علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد (2)

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

 

 

د. أحمد إبراهيم خضر

 

• فإذا قلت إن هذه التعريفات تمثل درجة من الفوضي والتشوش والإضطراب لا حد لها وتخرج الناس من دائرة الدين المحدد والدقيق عند الله ليدخل تحته كل ما يعبد ويقدس من دون الله ولو كان بقرة أو صليباً أو توتماً، وإنها تهبط بالإسلام من علوه وتساويه بل وتقر ما هو دونه، وإنه لم يعد من المستطاع تأكيد وجود الله والمغيبات بنفس القدر الذي لا يمكن نفيها، ويصبح تحديد معنى الدين وما يرتبط به من مقدس ودنس ليس من الله عز وجل وإنما من الناس أنفسهم، وإنه كان يجب علي علماء الإجتماع العرب حسم هذه المسألة بمفهوم الجرجاني عن الدين بأنه: "وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلي ما جاء به محمد صلي الله عليه وسلم، وتأكيد أن الدين عند الله الإسلام".

 

 

أجابك عالم الإجتماع:

 

من قال لك إن علماء الإجتماع العرب يعرفون أويقرأون للجرجاني؟ وحتي إذا قرأوا له فإنه إما لا يفهمونه أو يرفضونه.إنهم يؤمنون إذا آمن الغرب، ويكفرون إذا كفر الغرب، إلي درجة إنهم قد دخلوا مع الغرب في لعبة التعريفات نفسها، فعرفوا الدين بأنه نسق من الإعتقادات والممارسات الذي تستطيع جماعة من الناس من خلاله أن تفسر وتستجيب لما تشعر به علي أنه مقدس.وهكذا تري أنه تعريف علي النمط الغربي من الألف إلي الياء.

 

 

وإذا سألت عن أصل الدين في علم الإجتماع؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إن الأديان المتقدمة ليست إلا صورة معقدة من الديانة التوتمية البدائية، وهي عبادة أفراد القبيلة لحيوان أو نبات يعتقدون أنهم ينحدرون منه، هذه التوتمية هي الشكل الأول للدين ويتميز الإنسان بحب الإستطلاع الفكري، وبقدرته علي عقد مماثلات والخروج منها بتعميمات، من هنا كان الإعتقاد الديني الأول للإنسان في الأرواح المشخصة وليس في القوى اللامشخصة، ذلك لأن المبدأ الذي يعطيه الحياة هو الروح، وتظل هذه الإعتقادات محل إختبار وتجربة الإنسان، وتخضع للمحاولة والخطأ، ويؤدي التعطش الفكري بالتدريج بالإنسان إلى الإيمان في قليل من الآلهة أو الكائنات التي لها مسؤولية عن قطاع كبير من الظواهر، أو عن مصير الجماعة ككل، وأخيراً يتوصل الإنسان بالخيال إلي الإعتقاد بوجود قوى مقدسة تحكم العالم وتخلق نظاماً يجب أن يفهمه الإنسان.

 

 

• فإذا قلت: إن الدين الذي جاء به الأنبياء له اسم واحد مشترك هو الإسلام، وأن الله تعالى قال في ذلك: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136].

 

• أجابك عالم الإجتماع: قلنا مراراً إننا لا نعبأ بالنصوص.وإن الأسئلة التي يطرحها علم الإجتماع عن الدين كمسألة أصل الدين، لا يجيب عليها إلا علم الإجتماع والنظريات السوسيولوجية.

 

 

• فإذا قلت: إن كل الرسالات دون إستثناء قامت وتقوم علي التوحيد، وهذا أمر مشفوع بالتحدي أن يثبت علم الإجتماع نقيضه، بدليل قوله تعالي: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 24-25].فماذا يقول علم الإجتماع في ذلك؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: سبق أن قلنا أن الرسالات السماوية تم التعبير عنها وترجمت بلغات إنسانية واللغة كما أوضحنا ما هي إلا رموز.ولهذا فإن لعلم الإجتماع إجابته الخاصة بمسألة التوحيد بعيداً عن النصوص التي لا يقيم لها وزناً، إن التوحيد في علم الإجتماع مرحلة متأخرة من العبادة، هناك تطور من المبدأ الحيوي، أي أن الروح والنفس هي المنظمة للكون إلي مرحلة تعدد الآلهة إلي الوحدانية، إن العقل الإنساني تطور، وخاصة في تفكيره الديني، كان الناس في مرحلة طفولة الإنسانية ينسبون كل شئ إلي الدين وإلي الله، ثم تطور تفكيرهم فنسبوا الظواهر إلي الطبيعة، أما الآن فإن كل شئ يقع تحت الحقائق الكبرى للعلم الذي يفسر كل الظواهر.

 

 

وإذا سألت: كيف تفسر عبادة الناس لإله واحد يحكم كل الخلق؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إن أصل الدين كما قلنا هو عبادة التوتم، ومع نمو المجتمعات في الحجم والإحتكاك بين الثقافات وتقدم العلم والتكنولوجيا، مال الناس من الإنتقال من عبادة توتم القبيلة إلي أرواح الأسلاف أو آلهة المدينة أو القبيلة، إلي مفهوم الإله الواحد الذي يحكم كل الخلق.

 

 

وإذا سألت: هل لعلم الإجتماع رأي في التدين؟

• أجابك عالم الإجتماع: التدين عندنا هو الحضور إلي دور العبادة، أو العضوية في التنظيمات الدينية وعموماً كل إنسان عاقل عضو في مجتمع إنساني يعتبر متديناً.

 

 

وإذا قلت: فلننظر إلي الإسلام بالتحديد، أيعترف علم الإجتماع أن الإسلام يختلف عن النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية، إلي غير ذلك من القائمة الطويلة من الأديان؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: الأديان كلها عندنا تعامل في معني واحد، ولا يخرج الإسلام عن ذلك بإستثناء بعض الفروق الطفيفة التي لا تذكر، الإسلام في علم الإجتماع ظاهرة إجتماعية وحركة وتجربة دينية، ونعني بأنه ظاهرة إجتماعية إنه من صنع المجتمع، ولا يخرج عن كونه تفسيراً لمعني مجتمعي في فترة تاريخية معينة، نتج عن أوضاع إقتصادية أو إجتماعية في مجتمع معين وزمن معين، وهو أيضاً (حركة دينية)، بمعني أنه اعتمد علي شخصية مؤسسه (محمد) الكارزمية وما تمتع به من قدرة علي التعبير والإقناع التي جعلت الناس يلتفون حوله، وأمكنه به تطبيق تعاليمه المحمدية في نظام إجتماعي جديد، وقد مرت حركته هذه بنفس التطورات التي تمر بها الحركات الدينية الأخري حتي تحولت إلي روتين عادي.والإسلام عندنا أيضاً تجربة مع العالم الماورائي بكل ما تعنيه كلمة تجربة من عدم إمكانية الوحي المقدس، هذه التجربة عبر عنها في شكل عقيدة وأسطورة تحاول الإجابة عن بعض الحقائق، مثل سبب وجودنا، ومن أين جئنا، وما الهدف من ذلك، ولماذا نموت، وغالباً ما يتغير مفهوم ومحتوى الأسطورة حسب كل عصر بإختلاف الظروف الإجتماعية.

 

 

فإذا سألت: ومن الذي يشكل التجربة هذه؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إنه الإنسان، هو الذي يشكل التجربة، والمجتمع الديني هو المسؤول عن المشاعر والأفكار والأفعال التي تصنع الأديان.

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الإجتماع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم؟

 

• أجابك عالم الإجتماع متحدياً قوله تعالي ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3-4]: نحن لا نفرق بين نبي يوحى إليه وآخر لا يوحى إليه، كلهم عندنا أنبياء، لكننا نقسمهم إلي نوعين: نبي أخلاقي وهو الذي (يدعي) أنه يملك الحقيقة الدينية، وإنه يستقبل الوحي الإلهي، وله رسالة روحية تميزه عن غيره، بحيث يقول إنه ينفذ إرادة الله، ونبي مثالي يقدم بنفسه نموذجاً للدين لكنه لا يدعي أنه يوحي إليه، محمد عندنا من النوع الأول، أما أنبياء الهندوس والبوذيين والصينيين فهم من النوع الثاني.

 

 

فإذا سألت: ماذا تعنون بكلمة (يدعي) أنه يوحي إليه؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: المسألة عندنا ليست وحياً حقيقياً يأتي إلى محمد، ولكنها صفة يتمتع بها نسميها في علم الإجتماع الصفة (الكارزمية)، نسميها أيضاً (بالإلهامية) تخص شخصه هو، وبفضلها يتميز عن أقرانه ويعامل بمقتضاها علي أنه يملك قوي طبيعية، أو فوق إنسانية، أو قوي خاصة محددة، أو صفات معينة ليست في متناول الشخص العادي.وهذه الصفة الكارزمية مؤقتة وليست دائمة، وينقاد أتباعه إليه بفعل الحماس وما يقدمه إليهم من كرامات تثبت الموهبة الإلهية لديه ولا يحتكر الأنبياء فقط هذه الصفة بل إنها يمكن أن توجد عند الفنانين ولاعبي الكرة، كما توجد عند رجال العلم والأدب والسياسة والجيش.

 

 

وإذا سألت وماذا تقولون في السنة النبوية؟

 

• أجابك علم الاجتماع: ليست كتب البخاري ومسلم إلا بمثابة تعبير نظري عن هذه التجربة الدينية التي أشرنا إليها لمرحلة مابعد الأسطورة وتكمن أهميتها في توحيد التراث وتقنينه بإعتبار إنها تنظم وتفسر العقيدة على إنها نسق معياري لاينبغي الانحراف عنه.

 

 

وإذا سألت وماذا تقولون في الجهاد؟

 

• أجابك علم الاجتماع: إن أحد معايير التجربة الدينية هو شدتها ولهذا فإن الغيرة والحمية في الإسلام والجهاد ماهي إلا تعبير عن شدة التجربة الدينية.

 

 

وإذا سألت: هل لعلم الاجتماع قول في الكعبة المشرفة كما جاء في قوله عز وجل ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97]؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: قلنا نحن لا شأن لنا بالنصوص.إن الكعبة المقدسة عند المسلمين لاتختلف عندنا عن البقرة المقدسة عند الهندوس أو الصليب المقدس عند النصارى إن الشيء الذي يوصف بالقداسة يختلف من شعب لآخر والذي يقوله علم الاجتماع أن الكعبة والبقرة والصليب ليست أشياء مقدسة في ذاتها وإنما الذي أضفى عليها القداسة هو طبيعة المشاعر والاتجاهات التي يظهرها الناس نحوها والقداسة عندنا اتجاه عقلي إنفعالي يفصل بين الاشياء فيميز أحدها بالتقديس والآخر بعدم التقديس.

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الاجتماع في إمتناع المسلمين عن أكل لحم الخنزير إمتثالا لقوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ﴾ [المائدة: 3]؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: بعيدا عن النصوص التي لاشأن لنا بها نقول إن إمتناع المسلمين عن أكل لحم الخنزير لايختلف عن إمتناع الهندوس عن أكل لحم البقر ذلك لأن هذا الإمتناع قيمة أخلاقية أرتبطت بمفهوم الناس عن المقدس.

 

 

 

وإذا سألت: لماذا لم يرد مصطلح (المسجد) في دراسات علم الاجتماع عن الدين رغم أنهم يحللون الاسلام في ضوء نظريات علم الاجتماع؟

 

• أجابك علم الاجتماع:إن الموجهات النظرية والإمبيريقية لعلم الاجتماع الديني مستمدة أصلا من الديانة المسيحية لهذا فإننا نستخدم لفظ (كيسة) بمعناها العام للإشارة إلى كل أشكال الحياة الدينية لأي جماعة.

 

 

 

وإذا سألت: ولماذا لا يدرس الدين من مفهوم الإسلام؟

 

أجابك عالم الاجتماع:إن دارس المجتمع علميا لايدرس الدين من منظور معين، إنما يدرسه في ضوء نظريات علم الاجتماع.والقرآن والسنة عندنا ليست مرجعا في أمور الاجتماع والنفس.وعلم الاجتماع الديني أوسع من أن يكون إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا فكل هذه الأديان هي المادة التي يستخدمها علم الاجتماع ويحللها ويقارنها لا أن يحاول عنونتها حسب الدين المستمدة منه ولو كان الإسلام أوسع من علم الاجتماع لتحول الأخير إلى لاهوت ذلك الذي لايبحث عن المعرفة وإنما يسعى وراءها من أجل مصالح دينية معتمدة دينية دائما على المذهب أو المعتقد الديني الذي تنطلق منه.

 

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الاجتماع فيمن يريد أن يؤسس علم اجتماع ذا نزعة دينية (إسلامية) مثلا؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: إن علم الاجتماع ذا النزعة الدينية نوع من البحث يأخذ موجهاته وإتجاهاته الأساسية من مصادر دينية وليس من نظريات علم الاجتماع ولهذا فإنه لايدخل في مجال علم الاجتماع، إن علم الاجتماع قد يناقش بعض افتراضات عن طبيعة الانسان مثلا يرفضها هؤلاء المتدينون كما يرفض علم الاجتماع أي مناقشة قد تأخذ شكل الدفاع عن الدين لانها تبعد عن مجال علم الاجتماع.هناك في علم الاجتماع على سبيل المثال مداخل وطرق لاتصدر حكما بالنفي أو بالتأكيد لما يعتبره المتدينون وحيا صادقا لكن علم الاجتماع بصفة عامة يعتبر إدعاءات الدين مجرد وقائع اجتماعية فقط.

 

 

 

وإذا سألت: أنطرح بعيدا إذن كل كتب أصول الدين والفقه؟؟

 

• أجابك علم الاجتماع: بإمكانك فقط أن تعدها من تراث الدين الضخم وتضم اليها مؤلفات كومت وماركس ودور كايم وماكس فيبر ثم عليك ان تتقدم خطوة بأن تنظر الى الآخرين على أنهم أكثر تحديدا فيما كتبوه عن الدين من علماء الفقه وأصول الدين وأن تعتبر أن جهودهم خلاقة ومهمة ثم تنظر في جهود تلامذتهم واستمرار هذه الجهود الى ان يرتبط الدين بنظريات علم الاجتماع خاصة والعلوم الاجتماعية عامة وليس بكتب الفقه والشريعة واصول الدين.

 

 

 

وإذا قلت إن العقيدة ستضيع في هذا الإطار؟

 

• أجابك عالم الاجتماع:لا لن تضيع أنها ستدخل تحت لواء علم الإجتماع هي والممارسات والقيم والضوابط والأيديولوجيات.

 

 

فإذا سألت: وماذا لو رفض الدين ذلك؟؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: إنه سيحدث بين الدين وعلم الاجتماع صراع لاهوتي سيحول دون إثراء علم الاجتماع للمعرفة وإفادة المجتمع.

 

 

وإذا قلت: إن علم الاجتماع يعضد العلمانية؟

 

التي هي نقل جزء من المجتمع والثقافة من تحت سيطرة الدين الى سيطرة العلم والتكنولوجيا وترى في التنمية والبناءات الاقتصادية والسياسية الجديدة كبدائل عن تلك التي يقدمها التشريع الديني بحيث يحول دون الاعتماد عليه.ويقول بصراحة إنك لكي تكون علمانيا عليك أن ترفض إعتقادات أجدادك وأن تجد أن تحديد ما لاتعتقد فيه أكثر سهولة من تحديد ما تعتقد فيه.لكن المعروف أن الدعوة التي تتبني القيم العلمانية قد تنهار في وقت الأزمات والحروب فهل أعد علم الاجتماع العدة لذلك.

 

 

• أجابك علم الاجتماع: هذا صحيح ولهذا فإننا ندعو في هذه الحالة الى العمل على تكامل شخصية الفرد بنوع من التقسيم المستقل بمعنى أن نقبل اعتقاد الفرد في الأديان المتوارثة (ولكن) بتوجيه أكثر يؤكد علي القيم العلمانية، فلا يحدث هذا الصراع العلني بين القواعد الأخلاقية.وتحسباً لاحتمالات انهيار هذا التقسيم وإصابة الفرد بإضطراب نفسي وعقلي، فإن إعادة التقسيم للقيم الدينية لتكون في علاقة مع القيم العلمانية يساعد في ذلك كثيراً.

 

 

إذا سألت عالم الاجتماع عن دوره المحدد مع الجماعات الدينية التي يسميها بالمتطرفة؟

 

• أجابك: يقترح علم الأجتماع مع هذه الجماعات الأتي:

 

1- تأسيس جماعات دينية عديدة منافسة تجذب الناس نحوها، بحيث تتنافس هذه الجماعات مع بعضها في العمل علي تكييف أفرادها للظروف الجديدة في المجتمع.وتترجم معظم جوانب الحياة والأفكار والقيم الدينية في سلوك عملي جديد ولكنه لا ديني بالمعني المعروف وذلك للحيلولة دون وجود نسق عام مقبول لرؤية دينية صحيحة مع التركيز علي زيادة التأثير العلماني علي هذه الجماعات بالطبع.

 

2- تأسيس العديد من التنظيمات والروابط والجمعيات التي تشبع الشعور بالارتباط والإنتماء دون أن تفرض علي أعضائها أيه مطالب أو قيود أخلاقية بحيث تستوعب هذه التنظيمات والروابط رغبة الأفراد في التعبير الذاتي أو التعبير عن السخط علي النظام، أو إشباع النواحي الخيرية كمحاربة الإدمان والفقر مع التركيز علي استخدام هذه الجماعات للرقص والموسيقي والحفلات والرحلات كأشكال جديدة معوضة عن التعبير الديني.

 

3- الإستفادة من تقدم التخصص وزيادة نسبة التعليم، والإحتكاك بالثقافة الغربية في تشجيع ظهور جماعات الإلحاد والشك الديني.

 

 

فإذا سألت: ما هو دور علم الأجتماع في الحيلولة دون عودة الشباب إلي الدين؟

 

أجابك عالم الإجتماع، لابد هنا من توجيه الشباب نحو الأتي:

 

أولاً: البحث عن بدائل دينية جديدة علي حساب الدين المتوارث، بشرط أن تركز هذه البدائل علي الطابع الذاتي لا الجمعي وأن يشجع الشباب علي تمييز نفسه عن كل ما هو تقليدى ومتوارث ولهذا فإن علم الإجتماع يسلط الضوء علي الحركات الشبابية ويبرز أنها ثقافة مضادة لشباب حائر غير راض عن الإجابات التقليدية، التي يرد بها علي الأسئلة التي يطرحها ويفسرها بأنها حركات لشباب يبحث عن الحب والقبول والإنتماء الذى افتقده في حياته وعلاقاته الأسرية.

 

ثانياً: إقناع الشباب بأنهم ليسوا في حاجة إلي من يعلمهم أى شىء عن الحياة وأنه ينبغي أن تعطي لهم الفرصة ليخبروها بأنفسهم.

 

ثالثاً: تعضيد الجماعات الإلحادية التي ترى أن الأديان ومتضمناتها ما هي إلا مغالطات يجب أن يتحرر منها عقل الإنسان.ويساعدنا في ذلك خطوات مهمة أخرى هي:

1- إحالة مهمة التنشئة الأجتماعية برمتها إلي المدارس والجماعات بعد فصل هذه التنشئة عن الدين.

 

2- اعتبار الدين مسألة شخصية وخاصة في علاقته بالسلوك السياسي والإقتصادى والأجتماعي.

 

3- زيادة الفجوة بين عالم الدين والشخص العادي، مع العمل علي تعميق الهوة بين الدين وممارسات الأفراد في حياتهم اليومية.

 

4- تشجيع التسامح إزاء وجود الإختلافات الدينية مع العمل علي سيطرة نسق القيم العلمانية.

 

5- الحيلولة دون وصول الشباب إلي الحقيقة المطلقة عن طريق الدين، والتأكيد لهم علي أن الوصول إلي هذا المتسامي الذى هو الله لا يحتاج إلي نبي أو إلي وحي إلهي وأن علي كل إنسان أن يبحث عنه بالطريقة التي تروق له.

 

 

وإذا سألت: ألا زال علم الأجتماع يصر علي فصل الأخلاق عن الدين؟

 

• أجابك عالم الاجتماع:- نعم بل إن علماء الأجتماع يسعون إلي إحداث تغييرات أساسية في شكل الأخلاق الدينية هذه التغييرات والتحديدات الأخلاقية تعتبر كعوامل مهمة في إحداث تحولات دينية وإجتماعية يتم التأكيد فيها علي أنه ليست هناك أخلاق دينية - مهما كانت أصالتها - في عزلة تامة عن الأحداث والظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المجتمع الذى نبعت منه.

 

 

وإذا قلت: إن هذه التحولات الأخلاقية المفصولة عن الدين ستؤدى حتماً إلي انهيارات نفسية وعصبية، فماذا أعد علم الإجتماع لذلك؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: هنا يقوم عالما النفس والتحليل النفسي بأدوارهما عن طريق تقديم بدائل عن الدين، للتخفيف من حالات القلق وعدم الطمأنينة التي يصاب بها الناس بسبب مواقف الضغوط المتعددة ويلتزم هنا إحتواء علماء الدين ورجاله وجرهم إلي دراسة مسائل علم النفس والتحليل النفسي كما حدث في الغرب.

 

 

وإذا سألت: ما الذي يقصده علم الأجتماع بتحويل الدين إلي مؤسسة متخصصة مثل التعليم والإقتصاد والسياسة وماذا يعني بشغل التنظيمات الدينية بالأنشطة العلمانية وترتيب الدين في شكل بيروقراطي؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: إننا نسعى إلي أن يتحول الدين إلي جزء من نظام اقتصادى كبير علي أساس أنه ليس صالحاً للمجتمع الصناعي المعاصر، ولهذا فإن تحويل الدين إلي مؤسسة متخصصة كالتعليم والإقتصاد يعمل علي عدم تثبيت الدين ورموزه ثم اقتلاع الأسس الدينية من جذورها بعد أن نكون قد تمكنا من إحداث تطورات داخلية في العقيدة والشعائر بحيث تتناسب مع ظروف المجتمع الحديث وما يترتب علي ذلك من عزل الدين والقيم الدينية المتوارثة أو رفضها تماماً، وإقناع الناس أن المتدينين ما هم إلا قطاعات محدودة من الناس، وبهذا نحيل الدين كله إلي أوقات وأزمنة محدودة، وهنا يفتح الطريق أمامنا فنقدم تفسيرات لا دينية عن أصل العالم ومكان الإنسان فيه فيفقد بذلك الناس انتماءاتهم الدينية.

 

 

وإذا سألت: هل هناك علاقة بين الجهود المبذولة للقضاء علي الدين وبين هذه الطقوس والمراسم والإحتفالات التي يراها الناس في وسائل الإعلام عند استقبال رئيس أو ملك قادم للبلاد، مثل رفع الإعلام، وضرب المدافع، وحرس الشرف، والموسيقي، وكذلك الاحتفالات بالأعياد الوطنية والدورات الرياضية وغير ذلك؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: في كل هذا تقوم الحكومة بشىء مهم جداً، وهو أنها تمزج وتحيط نفسها بهالة مقدسة، بحيث لا يظهر للناس أن الولاء الكامل منهم للحكومة ولاء علماني، وإنما هو ولاء شبه ديني يتم فيه تسخير الدين لحفظ القيم الوطنية العليا، مع العمل علي زيادة الإعتقاد فيها علي أنها قيم مطلقة عليا.

 

 

وإذا سألت: هل هناك محاولات ضد الدين يمكن وضع اليد عليها مباشرة علي المستوى العالمي؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: نعم بالتأكيد.. أما لاحظت نغمات السلام العالمي والبقاء الإنساني؟ إنها تهدف إلي تحديد دور جديد للدين في هذا العالم المتغير، بالتأكيد علي عدم كفاءة معايير الدين التقليدية التي يصعب الإمتثال لها في المجتمعات التي تتغير بسرعة، ولهذا فإن الدور المقترح هو (تأمين سلام العالم والبقاء الإنساني) بالصورة التي هو عليها الآن.ومن ثم تسقط أساسيات الدين المرتبطة بالإيمان والكفر، ليدخل الدين والعالم في علاقة مختلفة تماماً عما كانت عليه من قبل.

 

 

 

ومن ناحية أخرى أنسيت الفائدة العظمي التي بجنيها من اشتراك علماء الشرق في المؤتمرات الدولية التي يعقدها علماء الغرب عن الدين وغير الدين.يسعد علماء الشرق بفعل عقد النقص التي تتملكهم بإشتراكهم في هذه المؤتمرات، لهذا نجدهم يقدمون إلينا بأمانة كل معاني الظواهر التي نريد دراستها ونحن نقدم إليهم (الطرق النقدية الغربية في دراسة الدين)، التي تسود عادة جو المؤتمرات.ويقوم علماء الشرق بدورهم باستخدام هذه الطرق مع أديانهم ومجتمعاتهم، مما أدى إلي إسهامات مهمة في طريق التخلص من الدين

علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد (2)

 

د. أحمد إبراهيم خضر

 

• فإذا قلت إن هذه التعريفات تمثل درجة من الفوضي والتشوش والإضطراب لا حد لها وتخرج الناس من دائرة الدين المحدد والدقيق عند الله ليدخل تحته كل ما يعبد ويقدس من دون الله ولو كان بقرة أو صليباً أو توتماً، وإنها تهبط بالإسلام من علوه وتساويه بل وتقر ما هو دونه، وإنه لم يعد من المستطاع تأكيد وجود الله والمغيبات بنفس القدر الذي لا يمكن نفيها، ويصبح تحديد معنى الدين وما يرتبط به من مقدس ودنس ليس من الله عز وجل وإنما من الناس أنفسهم، وإنه كان يجب علي علماء الإجتماع العرب حسم هذه المسألة بمفهوم الجرجاني عن الدين بأنه: "وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلي ما جاء به محمد صلي الله عليه وسلم، وتأكيد أن الدين عند الله الإسلام".

 

 

أجابك عالم الإجتماع:

 

من قال لك إن علماء الإجتماع العرب يعرفون أويقرأون للجرجاني؟ وحتي إذا قرأوا له فإنه إما لا يفهمونه أو يرفضونه.إنهم يؤمنون إذا آمن الغرب، ويكفرون إذا كفر الغرب، إلي درجة إنهم قد دخلوا مع الغرب في لعبة التعريفات نفسها، فعرفوا الدين بأنه نسق من الإعتقادات والممارسات الذي تستطيع جماعة من الناس من خلاله أن تفسر وتستجيب لما تشعر به علي أنه مقدس.وهكذا تري أنه تعريف علي النمط الغربي من الألف إلي الياء.

 

 

وإذا سألت عن أصل الدين في علم الإجتماع؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إن الأديان المتقدمة ليست إلا صورة معقدة من الديانة التوتمية البدائية، وهي عبادة أفراد القبيلة لحيوان أو نبات يعتقدون أنهم ينحدرون منه، هذه التوتمية هي الشكل الأول للدين ويتميز الإنسان بحب الإستطلاع الفكري، وبقدرته علي عقد مماثلات والخروج منها بتعميمات، من هنا كان الإعتقاد الديني الأول للإنسان في الأرواح المشخصة وليس في القوى اللامشخصة، ذلك لأن المبدأ الذي يعطيه الحياة هو الروح، وتظل هذه الإعتقادات محل إختبار وتجربة الإنسان، وتخضع للمحاولة والخطأ، ويؤدي التعطش الفكري بالتدريج بالإنسان إلى الإيمان في قليل من الآلهة أو الكائنات التي لها مسؤولية عن قطاع كبير من الظواهر، أو عن مصير الجماعة ككل، وأخيراً يتوصل الإنسان بالخيال إلي الإعتقاد بوجود قوى مقدسة تحكم العالم وتخلق نظاماً يجب أن يفهمه الإنسان.

 

 

• فإذا قلت: إن الدين الذي جاء به الأنبياء له اسم واحد مشترك هو الإسلام، وأن الله تعالى قال في ذلك: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136].

 

• أجابك عالم الإجتماع: قلنا مراراً إننا لا نعبأ بالنصوص.وإن الأسئلة التي يطرحها علم الإجتماع عن الدين كمسألة أصل الدين، لا يجيب عليها إلا علم الإجتماع والنظريات السوسيولوجية.

 

 

• فإذا قلت: إن كل الرسالات دون إستثناء قامت وتقوم علي التوحيد، وهذا أمر مشفوع بالتحدي أن يثبت علم الإجتماع نقيضه، بدليل قوله تعالي: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 24-25].فماذا يقول علم الإجتماع في ذلك؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: سبق أن قلنا أن الرسالات السماوية تم التعبير عنها وترجمت بلغات إنسانية واللغة كما أوضحنا ما هي إلا رموز.ولهذا فإن لعلم الإجتماع إجابته الخاصة بمسألة التوحيد بعيداً عن النصوص التي لا يقيم لها وزناً، إن التوحيد في علم الإجتماع مرحلة متأخرة من العبادة، هناك تطور من المبدأ الحيوي، أي أن الروح والنفس هي المنظمة للكون إلي مرحلة تعدد الآلهة إلي الوحدانية، إن العقل الإنساني تطور، وخاصة في تفكيره الديني، كان الناس في مرحلة طفولة الإنسانية ينسبون كل شئ إلي الدين وإلي الله، ثم تطور تفكيرهم فنسبوا الظواهر إلي الطبيعة، أما الآن فإن كل شئ يقع تحت الحقائق الكبرى للعلم الذي يفسر كل الظواهر.

 

 

وإذا سألت: كيف تفسر عبادة الناس لإله واحد يحكم كل الخلق؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إن أصل الدين كما قلنا هو عبادة التوتم، ومع نمو المجتمعات في الحجم والإحتكاك بين الثقافات وتقدم العلم والتكنولوجيا، مال الناس من الإنتقال من عبادة توتم القبيلة إلي أرواح الأسلاف أو آلهة المدينة أو القبيلة، إلي مفهوم الإله الواحد الذي يحكم كل الخلق.

 

 

وإذا سألت: هل لعلم الإجتماع رأي في التدين؟

• أجابك عالم الإجتماع: التدين عندنا هو الحضور إلي دور العبادة، أو العضوية في التنظيمات الدينية وعموماً كل إنسان عاقل عضو في مجتمع إنساني يعتبر متديناً.

 

 

وإذا قلت: فلننظر إلي الإسلام بالتحديد، أيعترف علم الإجتماع أن الإسلام يختلف عن النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية، إلي غير ذلك من القائمة الطويلة من الأديان؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: الأديان كلها عندنا تعامل في معني واحد، ولا يخرج الإسلام عن ذلك بإستثناء بعض الفروق الطفيفة التي لا تذكر، الإسلام في علم الإجتماع ظاهرة إجتماعية وحركة وتجربة دينية، ونعني بأنه ظاهرة إجتماعية إنه من صنع المجتمع، ولا يخرج عن كونه تفسيراً لمعني مجتمعي في فترة تاريخية معينة، نتج عن أوضاع إقتصادية أو إجتماعية في مجتمع معين وزمن معين، وهو أيضاً (حركة دينية)، بمعني أنه اعتمد علي شخصية مؤسسه (محمد) الكارزمية وما تمتع به من قدرة علي التعبير والإقناع التي جعلت الناس يلتفون حوله، وأمكنه به تطبيق تعاليمه المحمدية في نظام إجتماعي جديد، وقد مرت حركته هذه بنفس التطورات التي تمر بها الحركات الدينية الأخري حتي تحولت إلي روتين عادي.والإسلام عندنا أيضاً تجربة مع العالم الماورائي بكل ما تعنيه كلمة تجربة من عدم إمكانية الوحي المقدس، هذه التجربة عبر عنها في شكل عقيدة وأسطورة تحاول الإجابة عن بعض الحقائق، مثل سبب وجودنا، ومن أين جئنا، وما الهدف من ذلك، ولماذا نموت، وغالباً ما يتغير مفهوم ومحتوى الأسطورة حسب كل عصر بإختلاف الظروف الإجتماعية.

 

 

فإذا سألت: ومن الذي يشكل التجربة هذه؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: إنه الإنسان، هو الذي يشكل التجربة، والمجتمع الديني هو المسؤول عن المشاعر والأفكار والأفعال التي تصنع الأديان.

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الإجتماع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم؟

 

• أجابك عالم الإجتماع متحدياً قوله تعالي ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3-4]: نحن لا نفرق بين نبي يوحى إليه وآخر لا يوحى إليه، كلهم عندنا أنبياء، لكننا نقسمهم إلي نوعين: نبي أخلاقي وهو الذي (يدعي) أنه يملك الحقيقة الدينية، وإنه يستقبل الوحي الإلهي، وله رسالة روحية تميزه عن غيره، بحيث يقول إنه ينفذ إرادة الله، ونبي مثالي يقدم بنفسه نموذجاً للدين لكنه لا يدعي أنه يوحي إليه، محمد عندنا من النوع الأول، أما أنبياء الهندوس والبوذيين والصينيين فهم من النوع الثاني.

 

 

فإذا سألت: ماذا تعنون بكلمة (يدعي) أنه يوحي إليه؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: المسألة عندنا ليست وحياً حقيقياً يأتي إلى محمد، ولكنها صفة يتمتع بها نسميها في علم الإجتماع الصفة (الكارزمية)، نسميها أيضاً (بالإلهامية) تخص شخصه هو، وبفضلها يتميز عن أقرانه ويعامل بمقتضاها علي أنه يملك قوي طبيعية، أو فوق إنسانية، أو قوي خاصة محددة، أو صفات معينة ليست في متناول الشخص العادي.وهذه الصفة الكارزمية مؤقتة وليست دائمة، وينقاد أتباعه إليه بفعل الحماس وما يقدمه إليهم من كرامات تثبت الموهبة الإلهية لديه ولا يحتكر الأنبياء فقط هذه الصفة بل إنها يمكن أن توجد عند الفنانين ولاعبي الكرة، كما توجد عند رجال العلم والأدب والسياسة والجيش.

 

 

وإذا سألت وماذا تقولون في السنة النبوية؟

 

• أجابك علم الاجتماع: ليست كتب البخاري ومسلم إلا بمثابة تعبير نظري عن هذه التجربة الدينية التي أشرنا إليها لمرحلة مابعد الأسطورة وتكمن أهميتها في توحيد التراث وتقنينه بإعتبار إنها تنظم وتفسر العقيدة على إنها نسق معياري لاينبغي الانحراف عنه.

 

 

وإذا سألت وماذا تقولون في الجهاد؟

 

• أجابك علم الاجتماع: إن أحد معايير التجربة الدينية هو شدتها ولهذا فإن الغيرة والحمية في الإسلام والجهاد ماهي إلا تعبير عن شدة التجربة الدينية.

 

 

وإذا سألت: هل لعلم الاجتماع قول في الكعبة المشرفة كما جاء في قوله عز وجل ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97]؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: قلنا نحن لا شأن لنا بالنصوص.إن الكعبة المقدسة عند المسلمين لاتختلف عندنا عن البقرة المقدسة عند الهندوس أو الصليب المقدس عند النصارى إن الشيء الذي يوصف بالقداسة يختلف من شعب لآخر والذي يقوله علم الاجتماع أن الكعبة والبقرة والصليب ليست أشياء مقدسة في ذاتها وإنما الذي أضفى عليها القداسة هو طبيعة المشاعر والاتجاهات التي يظهرها الناس نحوها والقداسة عندنا اتجاه عقلي إنفعالي يفصل بين الاشياء فيميز أحدها بالتقديس والآخر بعدم التقديس.

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الاجتماع في إمتناع المسلمين عن أكل لحم الخنزير إمتثالا لقوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ﴾ [المائدة: 3]؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: بعيدا عن النصوص التي لاشأن لنا بها نقول إن إمتناع المسلمين عن أكل لحم الخنزير لايختلف عن إمتناع الهندوس عن أكل لحم البقر ذلك لأن هذا الإمتناع قيمة أخلاقية أرتبطت بمفهوم الناس عن المقدس.

 

 

 

وإذا سألت: لماذا لم يرد مصطلح (المسجد) في دراسات علم الاجتماع عن الدين رغم أنهم يحللون الاسلام في ضوء نظريات علم الاجتماع؟

 

• أجابك علم الاجتماع:إن الموجهات النظرية والإمبيريقية لعلم الاجتماع الديني مستمدة أصلا من الديانة المسيحية لهذا فإننا نستخدم لفظ (كيسة) بمعناها العام للإشارة إلى كل أشكال الحياة الدينية لأي جماعة.

 

 

 

وإذا سألت: ولماذا لا يدرس الدين من مفهوم الإسلام؟

 

أجابك عالم الاجتماع:إن دارس المجتمع علميا لايدرس الدين من منظور معين، إنما يدرسه في ضوء نظريات علم الاجتماع.والقرآن والسنة عندنا ليست مرجعا في أمور الاجتماع والنفس.وعلم الاجتماع الديني أوسع من أن يكون إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا فكل هذه الأديان هي المادة التي يستخدمها علم الاجتماع ويحللها ويقارنها لا أن يحاول عنونتها حسب الدين المستمدة منه ولو كان الإسلام أوسع من علم الاجتماع لتحول الأخير إلى لاهوت ذلك الذي لايبحث عن المعرفة وإنما يسعى وراءها من أجل مصالح دينية معتمدة دينية دائما على المذهب أو المعتقد الديني الذي تنطلق منه.

 

 

 

وإذا سألت: وماذا يقول علم الاجتماع فيمن يريد أن يؤسس علم اجتماع ذا نزعة دينية (إسلامية) مثلا؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: إن علم الاجتماع ذا النزعة الدينية نوع من البحث يأخذ موجهاته وإتجاهاته الأساسية من مصادر دينية وليس من نظريات علم الاجتماع ولهذا فإنه لايدخل في مجال علم الاجتماع، إن علم الاجتماع قد يناقش بعض افتراضات عن طبيعة الانسان مثلا يرفضها هؤلاء المتدينون كما يرفض علم الاجتماع أي مناقشة قد تأخذ شكل الدفاع عن الدين لانها تبعد عن مجال علم الاجتماع.هناك في علم الاجتماع على سبيل المثال مداخل وطرق لاتصدر حكما بالنفي أو بالتأكيد لما يعتبره المتدينون وحيا صادقا لكن علم الاجتماع بصفة عامة يعتبر إدعاءات الدين مجرد وقائع اجتماعية فقط.

 

 

 

وإذا سألت: أنطرح بعيدا إذن كل كتب أصول الدين والفقه؟؟

 

• أجابك علم الاجتماع: بإمكانك فقط أن تعدها من تراث الدين الضخم وتضم اليها مؤلفات كومت وماركس ودور كايم وماكس فيبر ثم عليك ان تتقدم خطوة بأن تنظر الى الآخرين على أنهم أكثر تحديدا فيما كتبوه عن الدين من علماء الفقه وأصول الدين وأن تعتبر أن جهودهم خلاقة ومهمة ثم تنظر في جهود تلامذتهم واستمرار هذه الجهود الى ان يرتبط الدين بنظريات علم الاجتماع خاصة والعلوم الاجتماعية عامة وليس بكتب الفقه والشريعة واصول الدين.

 

 

 

وإذا قلت إن العقيدة ستضيع في هذا الإطار؟

 

• أجابك عالم الاجتماع:لا لن تضيع أنها ستدخل تحت لواء علم الإجتماع هي والممارسات والقيم والضوابط والأيديولوجيات.

 

 

فإذا سألت: وماذا لو رفض الدين ذلك؟؟

 

• أجابك عالم الاجتماع: إنه سيحدث بين الدين وعلم الاجتماع صراع لاهوتي سيحول دون إثراء علم الاجتماع للمعرفة وإفادة المجتمع.

 

 

وإذا قلت: إن علم الاجتماع يعضد العلمانية؟

 

التي هي نقل جزء من المجتمع والثقافة من تحت سيطرة الدين الى سيطرة العلم والتكنولوجيا وترى في التنمية والبناءات الاقتصادية والسياسية الجديدة كبدائل عن تلك التي يقدمها التشريع الديني بحيث يحول دون الاعتماد عليه.ويقول بصراحة إنك لكي تكون علمانيا عليك أن ترفض إعتقادات أجدادك وأن تجد أن تحديد ما لاتعتقد فيه أكثر سهولة من تحديد ما تعتقد فيه.لكن المعروف أن الدعوة التي تتبني القيم العلمانية قد تنهار في وقت الأزمات والحروب فهل أعد علم الاجتماع العدة لذلك.

 

 

• أجابك علم الاجتماع: هذا صحيح ولهذا فإننا ندعو في هذه الحالة الى العمل على تكامل شخصية الفرد بنوع من التقسيم المستقل بمعنى أن نقبل اعتقاد الفرد في الأديان المتوارثة (ولكن) بتوجيه أكثر يؤكد علي القيم العلمانية، فلا يحدث هذا الصراع العلني بين القواعد الأخلاقية.وتحسباً لاحتمالات انهيار هذا التقسيم وإصابة الفرد بإضطراب نفسي وعقلي، فإن إعادة التقسيم للقيم الدينية لتكون في علاقة مع القيم العلمانية يساعد في ذلك كثيراً.

 

 

إذا سألت عالم الاجتماع عن دوره المحدد مع الجماعات الدينية التي يسميها بالمتطرفة؟

 

• أجابك: يقترح علم الأجتماع مع هذه الجماعات الأتي:

 

1- تأسيس جماعات دينية عديدة منافسة تجذب الناس نحوها، بحيث تتنافس هذه الجماعات مع بعضها في العمل علي تكييف أفرادها للظروف الجديدة في المجتمع.وتترجم معظم جوانب الحياة والأفكار والقيم الدينية في سلوك عملي جديد ولكنه لا ديني بالمعني المعروف وذلك للحيلولة دون وجود نسق عام مقبول لرؤية دينية صحيحة مع التركيز علي زيادة التأثير العلماني علي هذه الجماعات بالطبع.

 

2- تأسيس العديد من التنظيمات والروابط والجمعيات التي تشبع الشعور بالارتباط والإنتماء دون أن تفرض علي أعضائها أيه مطالب أو قيود أخلاقية بحيث تستوعب هذه التنظيمات والروابط رغبة الأفراد في التعبير الذاتي أو التعبير عن السخط علي النظام، أو إشباع النواحي الخيرية كمحاربة الإدمان والفقر مع التركيز علي استخدام هذه الجماعات للرقص والموسيقي والحفلات والرحلات كأشكال جديدة معوضة عن التعبير الديني.

 

3- الإستفادة من تقدم التخصص وزيادة نسبة التعليم، والإحتكاك بالثقافة الغربية في تشجيع ظهور جماعات الإلحاد والشك الديني.

 

 

فإذا سألت: ما هو دور علم الأجتماع في الحيلولة دون عودة الشباب إلي الدين؟

 

أجابك عالم الإجتماع، لابد هنا من توجيه الشباب نحو الأتي:

 

أولاً: البحث عن بدائل دينية جديدة علي حساب الدين المتوارث، بشرط أن تركز هذه البدائل علي الطابع الذاتي لا الجمعي وأن يشجع الشباب علي تمييز نفسه عن كل ما هو تقليدى ومتوارث ولهذا فإن علم الإجتماع يسلط الضوء علي الحركات الشبابية ويبرز أنها ثقافة مضادة لشباب حائر غير راض عن الإجابات التقليدية، التي يرد بها علي الأسئلة التي يطرحها ويفسرها بأنها حركات لشباب يبحث عن الحب والقبول والإنتماء الذى افتقده في حياته وعلاقاته الأسرية.

 

ثانياً: إقناع الشباب بأنهم ليسوا في حاجة إلي من يعلمهم أى شىء عن الحياة وأنه ينبغي أن تعطي لهم الفرصة ليخبروها بأنفسهم.

 

ثالثاً: تعضيد الجماعات الإلحادية التي ترى أن الأديان ومتضمناتها ما هي إلا مغالطات يجب أن يتحرر منها عقل الإنسان.ويساعدنا في ذلك خطوات مهمة أخرى هي:

1- إحالة مهمة التنشئة الأجتماعية برمتها إلي المدارس والجماعات بعد فصل هذه التنشئة عن الدين.

 

2- اعتبار الدين مسألة شخصية وخاصة في علاقته بالسلوك السياسي والإقتصادى والأجتماعي.

 

3- زيادة الفجوة بين عالم الدين والشخص العادي، مع العمل علي تعميق الهوة بين الدين وممارسات الأفراد في حياتهم اليومية.

 

4- تشجيع التسامح إزاء وجود الإختلافات الدينية مع العمل علي سيطرة نسق القيم العلمانية.

 

5- الحيلولة دون وصول الشباب إلي الحقيقة المطلقة عن طريق الدين، والتأكيد لهم علي أن الوصول إلي هذا المتسامي الذى هو الله لا يحتاج إلي نبي أو إلي وحي إلهي وأن علي كل إنسان أن يبحث عنه بالطريقة التي تروق له.

 

 

وإذا سألت: ألا زال علم الأجتماع يصر علي فصل الأخلاق عن الدين؟

 

• أجابك عالم الاجتماع:- نعم بل إن علماء الأجتماع يسعون إلي إحداث تغييرات أساسية في شكل الأخلاق الدينية هذه التغييرات والتحديدات الأخلاقية تعتبر كعوامل مهمة في إحداث تحولات دينية وإجتماعية يتم التأكيد فيها علي أنه ليست هناك أخلاق دينية - مهما كانت أصالتها - في عزلة تامة عن الأحداث والظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المجتمع الذى نبعت منه.

 

 

وإذا قلت: إن هذه التحولات الأخلاقية المفصولة عن الدين ستؤدى حتماً إلي انهيارات نفسية وعصبية، فماذا أعد علم الإجتماع لذلك؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: هنا يقوم عالما النفس والتحليل النفسي بأدوارهما عن طريق تقديم بدائل عن الدين، للتخفيف من حالات القلق وعدم الطمأنينة التي يصاب بها الناس بسبب مواقف الضغوط المتعددة ويلتزم هنا إحتواء علماء الدين ورجاله وجرهم إلي دراسة مسائل علم النفس والتحليل النفسي كما حدث في الغرب.

 

 

وإذا سألت: ما الذي يقصده علم الأجتماع بتحويل الدين إلي مؤسسة متخصصة مثل التعليم والإقتصاد والسياسة وماذا يعني بشغل التنظيمات الدينية بالأنشطة العلمانية وترتيب الدين في شكل بيروقراطي؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: إننا نسعى إلي أن يتحول الدين إلي جزء من نظام اقتصادى كبير علي أساس أنه ليس صالحاً للمجتمع الصناعي المعاصر، ولهذا فإن تحويل الدين إلي مؤسسة متخصصة كالتعليم والإقتصاد يعمل علي عدم تثبيت الدين ورموزه ثم اقتلاع الأسس الدينية من جذورها بعد أن نكون قد تمكنا من إحداث تطورات داخلية في العقيدة والشعائر بحيث تتناسب مع ظروف المجتمع الحديث وما يترتب علي ذلك من عزل الدين والقيم الدينية المتوارثة أو رفضها تماماً، وإقناع الناس أن المتدينين ما هم إلا قطاعات محدودة من الناس، وبهذا نحيل الدين كله إلي أوقات وأزمنة محدودة، وهنا يفتح الطريق أمامنا فنقدم تفسيرات لا دينية عن أصل العالم ومكان الإنسان فيه فيفقد بذلك الناس انتماءاتهم الدينية.

 

 

وإذا سألت: هل هناك علاقة بين الجهود المبذولة للقضاء علي الدين وبين هذه الطقوس والمراسم والإحتفالات التي يراها الناس في وسائل الإعلام عند استقبال رئيس أو ملك قادم للبلاد، مثل رفع الإعلام، وضرب المدافع، وحرس الشرف، والموسيقي، وكذلك الاحتفالات بالأعياد الوطنية والدورات الرياضية وغير ذلك؟

 

• أجابك عالم الإجتماع: في كل هذا تقوم الحكومة بشىء مهم جداً، وهو أنها تمزج وتحيط نفسها بهالة مقدسة، بحيث لا يظهر للناس أن الولاء الكامل منهم للحكومة ولاء علماني، وإنما هو ولاء شبه ديني يتم فيه تسخير الدين لحفظ القيم الوطنية العليا، مع العمل علي زيادة الإعتقاد فيها علي أنها قيم مطلقة عليا.

 

 

وإذا سألت: هل هناك محاولات ضد الدين يمكن وضع اليد عليها مباشرة علي المستوى العالمي؟

 

• أجابك عالم الأجتماع: نعم بالتأكيد.. أما لاحظت نغمات السلام العالمي والبقاء الإنساني؟ إنها تهدف إلي تحديد دور جديد للدين في هذا العالم المتغير، بالتأكيد علي عدم كفاءة معايير الدين التقليدية التي يصعب الإمتثال لها في المجتمعات التي تتغير بسرعة، ولهذا فإن الدور المقترح هو (تأمين سلام العالم والبقاء الإنساني) بالصورة التي هو عليها الآن.ومن ثم تسقط أساسيات الدين المرتبطة بالإيمان والكفر، ليدخل الدين والعالم في علاقة مختلفة تماماً عما كانت عليه من قبل.

 

 

 

ومن ناحية أخرى أنسيت الفائدة العظمي التي بجنيها من اشتراك علماء الشرق في المؤتمرات الدولية التي يعقدها علماء الغرب عن الدين وغير الدين.يسعد علماء الشرق بفعل عقد النقص التي تتملكهم بإشتراكهم في هذه المؤتمرات، لهذا نجدهم يقدمون إلينا بأمانة كل معاني الظواهر التي نريد دراستها ونحن نقدم إليهم (الطرق النقدية الغربية في دراسة الدين)، التي تسود عادة جو المؤتمرات.ويقوم علماء الشرق بدورهم باستخدام هذه الطرق مع أديانهم ومجتمعاتهم، مما أدى إلي إسهامات مهمة في طريق التخلص من الدين على يد أبنائه أنفسهم.

 

 

بقى أن نشير أولا: إلى أن كل هذه الأسئلة التى طرحناها على علم الإجتماع، استنبطنا إجابتها من كتاب "علم الإجتماع الدينى" للدكتور محمد أحمد بيومي. هذا الكتاب تم تدريسه فى الجامعات المصرية والخليجية.

 

ونشير ثانيا: أن مصر قد منحت هذا الكتاب جائزة الدولة التشجيعية عام 1983.

 

ونشير ثالثا: أن مصر قد منحت فى نفس العام جائزة تشجيعية أخرى للدكتور (علي عبد المعطي محمد) - أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية عن كتابة " سورين كير كيجارد مؤسس الفلسفة الوجودية المسيحية " ومن المعروف أن " كير كيجارد " هذا فيلسوف وجودى دانمركي، يرى أن الإيمان لا يتم بتأمل باطني داخلي ولا بمتابعة تعاليم الكتب المقدسة.

 

 

على يد أبنائه أنفسهم.

 

 

بقى أن نشير أولا: إلى أن كل هذه الأسئلة التى طرحناها على علم الإجتماع، استنبطنا إجابتها من كتاب "علم الإجتماع الدينى" للدكتور محمد أحمد بيومي. هذا الكتاب تم تدريسه فى الجامعات المصرية والخليجية.

 

ونشير ثانيا: أن مصر قد منحت هذا الكتاب جائزة الدولة التشجيعية عام 1983.

 

ونشير ثالثا: أن مصر قد منحت فى نفس العام جائزة تشجيعية أخرى للدكتور (علي عبد المعطي محمد) - أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية عن كتابة " سورين كير كيجارد مؤسس الفلسفة الوجودية المسيحية " ومن المعروف أن " كير كيجارد " هذا فيلسوف وجودى دانمركي، يرى أن الإيمان لا يتم بتأمل باطني داخلي ولا بمتابعة تعاليم الكتب المقدسة.

 

 

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life