اقتباس
ومع الوقت أخذ علم التاريخ في الانفصال عن علم الحديث؛ ليصبح علماً قائماً بذاته، له منهجه، وأسلوبه، وأركانه، وأدواته، وفاق المؤرخون المسلمون في هذا المضمار نظراءهم في الشرق والغرب، وقدموا إنتاجاً علمياً رائعاً، في الوقت الذي كان الغرب غارقاً في الجهل والظلام، وأقصى نتاجه التاريخي بعض الحوليات الموجزة في بعض الأديرة، حيث تختصر أحداث السنة كلها في سطر واحد أو سطرين. هذا في الوقت الذي أخذ علم التاريخ عند المسلمين في التبلور والنضوج بصورة أكسبته الريادة في هذا المضمار على السابقين واللاحقين.
الحضارة الإسلامية هي في المقام الأول حضارة إنسانية، عنيت بالإنسان فكرياً، وجسدياً، واجتماعياً، ومعيشياً، لذلك كان من الطبيعي أن تحتل العلوم الاجتماعية والإنسانية ركناً أساسياً في النشاط الفكري والعلمي الذي تميزت به تلك الحضارة، وعلى رأس هذه العلوم يأتي علم التاريخ.
التاريخ يعتبر من أهم العلوم الاجتماعية والإنسانية، بوصفه مدرسة للحكام والشعوب، يستمدون منه الدروس والعبر والعظات التي تساعدهم في مواجهة مشاكل الحاضر والتخطيط لمستقبل أفضل، كما أنه يقدم رصيد تجربة الأمم في أفضل وأيسر شكل تقبله النفوس والعقول، شكل القصة المليئة بالمتع الذهنية، والحكم العقلية، والخبرات البشرية.
والعرب شغفوا بالتاريخ منذ القدم، وكانت مجالس أخبار السابقين، وسماع تاريخ الأمم والملوك البائدة، من أحب المجالس إلى قلوبهم، بالإضافة إلى شغفهم بسماع ما جرى في أنحاء الجزيرة العربية من أحداث جسام، مثل: انهيار سد مأرب، وهجرة الأزد، وظهور قصي بن كلاب وغلبته على أمر مكة، وأخبار سيف بن ذي يزن في اليمن، وكان القصاصين يتنقلون مع القوافل التجارية إلى الشام واليمن، لسماع ورواية الأخبار والحوادث في ممالك الفرس والروم والهند، ورأينا في السيرة النبوية كيف أن النضر بن الحارث قد ذهب إلى الحيرة خصيصاً من أجل سماع أخبار كسرى وأسفنديار وخرافات وأساطير الفرس والهند، حتى يشغب بها على مجالس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمكة، ويحاكي بها أخبار الرسل والأنبياء والأمم البائدة من عاد وثمود، والتي كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقصها بالقرآن على أهل مكة فيعجبوا بها. مما يبين مدى اهتمام العرب قبل الإسلام بالتاريخ وفصوله.
ومع ظهور الإسلام وانتشاره، واتساع الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً؛ انفتح المسلمون على كثير من الأمم والشعوب ذات الحضارة العريقة والتاريخ الثري، ومع بداية النهضة الحضارية في الدولة الإسلامية كان للنشاط التاريخي نصيب واضح فيها، فعني السلف بعلم التاريخ اعتناءً بالغاً، واهتموا برواية سيرته -صلى الله عليه وسلم- وسيرة خلفائه وأصحابه ومن جاء بعدهم، كما اهتموا برواية أخبار الأمم السابقة. وهذا الاهتمام والاعتناء الذي أدى لازدهار الحركة التاريخية في صدر الإسلام كان له العديد من الأسباب، منها:
1 ـ عناية القرآن الكريم بالتاريخ، وتوجيه أنظار المسلمين في عشرات بل مئات الآيات للتدبر والاعتبار بأخبار السابقين، حتى أن أهل العلم قالوا إن ثلث القرآن هو قصص التاريخ، ففي القرآن الكثير من أخبار الأمم البائدة مثل قوم عاد وثمود وصالح وشعيب، ومن أخبار الملوك مثل فرعون والنمرود وملكة سبأ، ومن أخبار الفاتحين مثل ذي القرنين، فضلاً عن قصص الأنبياء والمرسلين وهي كثيرة ومتنوعة، بعضها ورد مجملاً، والآخر ورد بشيء من التفصيل، والثالث ورد بتفصيل كبير، وذلك من لدن آدم حتى نبينا محمد -صلى الله عليهم وسلم- جميعاً. ولا شك أن هذه الذخيرة القرآنية الكبيرة كانت أول وأكبر إشارة لدى المسلمين الأوائل نحو الاهتمام بعلم التاريخ.
2 ـ وعلى نفس النهج، جاء الحديث النبوي الشريف، والذي يحتوي على جانب لا يستهان به من المعرفة التاريخية، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقص على الصحابة سير الأنبياء والمرسلين، ويفسر ما في القرآن من أخبارهم، فيبين المجمل، ويشرح المبهم، ويسهل المشكل، وكانت مجالسه في ذلك من أحب المجالس إلى قلوب الصحابة، وكانت بعض مجالسه تستغرق النهار بطوله، مثلما ورد في صحيح مسلم من حديث عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم الفجر –يوماً- ثم صعد على المنبر، وأخذ يحدثهم حتى غروب الشمس لا يفصل كلامه سوى النزول للصلاة، وقد ذكر لهم كل ما كان وسيكون منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة.
3 ـ اتساع الدولة الإسلامية، ودخول شعوب وأمم وممالك وحضارات عريقة ذات تاريخ حافل إلى نطاقها، مثل: العراق، والشام، ومصر، وفارس، والهند، وهؤلاء دخلوا الإسلام بتاريخهم وثقافتهم، إذ لا يمكن قطع الصلة بين الحاضر والماضي دفعة واحدة، وهذا الاتساع الحضاري والتمدد الأممي؛ أوجب على المسلمين الأوائل الاعتناء بتواريخ هذه الأمم الجديدة ومعرفة النافع والضار منه، وما يمكن توظيفه منه لصالح الإسلام، وما يجب نبذه والإعراض عنه أو على الأقل تجميده ووقف أثره.
4 ـ إحساس بعض الخلفاء وحكام الدولة الإسلامية بالحاجة إلى الوقوف على أخبار السابقين، وخاصة ملوك وحكام الأمم السابقة، والاستفادة من أساليبهم في الإدارة وسياسة الرعية في توجيه مسيرة الدولة الإسلامية وتنظيم إداراتها، وسياسة الشعوب المنضمة حديثا إلى الإسلام، وقد روي عن معاوية -رضي الله عنه- حبه لسماع التاريخ، حتى إنه قد خصص جزءاً طويلاً من وقته لسماع أخبار العرب وأيامها، والعجم وملوكها وسياستها لرعيتها، وسير ملوك الأمم وحروبها ومكايدها، وغير ذلك من أخبار الأمم السالفة، وقد استمرت هذه النزعة عند حكام الدولة الإسلامية على مر القرون ، حتى إن المؤرخ ابن تغري بردي ذكر عن السلطان المملوكي "بيبرس " أنه كان يميل إلى التاريخ وأهله ميلاً زائدا ً، ويقول: سماع التاريخ من أعظم التجارب.
5 ـ ظهور الفرق والطوائف المنحرفة عن السنّة -مبكراً- في صدر الإسلام، مثل الخوارج، والروافض، والمرجئة، وغيرهم من الفرق الضالة، والتي كانت تعتمد الكذب على الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحب رضوان الله عليهم منهجاً وسبيلاً للتدليل على صحة باطلهم وضلالهم، فكثُر الكذب على الرسول والصحابة في العراق ومصر بسبب بعدهم عن مكة والمدينة، حيث مهبط الوحيين والرسالة. لذلك اعتنى الصحابة ومن بعدهم بالتاريخ من أجل ذب الكذب عن الدين ورسوله، وتنقيته من انتحال المبطلين وأباطيل المفترين، واعتمد السلف في التعامل مع التاريخ نفس أسلوب المحدثين ورواية الحديث، وهذا ظاهر من الكتب الأولى التي دونت التاريخ، فجاءت كتب السيرة النبوية على هذا الغرار من أجل تقديم سيرته -صلى الله عليه وسلم- في أصح وأدق صورة .
ومع الوقت أخذ علم التاريخ في الانفصال عن علم الحديث ليصبح علماً قائماً بذاته، له منهجه، وأسلوبه، وأركانه، وأدواته، وفاق المؤرخون المسلمون في هذا المضمار نظراءهم في الشرق والغرب، وقدموا إنتاجاً علمياً رائعاً، في الوقت الذي كان الغرب غارقاً في الجهل والظلام، وأقصى نتاجه التاريخي بعض الحوليات الموجزة في بعض الأديرة، حيث تختصر أحداث السنة كلها في سطر واحد أو سطرين. هذا في الوقت الذي أخذ علم التاريخ عند المسلمين في التبلور والنضوج بصورة أكسبته الريادة في هذا المضمار على السابقين واللاحقين. وبرز اهتمام السلف في تنوع ألوان الكتابة التاريخية فيما يلي:
1 ـ كتابة السير والمغازي، ويقصد بها سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وغزواته، وكان هذا اللون في أول أمره جزء من الحديث النبوي، يرويه الصحابة مثلما يروون الأحاديث، لذلك اتبعوا فيه أسلوب المحدثين في الإسناد، مثل: سيرة ابن إسحاق، وابن هشام، والواقدي، وابن سعد، وموسى بن عقبة، والزهري، وغيرهم من رواة السير والمغازي.
2 ـ كتابة الوقائع الإسلامية، أي تسجيل الأحداث الهامة داخل الدولة الإسلامية من فتوحات، وحروب، وخلافات، وفتن، وتعاقب حكام، وثورات وأزمات، وهذا اللون كسابقه يرتبط بكثير من أمور الشرع التي يحتاج إليها المسلمون في إدارة دولتهم مثل: أمور الجهاد، ومعاملة الذميين، وتحديد الخراج، والموقف من الفتن، والاضطرابات، والفتن الداخلية، ومواجهة الأزمات المزمنة، مثل: أزمة العصبية القبلية وغيرها. وظل هذا اللون يرتقي -تدريجياً- حتى وصل لدرجة السبك التاريخي المتقن على يد البلاذري صاحب فتوح البلدان (ت279) والطبري شيخ المؤرخين ( ت 310) .
3 ـ كتابة الأنساب، وكان لهذا اللون صدى عند العرب الفخورين بأنسابهم وأحسابهم، ولطبيعة الفكر القبلي عندهم، واشتهر في هذا المضمار هشام الكلبي (صاحب كتاب الجمهرة في الأنساب) ( ت204)، غير أن هذا اللون -مع تعاقب الزمان ورسوخ الفكرة الإسلامية في قلوب الجميع- أخذ في الاضمحلال شيئاً فشيئاً.
4 ـ تاريخ الأمم والأديان الأخرى التي دخلت في الإسلام، أو احتك بها المسلمون كالفرس والروم، واليهودية والنصرانية، وكان هذا اللون التاريخي بمثابة الذخيرة الاستراتيجية في التعامل مع هذه الأمم، وطرائقهم، وعاداتهم، وأساليبهم الحياتية والدينية، وكان الفرس والسريانيون –تحديداً- أكثر الناس اهتماماً بالحفاظ على تاريخهم القديم، فنجد –مثلاً- ابن المقفع الفارسي يترجم الكثير من الكتب الفارسية القديمة حرصاً منه ـ والأرجح تعصباً ـ على أصوله وجذوره.
5 ـ كتب التراجم والطبقات، وهذا من أرقى ألوان الكتابة التاريخية عند المسلمين، وصنفوا وجمعوا فيه ما لم يجمع في أمة سابقة أو لاحقة، وتركوا خزانة تاريخية ضخمة في سير الأفراد من مشاهير الناس، الذين كان لهم أثر في علم، أو دين، أو سياسة، أو اجتماع، أو تجارة، أو حرب، أو فن، أو حكم، إلى آخر سلسلة طويلة من الفنون والأقسام، بدأت بسير الصحابة، وتراجمهم، وفضائلهم، وأحوالهم، ثم رواة الحديث، وحملة العلم النبوي، ثم ما لبث أن سار على الدرب، وحذا الحذو؛ الشعراء، والأدباء، والأطباء، فانشطر اللون لعدة أقسام بين مجموع لكل المشاهير في كتاب واحد، مثل: وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء، وبين مختص بفن واحد، مثل: كتاب أخبار الحكماء للقفطي، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي، وبين جمع أعلام المذهب الواحد طبقات الشافعية للسبكي، وبين جمع سير وتراجم المشاهير الذين عاشوا في حقبة زمنية معينة على اختلاف مللهم، ونحلهم، وأجناسهم، وأعمالهم، مثل: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي، والبدر الطالع للشوكاني.
6 ـ كتب الحوليات، ويقصد بها الكتب التي تعالج التاريخ مسلسلاً وفق تعاقب السنوات، ومعظم المؤرخين يبدؤون كتابة هذا اللون بذكر بدء الخليقة، وقصة آدم وحواء -عليهما السلام-، ثم ذكر الأنبياء والأمم السابقة والممالك البائدة، ثم ذكر عرب الجاهلية، وأخبار قريش، والقبائل، حتى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحادثة الفيل، وبناء الكعبة، ثم البعثة وأحداث السيرة، والهجرة والمدينة حتى الوفاة، ثم الخلفاء الراشدين وهكذا، عاما تلو الأخر مسلسلاً، ومن أشهر رواد هذا اللون التاريخي في الكتابة؛ شيخ المؤرخين والمفسرين العلاّمة الموسوعي ابن جرير الطبري ( ت 310)، ثم جاء بعده من نسج على منواله مثل المسعودي، وابن مسكويه، وابن الأثير، والبرزالي، وابن كثير، وابن الجوزي، وابن تغري بردي، والمقريزي، وغيرهم من أساطين المؤرخين المسلمين وآخرهم الجبرتي.
7ـ كتب التواريخ المحلية، ويقصد بها كتابة تاريخ مدينة معينة، مثل أخبار مكة والمدينة، أو تاريخ بغداد، أو حلب، أو دمشق، أو القاهرة، ويعتبر مؤرخي مصر والأندلس أكثر من كتبوا هذا اللون من الكتابة التاريخية، وللأندلس -تحديداً- عشرات الكتب والمراجع التاريخية، التي تتحدث عن أخبارها وأحوالها وتقلباتها.
وصفوة القول: إن علم التاريخ عند المسلمين الأوائل من سلف هذه الأمة؛ قد بلغ درجة فائقةً وسامقةً من الرقي، بحيث لا نجد له نظيراً في أي ركن آخر في العالم، مشرقه أو مغربه.
ظل المسلمون على اهتمامهم، وعنايتهم الفائقة بالتاريخ وعلومه وفنونه وألوانه، حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، الثاني عشر هجرياً، وظلت جهود المؤرخين والباحثين التاريخيين متواصلة ومرتبطة ومتكاملة حتى هذا التاريخ، ولكن هذا الإرث العظيم، والذخيرة العلمية الضخمة؛ أخذت في التراجع والاضمحلال، والإهمال مع وقوع معظم بلاد العالم الإسلامي فريسةً للاحتلال الأوروبي. إذ واجه هذا المحتل الصليبي -في بداية عدوانه على العالم الإسلامي- مقاومةً إسلاميةً باسلةً وعنيفةً، كبدته خسائر ضخمة، وأخذ الصليبيون في البحث عن أسباب هذه المقاومة الصلبة؛ فوجدوا أن الدين هو المصدر الرئيس لهذا الصمود، فوضعوا كافة الخطط والتدابير اللازمة؛ لقطع الصلة بين المسلمين ومصدر قوتهم وصمودهم، وكان لتاريخ المسلمين الكبير -والممتد عبر القرون- دوراً لافتاً في تذكية حماسهم وصمودهم، وتقوية دفاعاتهم، وحصونهم الداخلية، فأخذ المحتل الصليبي في العبث بهذا التاريخ بشتى الصور من أجل صرف المسلمين عن هذا التاريخ، وقد أخذ هذا العبث صوراً عديدةً منها:
1 ـ التشويه والتحريف، بدراسة هذا التاريخ جيداً، واستخراج الروايات المكذوبة التي بثها الروافض، والشعوبيون، وأعداء الأمة الإسلامية من أبناء الممالك، والأمم التي فتحها المسلمون، والذين حملوا قدراً كبيراً من الكراهية والعداء للعرب والمسلمين، وملئوا كتب التاريخ بالأكاذيب والأباطيل، ثم جاء المحتل الصليبي واستخرج كل هذه الأكاذيب، وأضاف عليها وزاد، بل واخترع أيضاً؛ من أجل تحريف هذا التراث العظيم.
2 ـ التركيز على فترات الضعف والتراجع، والأخطاء الفردية، والمواقف الأليمة في التاريخ الإسلامي، وتعميمها على جميع الحقب التاريخية، وبث الشبهات والشائعات حول مرتكزات الدولة الإسلامية، مثال: أن الإسلام قد انتشر بحد السيف، وأن الدولة الإسلامية لم تدم سوى ثلاثين عاماً فقط، وهي فترة الخلفاء الراشدين، وأن الخلفاء والسلاطين كانوا أصحاب لهوٍ وعبثٍ ومجالس طربٍ وخلاعةٍ ومجونٍ وهكذا.
3 ـ اصطناع بعض الأقلام المأجورة والعميلة من أبناء المسلمين، ممن فتنوا بالحضارة، والقيم الغربية، والعلمانية الأوروبية، أمثال: طه حسين، وأحمد لطفي السيد، وعلي عبد الرزاق، وغيرهم، من أجل الاشتراك في جريمة تشويه التاريخ الإسلامي، بكتابة الشبهات، وبث الشائعات، والتشغيب على أحداث التاريخ، فطه حسين يكتب على هامش السيرة، فيفرغ السيرة من أهم معالمها وأحداثها ومواقفها الحاسمة، ويكتب -مشككاً- في الشعر الجاهلي ولغة العرب؛ من أجل التشكيك في تفسير القرآن، حتى وصل الأمر لاختراع شخصيات وأحداث في التاريخ ليس لها أصل وهكذا.
4 ـ التنقيب في تاريخ الأمم والممالك والحضارات السابقة على ظهور الإسلام، مثل: تاريخ الفراعنة، والأشوريين، والفينيقيين، والترويج لهذا التاريخ بين أبناء المسلمين وإبرازه في صورة المصدر الحقيقي للفخر والاعتزاز؛ من أجل صرف المسلمين عن تاريخهم الحقيقي، ومجدهم الإسلامي، وحتى تتمزق رابطة الولاء والبراء بين أبناء الأمة الواحدة لولاءات وبراءات متباينة.
5 ـ العبث بمحتوى مادة التاريخ في مناهج التربية والتعليم لدى الناشئة، بالحذف والتغيير، والتبديل والتقطيع، بحيث ينشأ أبناء المسلمين مقطوعي الصلة بتاريخهم، وسير عظمائهم، وأبطالهم، وقممهم، فيحدث تغيير جوهري في قدوات ومثل هؤلاء الشباب، وبدلا من أن يكون الصحابة والصالحين والأئمة والعلماء والأبطال والأطباء هم القدوات، أصبح المغنون والفنانون والراقصون واللاعبون هم القدوات، وفي ذلك بلاء على الأمة ومستقبلها عظيم.
التعليقات