رؤية الله في الجنة

محمد بن سليمان المهوس

2023-09-19 - 1445/03/04
عناصر الخطبة
1/أعلى نعيم أهل الجنة وأكمله 2/أدلة رؤية المؤمنين ربهم في الجنة 3/أسباب رؤية الله -تعالى-.

اقتباس

أَنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِهِ مِنْ أَطْيَبِ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لِمَنْ أَحَيْا اللهُ قَلْبَهُ، وَأَنَارَ بَصِيرَتَهُ بِنُورِ الإِيمَانِ، وَهِيَ كَذَلِكَ فِي الآخِرَةِ؛ فَهِيَ أَعْظَمُ مَطْلُوبٍ، وَأَجَلُّ مَرْغُوبٍ، وَهِيَ أَكْبَرُ نِعْمَةٍ وَمِنَّةٍ وَفَضْلٍ، هِيَ رُؤْيَةُ الْعَظِيمِ الْكَرِيمِ الْوَدُودِ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يونس: 26]، فِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ يُخْبِرُ اللهُ -تَعَالَى- أَنَّ مَنْ أَحْسَنَ الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا بِتَحْقِيقِ الإِيمَانِ الْمَقْرُونِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ جَازَاهُ اللهُ بِحُسْنَى لاَ مَثِيلَ لَهَا فِي الدَّارِ الآخِرَةِ، وَزَيَادَةً أَيْضًا عَلَيْهَا؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ مُحْسِنٌ، وَاللهُ -تَعَالَى- قَالَ: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)[الرحمن: 60]، فَأَمَّا الْحُسْنَى فَهِيَ الجنَّةُ، وَأَمَّا الزِّيَادَةُ فهِيَ نَعِيمٌ زَائِدٌ يَحْصُلُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ فِي الجنَّةِ، وَهُوَ رُؤْيَةُ اللهِ -تَعَالَى- الَّذِي هُوَ أَعْلَى نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَعْظَمُهُ وَأَكْمَلُهُ.

 

وَهَذَا النَّعِيمُ -وَهُوَ رُؤْيَةُ اللهِ -تَعَالَى- فِي الْجَنَّةِ- جَاءَ صَرِيحًا فِي الْقُرْآنِ، وَتَوَاتَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ -تَعَالَى-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[القيامة: 22- 23]، وَقَالَ كَمَا فِي الآيَةِ السَّابِقَةِ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26]، وقال: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)[ق: 35]، فَالزِّيَادَةُ وَالْمَزِيدُ فِي الآيَتَيْنِ رُؤْيَةُ اللهِ -تَعَالَى- فِي الْجَنَّةِ.

 

وَعَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "أَنَّ نَاسًا قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟"، قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟"؛ أَيْ: هَلْ يَحْصُلُ لَكُمْ تَزَاحُمٌ وَتَنَازُعٌ يَتَضَرَّرُ بِهِ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؛ لأَجْلِ رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ اكْتِمَالِهِ وَظُهُورِهِ فِي السَّمَاءِ، لاَ يُوجَدُ سَحَابٌ يَحْجُبُهُ عَنْكُمْ؟ قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ ..."(متفق عليه).

 

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْبُخَارِيِّ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ تُمَارُونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟"، قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ"؛ أَيْ: هَلْ تَشُكُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ"، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ"(متفق عليه).

 

فَأَعْظَمُ نَعِيمٍ، وَأَجَلُّ تَكْرِيمٍ، الَّذِي لأَجْلِهِ ثَبَتَ الإِيمَانُ، وَصُدِّقَ الْغَيْبُ، وَأُزْهِقَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ الْمُهَجُ، وَذَرَفَتِ الْعُيُونُ، وَكُوبِدَتِ الأَسْحَارُ، وَسَخَتِ الأَيَادِي بِالنَّفَقَاتِ، وَتَعَالَتِ النُّفُوسُ عَنِ الْحُظُوظِ، وَهُجِرَتِ الشُّبُهَاتُ وَالشَّهَوَاتُ؛ نَعِيمُ رُؤْيَةِ وَجْهِ الْكَرِيمِ -سُبْحَانَهُ-، الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ، فَكُلُّ جَلاَلٍ وَكُلُّ كَمَالٍ، وَكُلُّ عِزٍّ وَكُلُّ جَمَالٍ للهِ -تَعَالَى-، وَكُلُّ خَيْرٍ وَإِحْسَانٍ، وَكُلُّ جُودٍ وَفَضْلٍ وَبِرٍّ مِنْهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

 

يَقُولُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ --تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-"، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26]"(رواه مسلم).

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَاعْلَمُوا أَنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِهِ مِنْ أَطْيَبِ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لِمَنْ أَحَيْا اللهُ قَلْبَهُ، وَأَنَارَ بَصِيرَتَهُ بِنُورِ الإِيمَانِ، وَهِيَ كَذَلِكَ فِي الآخِرَةِ؛ فَهِيَ أَعْظَمُ مَطْلُوبٍ، وَأَجَلُّ مَرْغُوبٍ، وَهِيَ أَكْبَرُ نِعْمَةٍ وَمِنَّةٍ وَفَضْلٍ، هِيَ رُؤْيَةُ الْعَظِيمِ الْكَرِيمِ الْوَدُودِ الرَّحِيمِ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ كُلُّ شَيْءٍ، وَكُلُّ فَضْلٍ وَخَيْرٍ فَإِنَّهُ مِنْهُ -سُبْحَانَهُ-.

 

فَرُؤْيَتُهُ هِيَ النَّعِيمُ الْمُطْلَقُ، حِينَ تَرَى مَنْ تَوَلاَّكَ وَكَفَاكَ وَهَدَاكَ، وَرَزَقَكَ مِنَ الْخَيْرَاتِ وَالرَّحَمَاتِ وَالْبَرَكَاتِ، فَرُؤْيَتُهُ -سُبْحَانَهُ- هِيَ الْفَوْزُ بِأَعْظَمِ لَذَّةٍ عَلَى الإِطْلاَقِ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ"(رواه النسائي، وصححه الألباني).

 

وَرُؤْيَةُ اَللَّهِ -تَعَالَى- مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِهَا تَحْقِيقُ اَلتَّوْحِيدِ وَالْبُعْدِ عَنْ اَلشِّرْكِ، قَالَ -تَعَالَى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110]، قَالَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُبَارَكِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ-: "مَنْ أَرَادَ اَلنَّظَرَ إِلَى وَجْهِ خَالِقِهِ، فَلْيَعْمَلْ صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِهِ أَحَدًا".

 

فَاتُّقُوا اَللَّهَ -أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ-، وَحَقَّقُوا تَوْحِيدَكُمْ لِتَسْعَدُوا بِرُؤْيَةِ رَبِّكُمْ، وَسَلُوا رَبَّكُمْ اَلْحُصُولَ عَلَيْهَا وَالْفَوْزَ بِهَا.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِم).

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَلَذَّةَ اَلنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ اَلْكَرِيمِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةً مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْ جَمِيعَ وُلاَةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ، وَتَحْكِيمِ شَرْعِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life