصر الخطبة
1/غربة الدين 2/سمات الغرباء الموفقين 3/من قصص الغرباء في القرآن والسنة 4/طوبى للغرباء الصالحين 5/خطورة الاحتجاج على التقصير بالغربة.

اقتباس

رِجالٌ ونساءٌ نُجَباء، ثَبَتوا في زَمَنِ الضَّعفِ، واستقَاموا في زَمَن الغُرْبَة، فَطُوبَى للغُرَباء، أَبْصَرُوا الطَّرِيقَ إِلى اللهِ مُسْتَقِيماً، فَما حَادُوا وما انْحَرَفُوا، وما زاغُوا وما انْقَلَبُوا، لَمْ يَسْتَوْحِشُوا لِقِلَّة السائرينَ في طَرِيقِ الهِدايَة، ولَم يَغْتَرُّوا بِكَثْرَةِ التائهين في سُبُلِ الغِوايَة...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أيها المسلمون: غَرِيبٌ نأَى به عن الأهلِ بَيْنٌ، وعَن الديارِ أَمسى بَعِيداً، هَدَّهُ من الفِراقِ وقعٌ أليمٌ، غُرْبَةٌ يَكْتَوِيْ بَحَرِّ لَظاها. غَرِيبٌ، في بلادٍ ليس فيها خليلٌ يُصافِيهِ، ولا قَريبٌ يواليهِ، ولا صَدِيْقٌ يُسامِرُهُ ويُنَاجِيه.

إِنَّ الغَرِيبَ سَقَتْهُ أَيَّامُ الأَسَى  ***  كَأسَ المَرَارَةِ فِي سِنِيْنِ الغُرْبَةِ

 

تَضيقُ الأَرضُ بالمُغْتَرِبِ فلا تَرُوقُ لَهُ أَرْقَى مساكِنُها، فالشوقُ يأسِرُهُ للأهل والوطَن، غُرْبَةٌ عن الديارِ سَوْطٌ وَقَيْدٌ، وغُرْبَةَ الدينِ والروح أَقْسَى.

 

غُرْبَةُ الروحِ، أَنْ يَعِيْشَ المرءُ بَيْنَ قَومٍ تتنافَرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ الطَّبائعُ، و"الأَرواحُ جُنودٌ مُجنَّدَةٌ، فما تعارَفَ منها ائتلفَ وما تناكرَ منها اختلفَ".

 

وغُرْبَةُ الدينِ أَنْ يَعِيْشَ المسلمُ بينَ قومٍ لا يَدِيْنُونَ بِدِيْنِهِ ولا يؤمنونَ بِمُعتَقَدِه، أو يَعِيْشَ المؤْمِنُ بينَ قَومٍ قَد وَهَنَ أَمرُ الدِّيْنِ فِيْهِمْ، فَلا يُقِيمونَ لشَرْعِ اللهِ وزناً، فحلالُهُم ما حَلا لَهُم، وحرامُهُم ما لَم يَرُقْ لَهُم، غُرْبَةُ الدينِ، أَن يعيْشَ المسلمُ في زَمَنٍ تَعْصِفُ فيه رياحُ الفِتَنِ وتتلاطَمُ فيه أَموجُ الشبهاتِ والشهوات، ثُم لا يَجِدُ لَه على الاستقامَةِ مُؤازِرٌ، ولا يَجِدُ لَه على الثباتِ مُعِين.

 

غُربَةُ الدِّينِ، يَسْتوْحِشُ مَنْ عَاشَها، ويُعانِي مَنْ عامَهَا، غُرْبَةُ الدِّينِ عَقَبَةٌ كَؤودٌ، يَكودُ على المَفْتُونِ يوماً مَجازُها، لَن يَتَجاوَزَها بِسَلامٍ إلا مَن إلى الله لَجأ، ولَن يَتَخَطَّاها بأَمانٍ إِلا مَنْ بحبلِ اللهِ اعتَصَم:

فِتيةُ الكهفِ عُصْبَةٌ قد أَفاقُوا *** أَبْصَرُوا الضِّياءَ وَسْطَ الظَّلامِ

فِتيةُ الكهفِ آمنوا في زَمَنٍ مَخُوفٍ، كانَ فيهِ للشركِ صَوْتٌ وَطُغيانٌ وإرهابٌ ودَوْلَة.

 

فِتْيَةٌ غُرباءُ بِدِيْنِهِم بَيْنَ أَهْلٍ وَعَشِيرةٍ وأقرَبِين، قامُوا للهِ مقاماً كَريماً؛ إذ تَنادَوا في ثَبات (رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)[الكهف:14-15].

 

غُرباءُ بدينِهِم في زَمَنٍ مَخُوف، حاذَرُوا الفِتنةَ، وخَافُوا البَلاء، فلاذوا إلى كَهْفٍ ضَيِّقٍ، يَعْبُدُونَ فيهِ رَبَّهم، ويَحْفَظُونَ فيهِ إيمانَهم، وَيَحْتَمونَ بِهِ من كيدِ العِدَاء، تَنَادَوا إِلى الكَهفِ مُسارِعِيْن (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)[الكهف:16]، غُرباءُ بِدِيْنِهِم، أَوَوا إلى اللهِ فآواهُم، واهتَدوا إليه فاجتباهُم (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)[الكهف:13].

 

غُرباءُ الدينِ أقوامٌ عِظامٌ، يَسِيْرُون إلى رَبِهم راغِبِين، يَقْطَعُونَ مَفَاوِزَ البلاءِ بمراكِبِ الصَّبرِ، ويواجِهُونَ عَوَاصِفَ الفِتَنِ بِدُرُوعِ الإِيمان:

غَرِيبُ الدِّينِ كَمْ لاقاهُ عُسْرٌ  *** فَفَازَ بِيُسْرِهِ مِنْ بَعْدِ عُسرِ

تجاسَرَ في طَرِيقِ حَادَ عَنْه *** أُلُوفُ الناسِ وانْحَدَرُوا لِوَعْرِ

يُنَادِيهِ الهَوَى لِلَّهْوِ دَوْماً *** ويأَبَى الحُرُّ أَن يُدعى لأَسرِ

 

وغَرِيْبٌ مِنَ الغُرباء، رَجُلٌ مِن قَرَيش، عاشَ في زَمَنِ الفَتْرَةِ قَبْلَ بِعْثَةِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَحَّتْ لَهُ فِطْرَتُهُ، وسَلِمَ لَهُ عقْلُهُ، فتَجَرَّدَ مِن مَسِّ الهَوى، انبَثَقَ نورُ التوحيدِ في قلبِه، فَتَبَرأَ مِنْ عَلائقِ الشِّرْكِ، وتحَرَّرَ من ضَلالاتِ الجاهلية.

 

زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيل، غَرِيبٌ عانَقَ التوحيدَ بَينَ قبائلَ لا تَعرِفُ غيرَ الوَثَنِيَّة، اشْمَأَزَّ مِنْ انحرافِ الفِطَرِ عن التوحيدِ، خاطَبَ العقولَ بما تَعْقِل، أَنكَرَ على المشركينَ شِرْكَهُم، هَجَرَ أَندِيَتَهُم، لَمْ يأَكُلْ ذبائِحَهُم، كانَ يقولُ لِقُرَيْش: "إنِّي لَسْتُ آكُلُ ممَّا تَذْبَحُونَ علَى أنْصَابِكُمْ، ولَا آكُلُ إلَّا ما ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه، ويقولُ لهم: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ المَاءَ، وأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا علَى غيرِ اسْمِ اللَّهِ! إنْكَارًا لِذلكَ وإعْظَامًا له"(رواه البخاري).

 

طالَتْ بِه الغُرْبَةُ بَينَ المشركينَ في مَكةَ، وأَدرَكَ بِفِطْرَتِهِ أَن اللهَ لَن يَتْرُك عِبَادَه بِلا دِينٍ يهتَدُونَ بِهِ إليه، فَخَرَجَ يَسْعى في الأَرضِ يَبْتَغي دينَ الله، روى البخاري عنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ -رضي الله عنهما- قال: خَرَجَ زَيْدُ بنُ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ إلَى الشَّامِ يَسأَلُ عنِ الدِّينِ ويَتَّبِعُهُ، فلَقِيَ عالِماً مِنَ اليَهُودِ فسألَهُ عنْ دِينِهِمْ فقالَ: إنِّي لَعَلِّي أنْ أدِينَ دِينَكُمْ فأخْبرني؟ فقالَ لاَ تَكُونُ علَى دِينِنَا حتَّى تأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ الله، قَالَ زَيْدٌ: مَا أفِرُّ إلاَّ مِنْ غَضَبِ الله، ولاَ أحْمِلُ مِنْ غَضَبِ الله شَيْئَاً أبَداً وأنَا أسْتَطِيعُهُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي علَى غَيْرِهِ؟ قَالَ مَا أعْلَمُهُ إلاَّ أنْ يَكُونَ حَنِيفاً، قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الحَنِيفُ قَالَ دِينُ إبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيّاً ولاَ نَصْرَانِيّاً ولاَ يَعْبُدُ إلاَّ الله.

 

فخَرَجَ زَيْدٌ فلَقِيَ عالِماً مِنَ النَّصارى فذَكَرَ مثْلَهُ، فقالَ: "لَنْ تَكُونَ علَى دينِنَا حَتَّى تأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ الله، قَالَ: مَا أفِرُّ إلاَّ مِنْ لَعْنَةِ الله ولاَ أحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ الله وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئاً أبَدَاً وأنَا أسْتَطِيعُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي علَى غَيْرِهِ؟ قالَ: مَا أعْلَمُهُ إلاَّ أنْ يَكُونَ حَنِيفاً قَالَ وَمَا الحَنِيفُ؟ قالَ دِينُ إبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيّاً ولاَ نَصْرَانِيّاً ولاَ يَعْبُدُ إلاَّ الله. فلَمَّا رأى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إبرَاهِيمَ -علَيْهِ السَّلامُ- خَرَجَ فلَمَّا برَزَ رفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنِّي علَى دِينِ إبْرَاهِيمَ"(رواه البخاري).

 

 ظَلَّ زَيْدُ بنُ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ مُوَحِداً للهِ، غَرِيباً بينَ قبائلَ لا تَعرِفُ إلا الوَثَنِيَّة، ثَبَتَ على التوحيدِ إلى أَن ماتْ، ماتَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الوحيُ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِخَمسِ سِنِين، يُحْشَرُ يومَ القيامةَ في زُمَرِ الموَحِّدِين (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)[يس:26- 27].

 

بارك الله لي ولكم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين، وسلم تسليماً.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون.

 

أيها المسلمون: مِنْ أَكْرَمِ مَقَاماتِ المُقَرَّبين: جسارَةُ القَلْبِ على الثَّباتِ في زَمَنِ الفِتَن، ومُصابَرَةُ النفسِ على الإيمانِ في زَمَنِ الخُطوب، كَم واجَهَ الغُرباءُ مِنْ آلامٍ!، وَكَمْ مَسَّهُم في سَبِيْلِ اللهِ مِنْ نَصَب!، (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)[آل عمران:146].

 

رِجالٌ ونساءٌ نُجَباء، ثَبَتوا في زَمَنِ الضَّعفِ، واستقَاموا في زَمَن الغُرْبَة، فَطُوبَى للغُرَباء، أَبْصَرُوا الطَّرِيقَ إِلى اللهِ مُسْتَقِيماً، فَما حَادُوا وما انْحَرَفُوا، وما زاغُوا وما انْقَلَبُوا، لَمْ يَسْتَوْحِشُوا لِقِلَّة السائرينَ في طَرِيقِ الهِدايَة، ولَم يَغْتَرُّوا بِكَثْرَةِ التائهين في سُبُلِ الغِوايَة، عِنْدَهُم من اللهِ بُرْهانٌ مُبِين (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)[يوسف:103].

 

غُرباءُ الدِّيْنِ طُوْبَى لَهُم، مُسْتَمْسِكُونَ بالسُّنَّةِ بَيْنَ مَنْ جُمُوعِ الساخِرِين، قَائِمونَ بِشَرَائِعِ الدِّيْنِ بَيْنَ جُمُوعِ المسْتَهزِئِين، صَلَحُوا يَومَ فَسَدَ الناسُ، أَصْلَحوا ما أَفسَدَهُ الناسُ، لَيْسَوا في شَقاءٍ ولا في نَكَدٍ ولا في اضْطِرَابٍ، بَلْ في طُمأنينَةٍ وسعادَةْ وانْشِراح.

 

طُوْبَى لَهُمْ مِنْ غُرَباء، فيِ الحياةِ هُمْ طَيِّبُون، وبَعدَ الموتِ إلى طِيْبٍ سَيَنْقَلِبُون (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)[الرعد:29]، عَنْ أَبِيْ هُريرةَ -رَضي الله عنه- أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"(رواه مسلم).

 

تلك حالُ الغُرباءِ في زَمَن الشِدَّة والبلاءِ والوَهَن، فَما أَوْهى عَزِيمَةَ مَنْ وَهَنَ عن المسيرِ إلى اللهِ في زَمَن الرخاء!، وما أَرْخَى سَوَاعِدَ مَنْ تَخَلَّى عَن الدينِ في زَمَن اليُسْر!

 

يَنْحَدِرُ إلى مَسَالِكِ أَهلِ الهوى، وهو يَجِدُ لَه على الدينِ مُؤَازِرٌ، ويَلْهَثُ خَلْفَ سَرَابِ الشهواتِ، وهو يَجِدُ لَه على الثباتِ مُعيّن، يَبِيعُ دِيْنَهُ بعَرَضٍ من الدُّنيا قليل، وَيزْهَدُ بِنَعِيمٍ مُقِيمٍ لِعَرَضٍ من الدُّنيا زائل.

 

يَسْتَحْضِرُ أَحَادِيثَ الغُرْبَةِ في غَيْرِ أَوانِها؛ لِيوُحِي إلى النَّفسِ أَنَّ ضَعْفَ تَدَيُّنِها عائِدٌ لِفسادِ زمانِها، وهَلْ في فَسادِ الزمانِ عُذرٌ لِمُنْتَكِس؟! وهَلْ تُغني المعاذِيرُ الواهيةُ عن العبدِ شيئاً يَومَ تُبْلى السرائرُ (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:3].

 

رَبنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أَن آمنوا بِرَبِّكُم فآمنا..

 

 

المرفقات
DD9TKro6sXdMa8GhLKIBACnwVQNmQcroLYrSavc7.pdf
hzg28SDQ7b6UXkhIc9RJ7Pvp2UvliIFxlj2wePLn.doc
التعليقات
زائر
22-07-2022

اجمل خطبة 

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life