عناصر الخطبة
1/الحث على التفكر في آيات الله الكونية 2/خلق الله للسماوات والأرض وما بينهما 3/بعض عجائب آيات الله في الكون وحكمهااقتباس
لقد خلق السماوات والأرض وما بينهما، بما في ذلك من الشمس والقمر، والنجوم والشجر، والدواب، والجبال والأنهار، والبحار، خلق ذلك كله في ستة أيام، على أكمل وجه، وأتم نظام، ولو شاء لخلقه في لحظة واحدة، لكنه سبحانه اقتضت حكمته أن يكون في...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وتفكروا في خلق السماوات والأرض، وما أودع الله فيهما من الآيات الدالة على كمال علمه وقدرته، وتمام حكمته ورحمته، فكم في السماوات والأرض من آيات ظاهرة على أن الله على كل شيء قدير، وأنه قد أحاط بكل شيء علما؟
لقد خلق السماوات والأرض وما بينهما، بما في ذلك من الشمس والقمر، والنجوم والشجر، والدواب، والجبال والأنهار، والبحار، خلق ذلك كله في ستة أيام، على أكمل وجه، وأتم نظام، ولو شاء لخلقه في لحظة واحدة، لكنه سبحانه اقتضت حكمته أن يكون في ستة أيام، أولها: يوم الأحد، وآخرها: يوم الجمعة: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ)[القصص: 68].
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[يس: 82].
(كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)[القمر: 50].
ولقد أرانا الله -تعالى- من عجائب آياته ما يكون آية للموقنين، وعبرة للمعتبرين.
لقد أخبر الله عن عيسى بن مريم أنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، فيأتي إلى الرجل الميت، ويأمره فيحيا، ويتكلم، ويخرج الموتى من قبورهم بإذن الله.
وقص الله علينا في سورة البقرة خمس حوادث كلها في إحياء الموتى؛ فقال تعالى في قصة بني إسرائيل: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 55 – 56].
وفي قصة القتيل الذي قتله ابن عم له، واتهم به قبيلة أخرى، فأمرهم موسى أن يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل ببعضها، فيحيا، ويخبرهم بقاتله: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[البقرة: 73].
وفي قصة الذين نزل بديارهم وباء، فخرجوا من ديارهم، وهم ألوف حذر من الموت، وفرارا من قدر الله -تعالى- أنه لا مفر من الله، ومن قضائه: (فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)[البقرة:243].
ليستيقنوا أنه لن يعجز الله أحد في السماوات ولا في الأرض.
وفي قصة الرجل الذي مر على القرية، وهي خاوية على عروشها، مهدم بناؤها، يابسة أشجارها، هامدة أرضها، فقال: (أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ)[البقرة:259].
وكان معه حمار وطعام وشراب.
فأما الحمار فمات، وانجلى لحمه وجلده، وبرزت عظامه تلوح.
وأما الطعام والشراب، فلم يتغير مع بقائه هذه المدة الطويلة، في الشمس والهواء، فقال الله لهذا الرجل: (فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)[البقرة: 259] أي لم يتغير: (وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا)[البقرة: 259].
التعليقات