عناصر الخطبة
1/ الرجال والنساء متساوون في النشأة والأصل 2/ المساواة في الاعتبار البشري بين الشُّعوب والقبائل 3/ تجريد المرأة من اعتبارها البشريِّ والإنساني عند الأمم الأخرى

اقتباس

يُخبر تعالى أنَّه خَلَق بني آدم، من أصل واحد، وجنسٍ واحد، وكلُّهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحوَّاء، ولكنَّ الله تعالى بثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً وفرَّقهم، وجعلهم شعوباً وقبائل؛ أي: قبائل صغاراً وكباراً؛ وذلك لأجل أن يتعارفوا؛ فإنَّه لو استقلَّ كلُّ واحدٍ منهم بنفسه لم يحصل بذلك التَّعارف الذي يترتَّب عليه...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ...

 

عباد الله: النَّاس في أصل الخِلْقَة سواء؛ فالرِّجال والنِّساء متساوون في النَّشأة والأصل؛ فكلُّ النَّاس لآدم، وآدم خُلِقَ من تراب، فالكلُّ سواء؛ رَحِمٌ واحدة، ونَفْسٌ واحدة، وماءٌ واحد، يخرج من بين الصُّلب والتَّرائب، وفي ذلك يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً) [النساء:1].

"وفي الإخبار بأنَّه خَلَقهم من نَفْسٍ واحدة، وأنَّه بَثَّهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصلٍ واحد؛ لِيَعْطفَ بعضُهم على بعض، ويرفقَ بعضهم على بعض" (1).

 

فالله تعالى نبَّه على أنَّه خَلَقَ جميع النَّاس من آدم -عليه السلام-، وأنَّه خَلَق منه زوجَه حوَّاءَ، ثم انتشر النَّاس منهما، كما قال تعالى: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف:189]؛ أي: ليألفها ويسكن إليها.

 

وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: 21]؛ فلا أُلْفَةَ بين روحين أعظم ممَّا بين الزَّوجين (2).

 

"ولو أنَّه تعالى جَعَل بني آدم كلَّهم ذكوراً، وجعل إناثَهم من جنسٍ آخَرَ من غيرهم من جانٍّ أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج... إذاً من تمام رحمته ببني آدم أنْ جَعَلَ أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنَّ مودَّة: وهي المحبَّة، ورحمة: وهي الرَّأفة، فإنَّ الرَّجل يُمْسِك المرأة إمَّا لمحبَّته لها أو لرحمةٍ بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجةٍ إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك" (3).

 

أيها الإخوة الكرام: إنَّ الحقيقة القرآنية الواضحة في خلق حواء (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)؛ فهي من النَّفْس الأُولى فِطْرَةً وطَبْعاً، خَلَقَها الله لتكون لها زوجاً؛ فلا فارق بينهما في الأصل والفطرة، إنَّما الفارق في الاستعداد والوظيفة.

 

ولقد تاهت البشريَّة طويلاً، حينما جرَّدت المرأة من كلِّ خصائص الإنسانيَّة، ومن حقوقها فترةً من الزمان، متأثِّرةً بتصوُّرٍ سخيفٍ لا أصل له، فلمَّا أرادت معالجةَ هذا الخطأ الشَّنيع أطلقت للمرأة العَنان، ونسيت أنَّها إنسان خُلِقَت لإنسان، ونَفْسٌ خُلِقَت لنفس، وشَطْر مُكَمِّلٌ لِشَطْر، وأنَّهما ليسا فَرْدين متماثلين، إنَّما هما زوجان متكاملان (4).

 

معشر الفضلاء: هناك آيات كثيرة تُؤكِّد وحدة النَّشْأة والأَصْل؛ فالله تعالى لم يُطْلِع أحداً على خلق السَّماوات والأرض، ولا على خلق أحد من البشر؛ فمسألة أصل الخلق وأصل النَّشأة إذاً ليست مثار ادِّعاء من أحد، ولا مجال جدال يخوض فيه أحد؛ فهي غيب لا يمكن لأحد من البشر أن يدَّعي العلم به، ومصداق ذلك قول المولى -تبارك وتعالى-: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف:51].

 

وعلى هذا -إخوتي الكرام- فنظريَّات بداية الخَلْق، وتطوُّره، وفَرَضِيَّات جنس المرأة، وأصلها والتي انتشرت في الكتابات القديمة لا أصلَ لها، ولا دليلَ عليها، ولا برهان.

 

بل ليس هناك مصدر نَطْمئنُّ إليه، ونثق به كلَّ الثِّقة غيرَ القرآنِ العظيم؛ لأنَّه من لدن حكيم خبير (أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك: 14].

 

وهناك آيات كثيرة تُقرِّر وحدة النَّشأة والأصل، ومنها قوله تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) [الزمر: 6]، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12-14].

 

فالمُلاحظ هنا: أنَّ كُلاً من الرَّجل والمرأة استويا في مراحل التَّكوين من نطفةٍ، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظام، ثم تُكسى العظام باللَّحم، إلى أن يتكوَّن جنيناً كاملَ الخلْقَة ويخرج إلى الحياة، فالقرآن الكريم يُبيِّن بوضوح لا لبسَ فيه المراحل التي يمرُّ بها الجنس الإنساني -ذكوراً وإناثاً- في أطوار تكوينه الأُولى، ولم تأت آيةٌ واحدة تُبيَّن اختلاف تكوين الرَّجل عن المرأة داخل الرَّحم.

 

وبناءً عليه: لا ينبغي أن يتميَّز الرَّجل عن المرأة، أو تتميَّز المرأة عن الرَّجل في أصل الخِلْقَة، فهي مساواةٌ عادلة (5).

 

ويؤكِّد النَّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- على المساواة العادلة بين النِّساء والرِّجال في أصل الخِلْقَة بقوله: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" (6). والشَّقائق: جمع شقيقة، ومنه: شقيق الرَّجل، وهو أخوه لأبيه وأمِّه، والمعنى: أنَّ النِّساء نظائر الرِّجال وأمثالهم في الخَلْق والطِّباع؛ فكأنهنَّ شُقِقْنَ من الرِّجال، وحوَّاءُ خُلِقَت وشُقَّت من آدم -عليه السلام- (7).

 

أيها الإخوة الكرام: وفي الوقت الذي يقرِّر فيه الإسلام: أنَّ الرَّجل والمرأة مخلوقان من جوهرٍ واحد، وهو التَّراب، نرى الفلسفات الأُخرى: تنظر إلى المرأة على أنَّها رجس، أو أنَّها لا روح فيها، وأنَّ روحها شيطانيَّة أو روح شِرِّيرة كما كان الرُّومان يقرِّرون ذلك في (القرن السَّادس)؛ لأنَّها من خَلْقِ إله الشَّر في حين خُلِقَ الرَّجل -في اعتقادهم- من قِبَل إله الخير (8)!

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ...

 

عباد الله: إنَّ النَّاس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وديارهم متساوون في الاعتبار البشري، كما هم متساوون في النَّشأة والأصل، ويدلُّ على ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].

 

"يُخبر تعالى أنَّه خَلَق بني آدم، من أصل واحد، وجنسٍ واحد، وكلُّهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحوَّاء، ولكنَّ الله تعالى بثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً وفرَّقهم، وجعلهم شعوباً وقبائل؛ أي: قبائل صغاراً وكباراً؛ وذلك لأجل أن يتعارفوا؛ فإنَّه لو استقلَّ كلُّ واحدٍ منهم بنفسه لم يحصل بذلك التَّعارف الذي يترتَّب عليه التَّناصر والتَّعاون، والتَّوارث، والقيام بحقوق الأقارب، فالله جعلهم شعوباً وقبائل؛ لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها" (9).

 

فالآية الكريمة تضمُّ -إلى المساواة في النَّشأة والأصل بين الذَّكر والأنثى- المساواة في الاعتبار البشري بين الشُّعوب والقبائل، لا فرق بين أبيض وأسود وأحمر، ولا طويل ولا قصير، ولا عربيٍّ ولا أعجمي، ولا ذكرٍ ولا أنثى.

 

حقيقة واضحة يقررها القرآن الكريم: (خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى) "من آدمَ وحوَّاءَ -عليهما السلام- فالكلُّ سواءٌ في ذلك؛ فلا وجه للتَّفاخر بالنَّسَب" (10).

 

فاختلاف الشُّعوب والقبائل بين بني البشر لا يعني اختلافهم في الاعتبار البشري، بل ذلك مصدر جذب للتَّعارف والتَّعاون والتَّقارب فيما بينهم، وبناءً عليه: فإنَّ الاختلاف في الذُّكورة والأنوثة بين الجنسين عاملُ جذبٍ وليس عاملَ تضادٍّ، كما أنَّ انقسام النَّاس إلى شعوبٍ وقبائلَ وغيرِها من الأقسام يُعَرِّف بعضَهم ببعض، فينتسبون إلى آبائهم ويَصِلون أرحامهم، ويتكاملون فيما بينهم، وليس للتَّفاخر بينهم باعتبار الذُّكورة أو الأنوثة أو غيرها من الاعتبارات البشريَّة (11).

ويؤكِّد ذلك ما جاء عن ابن عُمَرَ -رضي الله عنهما-: أنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّة (12)، وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ (13): بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ (14)، وَالنَّاسُ بَنُو آدَم، وَخَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ (15)، قَالَ اللهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]" (16).

 

فأين هذه المعاني الإسلاميَّة السَّامية، والتَّوجيهات النَّبويَّة المباركة ممَّا يوجد عند الأمم الأُخرى من تجريد المرأة من اعتبارها البشريِّ والإنساني، ومن ذلك:

أنَّ من أساسيَّات النَّصرانية المحرَّفة التَّنفير من المرأة وإن كانت زوجة حلالاً، واحتقار الصِّلة الزَّوجية، حتى بالنِّسبة لغير الرُّهبان، يقول أحدُ رجالِ الكنيسة: "إذا رأيتم امرأةً، فلا تحسبوا أنَّكم ترون كائناً بشريّاً، بل ولا كائناً وحشيّاً، وإنَّما الذي ترون هو الشَّيطان بذاته، والذي تسمعون به هو صفير الثُّعبان" (17).

 

وقد اجتمع بعض اللاَّهوتيين في (القرن الخامس)؛ ليبحثوا ويتساءلوا في (مجمع ماكون): "هل المرأة جثمانٌ بحت، أم هي جسدٌ ذو روح، يُناط به الخلاص والهلاك؟" وغلب على آرائهم: أنَّها خِلْو من الرُّوح النَّاجية (من عذاب جهنم)، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حوَّاء من هذه الوصمة إلاَّ مريم - عليها السلام(18).

 

وعقد الفرنسيُّون في عام (586م) (19) مؤتمراً للبحث: هل تُعَدُّ المرأة إنساناً أم غيرَ إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روحٌ حيوانيَّة أم روح إنسانيَّة؟ وإذا كانت روحاً إنسانيَّة فهل هي على مستوى روح الرَّجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرَّروا أنَّها إنسان، ولكنَّها خُلِقَتْ لخدمة الرَّجل فَحَسْب (20).

 

على حين جاء الإسلام ليقرِّر المساواة العادلة بين المرأة والرَّجل في الاعتبار البشري، وفي أصل الخِلْقَة، فهما سواء، يسمو بهما إيمان وخُلُق، ويتَّضعان بالكفر والانحراف؛ كما قال سبحانه: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس:7-10].

 

الدعاء ...

ــــــــــــــ

(1) تفسير السعدي (1/309).

(2) انظر: تفسير ابن كثير (3/574).

(3) المصدر نفسه (6/326).

(4) انظر: في ظلال القرآن، (1/574).

(5) انظر: موقف القرآن الكريم من الدعوات المعاصرة لتحرير المرأة، لرنده فؤاد حصاونه

(ص 35)؛ حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام، لمحمد عبد الرحمن الخلوف (ص 58).

(6) رواه أبو داود (1/61)، (ح 236)؛ والترمذي (1/190)، (ح 113)؛ وأحمد في "المسند" (6/256)، (ح 26238)؛ وأبو يعلى في "مسنده" (8/149)؛ والدارمي في "سننه"  (1/215)، (ح 764)؛ والبيهقي في "الكبرى" (1/168)، (ح 767)؛ وصححه الألباني  في "صحيح سنن الترمذي" (1/80)، (ح 113)؛ و"صحيح الجامع الصغير" (1/461)، (ح 2333)؛ وحسنه في "صحيح سنن أبي داود" (1/72)، (ح 236).

(7) انظر: معالم السنن، للخطابي (1/79)؛ عمدة القاري، للعيني (3/235)؛ تحفة الأحوذي،  للمباركفوري (1/312)؛ عون المعبود شرح سنن أبي داود، لمحمد آبادي (1/275)؛  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي القاري (2/134).

(8) انظر: المرأة المسلمة، لوهبي سليمان غاوجي (ص 32)؛ حقوق المرأة في الإسلام،  د. صالح أحمد جرادات (ص 32).

(9) تفسير السعدي (5/74).

(10) روح المعاني (26/161).

(11) انظر: حقوق المرأة في الإسلام. د. جميلة عبد القادر الرافعي، د. محمد رامز عبد  الفتاح العزيزي (ص 72).

(12) (عُبِّيَّةَ الجَاهِليَّة): أي: نَخْوَتَها وكِبْرَها وفَخْرَها وتعاظُمَها؛ أي: تفاخُرَها.

(13) (فَالنَّاسُ رَجُلان): قال الخطابي رحمه الله: "معناه: أنَّ النَّاس رجلان: مؤمنٌ تقي: فهو  الخَيِّرُ الفاضل، وإنْ لم يكن حسيباً في قومه، و فاجرٌ شقي: فهو الدَّني، وإنْ كان في أهله  شريفاً رفيعاً".

(14) (هَيِّنٌ عَلَى الله) ؛ أي: ذليلٌ على الله؛ أي: عنده، والذَّليل لا يُناسبه التَّكَبُّر.

(15) (خَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ): أي: فلا يليق بمَنْ أَصْلُه التُّراب النَّخوة والتَّجبُّر، أو إذا  كان الأصل واحداً فالكلُّ إخوة فلا وجه للتَّكبُّر؛ لأنَّ بقيَّة الأمور عارضة لا أصلَ لها  حقيقة. انظر: تحفة الأحوذي (9/110)؛ عون المعبود شرح سنن أبي داود (1/16).

(16) رواه ابن حبان في "صحيحه" (9/173)، (ح 3828)؛ والترمذي (5/389)، (ح 3270)؛ وابن أبي شيبة في "مصنفه"، (7/405)، (ح 36919)؛ وعبد بن حميد في  "مسنده" (ص 253)، (ح 795). وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي"  (3/334)، (ح 3270).

(17) انظر: العلمانية: نشأتها، وتطورها، وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة، د. سفر  الحوالي (ص 86).

(18) انظر: المرأة في القرآن، لعباس محمود العقاد (ص 54)؛ المرأة بين الفقه والقانون،  د. مصطفى السباعي (ص 18).

(19) وهو وقت زمان شباب رسولِ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-.

(20) انظر: المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية، د. محمد بن أحمد المقدم (ص 52).

المرفقات
شقائق-الرجال.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life