عناصر الخطبة
1/الفوائد العظيم للعلم والتعليم 2/بعض عوامل نجاح التعليم 3/دور المعلم العظيم وواجب المجتمع نحوه 4/رسائل نصح وإرشاد للمعلمين والمعلمات 5/دور الإعلام في ترسيخ مكانة المعلم 6/العواقب الوخيمة لإهمال حق المعلماقتباس
بصلاح المعلم تَصلُح الأجيالُ، وباحترام المعلم ترتقي الأمةُ، وبضَعْفه تَضعُف، وإذا كان وراء كل أُمَّةٍ عظيمةٍ تربيةٌ عظيمةٌ فإنَّ وراء كل تربية عظيمة معلمًا عظيمًا، ولا يَصلُح التعليمُ إلا إذا صَلَحَ المعلمُ؛ إعدادًا ودِينًا، وخُلقًا وثقافةً...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله أعلى بالعلم قدرًا، وأعظم به أجرًا، وأعلى به ذكرًا، أحمده -سبحانه- وأشكره على نعم تتوالى، وآلاء تترى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ حقٍّ ويقينٍ، أدخرها ليوم القيامة ذُخرًا، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أَشْرَفُ مَنْ علَّم، وأزكى مَنْ ربَّى وفَهَّمَ، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان وسلَّم.
أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فهي خير الوصايا وأنفعها، وأولاها وأجمعها، وصية الله للأولين والآخرين؛ (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131]، فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعلموا أنه -سبحانه- خلقكم لتعبدوه، ووهبكم العقول لتوحدوه، وأنزل إليكم الكتاب لتتبعوه، وأرسل لكم رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- لتطيعوه.
يا عبدَ اللهِ: إن بعد كل شباب هرمًا، ومع كل صحة سقمًا، ومع كل حياة في الدنيا موتًا، فخذ من شبابك لهرمكَ، ومن صحتك لسقمكَ، ومن حياتكَ لموتكَ؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[فَاطِرٍ: 5-6].
أيها المسلمون: التعليمُ هو مفتاحُ التقدُّم، وطريقُ النهضةِ، وهو السبيلُ لاستشراف المستقبل، بالتعليم تُبنى العقولُ، ويكون الإبداعُ.
بالتعليم تُغرَس العقيدةُ الصحيحةُ، والتوحيدُ النقيُّ، بالتعليم الصحيح يَفهَم المتعلِّمُ الإسلامَ فهمًا صحيحًا، متكاملًا، وسطًا، التعليم هو الذي يُزوِّد بالقِيَم، والمُثُل العليا، ويُكسِب المعارفَ والمهاراتِ، ويُنمِّي الاتجاهاتِ، والسلوكَ البنَّاءَ، بالتعليم يكون استقرارُ المجتمعِ وتطوُّرُه، ويكون به الفردُ عضوًا نافعًا في أمته.
التعليم هو الذي يُحدِّد الهُوِيَّة، ويُشكِّل الأخلاقَ، ويَضبِط الثقافةَ، ويُحقِّق الاندماجَ في المجتمع، وهو الذي يُحقِّق أهدافَ الخططِ: دينيَّةً، وسياسيَّةً، واقتصاديَّةً، واجتماعيَّةً، وثقافيَّةً، وغيرها.
مَعاشِرَ الإخوةِ: التعليمُ يَنجَح حين يُحْكِم العَلاقةَ بين المعلم والمتعلم، والتعليم يَنجَح حين يؤدِّي المعلمُ وظيفتَه، بل رسالتَه بإتقان، والتعليم يَنجَح حين يَقتَنِع المعلمُ بدوره العظيم، ومسؤوليته الكبرى في بناء الإنسان، ويكون مؤمنًا بالثروة البشريَّة التي تَخرُج من تحت يده.
معاشرَ المسلمينَ: المعلمُ هو ركنُ نجاحِ التعليمِ، المعلم -بإذن الله- هو عماد الأوطان، وكلما رَسَخَتِ القيمةُ العاليةُ للمعلِّم كانت النهضةُ والحضارةُ.
المعلمُ الحقُّ هو ذو الخبرة الذي يؤخذ منه العلمُ والتربيةُ، ولولاه لَمَا كانت المهنُ ولا المهاراتُ، ولا الاختصاصاتُ، وهو الذي يمدُّها بالعناصر البشريَّة المؤهَّلة علميًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا.
المعلمُ -بتوفيق الله- هو صانعُ العقولِ يَخرُج من تحت يده: العالِمُ، والداعيةُ، والقاضي، والمهندسُ، والطبيبُ، والمخترِعُ، والمكتشِفُ، والعسكريُّ، والتاجرُ، والفلَّاحُ، والصانعُ، وغيرُهم من أرباب الوظائفِ، والمهنِ، والحِرَفِ، بل وأصحاب الفِكْر والقلم، والرأي، كلُّ هؤلاء مِنْ صُنْعِ يدِه، ومن خطِّ قلمِه، بل عظماء التاريخ، وكبار العلماء، ورجال السياسة، وصُنَّاع القرار، كلُّ هؤلاء مرُّوا من تحت المعلم في نظام تعليميّ وتربويّ طويل ومتين.
إنَّ مَوْطِنَ القوةِ في بناءِ الأوطانِ هو المعلمُ، والدولُ حين تُخطِّط لبناء المصانع لإنتاج المعِدَّات والمراكب، والأدوات والأجهزة، تضع في مقدمة ذلك خطتَها لصانع العقول، الذي مِنْ تحت يدِه يكون إنتاج هذا كلِّه.
مَعاشِرَ الإخوةِ: إن إعداد المعلم صناعةٌ مستقلَّة بذاتها، قائمةٌ بأركانها، والمعلمون العظماء هم القادرون -بإذن الله- على تغيير الحياة نحوَ الأفضل، وهم القدوة الذين يُحدِثون الأثرَ العظيمَ في حياة طلابهم.
أيها المسلمون: ومِنْ أجلِ هذا فإنَّ المعلم الكُفْءَ هو المعلم المخلِص، المتمسِّكُ بدِينِه، المستقيمُ في سلوكه، المنضبطُ في تصرفاته، الحازم، القوي، يُقدِّر الظروفَ، ويتفهَّم الواقعَ، واسع الأفق، متمكن من مادته وتخصصه، حليم، واسع الصدر، مَرِن، وصبور، قادر على التكيُّف.
المعلم الكفء هو المتميِّز في تخصصه، الجادّ في عمله وأدائه، القدوة الحسنة في حُسْن خُلُقه، المعتدل، الوسط في تعامُلِه.
المعلم طاقة فيَّاضة، يتألَّق في أدائه، يُقدِّم العلمَ في أفضل صورة، يُحفِّز المجتهدَ ليزداد، ويُساعِد الضعيفَ ليرتقي، يُحبِّب الطلابَ في المادة، ويُشوِّقُهم بالأسلوب، ويجذبهم بالطريقة، يسمعون منه كلمةَ الشكر والتقدير، ويتلقَّون منه التحفيزَ والتشجيعَ، المعلمُ قائدٌ لطلابه؛ فعَلاقتُه بهم عَلاقةُ مشارَكةٍ، وتعليمٍ، وتربيةٍ، وتدريبٍ.
ولْيَعلَمِ المعلمُ الكريمُ أن عيون الطلاب معقودة بعينه، فالحَسَن عندَهم ما يستحسنه، والقبيح عندَهم ما يكرهه، هكذا قال علماؤنا -رحمهم الله-.
أيها المعلمُ الكريمُ: بينَ يديكَ أثمنُ ما تملكه الأمةُ، بين يديكَ ثروةٌ تتضاءلُ أمامَها كنوزُ الأرضِ جميعُها، إنها الثروةُ البشريَّةُ.
أنتَ حاملُ رسالةِ العلمِ، ومنشئُ الأجيالِ -بإذن الله-، ومربِّي الرجال، ومعلمُ الناسِ الخيرَ، أنتَ -بإذن الله- بحُسن تعليمكَ، وصدق توجيهكَ تجعل الناشئةَ قرةَ عَينٍ لوالِدِيهم، وذخيرةً لأوطانهم، وبُناةً لحضارتهم، أنتَ القدوةُ الصالحةُ إذا صَلَحْتَ، واحذَرِ التناقضَ بينَ القولِ والعملِ، والظاهرِ والباطنِ؛ فازدواجيةُ التوجيهِ مَهْلَكةٌ، أنتَ تُؤثِّر على طلابكَ بأقوالكَ وأفعالكَ، ومظهركَ، وفي كل تصرفاتكَ وأحوالكَ، مهمتُكَ هي تعليم العلم، وتهذيب النفوس، وتوجيه السلوك، وبناء الحياة الصالحة.
أيها المعلمون: أنتم الوارثون والْمَوْرُثُونَ: مَنْ علَّم منكم عِلْمًا فله أجرُ مَنْ عَمِلَ به لا يَنقُص ذلك من أجر العامل شيئًا، بهذا جاء الحديثُ عن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، وأنتم الوارثون وأنتم الْمَوْرُثُونَ: "العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ، والأنبياءُ لم يُورِّثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنَّما ورَّثُوا العلمَ، فمَنْ أخذَه أخَذَ بحظٍ وافرٍ".
أنتم الوارثون وأنتم المورثون: "إذا مات الإنسان انقطَع عملُه إلَّا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَع به بعدَه، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له"، أنتم لكم حظٌّ وافرٌ من هذا الحديث الشريف بأنواعه الثلاثة؛ فالمرشِد إلى الصدقة ودليلُها هو المعلم، فأنتم شركاء، فما يُبذَل من صدقات، وما يُنشَأ من وصايا وأوقاف أنتم فيه شركاءُ، وأنتم فيه وارثون مَوْرُوثُونَ، وأمَّا الولد الصالح فإنما هو ثمرة العلم، والتربية والتزكية، فما أعظمَ ما ينالُ العالِمَ والمعلِّمَ من أجرٍ! وما أكبرَ ما يُحدِث من أثر!
أيها الإخوة: وإن للإعلام دورًا عظيمًا في ترسيخِ مكانةِ المعلمِ، ونشرِ هيبتِه، وحفظِ منزلتِه، وبخاصةٍ من خلال الروايات، والقصص، والمسلسلات، وأدوات التواصُل، والحذر كلَّ الحذرِ من أن تتضمَّن أيُّ مادةٍ إعلاميَّةٍ الحطَّ من مكانته، أو التقليلَ من وظيفته، أو التنقُّصَ من رسالته.
وبعدُ -حفظكم اللهُ-: فكلُّ جهدٍ كريمٍ، وعملٍ مباركٍ يُبذَل في سبيل تحسين التعليم مُنطَلَقُه هو إعدادُ المعلمِ الجيدِ، والأستاذِ الكفءِ؛ لأنَّه من أهم مُقوِّمات بلوغ أهداف التربية والتعليم.
بصلاح المعلم تَصلُح الأجيالُ، وباحترام المعلم ترتقي الأمةُ، وبضَعْفه تَضعُف، وإذا كان وراء كل أُمَّةٍ عظيمةٍ تربيةٌ عظيمةٌ فإنَّ وراء كل تربية عظيمة معلمًا عظيمًا، ولا يَصلُح التعليمُ إلا إذا صَلَحَ المعلمُ؛ إعدادًا ودينًا، وخُلقًا وثقافةً، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)[الْبَقَرَةِ: 151-152].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله عزَّ واقتدر، وعلا وقهَر، أحمده -سبحانه- على نعمه ما بطن منها وما ظهر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد ألا إله وحده لا شريك له، دلت على وحدانيته الفِطَرُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، سيد البشر، الشافع المشفَّع في المحشر، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله السادة الغُرَر، وأصحابه الكرام الدُّرَر، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسان، ما اتصلت عينٌ بنظر، وأُذُنٌ بخبر.
أما بعدُ، معاشرَ المسلمينَ: احترامُ المعلمِ، ومعرفةُ حقِّه هو توفيقٌ من اللهِ وهدايةٌ، ومَنْ أهمَل ذلك، أو قصَّر فيه فهو من دلائل العقوق، والخِذلان، والخسران، وفي المسند وغيره عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من أمتي من لم يُبَجِّل كبيرَنا، ويرحم صغيرَنا، ويعرف لعالمنا حقَّه"(حسنه الألباني).
أيها الطالبُ الموفَّقُ: مَنْ علَّمَكَ حرفًا فأخلِصْ له وُدًّا، اكتسِبْ من المعلم أخلاقَه قبلَ عِلمه، وأدبَه قبلَ درسِه، اجعله قدوةً فيما صَلَحَ من أمره، ولا تتَّبِع ما أخطأ فيه من فِعله، واحفظ له من العين ما رأَتْ، ومن الأذن ما سمعَتْ، ذُبَّ عن عِرضه، واحفظه في غيبته، يقول الحافظ النووي -رحمه الله-: "من أدب المتعلم أن يتحرى رضا المعلم وإن خالف رأي نفسه، ولا يغتاب عنده، ولا يفشي له سرا، وأن يدخل عليه وهو كامل الهيبة، فارغ القلب من الشواغل، ويتلطف في سؤاله، ويحسن خطابه، ولا يسأل عن شيء في غير موضعه.
ألا فاتقوا جميعا -رحمكم الله-، واتقوا الله أنتم أيها الآباء أيها الأمهات: قِفُوا مع المعلم، وعلِّموا أولادَكم احترامَه، وحفظ مكانته، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه، أو الحطّ مِنْ قَدرِه، علِّمُوهم أدبَ التعليم، وأدبَ الحوار، وأدبَ السؤال، حتى يُحَصِّلوا عِلْمًا، ويَحْمِلُوا أدبًا، حقُّ المعلمِ أن تُظْهَرَ مناقبُه، وتُستَرَ معايبه، ويُعظَّم قدرُه، ومَنْ أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمد رسول الله؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله، فقال سبحانه وهو الصادق في قيله، قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ، نبيِّنا محمد، الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدينَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ وجودكَ وإحسانكَ، يا أكرم الأكرمين.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، واخذل الطغاة والملاحدة وسائرَ أعداء الملة والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورنا، واجعَلِ اللهمَّ ولايتَنا فيمن خافَكَ واتقاكَ واتبعَ رضاكَ، يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا بتوفيقِكَ، وأعِزَّه بطاعتكَ، وأعلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، اللهُمَّ وفِّقْه ووليَّ عهده وإخوانه وأعوانه لما تحبه وترضاه، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهُمَّ وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهُمَّ وأبرم لأمة الإسلام، يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.
اللهُمَّ من أرادنا وأراد ديننا وكتابنا ونبينا ومقدساتنا وأمننا واجتماع كلمتنا بسوء، اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهُمَّ اكفناهم بما شئت يا قوي يا عزيز.
سبحانك ربنا عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، وتبارك اسمك، وتعالى- جدك، ولا إله غيرك، نسألك الله بمنك وكرمك وجودك أن تحفظ إخواننا في فلسطين، اللهم احفظهم بحفظك، واكلأهم بعنايتك، وأحطهم برعايتك، اللهُمَّ اجبر كسرهم، وأقل عثرتهم، وفك أسرهم، اللهُمَّ اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، واقبلهم شهداء عندك، اللهُمَّ انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهُمَّ إن أعداءهم قد طغوا وبغوا، وظلموا، وأفسدوا اللهُمَّ اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا قوي يا عزيز، اللهُمَّ حرر المسجد الأقصى من المحتلين الغاصبين، اللهُمَّ أعل شأنه وارفع مكانه، ورسخ بنيانه، وثبت أركانه، يا سميع الدعاء.
اللهُمَّ انصر جنودنا، المرابطين على حدودنا، اللهم سدد رأيهم، وصوب رأيهم، واشدد أزرهم، وقو عزائمهم، وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على من بغى عليهم، اللهُمَّ أيدهم بتأييدك، وانصرهم بنصرك، اللهُمَّ احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعوذ بك اللهم أن يغتالوا من تحتهم، اللهم ارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللهم غيثًا مغيثًا غدقًا سحًّا، مجلِّلًا، تغني به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد.
اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن سقياك، اللهم فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، على الله توكلنا؛ (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[يُونُسَ: 85]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
التعليقات