عناصر الخطبة
1/الرياح آية من آيات الله 2/من أَحكام الريحِ 3/ من الأسباب الشرعية لمنعِ الرياحِ والغبار 4/موقف المسلم من الرياح والغبار 5/رحمة الله بنا بنزول الأمطار مع تقصيرنا 6/حال النبي صلى الله عليه وسلم عند الريح والأمطار 7/أخطاء يقع فيها الناس عند نزول الأمطاراقتباس
نَعِيشُ الآنَ تَقَلُّباتٍ جَوِّيَّةٍ مُتباينَةٍ! أَمْطَارٌ وغُبارٌ! وسُكُونٌ وَرِيَاحٌ! وفي هذه التَقَلُّباتِ قَد يَضجَرُ أُنَاسٌ ويَتَأَفَّفُونَ! وَقَدْ يَسُبُّ أُنَاسٌ ويَعتَرِضونَ؛ لأجْلِ غَسِيلِ مَنْزِلٍ أو سَيَّارَةٍ! والمؤمنُ مَن يَقِفُ عندَ هذهِ الآياتِ وقفَةَ اعتبارٍ وادِّكارٍ، لا وقفةَ مُتابعةٍ للأخبارِ! فَإنَّ اللهَ يَقُولُ: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ خَلقَ فَقَدَّرَ، نشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ مَلَكَ فَدَبَّرَ، وَنشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، جَاءَ بِالشَّرْعِ المُطَهَّرِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ خَيرِ صَحْبٍ وَمَعْشَرٍ، والتَّابعينَ لهم ومَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ وَإيمَانٍ إلى يومِ البَعْثِ والمَحْشَرِ.
أمَّا بعدُ: فَأوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى-؛ فبالتَّقوى تُدفَعُ البَلايا، وَتُغْفَرُ الخَطَايَا.
عبادَ اللهِ: آيَاتٌ وَنُذُرٌ نَرَاها كُلَّ حِينٍ! حُرُوبٌ ومَجَاعاتٌ، وَحوادِثُ في البَرِّ والبَحرِ والْجَوِّ، وَعَواصِفُ وَأَعَاصِيرُ، وغُبارٌ يَخنِقُ البَشَرَ وَيَشُلُّ حَرَكَتَهم قال تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)[المدثر:31].
وَالمُسلِمُ يَعلمُ أنَّ مَا يَجري إنَّما هيَ لِحِكَمٍ يُريدُها اللهُ -تعالى-.
أيُّها الْمؤمنونَ: نَعِيشُ الآنَ تَقَلُّباتٍ جَوِّيَّةٍ مُتباينَةٍ! أَمْطَارٌ وغُبارٌ! وسُكُونٌ وَرِيَاحٌ! وفي هذه التَقَلُّباتِ قَد يَضجَرُ أُنَاسٌ ويَتَأَفَّفُونَ! وَقَدْ يَسُبُّ أُنَاسٌ ويَعتَرِضونَ؛ لأجْلِ غَسِيلِ مَنْزِلٍ أو سَيَّارَةٍ! والمؤمنُ مَن يَقِفُ عندَ هذهِ الآياتِ وقفَةَ اعتبارٍ وادِّكارٍ، لا وقفةَ مُتابعةٍ للأخبارِ! فَإنَّ اللهَ يَقُولُ: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[الجاثية:5].
إخوةَ الإيمانِ: الرِّيحُ والغُبَارُ نُذُرٌ من عندِ اللهِ وآيةٌ من آياتِهِ: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا)[الإسراء:59]، وهي جُندٌ من جُنُودِ اللهِ -تعالى- يَنصُرُ بِها مَن يَشاءُ، ويُعَذِّبُ بِها مَن يَشاءُ. ولِعَظَمَةِ الرِّيحِ، وَلِعِظَمِ شَأنِها أَقسَمَ اللهُ بالْمُرْسَلاتِ والْعَاصِفَاتِ وَالنَّاشِرَاتِ، وَهيَ أنْوَاعٌ لِلرِّيَاحِ إذا هَبَّت.
أيُّهَا المُؤمِنُونَ: لولا تَسخِيرُ اللهِ الرِّياحَ لَمَاتَ النَّباتُ وَهَلَكَ الحَيوَانُ وَفَسَدَ الطَّعامُ واختَنقَ الإنسانُ؛ فسُبحانَ مَنْ سَخَّرها وَأَرْسَلَهَا!
واعلموا -يَا عبادَ اللهِ- أنَّهُ ليسَ بينَ اللهِ وبينَ أحدٍ مِن خَلقِهِ نَسَبٌ ولا حَسَبٌ؛ فاللهَ -تعالى- يقولُ: (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[الأعراف:99]؛ لِذا كانَ لِنَبِيِّنا -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- مع الرِّياحِ شَأنٌ عَظِيمٌ! تُصَوِّرُهُ لَنَا أُمُّنَا عَائشةُ -رضي اللهُ عنها- بِقَولِها: كانَ إِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ يعني تَلَبَّدَتْ بالغُيُومِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)[الأحقاف:24]".
عبادَ اللهِ: ومن أَحكَامَ الرِّيحِ: أَنَّهُ لا يَجوزُ سَبُّها ولا لَعنُها، ولا التَّأفَّفُ منها؛ فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ"، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، أَنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ"(حديثٌ صحيحٌ).
أيُّها المُؤمنونَ: من الأسبابِ الشَّرعِيَّةِ لِمَنعِ الرِّياحِ والغُبارِ: الإكثارُ من التَّوبةِ والاستغفارِ، فاللهُ -تعالى- يَقُولُ: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الأنفال:33]. والْمؤمنُ الصَّادِقُ هو مَنْ يَتَأَثَّرُ قَلبُهُ بالآياتِ الكَونِيَّةِ التي يَراهَا، فَتُذَكِّرُهُ باللهِ، وَتَجعَلُهُ مُتَّصِلاً بِه، ذَاكِرَاَ لَهُ، مُستَجِيرَاَ من سَخَطِهِ وَنِقَمِهِ.
إخْوَانِي: وَينْبَغِي أَخذُ الحَيطَةِ والحَذَرِ أثناءَ هُبوبِ الرِّيحِ والأعاصيرِ؛ فلا تُلقِ بِنَفْسِكَ ومَنْ معكَ إلى التَّهلُكَةِ؛ بِمُطارَدَتها والدُّخول فيها بقصدِ التَّصوير والمُغامَرَةِ، كَمَا يَنْبَغِي أنْ نَلزَمَ المَنازِلَ أثناءَ الغُبارِ، خاصَّةً في الَّليلِ فَبِهِ تَكثُرُ الحَّوادِثُ والأخطارُ.
فاتَّقُوا اللهَ -يا مؤمنون- وَتَذَكَّروا: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم:41]؛ فَهل تَدْعُونا الآياتُ لِمُرَاجَعَةِ أَنْفُسِنا وَتَصحِيحِ أَخطَائِنَا؟! ألا فَاستَمسِكُوا بِدِينِكُم واحذَرُوا مُخالَفَةَ رَبِّكم؛ فإنَّ اللهَ -تعالى- يَغَارُ، ويُمهِلُ ولا يُهمِلُ فانظُرُوا في أعمَالِكُم، واحذَرُوا مِنْ المُجَاهَرَةِ بالمُنْكَرَاتِ، وَإعلانِ حَفَلاتِ الغِنَاءِ والخَنَاءِ، وأَقِيمُوا صَلاتَكُم، وأدُّوا زِكَاةَ أموالِكُم، واحفَظُوا جَوَارِحَكُم، وامنَعوا الفَسَادَ، وتَذَكَّروا أنَّ الفِتَنَ تُدفَعُ بالأَمِرِ بالْمَعرُوفِ والنَّهي عن الْمُنكَرِ: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال:25].
فاللهمَّ انفعنا وارفعنا بالقرآنِ العظيمِ، وَبِهَدْيِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ، واستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِلمُسلِمِينَ من كلِّ ذَنبٍّ فاستَغفِرُوهُ؛ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبةُ الثانية:
الحمدُ لله واسعِ الفضلِ والعطاءِ، نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، ونشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُهُ، صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ وَأصحابِهِ ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يَومِ الحِساب والقضَاءِ.
أمَّا بعدُ: فَأوصيكم وَنفسي بِتقوى اللهِ -تعالى-؛ فَمن اتقى اللهَ وَقَاهُ، ومَن تَوكَّلَ عليه كَفاهُ، ومَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ: (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النمل:63].
عبادَ اللهِ: إننا لنحمدُ اللهَ -تعالى- ونَشكُرُهُ؛ فَسَماؤنا تُمطِرُ، وآبارُنا تَمتَلئُ؛ فَسُبحَانَ مَن أَنزلَ سَيلاً في البَلَدِ؛ فَكيفَ لو صَبَّ جِبَالاً مِن بَرَدٍ؟! فَالحمدُ للهِ الوَلِيِّ الحَمِيدِ: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى:28]. سُبحَانَ: "مَنْ يَدُهُ مَلأى لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ الَّليلِ والنَّهَارِ".
رَبُّنا -يا مؤمنُونَ- رَحيمٌ حليمٌ، عَظِيمٌ كريمٌ، ونحنُ في جنبِ اللهِ مُقَصِّرونَ، وعلى الذُّنُوبِ والعِصيانِ مُصِرُّونَ! وَهُوَ القائِلُ: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)[فاطر:45].
عبادَ اللهِ: نُزولُ المَطَرِ آيَةٌ تَدلُّ على قُدَرَةِ اللهِ -سبحانه- على البَعْثِ والنُّشورِ! قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فصلت:39].
وَاعْلَمُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- أنَّ المَاءَ جُندٌ من جُندِ اللهِ -تعالى-!؛ فإمَّا أنْ يكونَ رَحمَةً وطَلاًّ، وإمَّا عَذَاباً وَبِيلاً! فَبِالمَاءِ عذَّبَ اللهُ قَومَ نُوحٍ، وَفِرعَونَ وَقَومَهُ، كفانا اللهُ وإيَّاكم شَرَّ ما في هذه المياهِ من مخاطِرَ وأضرارٍ؛ فقد كان نبيُّنا كما قالت أُمُّنا عَائِشَةُ -رضي اللهُ عنها- إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَتْ لهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا".
أيَّها المؤمنُ: لَقد كانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ- إذا رَأى الغَيثَ قالَ: "الَّلهمَّ صَيِّبَاً نَافِعَاً" "مُطرنا بِفضلِ اللهِ وَرَحمَتِهِ" وكانَ إذا اشتَدَّ المَطَرُ وَخَشِيَ الضَّرَرَ قالَ: "اللهمَّ حَوالَينَا ولا علينا، اللهمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ وبُطُونِ الأَودِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ". وكانَ يَكشِفُ بَعضَ بَدِنِهِ لِيصيبَهُ المَطرُ. ويُسَنُّ الدُّعَاءُ حالَ نُزُولِ المَطَرِ؛ لِقولهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "اثنَانِ لا يُردُّ فِيهِمَا الدُّعاءُ، عِندَ النِّدَاءِ، وعِندَ نُزُولِ المَطَرِ".
مَعاشِرَ الكِرَامِ: وعندَ نُزُولِ الأَمطَارِ -مَعَ الأَسَفِ الشَّدِيدِ- هُناكَ تَهَوُّراتٌ تَقعُ مِن شَبَابِنا؛ كالسُّرعَةِ المُفرَطَةِ، أو تَجَاوزاتٍ مُتَهوِرَةٍ، وبعضُهم يُغامِرُ بِدُخُولِ سَيَارِاتِهم إلى الشـِّعابِ والأَودِيَةِ ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورة ٌبَالِغَةٌ؛ فَكيفَ بِمن يُهملُ الأَطفالَ والنِّساءَ ويَسمَحُ لهم بِذَلِكَ؟! يَكفِي تَهوُّراَ ورُعونَةً؛ فقد فقدنا الكثيرَ ممن جَرَفَتهُمُ السُّيولُ، وأَهلَكُوا أَنفُسَهم بالشِّعابِ!.
يا مؤمنونَ: كُلَّما جَدَّدَ لَكم رَبُّكم نِعَمَاً فَجَدِّدوا لها حَمْدَاً وشُكرَا، وكُلَّما صَرَفَ عنكُم المَكَارِهَ فَقُومُوا بِحقِّ رَبِّكم طَاعَةً لَهُ وَثَنَاءً وذِكْرا، (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)[البقرة:152]؛ فاللهمَّ اجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ وَلَكَ من الذَّاكِرينَ.
اللهمَّ واجعل مَا أَنزلْتَهُ رَحمَةً لَنا وبَلاغَاً إلى حِينٍ.
اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ وَجَميعِ سَخَطِكَ.
اللهمَّ لا تَجعلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنَا ولا تَجعلْ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنَا، واغفر لَنا وارحَمنَا واعفُ عنَّا، لا إلهَ إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمينَ.
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].
التعليقات