عناصر الخطبة
1/أهمية العيد وحقيقته في الإسلام 2/خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في منى 3/كليات عظام حث عليها نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- في خطبة منى 4/أهمية الصلاة والحث على المحافظة عليها 5/الوصية بالنساء 6/الحث على الأضاحي وبعض آدابهااهداف الخطبة
اقتباس
عبادَ الله: في مِثلِ هذا اليومِ الأغرِّ خَطَبَ النَّبِيّ-صلى الله عليه وسلم- في منى، فقالَ لأُمَّتِهِ: "أوصيكم -عبادَ الله- بِتَقوى اللهِ، وأَحَثُّكُم على طَاعَتِهِ". إنَّها حَجَّةُ الوَداعِ التي أعلَنَ فيها رَسُولُنا -صلى الله عليه وسلم- الوَثِيقَةَ العالَميَّةَ التي تَقُومُ علَيها سَعَادَةُ النَّاسِ, وتَحفَظُ حُقُوقَهم, يومَ قالَ: "إنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأمْوَالَكُمْ وأعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا". اللهُ أكبرُ! حَقَّاً إنَّه..
الخطبة الأولى:
الله أكبر ( 9 ) مرات.
اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
اللهُ أكبرُ كُلَّما طَلَبَ عَبدٌ مِنْ ربِّه العَفْوَ والغُفْرَانَ, اللهُ أكبرُ كلَّما أحرَم المُسلِمونَ وذَبَحُوا للهِ مِن الأَضاحِي والقُربانِ, اللهُ أكبرُ عَدَدَ ما أفاضَ الْمَولى من النِّعَمِ والإحسانِ, اللهمَّ لكَ الحمدُ بالإيمانِ, ولكَ الحمدُ بالقرآنِ, وَلَكَ الحَمْدُ بالأمْنِ والأمَانِ.
نشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملكُ الدَّيانُ, ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ بَعَثَهُ اللهُ بالرَّحمَةِ لإنسِ والجَآنِّ.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على خاتمِ الأنبياءِ, وإمَامِ الأصفِيَاءِ, وعلى آلهِ وأصحابِه الأَوفِياءِ, وَمَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الجَزاءِ.
أمَّا بعدُ:
عبادَ الله: خيرُ مَا يُوصى به الأَنَامُ تَقوى المَلِكِ العَلاَّمِ, فاتَّقوا الله في الغيبِ والشهادةِ تَفُوزوا بالْحُسنى وَزِيَادَةٍ.
واحمَدُوا اللهَ على هَذا الدِّينِ العَظِيمِ، واشكُرُوه بِهذا العِيدِ السَّعيدِ، فَعيدُنا شُكْرٌ للهِ على عَطَايَاهُ, عيدُنا تَوحيدٌ خَالِصٌ وَعِبَادَةٌ وَعَقِيدةٌ للهِ ربِّ العالمينَ: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام 162].
وأعيادنا الشَّرعيةُ ثلاثةٌ! فَليسَ في الإسلامِ عيدٌ لميلادٍ، ولا لانتصارِ الجُيُوشِ والأجنادِ, ليس في الإسلام عيدُ يومٍ وطنيٍّ, أو شِعَارٍ قَومِيٍّ, فقدوتُنا رسولُ اللهِ وصَحَابَتُهُ الكرامُ، فلم يُقيموا لأعمالِهم عِيدا, ولو كانَ خَيرا لَسَبَقُونا إليه سَبْقاً أَكِيدَاً.
الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ.
عبادَ الله: في مِثلِ هذا اليومِ الأغرِّ خَطَبَ النَّبِيّ-صلى الله عليه وسلم- في منى، فقالَ لأُمَّتِهِ: "أوصيكم -عبادَ الله- بِتَقوى اللهِ، وأَحَثُّكُم على طَاعَتِهِ".
إنَّها حَجَّةُ الوَداعِ التي أعلَنَ فيها رَسُولُنا -صلى الله عليه وسلم- الوَثِيقَةَ العالَميَّةَ التي تَقُومُ علَيها سَعَادَةُ النَّاسِ, وتَحفَظُ حُقُوقَهم, يومَ قالَ: "إنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأمْوَالَكُمْ وأعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا".
اللهُ أكبرُ! حَقَّاً إنَّه خِطَابٌ, يُحاربُ كُلَّ تَصَرُّفٍ مَشينٍ يُروِّعُ الآمِنينَ! وَيُفَرِّقُ صَفَّ المُسلِمينَ: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93].
ولاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمَاً، فَكَيفَ يَجعَلُونَ بُيُوتَ اللهِ التي هيَ مَأوى الآمِنينَ مَرتَعاً لِلمُجْرِمينَ؟!
إنَّ هذا لَشيءٌ عُجابٌ!.
أعلَنَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في خُطبَتِهِ: أنَّ مالَ المُسلمِ مُحترمٌ مَصونٌ، فيا ويلَ من يأخذونَ حُقُوقَ النَّاس بغير حقٍّ, يا ويلَ من يَغُشُّونَ وَيَظلِمُونَ عُمَّالهم وخَدَمَهُم! وَالوَيلُ لِعُمَّالٍ يَسرِقُون كُفَلائَهُمْ، واللهُ -تَعالى- يَقول: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 188].
وَرَسُولُنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بِهِ".
عبادَ اللهِ: وأعراضُ النَّاسِ مُحترمةٌ مَصُونَةٌ، فلا يَجوزُ سَبُّها, ولا غِيبَتُها, ولا التَّعَرُّضُ لها بِسُوءٍ! جَمَعَها رَسُولُنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ, التَّقْوَى هَاهُنا وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
يَا مُؤمِنونَ: لَقد بُعثَ رَسُولُنا لِيُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخلاقِ، فَأَسَاسُ البَلاءِ هو الظَّنُ السَّيئُ فَهُوَ يحمِلُكَ على الاتِّهامِ, والتَّجَسُّسِ، فَتَدخُلُ في دائِرَةِ الإثمِ والحَرَامِ! قَالَ اللهُ مُحذِّراً من ذَلِكَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات: 12].
سُبحانَ اللهِ! إنَّهُ تَصويرٌ بَليغٌ يجعَلُ النُّفوسَ الأبيَّةَ تَنْفُرُ من تِلكَ الخِصالِ الذَّمِيمَةِ فكم في الظَّنِّ السَّيئِ, وفي التَّجَسُّسِ مِن البَشَاعَةِ, وكم من البشاعَةِ فِيمَنْ يأكلُ لَحمَ آدَميٍّ! ليسَ الأمرُ كذلِكَ، بل لَحمَ آدَمِيٍّ مُنتِنٍ فَاسِدٍ!.
إنَّها الغِيبَةُ -قَطَعَها اللهُ- التي هيَ مع الأسفِ فاكِهَةُ مَجالِسِنا إلاَّ مَن رَحِمَ رَبُّكَ! يقولُ الحَسَنُ البَصرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-:"واللهِ لَلغِيبَةُ أَسرَعُ في دِينِ الرَّجُلِ مِن الأَكَلَةِ في الجَسَدِ".
فيا أيُّها المُغتابُ: اعلم أنَّ لِلنَّاسِ عَورَاتٌ وَمَعَايِبٌ وأنتَ كَذَلِكَ! فاحفظْ لِسانَكَ, وَخَفْ ربَّكَ، وانشغِل بِعُيُوبِ نَفسكَ!.
فاللهمَّ تُبْ عَلينا, واهدِنا لِمَكارِمِ الأخلاقِ وأحسَنِها واصرف عنَّا سَيَّئَها.
الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ.
عبادَ اللهِ: كم وَلَّدَت هذه الخِصالُ الذَّمِيمَةُ من الشَّحنَاءِ بينَ المُسلِمينَ.
فَعيدُنا أهلَ الإسلامِ عيدٌ تَتَصَافَى فِيهِ القُلُوبُ, وتَجتَمِعُ الأُسَرُ عِيدُنا بَعدَ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَعَشْرٍ مُبَاركاتٍ، وصِيامِ يَومِ عَرَفَةَ!.
فَالعيدُ دَعوةٌ لِكلِّ مُتقاطِعَينِ أنْ يَصْطَلِحا, وَلِكَلِ مُتخاصِمَينِ أنْ يَأْتَلِفَا!.
أَلَمْ تَعلَمُوا -يامُؤمِنُونَ-: "أنَّ الشَّيطَانَ قد أَيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرةِ العَرَبِ، وَلَكنْ في التَّحريشِ بَينَهُم".
فَلِمَ الهجرُ والتَّدابرُ والتَّقاطعُ والصُّدودُ؟ "فإنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ!".
الصَّلاةُ -يا مؤمنُ-: رُكنُ الدِّينِ, وفَرِيضَةُ اللهِ على المُسلمينَ, آكَدُ مَفرُوضٍ, وأوَّلُ مَعرُوضٍ, أجلُّ طَاعَةٍ, وأَرجَى بِضَاعَةٍ، ورَأسُ الأمَانَةِ، نُورٌ يُبَدِّدُ ظُلُمَاتِ الفِتَنِ، وَتَنْهى عن الْمُغرِيَاتِ والْمِحَنِ: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) [العنكبوت: 45].
لا دينَ لمَن لا صلاةَ له، مَن تَرَكَ صَلاةً مَكتُوبَةً مُتَعَمِّدَاً مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَدْ بَرِئَت منه ذِمَّةُ اللهِ.
هذا حُكْمُ اللهِ و حُكْمُ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- القَائِلِ: "ليس بينَ الرَّجلِ والكُفْرِ أو الشِّركِ إلاَّ تَرْكُ الصَّلاةِ".
كُلُّ الفَرَائِضِ أَنزَلَها اللهُ -تعالى- على رَسُولِه إلاَّ الصَّلاةَ، فإنِّه سُبحانَهُ أَصْعَدَ إليها رَسُولَه، ثمَّ فَرَضَها عليه!تَخرجُ رُوحُهُ الشَّريفَة-صلى الله عليه وسلم-، وهو مُشفِقٌ على أمَّتِهِ، ويقولُ: "الصَّلاةَ الصلاةَ وما مَلَكتْ أيمَانُكُم".
اللهُ أكبرُ -يا عبدَ اللهِ ويا أمَةَ اللهِ-:كيفَ تَهونُ عليكَم صلاتُكَم وهي رأسُ مالِكُم، وبِها صِحَّتُ إيْمَانِكَم؟! كيف تَهونُ عليكَم وأنتُم تَسمَعُونَ الوعيدَ من ذِي البَطشِ الشَّديدِ القائلِ: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4 - 5].
ما عُذركَم والمساجدُ والمآذنُ تُحيطُ بِنِا من كلِّ جانبٍ؟! ألم تَسمَعوا قولَ نَبِيِّنا -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ بالصَّلاةِ فلم يَمنعهُ من اتِّباعِهِ عذرٌ لَمْ تُقبَل منهُ الصَّلاةُ التي صلَّى" قِيلَ: وَمَا العَذْرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال:"خوفٌ أو مرَضٌ!".
وأنتم -يا مُؤمِنونَ يا أولِياءُ يَاكِرامُ-: تَدَبَّروا قولَ اللهِ -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طـه 132].
فالَّلهمَّ وَفِّقنا جَميعاً لِمَراضِيكَ، وَاجعَل مُستقبَلَنا ومُستَقبَلَ شَبَابِنَا خيرَاً مِنْ ماضِيهِ.
الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ.
أيُّها المؤمنون: ومن جُمَلِ خُطبَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قولُهُ: "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوجَ، فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ".
إنَّه الإسلامُ الذي أعلى شأنَ المَرأَةِ، وَرَفَعَ قَدْرَها! فاللهُ -تعالى- يقولُ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) [البقرة: 228].
واللهِ -أيُّها الكرامُ-: إنَّا نَسمَعُ عَجَبَاً من أَنوَاعِ الظُّلم والتَّعدِّي على الزوجاتِ كَلامٌ بَذِيءٌ! وسبٌّ مَشِينٌ! وضَرْبٌ واعتِدَاءٌ!.
فَتَبًا لِهؤُلاءِ الظَّلمةِ والقُسَاة, أينَ هم من قولِ الله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة:229].
أينَ مَعاني الرَّحمَةِ التي يَسمَعُونَها ليلَ نَهار؟ أينَ هم من قولِ رَسُولِنا -صلى الله عليه وسلم-: "أكْمَلُ المُؤمِنِينَ إيمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وخِيَارُكُمْ خياركم لِنِسَائِهِمْ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عنهُما- أنَّ النَّبِيَّ قَالَ: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" قَالَ أَبو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: "لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِيٍّ".
ألا فاتَّقوا اللهَ رَبَّكُم، وَتَوَاصَوا بالْحقِّ، وَتَواصَوا بالصَّبْرِ، وَتَواصَوا بِالْمَرْحَمَةِ.
وأنتِ -أيَّتُها الكريمةُ-: كُوني رَحمةً على زوجُكِ، وسَكَناً لهُ! لا تُؤذِيهِ بِكثرَةِ الطَّلبات, ولا تُعَيِّرِيه بالمُقارَنَاتِ, فاللهُ -تَعالَى- فَضَّلَ بَعْضَنَا على بَعضٍ في الرِّزقِ! فَكُونِي خَيرَ امرأةٍ لَهُ, إنْ نَظَرَ إليها سَرَّتُه، وإنْ أمرَها أطاعتْهُ.
واعلمي أنَّما هو جنَّتُكِ ونارُكِ، فانظري مَكَانَكِ منهُ!.
اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ.
عبادَ اللهِ: ضَحُّوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم، سَمُّوا الله عند الذَّبحِ وكبِّروا: (وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) [الأنعام: 121].
وتقرَّبوا إلى اللهِ بالأضاحي، وكُلُوا وتَصَدَّقُوا وأَهدُوا، ولا تُعطوا الجزَّارَ أُجرَتَه منها، وأَرِيحُوا الذَّبِيحةَ عندَ اقتِيَادِهَا وَذَبْحِها: "فإنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه، وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ".
وإذا أَتَيتُم من طَرِيقٍ، فمن السُّنةِ: أنْ تَرجِعُوا من طريقٍ آخَرَ!.
ومن السُّنَّةِ: أنْ تَأكُلَ من أُضحِيَتِكَ قبلَ كُلِّ شيءٍ!
وأكثروا في أيامِ التَّشريقِ من التَّهليلِ والتَّكبِيرِ والتَّحميدِ, ولا يَجُوزُ صِيامُها.
عبادَ اللهِ: ويُوجَدُ بحمدِ اللهِ أُنَاسٌ مُخْلِصُونَ يُعْنَونَ بجمعِ لُحومِ الأضاحي وشُحُومِها, فَكُونُوا خَيرَ مُعينٍ لَهم,كِجَمعِيَّةِ البِرِّ, والمُستودَعِ الخَيرِيُّ.
فاللهم تقبَّل منَّا إنَّك أنت السميعُ العليمُ، وتب علينا إنك أنت التَّوابُ الرحيم.
اللهم أدم علينا نِعمةَ الأمنِ والأمانِ، واجعلنا لكَ من الشَّاكرين لك من الذَّاكِرين، اختم لنا عشرنا بغفرانِكَ والعتقِ من نيرانِكَ، واجعل مُستقبلنا خيراً من ماضينا.
اللهمَّ أصلح أحوال المسلمينَ، واحقن دماءهم، ووحِّد صفُوفَهم، وهيئ لهم قادةً صالحين مُصلحينَ يا سربَّ العالمين.
اللهم سهِّل على الحُجَّاج حجَّهم، وفِّقهم ويسِّر لهم أُمُورَهم, ورُدَّهُم غانمين سَالِمِينَ وبرضوانكَ فائزينَ.
اللهم ارزُقنا تَوبَةً صادِقَةً نَصُوحا, استعمِلنا يا رَبَّنا في طاعِتِكَ, وَجَنِّبنا مَعصِيَتِكَ.
اللهم إنا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلاءِ والوَبَاءِ، والرِّبا والزِّنا، والزَّلازلِ والفِتَنِ والمِحَنِ مَا ظَهَرَ منها وما بَطَنَ عَنْ بَلَدِنا هذا خاصَّةً وعن بِلادِ المُسلِمينَ عامَّةً.
اللهم انصُر إخواننا المُستَضعَفِينَ في كُلِّ مَكانٍ، كُنْ لَهم ناصِراً ومُعِيناً.
اللهم انصُرهم في فِلسطينَ وفي الشَّامِ, وانصُر جُندَنا في اليَمنِ, يا رَبَّنا انْصُر جُنُودَنا، واحفظْ حُدُودَنا, وبِلادَ المُسلِمينَ عَامَّةً يا ربَّ العالَمينَ.
اللهم اغفر ذُنُوبَنا، واستُر عُيُوبَنا، واشفِ مَرضانا، وارحم موتانا، وعافِ مُبتَلانا، ورُدَّ لنا غائِبَنا, وَوفِّق ولاةَ المُسلِمينَ عامَّةً وولاةَ أمورِنا خاصَّةً لِما تُحبُّ وترضى، وأعنهم على البرِّ والتَّقوى.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَاب النَّارِ.
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
التعليقات