اقتباس
سأصرخ بصوت أرفع من تلك الصرخات التي أسمعها بشكل يومي ومتكرر من المطلقات والمعلقات والضعيفات والمهملات، وصرختي سأوجهها لصناع القرار ومنظميه ومطبقيه من أصحاب الصف الإسلامي؛ لأنهم يريدون الخير والعدل مع حفظ شرف المرأة وعفافها، ولأنهم -أي الإسلاميين- يخشون أن يستغل أصحاب الفكر الهدام معاناة المرأة فيناصرونها في قضاياها الدنيوية
سأصرخ بصوت أرفع من تلك الصرخات التي أسمعها بشكل يومي ومتكرر من المطلقات والمعلقات والضعيفات والمهملات، وصرختي سأوجهها لصناع القرار ومنظميه ومطبقيه من أصحاب الصف الإسلامي؛ لأنهم يريدون الخير والعدل مع حفظ شرف المرأة وعفافها، ولأنهم -أي الإسلاميين- يخشون أن يستغل أصحاب الفكر الهدام معاناة المرأة فيناصرونها في قضاياها الدنيوية التي ظلمت فيها مقابل سلب دينها وشرفها وحجابها.
ولأن الضعيف في غالب الأحيان سيلجأ لمن يناصره ويعيد له كرامته وحقه حتى لو كان عدوه؛ فما بالكم إذا كان الذي ستلجأ إليه المطلقة أو المظلومة ممن يزعم مناصرتها ويتباكى عليها وعلى حقها ويتربص بالشريعة والمنتسبين لها ويريد الإيقاع بهم!
وفي ذات السياق لا نجد من يحمي -في الغالب- مبدأ الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان ، بل نجد عونا بلا تشريع لمن أراد الإمساك بالإضرار وعدم التسريح بإحسان للضعيفة، ويلاحظ هذا وبصورة متكررة عندما تدور معاملة تخص تلك المظلومة بين المحاكم الشرعية باختلاف تقسيماتها الإدارية وبين رئاسة الإفتاء وغيرها من الدوائر الشرعية تدور بلا حل ينصفها وأحيانا بلا أي حل للقضية، وكل دائرة تتنصل من المسؤولية وترمي التبعة على الدائرة الأخرى، فتظل المرأة بين ظلم زوجها أو ذويها وبين إهمال أو غفلة صالحي الدوائر الشرعية، فتكون المرأة بين التصبر و الانحراف.
وفي ظني أن كثيرا من الأخوات اللاتي يعانين من إضرار أزواجهن أو ذويهن لهن أو لا يعرفن مصيرهن فيما يخص وقوع الطلاق من عدمه ويأسن من أن يرد أصحاب الدوائر الشرعية لهن حقهن لم يمنعهن من الذهاب إلى من ينادي بحقوق المرأة وإنصاف المرأة إلا معرفتهن أن هؤلاء سيتذرعون بهن ويستصدرون قرارات في ظاهرها أنها مع المرأة المظلومة وفي واقعها أنها لتفلت المرأة عن قرارها وعفافها وصيانتها. فإلى متى ستصبر المظلومة؟ ومتى ستسهم الدوائر الشرعية في حفظ حق المضار بها ؟.
وأتمنى لو يكون لدى المحاكم الشرعية مستشارون ومستشارات منتشرون في جميع أنحاء البلاد لهم أماكن معروفة لاستقبال مثل تلك القضايا لحلها أو للترافع عنهن. كما أتمنى لو يسمع أصحاب القرار لمثلهن كي تسن القوانين الرادعة للرجال الذي يتلاعبون بحقوق المرأة فإنهم لا يقلون سوء عن أصحاب دعوات إخراج المرأة من عفافها.
وإن ظل الأمر كما هو فإني أهيب بالمحتسبين وأهل الخير أن يكونوا نشطاء وحقوقيين للمظلومات في مجتمعنا كي يخففوا من الشر المتزايد وأن يعيدوا الأمور لنصابها وأن يثبتوا أن أهل الشريعة هم أرحم من غيرهم بحقوق الناس كافة.
التعليقات