دلائل عظمة الله -تعالى-

الشيخ د محمود بن أحمد الدوسري

2023-01-31 - 1444/07/09
عناصر الخطبة
1/لا منتهى لعظمة الله -سبحانه- 2/من دلائل عظم الله -تعالى- 3/كيفية ترسيخ عظمة الله في قلوبنا

اقتباس

وحَمَلَةُ العَرْشِ ثَمانِيَة: يُخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن واحدٍ منهم، فيقول: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ"(صحيح، رواه أبو داود)...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أمَّا بعد: اللهُ -جلَّ في عُلاه- هو صاحِبُ العَظَمَةِ والجَلالِ، والجَمَالِ والكَمَالِ في كُلِّ شيءٍ؛ فهو عظيمٌ في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، عظيمٌ في رحمته، عظيمٌ في قدرته، عظيمٌ في حكمته، عظيمٌ في جبروته وكبريائه، عظيمٌ في هِبَتِه وعطائِه، عظيمٌ في لُطْفِه وخبرته، عظيمٌ في بِرِّهِ وإحسانِه، عظيمٌ في عِزَّتِه وعَدلِه، فهو العظيمُ المُطْلَق، فلا أحَدَ يُساوِيه، ولا عَظِيمَ يُدانِيه، ومَهْمَا عظَّمَه المعظِّمون، وأثنى عليه المُثْنون، ومَجَّده المُمَجِّدون؛ لا يُحْصُونَ ثناءَه، ولا يعظِّمونه حقَّ عَظَمَتِه، ولا يَقْدِرُونَه حقَّ قَدْرِه، فهو الذي ليس لِعَظَمَتِه بداية، ولا لِجَلالِه نهاية.

 

عباد الله: ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَتِه -سبحانه وتعالى-:

أنَّ القلبَ لَيَرْتَجِفُ مِنَ الهَيْبَةِ والجَلال؛ وهو يتحدَّث عن عظمة المَلِكِ الحقِّ الكبيرِ المُتعال.

عظيمٌ لا تُحِيطُ به الظُّنُونْ *** بِقُدْرَتِه التَّحَرُّكُ والسُّكُونْ

تعالى اللهُ خَالِـقُ كُـلِّ شَيءٍ *** مُــقَـدِّرُهُ إلى وقْــتٍ يَــكُــونْ

إذا مـا فُــزْتَ منه بِالــتَّجَلِّي *** فَـكُلُّ شَدائِدِ الـدُّنيا تَهُونْ

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: عظمةُ أسمائِه الحُسنى وصفاتِه العُلَى؛ فهو الواحد المُتفَرِّدُ بالكمال والجمال والجلال، المنزَّهُ عن الشَّرِيكِ والشَّبِيهِ والمِثال؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11]، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الأنعام: 59].

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: لا يَمْلِكُ أحَدٌ في هذه الدنيا أَنْ يَراه؛  فهو -سبحانه- أعظمُ من أنْ تُحِيطَ به الأبصار؛ (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الأنعام: 103]، ألمْ تَرَ إلى الجبل كيف انْدَكَّ، وإلى مُوسى كيف صُعِقَ؟ قال -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 143]، وكما قال أعظَمُ الخلقِ به -صلى الله عليه وسلم-: "حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ"(رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا"(صحيح، رواه الطبراني).

 

فَلْيَبْشُرْ الصَّالِحون يوم القيامة بِلَذَّةِ نَظَرِهِمْ إلى وجْهِهِ الكريم، وذلك أعلى وأعظمُ نَعِيمِ الجنة؛ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[القيامة: 22، 23]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، يَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ؟ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ الحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ- ثُمَّ تَلاَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26]"(رواه مسلم).

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: عَظَمَةُ كُرْسِيِّه، وَرَدَ ذِكْرُ الكُرْسِيِّ في أعظمِ آيةٍ في القرآن؛ لأنها احتوتْ على أسماءِ الله وصفاتِه، فهي مُكَوَّنَةٌ من عَشْرِ جُمَلٍ كلها أسماءٌ وصفاتٌ لله -عز وجل-، وفيها يقولُ اللهُ -تعالى-: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)[البقرة: 255]، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ العَرْشِ عَلَى الكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الحَلَقَةِ"(صحيح، رواه الأصبهاني في (العظمة)، والبيهقي في (الأسماء والصفات)، ورَغْمَ هذه العظمةِ المُبْهِرَةِ للكرسيِّ إلاَّ أنه مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، كما قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: "الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، وَالعَرْشُ لَا يُقَدِّرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ"(صحيح موقوف، رواه ابن خزيمة في (التوحيد) والأصبهاني في (العظمة).

 

عباد الله: إنَّ العقلَ يَطِيشُ ويَذْهَلُ عندما يتأمَّلُ فقط سَعَةَ الأرضِ، فكيف بِسَعَةِ السَّماوات والأراضين كُلِّها؟! فإذا كان الكرسيُّ يَسَعُ هذا كلَّه، فكيف تكون عظمَتُه؟! سبحان المَلِكِ العظيم!.

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: عَظَمَةُ عَرْشِه، بل هو أكبرُ المخلوقاتِ وأعظمُها، وقد وصَفَه ربُّنا بالعظمة فقال -سبحانه-: (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[التوبة: 129]، (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)[المؤمنون: 116].

 

ولِعَظَمَةِ العَرْشِ وجَلالِه ومَكانَتِه خَلَقَه العليمُ العظيمُ بِيَدِه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قال: "خَلَقَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ: العَرْشَ، وَالقَلَمَ، وَآدَمَ، وَجَنَّةَ عَدْنٍ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الخَلْقِ: كُنْ فَكَانَ"(صحيح موقوف، رواه الآجُرِّي في (الشريعة) والحاكم في (المستدرك).

 

ولِعَظَمَةِ العَرْشِ جَعَلَهُ اللهُ سَقْفَ المَخْلوقات؛ "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ"(رواه البخاري).

 

وحَمَلَةُ العَرْشِ ثَمانِيَة: يُخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن واحدٍ منهم، فيقول: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ"(صحيح، رواه أبو داود)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ العَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ، أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ"(صحيح، رواه ابن ماجه)، فمَنْ أرادَ أنْ يكونَ له ذِكْرٌ عند العرش فليقل هذا الذِّكْرَ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله...

 

أيها المسلمون: ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: عَظَمَةُ التَّشْرِيعِ الذي شَرَعَهُ لِعِبادِه؛ فهو تشريعٌ يَضْمَنُ لهم سعادةَ الدُّنيا والآخِرَة، ويُحَقِّقُ لهم الأمنَ والأمانَ والاطمئنان، فهو شَرْعٌ عظيمٌ مُحْكَمٌ، يَجْمَعُ كُلَّ خير، وقال فيه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3]، فهو تشريع يحفظ على المسلمين أعراضَهم، وأموالَهم، ودماءَهم، ودينَهم، وعقولَهم.

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَةِ ربِّنا: عَظَمَةُ كِتابِه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- – مُبَيِّنًا عظمةَ القرآن: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا"، يعني: آيات أُمِّ القُرآن، "وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ"(صحيح، رواه الترمذي).

 

ورَوْعَةُ القرآنِ وعَظَمَتُه تَجَاوَزَتِ المسلمين إلى الكافرين؛ حين سَجَدوا عند سماعِه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "سَجَدَ النَّبِيُّ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُونَ، وَالمُشْرِكُونَ، وَالجِنُّ، وَالإِنْسُ"(رواه البخاري).

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَتِه: عَظَمَةُ خَلْقِه، مَنْ تأمَّلَ هذه المخلوقاتِ العجيبةَ امتلأَ قلبُه بعظمةِ اللهِ العظيم؛ قال -تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)[ الإسراء: 44]، وقال -جَلَّ ذِكْرُه-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ)[الحج: 18]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُ فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا سَبَّحَ اللَّهَ بِحِمدهِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَأَغْبِيَاءِ بَنَي آدَمَ"(حسن، رواه الطبراني).

 

ومِنْ دَلائِلِ عَظَمَتِه: عَظَمَةُ يَومِ القِيامَة، فهو يومٌ عظيمٌ أمْرُه، شديدٌ هولُه، لا يُلاقِي العبادُ يومًا مثلَه، وصَفَه اللهُ -تعالى- بالعَظَمِةِ حين قال: (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[المطففين: 4-6]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الحج: 1، 2]؛ (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)[عبس: 34-37]، (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)[المزمل: 17].

 

وإذا الـــجَنِينُ بِــأُمِّهِ مُــتعَـــلِّقٌ *** يـَخْــشَى الــحِسَـابَ وقَــلْــبُهُ مَذْعُــورُ

هذا بِلا ذَنْبِ يَخافُ لِهَوْلِهِ ***  كَيفَ المُقيمُ على الذُّنوبِ دُهُورُ؟!

 

ومِنْ شِدَّةِ هَوْلِه: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ"(رواه مسلم)، ففي هذا اليومِ العظيمِ يَتَلاشَى كِبْرياءُ المخلوقين، وتَنْمَحِي عظمةُ العُظماء، لا يَمْلِكون كَلامًا، أو اعتذارًا، أو تَصَرُّفًا؛ (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[غافر: 16].

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life