اقتباس
عيد الفطر المبارك
الشيخ أحمد أبو عيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وبعد:
العناصر:
أولاً: تعريف العيد ومتى شرع في الإسلام
ثانياً: ما يشترط لصلاة العيد
ثالثاً: الواجب على المسلم يوم العيد
رابعاً: لمن العيد؟
الموضوع
أولاً: تعريف العيد ومتى شرع في الإسلام:
العيد: كلُّ يوم مَجْمَع، واشتقاقه من عاد يعود؛ لأنه يعود كل عام، وقيل: سمي عيداً لأنهم قد اعتادوه. والياء في العيد أصلها الواو، لكنها قلبت ياء لكسرة العين، وهو يجمع على أعياد.
وقد شرع في السنة الثانية من هجرة المصطفى. - صلى الله عليه وسلم - حيث إنه عندما هاجر - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وجد أن للأنصار في أيام جاهليتهم عيدين، أحدهما: يسمى عيد النيروز، والثاني: عيد المهرجان، فنهاهم عن إقامتهما، وأخبرهم أن الله تعالى قد شرع لهم عيدين خيرا منهما، وهما عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال: كان لأهل المدينة يومان في السنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتين من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) البخاري.
ومعنى: ( بما تقاولت الأنصار ) بما قاله كل فريق من فخر بنفسه أو هجاء لغيره.
( وليستا بمغنيتين ) ليس الغناء عادة لهما وحرفة ولا هما معروفتان بذلك ولا تغنيان بتمتطيط وتكسر وتهييج وحركات مثيرة وبغناء فيه تعريض بالفواحش أو تصريح بها أو ذكر الهوى والمفاتن مما يحرك الساكن ويبعث الكامن في النفس فهذا وأمثاله من الغناء لا يختلف في تحريمه لأنه مطية الزنا وأحبولة الشيطان.
ثانياً: ما يشترط لصلاة العيد:
لم تختلف أقوال أهل العلم كثيرا حول ما يشترط لصلاة العيد، فقد تقاربت أقوالهم في ذلك.
فقال المالكية: إن كل من تلزمه صلاة الجمعة تلزمه صلاة العيد، فتلزم عندهم كل مسلم حر بالغ عاقل مستوطن قادر على السعي إليها من أهل القرى والأمصار، وأن يحضرها عشرون، وقيل: ثلاثون، وقيل: أربعون، وقيل: خمسون، وقيل: ثلاثة سوى الإمام.
وقال الحنفية: يشترط لها ما يشترط للجمعة من المصر والجماعة والوقت والذكورة، والعقل والبلوغ والحرية، وصحة البدن، والإقامة.
وقال الشافعية: إن من لزمته الجمعة فرضا لزمه العيد كفاية، أي أن من خوطب بالجمعة خوطب بالعيدين. فهي تلزم كل مسلم حر بالغ عاقل ذكر مستوطن، قادر على المشي إليها غير معذور، وأن يحضرها أربعون.
وقال الحنابلة: يشترط لها ما يشترط لصلاة الجمعة، وهي سبعة شروط: الاستيطان، والذكورة، والبلوغ، والعقل، والإسلام، وأن تكون في مصر، وأن يحضرها أربعون، فهي لا تقام إلا حيث تقام الجمعة، وهذا مذهب أبي حنيفة، كما سبق ذكره، إلا أنه لا يرى ذلك إلا في مصر لما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع..
بينما يرى الحنابلة أنها تقام في القرى والأمصار، متى وجد الأربعون، وهذه رواية في المذهب، والثانية: أنها تصح من المسافر والمنفرد والعبد والنساء. مما يفهم منه أن عدد الأربعين ليس بشرط لصحة صلاة العيد، وإنما هو شرط لوجوبها على الكفاية فحسب.
ومما تجدر الإشارة إليه أن القياس هو الدليل على اشتراط عدد الأربعين لصحة صلاة العيد عند من يشترط ذلك. وعليه فإنه يظهر لي - والله أعلم - جواز انعقادها بأقل الجمع، وهو الثلاثة، وأنها تصح من المسافر والمنفرد والعبد والمرأة متى صلوها على الصفة التي وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة وأنها من شعائر الإسلام الظاهرة، وداوم عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى توفاه الله تعالى. مجلة البحوث الإسلامية.
ثالثاً: الواجب علي المسلم يوم العيد:
إن العيد من شعائر الإسلام الكبرى، فيجب على المسلمين إحياؤه وإظهاره بما يتناسب مع مقاصده والحكمة من تشريعه، فهو يجمع بين عادات كريمة جُبِل الإنسان عليها، وعبادات عظيمة يعبد بها المسلم الله تعالى في يوم العيد.
ومما شرع له فيه كذلك القيام ببعض الشعائر التعبدية من صلاة وذكر وصدقة وفطر وذبح ونسك.
1- زكاة الفطر:
عن ابن عمر قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. سنن النسائي تحقيق الألباني: صحيح.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو و الرفث و طعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. صحيح الجامع.
2- أكل تمرات قبل الذهاب لعيد الفطر:
وروى مالك - رحمه الله تعالى - عن سعيد بن المسيب أنه كان يغدو إلى المصلى بعد أن يصلي صلاة الصبح قبل طلوع الشمس.
وعن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي.
ومن السنة التعجيل بصلاة عيد الأضحى وعدم الأكل قبلها، ليتسع الوقت لذبح الأضحية، والأكل منها، وتأخير صلاة الفطر ليتسع الوقت كذلك لإخراج زكاة الفطر، وتناول تمرات تؤكل وترا قبل الذهاب إلى الصلاة، فقد روي عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات- قال أنس -: يأكلهن وترا.
3- ويستحب أن يخرج إليها المسلمون مشيا على الأقدام:
لما روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل قبل أن تخرج.
ولما روي عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى العيد ماشيا، ويرجع ماشيا" صحيح الجامع.
غير أنه لو ركب فلا بأس بذلك وعلى وجه الخصوص إذا كان من أهل الأعذار أو كان المصلى بعيدا يخشى أن تفوته الصلاة أو بعض منها إذا ذهب إليها ماشيا.
4- خروج المرأة إلى صلاه العيد:
عن أيوب عن حفصة قالت كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت عن أختها وكان زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة وكانت أختي معه في ست قالت كنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت أختي النبي صلى الله عليه وسلم أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المسلمين فلما قدمت أم عطية سألتها أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت بأبي نعم وكانت لا تذكره إلا قالت بأبي سمعته يقول يخرج العواتق وذوات الخدور أو العواتق ذوات الخدور والحيض وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزل الحيض المصلى قالت حفصة فقلت الحيض فقالت أليس تشهد عرفة وكذا وكذا" صحيح البخاري.
معنى: ( عواتقنا ) العواتق جمع عاتق وهي من بلغت الحلم أو قاربت، أو استحقت التزويج، أو هي الكريمة على أهلها.
( وذوات الخدور ) بضم الخاء المعجمة والدال المهملة جمع خدر بكسرها وسكون الدال، وهو ستر يكون في ناحية البيت تقعد البكر وراءه.
5- صلاة العيد:
وفي يوم العيد تؤدى صلاة العيد، والصلاة من أعظم ما يتقرب به العبد إلى مولاه.
وصلاة العيد من جنس الصلاة، وهي تزيد على غيرها في أن المسلمين يخرجون لها جميعا، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، حتى الحُيَّض من النساء ليشهدن الخير ودعوة المسلمين.
والحكم التي شرعت لها صلاة العيد عظيمة وكثيرة، وأعظمها أن الله تعالى تعبَّدنا بها، إلا أن لها مع ذلك حكما أخرى؛ لأن جميع المسلمين الذكور منهم والإناث، الصغار والكبار، مأمورون بالخروج إليها مهللين ومكبرين لينالوا الخير منها ودعوة المسلمين، ويتم التعارف والتواصل والتناصح والتزاور والتهاني، فيتحقق بهذا الاجتماع من المصالح الدينية والدنيوية الشيء الكثير.
6- الخروج من طريق الرجوع من طريق آخر:
لما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج يوم العيد في طريق رجع من غيره، ولما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا خرج إلى العيدين سلك على دار سعيد بن أبي العاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم انصرف في الطريق الآخر...
واختلف في تفسير الحكمة من ذهاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من طريق وعودته من طريق آخر، فقيل: إنه من أجل السلام على أهل الطريقين، وقيل: لينال بركته أهل الطريقين، وقيل: إنه من أجل حاجة المحتاج من أهل الطريقين، وقيل: إنه من أجل إظهار شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق، وقيل: إن المقصود من ذلك هو إغاظة المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره، وقيل: بل من أجل طلب زيادة الحسنات وحط الخطيئات؛ لأنه بكل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد أو المصلى ترفع له بها درجة وتحط بها عنه خطيئة، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة..
هذه التفسيرات لحكمة خروج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من طريق وعودته من طريق آخر تفسيرات مقصودة أصلا في الإسلام الذي يسعى دائما وأبدا لتحقيقها في واقع المسلمين في كل زمان ومكان، فما المانع أن تكون جميعها مرادة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا سيما أنه القدوة الحسنة لأمته؟ هذا ما أظنه أنه مراد لصاحب الشريعة - صلى الله عليه وسلم - والله تعالى أعلم.
ولا شك أن خروج المسلمين وشهودهم صلاة العيد على الوجه الذي أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهر من مظاهر العيد عند المسلمين، ومن دينهم الذي ارتضاه الله لهم.
7- صلة الرحم:
قال تعالى ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " رواه البخاري ومسلم.
وحذر الله من قطيعة الرحم:
فقال تعالى ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد].
وقال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة].
وقال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [الرعد].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم"صحيح الترغيب والترهيب.
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع " قال سفيان يعني قاطع رحم. رواه البخاري ومسلم.
8- مراعاة الآداب الإسلامية في اللباس:
على النساء المسلمات أن لا يلبسن إلا ما أمر الله سبحانه وتعالى به بأن يكون موافق لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا يكون زينة، ولا يكون ضيقا، ولا يكون معطرا، ولا شفافا، ولا يشبه لباس الرجال، ولا يشبه لباس الكفار، ولا لباس شهرة.
لأن من تخالف ذلك توعدها النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب الشديد.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم.
9- غض البصر عن الحرام ومنع الاختلاط:
قال تعالى ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور].
وعن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري" سنن الترمذي وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العينان تزنيان وزناهما النظر واليدان تزنيان وزناهما البطش والرجلان تزنيان وزناهما المشي ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه" صحيح... مختصر إرواء الغليل.
10- كل راع مسئول عن رعيته:
فيجب الحفاظ عليهم وأمرهم بأمر الله ونهيهم عن نهي الله تعالى:
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته " رواه البخاري ومسلم.
11- صيام ستة أيام من شهر شوال:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا "متفق عليه.
وعن أبي أيوب الأنصاري أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ". رواه مسلم.
رابعاً: لمن العيد:
ليس العيد لمن لبس الجديد و عن طاعة الله من الغافلين
وليس العيد لمن ظفر بجده وعلا بمظهره وقلبه مملوء بأدران الغرور والشرور
وليس العيد لمن من أنواع الطعام ولم يتذكر الجائعين البائسين
وليس العيد لمن كان في سعة ولم يخرج زكاه فطره لتوزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين
وليس العيد لمن تبتسم في وجه أخيه وقلبه مملوء بأدران الحقد و الحسد و أنواع الشرور
وليس العيد لمن تكلم لسانه بالغيبة والنميمة ونسي ذكر الله سبحانه وتعالى.
إنما العيد لمن اطعم الطعام وافشي السلام وألان الكلام و بصله الأرحام ونسى حقوق الضعفاء والأرامل والأيتام
العيد لمن كان لأخيه كالبنيان يشد بعضه بعضا
العيد لمن أطاع ربه وقد فرضها أحيا سنه خير الأنام
العيد من تخلق بالأخلاق الكريمة وكان لغيرها من الناصحين
العيد لمن أكثر من الصدقة و اقبل على الله بقلب سليم.
عباد الله:
أحسنوا لآبائكم، وصلوا أرحامكم، وأكرموا أيتامكم، ويسروا على فقرائكم، وتذكر موتاكم بالدعاء والصدقة، وتعاونوا علي البر والتقوى، ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان في العيد وغير العيد وتذكروا قول الله تعالى "قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى".
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد
التعليقات