اقتباس
أما مجزرة إبادة قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة فكانت مضرب الأمثال في البشاعة والوحشية، ومهندس هذه الجريمة هو القائد بيليسيه وخلاصتها أن معركة كبيرة وقعت خلال جانفي 1845م بناحية الظهرة تعرف عند الفرنسيين بانتفاضة الطرق الصوفية، شاركت فيها على الخصوص القادرية والرحمانية والدرقاوية والطيبية وفروعها، وكانت قبيلة أولاد رياح التي شاركت في الانتفاضة تقطن جنوب تنس فغزاها بيليسيه بحجة المشاركة في انتفاضة الصوفية. وأمام عمليات الحرق العشوائي فر ماتبقى من السكان إلى الجبال واحتموا بغار يطلق عليه اسم غار الفراشيش، وعددها أكثر من 1000 شخص رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً مع حيواناتهم، فحاصرهم بيليسيه وجنوده بالغار من...
فجأة أصبحت أوروبا رحيمة!، ودب العطف والشفقة في قلوب قادة أوروبا تجاه اللاجئين المسلمين الفارين إلى أراضيها، بعد أن صدمت صورة الطفل السوري الغريق "إيلان" على شواطئ تركيا العالم بأسره، ودفعت الشعوب قبل الأنظمة في أوروبا للتفاعل مع قضية اللاجئين بصورة جدية، فانهالت العروض من ألمانيا وانجلترا وهولندا وفرنسا وإيطاليا؛ لاستضافة هؤلاء المشردين الفارين من طواغيت العرب في سوريا والعراق ومصر وليبيا وغيرهم. ونظمت الفعاليات والمؤتمرات الرسمية والشعبية من أجل نصرة ودعم اللاجئين السوريين والعراقيين في شتى دول أوروبا. فهل تعتقد أوروبا، دول وشعوب وأنظمة، أن ما تقوم به اليوم سيكفر عن خطاياها بحق العالم الإسلامي؟ هل يعتقد الأوروبيون أن التاريخ قد طوى صفحات الاضطهاد المروعة بحق المسلمين، فنسيت المجازر والمذابح إلى الأبد؟! وكيف لهم أن يعتقدوا ذلك، ودماء مسلمي البوسنة والهرسك والشيشان مازال دافئاً لم يجف في سهول القوقاز ووديان البلقان، ودماء العرب والأفارقة المسلمين مثله ما زال رطباً في جبال الجزائر وغابات السنغال وغينيا؟!.
ولو كان الأوروبيون أو حتى المسلمين أنفسهم قد نسوا هذه الصفحات السوداء والقرون الحمراء، فإن الذاكرة الإنسانية لا يمكن أن تنسى أبداً ما فعله الرجل الأبيض المدعي للحضارة والتمدن، ما فعله أجداده وأسلافه في الماضي، وما فعله أشقاؤه في الحاضر، بحق المسلمين عبر العصور. وحتى ننشط الذاكرة، وننبه الغافل، ونوقظ النائم، ونفضح الخائن، ونعيد الفهم إلى مساره الصحيح، وحتى يتعرف المسلمون على طبيعة العطف الأوروبي، سوف نعرض لتاريخ موجز لأشهر وأهم المجازر الأوروبية بحق أبناء العالم الإسلامي.
مجزرة بيت المقدس 492هـ:
استمرت الحملات الصليبية الأولى على العالم الإسلامي في الشام وما حولها لأكثر من قرنين من الزمان، وسبع حملات صليبية كاملة، مدعومة سياسياً ودينياً وشعبياً من دول أوروبا الغربية. كانت الحملة الصليبية الأولى، والتي بدأت سنة 1095م/ 488هـ من قبل البابا أوربان الثاني، تحمل دعوى استعادة السيطرة على المدينة المقدسة في القدس الشريف من المسلمين. أسفرت هذه الحملة عن احتلال بيت المقدس في السابع من مايو سنة 1099م/ جمادى الآخر سنة 492هـ، وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، مثل إمارة الرها، وإمارة أنطاكية، وطرابلس بالشام. وفي الخامس عشر من يوليو تموز سنة 1099م/ الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ، أرتكب الصليبيون مجزرة مروعة قتل فيها تقريباً جميع سكان القدس. حاول عدد من المسلمين الهرب باتجاه المسجد الأقصى، إلا أن ذلك لم يمنع الصليبيين من ذبحهم، وحول هذه المجزرة تقول المصادر الغربية: "بأن عمليات الذبح كانت كبيرة جداً وبدأت بعد الظهر واستمرت مساءً وصباح اليوم التالي لدرجة أن الدم وصل إلى كواحل رجالنا". وبحسب فوشيه شارتر وهو أحد المقاتلين الصليبيين خلال هذه الحملة: "رأيت أقدامنا ملونة للكاحلين وأكثر من ذلك فلم نترك منهم أحداً على قيد الحياة، لا من نسائهم ولا من أطفالهم "، وفي روايات أخرى أن الدم قد وصل إلى الركب، حتى إن الخيل كانت لا تستطيع السير بسبب كثرة الدماء المسفوكة. وقدرت الروايات عدد قتلى المسلمين بسبعين ألف مسلم بين رجل وامرأة وطفل، حتى إن المؤرخين الأوروبيين أنفسهم قد أصابهم الخزي والعار من سرد تفاصيل هذه المجزرة وذموا الجنود الصليبيين على هذه الوحشية المفرطة.
مجزرة صقلية 484 هـ:
عرف المسلمون جزيرة صقلية قبل فتحها في سنة 827م/ 212هـ، ذلك أنها كانت تتبع الروم، وكانوا يشنون منها الغارات على تونس وشمالي إفريقيا، لذا أغار عليها المسلمون في حملات تأديبية، فاضطر قسطنطين بطريق صقلية إلى عقد صلح مع إبراهيم بن الأغلب والي إفريقيا، وكانت مدة هذا الصلح عشر سنوات. وفي سنة 826م/211هـ، استعان أهل صقلية بالأغالبة حكام تونس من قبل العباسيين، وكان رسول الجزيرة إلى الأغالبة إيفيميوس، فطلب العون ضد حكام صقلية، فجند له زياد الله الأغلب عشرة آلاف رجل بقيادة أبي عبد الله أسد بن الفرات، وانتصر ا لمسلمون على حكام صقلية واستولوا على بلدة مازارا، واستمر تقدم المسلمين عبر الجزيرة، وأحرزوا الانتصارات المتتالية على الروم حتى استكملوا فتح جزيرة صقلية في سنة 901م/289هـ. وفي النصف الثاني من القرن الخامس الهجري بدأت غارات الروم على شمالي الجزيرة، ثم ظهرت الفتنة واستشرت بين أهل الجزيرة في سنة 1039م/431هـ، وفتحت هذه الفتنة ثغرات في صفوف المسلمين، ونفذ من خلالها النورمانديون حكام جنوب إيطاليا فعاونوا بعض الفئات المتخاصمة، وتم استيلاء النورمانديين على صقلية في سنة 1091م/484هـ بعد سقوط آخر مقاومة في الجزيرة، وبعد حكم إسلامي دام 267 سنة، قام النورمانديون بمجزرة مروعة بحق مسلمي مازارا وغيرها من المدن الإسلامية، ٍوبدأت فترة من التحدي، إذ أخذ النورمانديون يشنون ألواناً من الاضطهاد ضد المسلمين، وشهد الحكم النورماندي الرحالة الشهير ابن جبير، حيث مر بصقلية في عودته من الحج، فكان الناس يكتمون إسلامهم سراً خوفاً من بطش النورمانديين، وقال ابن جبير واصفاً أحوال المسلمين: "هم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفر، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريتهم وأبنائهم".
مجازر الأندلس:
لا نستطيع أن نختار مجزرة بعينها من تاريخ الأندلس؛ لكثرة ما وقع من مجازر ومذابح بحق مسلمي الأندلس عبر تاريخهم الطويل الذي امتد لثمانية قرون تقريباً، ولكن ظل الأمر سجالاً بين نصارى الأندلس من الأسبان والبرتغاليين ومسلمي الأندلس حتى سقطت غرناطة آخر قلاع المسلمين في إسبانيا، سنة 1492م/897هـ. وكان ذلك نذيراً بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ الإنساني عموماً والأوروبي خصوصاً، حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً وحشيةً ارتكبتها محاكم التفتيش؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، راح ضحيتها أكثر من خمسة ملايين مسلم، وتم إبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان. حيث عملت هذه المحاكم على إجبار المسلمين باعتناق المسيحية، كما أصدروا قانوناً آخر في الخامس والعشرين من مايو سنة 1566م/ الخامس من ذي القعدة سنة 973هـ ينص على حظر استخدام اللغة العربية أو استخدام الملابس العربية أو إقامة الأعياد الإسلامية بهدف التمهيد لسلخ المسلمين من رحاب أمتهم. بعد ذلك، أصدر الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا أمراً بتدمير جميع الحمامات العامة وذلك لأنها تذكر الناس بالوضوء، بل وتعداه بإصداره أمراً يحظر فيه حيازة القران الكريم والكتب المكتوبة باللغة العربية ومن يضبط ومعه هذه الكتب يعتبر دليلاً ملموساً على العصيان ويعاقب بشدة. وفي السنة الجديدة، الأول من يناير سنة 1568م/ الأول من رجب سنة 975هـ، أصدر الكهنة المسيحيون الأوامر بجمع الأطفال المغاربة والذين تتراوح أعمارهم بين 3-15 عاماً ووضعهم في مدارس خاصة ليتعلموا فيها القشتالية والعقيدة المسيحية. وكل هذه القوانين كانت تتم قسرياً، ناهيكم عن مصادرة أموال وسبائك ومجوهرات المسلمين وإدخالهم في حالة الفقر والحرمان والجوع حتى يضطروا إلى استبدال عقيدتهم.
مجازر الجزائر:
الاحتلال الفرنسي عبر التاريخ كان مثالاً للاستعلاء العنصري والحقد الصليبي والاستغلال والنهب الأوروبي للعالم الإسلامي، فكل بلد نزل الفرنسيون بساحته عمدوا إلى طمس هويته وتغيير ثقافته ومحاربة دينه ولغته بأبشع الوسائل الوحشية، حتى صار الفرنسيون مثالاً سائراً في البغض والكراهية والحقد على كل مسلم وعربي. ويحتفظ الفرنسيون بسجل ضخم من المجازر والمذابح في البلاد التي احتلوها في أفريقيا وآسيا، وعلى رأس هذه المجازر من حيث تعداد الضحايا ووحشية الأساليب وعدد المجازر، المجازر في الجزائر والتي صارت مضرب الأمثال في الروعة والوحشية. نفذت السلطات الاستعمارية الفرنسية المدنية والعسكرية، إبان الاحتلال عامة، والثورة التحريرية خاصة مخطط إجرامياً؛ لإبادة الجزائريين، وعمدت إلى استخدام كل الإجراءات الممكنة والمتوفرة لديها، ولم تكتف في سياستها القمعية والعقابية أي أحد، بل وسعتها لتشمل من دون تمييز المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ. وارتكبت فرنسا -على إثرها- مئات المجازر الجماعية، وحالات التقتيل الفردي والعشوائي:
1-نماذج عن جرائم الإبادة في القرن التاسع عشر:
تعددت الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في القرن التاسع عشر، بطرق مروعة فمن التقتيل الجماعي للسكان، إلى النهب والسلب وتدنيس المقدسات، وقد أطلق أحد الجنرالات الفرنسيين واسمه " Bugeaud " سياسة الأرض المحروقة وحرب الإبادة، على مشروعهم الهمجي والقائم على إنهاء الوجود الجزائري بكل الطرق.
فإلى جانب عمليات الاستيطان واغتصاب الأراضي الصالحة للزراعة شنت قوات الاستعمار الفرنسي حرب إبادة منظمة للسكان، بتوجيه من قادة الجيش، وارتكبت مجازر جماعية استهدفت مئات السكان والقبائل الجزائرية، خاصة تلك التي أبدت رفضها للاستعمار الفرنسي، و يعترف الكونت ديريسون هو الآخر في كتابه "مطاردة الإنسان "فيقول: "إننا -والحق يقال- أتينا ببراميل مملوءةً آذانا غنمناها أزواجاً من الأسرى. يؤكد ديريسون أن في أيام الاحتلال بلاد القبائل سنة 1857 كان قادة الاحتلال الفرنسي يشجعون الجنود ويعطوهم عشر فرنكات عن كل زوج من أذان الأهالي التي يحضرونها. ويقول "ديفو" في مذكراته – عن قرية بني راشد – :" بعد العشاء كانت جميع المنازل قد التهبت بالحطب الذي بنيت به، وكانت السنة اللهب تتصاعد، فكم كانت هذه العملية جريئة من طرف جيوشنا، فرغم الجرائم لا أنسى قساوة حياة هؤلاء المساكين في فصل الخريف القريب، كم امرأة وطفل هلكوا.
ولم تكن عمليات الإبادة والتخريب قاصرة على المناطق الشمالية بل امتدت إلى المناطق الجنوبية وإلى واحات الصحراء، مثل ماحدث في واحة الزعاطشة سنة 1849م. حيث ها هو العقيد " بان " يكرر نفس المشهد في مدينة الأغواط سنة 1852م، يحدثنا بنفسه فيقول: " لقد كانت مذبحة شنيعة حقاً، كانت المساكن والخيام التي في ساحة المدينة والشوارع والأزقة، والميادين، كانت كلها تغص بالجثث". إن الإحصائيات التي أقيمت بعد الاستيلاء على المدينة وحسب معلومات استقيناها من مصادر موثوقة، أكدت أن عدد القتلى من النساء والأطفال 2300 قتيل، أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب بسيط هو أن جنودنا كانوا يهجمون على المنازل ويقتلون كل من وجدوه بلا شفقة ولا رحمة. ومن المجازر المروعة التي ارتكبها الصليبون الفرنسيون مجزرة إبادة قبيلة العوفية بوادي الحراش ومصادرة ممتلكاته 1832م، وسبب ذلك كونهم اشتبهوا فيها بأنها قامت بسلب مبعوثي "فرحات بن السعيد " أحد عملاء فرنسا بمنطقة الزيبان، بالرغم من أن التحقيق قد أوضح إنه ليس لقبيلة العوفية أي مسؤولية في ذلك، فقد أقدم الجنرال دوروفيقو -والذي يعرف بسياسة العنصرية تجاه الجزائريين-، بإعطاء أمر بمحاصرة قبيلة العوفية المتمركزة في المنطقة الجنوبية من وادي الحراش في ليلة 5 إبريل م1832، وبعد إلقاء القبض على شيخها (الربيعية)، وإعدامه دون محاكمة ، ثم قتل جميع أفرادها في مذبحة رهيبة والناس نيام، وعند عودتهم من هذا العمل المخجل كان الفرسان يحملون القتلى على أسنة رماحهم!!، وبيعت كل أرزاقهم لقنصل الدانمرك، وباقي الغنيمة عرضت في سوق باب عزون، وكان يظهر في هذا المنظر الفظيع أساور النساء في معاصم مبتورة، وأقراط آذان لاصقة و أشلاء اللحم متدلية منها ثم وزع ثمن هذا البيع على ذابحي أصحابها، وفي مساء ذلك اليوم أمرت السلطات السكان بإضاءة محلاتهم احتفالاً بذلك. فلهول هذه المجزرة ولعنة أرواحها التي زهقت باطلاً، ظلت تراود الدوق روفيقو في نومه ويقضته حتى أصيب بهستيريا رهيبة، فقد على إثرها عقله وجن.
أما مجزرة إبادة قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة فكانت مضرب الأمثال في البشاعة والوحشية، ومهندس هذه الجريمة هو القائد بيليسيه وخلاصتها أن معركة كبيرة وقعت خلال جانفي 1845م بناحية الظهرة تعرف عند الفرنسيين بانتفاضة الطرق الصوفية، شاركت فيها على الخصوص القادرية والرحمانية والدرقاوية والطيبية وفروعها، وكانت قبيلة أولاد رياح التي شاركت في الانتفاضة تقطن جنوب تنس فغزاها بيليسيه بحجة المشاركة في انتفاضة الصوفية. وأمام عمليات الحرق العشوائي فر ماتبقى من السكان إلى الجبال واحتموا بغار يطلق عليه اسم غار الفراشيش، وعددها أكثر من 1000 شخص رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً مع حيواناتهم، فحاصرهم بيليسيه وجنوده بالغار من جميع الجهات وطالب القبيلة بالاستسلام فردت عليه بإطلاق النار، فأعطى الأوامر لجنوده بتكديس الحطب أمام مدخل المغارة، وإشعاله فهلك كل أفراد القبيلة المقدرين كما ذكرنا بحوالي 1000شخص. وتوالت هذه العملية يومين كاملين وقبل طلوع نهار اليوم الثاني بنحو ساعة وقع انفجار كبير داخل المغارة فقضى على من تبقى على قيد الحياة. ونظراً لكون السلطات الفرنسية أعجبت بهذا العمل قامت بمكافأة الجنرال بيجو الحاكم العام حيث منحت له (عصا المارشالية) أو ما يسمى بقاهر الجزائريين وهذا دليل على أن فرنسا دولة قانون بالفعل!
2-نماذج عن جرائم الابادة في القرن العشرين:
فرض سياسة التجويع والتجهيل: تفشت ظاهرة الجوع والفقر في أوساط الجزائريين وذلك كنتيجة حتمية لعمليات المصادرة الواسعة للأراضي الزراعية وبالرغم من أن الحكومة الفرنسية حاولت تقنين عملية توزيع المواد الغذائية على السكان، إلا أن ذلك لم يكن سوى ذر الرماد في الأعين. فقد جاء في تقرير أحد الأطباء الفرنسيين أثناء زيارته للجزائر في 1945م والذي يدعى "جورج توماس " حيث قال: "كنت في الجزائر سنة1945 وقت المجاعة، عندما كان الآلاف يموتون جوعاً، كما شاهدت القمع ورأيت 200 شخص يموتون من داء الملاريا في جرداية.
وعن تجهيل الجزائريين فقد عملت الآلة الاستدمارية على محاربة كل أنواع التعليم وقد نجحت في هذه السياسة إلى حد بعيد في القرن العشرين، حيث كانت ترمي هذه السياسة إلى أن يصبح الشعب الجزائري كله لا يعرف القراءة والكتابة. وهو مادلت عليه الإحصائيات، ففي سنة 1944 بلغ عدد الأطفال الجزائريين في سن الدراسة بـ:1250000،ولم تتح الفرصة إلا لـ: 11000 طفل.
مجزرة سطيف المهولة مايو 1945م:
اغتنم زعماء الحركة الوطنية فرصة الاحتفال بالعيد العالمي للشغل الأول مايو 1945، وكذلك الاحتفال بالهدنة من نفس الشهر نتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية، فنظموا مظاهرات سلمية تندد بالقمع الاستعماري، فتم استخدام الطائرات المقنبلة بأمر من السلطات السياسية الفرنسية وأقدمت الوحدات البرية المشكلة من اللفيف الأجنبي والدرك والشرطة والمعمرين، إلى استباحة قتل كل جزائري يصادفونه أماهم وتدمير وحرق كل بيت مازال واقفا لم يسقط تحت نيران الطيران، فقاذفات القنابل الفرنسية قد حطمت قرى آهلة بالسكان بأكملها، لقد طار الطيارون الفرنسيون حوالي ثلاثمائة مرة في اليوم الواحد مستعملين القاذفات الأمريكية الثقيلة والمتوسطة، حتى سويت القرى بعدد من القرى والدواوير أثناء حملة دامت تسعة أيام. وتدل الحصيلة النهائية لعدد القتلى الجزائريين مدى عظمة الحقد الاستعماري تجاه الشعب الجزائري ومدى الرغبة في إنهاء وجوده، وإن اختلفت الإحصائيات فالتقديرات الجزائرية تشير إلى أن عدد الضحايا بلغت مابين 45 ألف إلى 100 ألف شهيد.
وللحديث بقية ...
التعليقات