عناصر الخطبة
1/ضَعْف الأمة الإسلامية وتكالب الأمم عليها 2/الأحداث المؤسفة بخصوص التطاول على الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم 3/ضرورة التزام المسلمين بأحكام دينهم وشرائعه 4/رسالة دعم ومؤازرة للحُجَّاج الفلسطينيين 5/رسالة بشأن أحداث جامعة النجاح 6/التحذير من مؤسسة "قوس" 7/رسالة بشأن المسجد الأقصى المبارك الأسيراقتباس
تحذيرٌ، ثم تحذيرٌ، ثم تحذيرٌ، مما تسمَّى مؤسَّسة "قوس"، والتي تقوم على أفكار هدَّامة، تُدنِّس أرضَ الإسراء والمعراج، إنهم يَدْعُونَ إلى المثليَّة وإلى الشذوذ الجنسي، إلى إباحة اللواط، وإباحة السحاق، إنهم يسعون إلى تمزيق الأسرة المسلمة، إنهم يُنكِرون أحكامَ القرآن الكريم فيما يتعلَّق بالميراث...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ.
الحمدُ للهِ إذ لم يأتِنِي أجَلِي *** حتى اكتسيتُ مِنَ الإسلامِ سربالَا
الحمدُ للهِ حمدَ العابدينَ الشاكرينَ، ونستغفِرُكَ ربَّنا ونتوب إليكَ، ونتوكَّل عليكَ، ونُثني عليكَ الخيرَ كلَّه، أنتَ ربُّنا ونحن عبيدُكَ، لا معبودَ سِوَاكَ، لا ركوعَ، ولا سجودَ، ولا تذلُّلَ، ولا ولاءَ إلا إليكَ، سبحانكَ فأنتَ ملاذُ المؤمنينَ الصادقينَ، حافظُ المسلمينَ المجاهدينَ، مُخزِي السماسرةِ الملعونينَ، والبائعينَ المرتدِّينَ، هازم الكافرينَ المحتلينَ المتغطرسينَ.
إلهي على صراطك قد يممتُ إقبالي *** فأنتَ مولاي في حِلِّي وتِرحَالِي
ربِّ بغيركَ ما أشركتُ في نُسُكِي *** ولا كفرتُ بأقوالي وأفعالي
آمنتُ أنكَ ربِّي واحدٌ أحدٌ *** عليكَ معقودةٌ في العفو آمالي
ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، القائل: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)[الْأَحْزَابِ: 39]، والقائل: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)[النِّسَاءِ: 104].
اللهم اجعل في قلوبنا نورًا، وفي أسماعنا نورًا، وفي أبصارنا نورًا، وبين أيدينا نورًا، اللهم يسر لنا أمورنا، ووحِّد صفوفَنا، واحقِنْ دماءنا، وعليكَ بمَنْ ظلَمَنا وآذانَا.
ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمدًا، عبد الله ونبيه ورسوله، إمام الأنبياء والمرسَلينَ، وقدوة العلماء العاملين، القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعينَ". صلَّى اللهُ عليكَ يا حبيبي يا رسول الله، ونحن نصلِّي عليكَ، وعلى آلِكَ الطيبينَ المبجَّلينَ، وصحابتِكَ الغُرّ الميامينَ المحجَّلينَ، ومن تبعكم وجاهد جهادكم إلى يوم الدين.
أما بعدُ: فيقول رسولنا الكريم الأكرم؛ محمد -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكَلَةُ إلى قصعتها"، فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهنَ. قال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حُبّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ".
لقد صدقتَ يا حبيبي يا سيدي يا رسول الله؛ فإنَّ الأمة الإسلاميَّة في هذه الأيام يزيد عددها عن مليارين من النسمة، ولكنَّ الأمم الأخرى تتداعى عليها، بالقتل والتدمير والتقسيم، ولا تكترِث بالمسلمين في هذه الأيام، ولا تهابهم، ولا تخاف منهم، ولا تحسب لهم حسابًا، بل تتطاول عليهم، كما تتطاول على الإسلام، وعلى نبي الإسلام، رغمَ كثرة عدد المسلمين، فهم كغثاء السيل، لا وزنَ ولا قيمةَ لهم في العالَم؛ لماذا؟ لقد أصابَهُم الوهنُ، والضَّعْفُ والهوانُ، والذلةُ؛ نتيجةَ حُبِّهم للدنيا، وتمسُّكِهم بها، وبزخارفها، واعتبارها هدفًا لهم في الحياة، وكذلك نتيجةَ كراهيتهم للموت وعدم استعدادهم له.
أيها المسلمون، يا إخوة الإيمان في كل مكان: لقد تجرأ الشرق والغرب على المسلمين؛ في الإساءة إلى الإسلام، وتشويه صورته، وإلى نبي الإسلام، محمد -صلى الله عليه وسلم-، فما شاهدناه قبل أسبوع في الهند؛ حيث تطاوَل عُبَّادُ البقرِ على سيدِ البشرِ، لقد تطاوَل عُبَّادُ البقرِ على سيد البشر، وحينما غَضِبَ المسلمون في الهند دفاعًا عن نبيِّهم وعن دينهم تمَّ قمعُهم، وبطشهم، مِنْ قِبَل الحكومة الهنديَّة، فاستُشهد العشراتُ من المسلمين، وجُرِحَ المئاتُ، واعتُقل الآلافُ منهم، فماذا كان ردُّ الدول العربيَّة والإسلاميَّة؟! إنَّه ردٌّ لا يرقى إلى التحدِّي؛ لقد اكتفَوْا بإصدار البيانات والاستنكارات، واستمرتِ الحكومةُ الهنديةُ في بطشها وقمعها وأنها تُخطِّط الآنَ لهدم عدد من المساجد، وسبَق لها أن هدمت عشرات البيوت.
أيها المسلمون، أيها المرابطون، أيها الأقصويون: هذا وقد سبق للغرب أن أساء إلى الإسلام، بتشويه صورته، وكذلك الإساءة لنبي الإسلام، محمد -صلى الله عليه وسلم-، فما حصَل في فرنسا أقرب دليل على عداء فرنسا للمسلمين، سابقًا ولاحقًا، فإن الحروب الصليبية، قد انطلقت أصلًا من فرنسا، ولا تزال رائحةُ الكراهية تنبعث من الرئيس الفرنسي ومن الشعب الفرنسي، وأن الدول الغربيَّة تَعتبِر الإساءةَ إلى الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بصور ورسومات سخرية واستهزائية هي حرية تعبير، وهذا تضليلٌ في تضليل؛ فهناك فَرْقٌ بينَ التعرُّض لمشاعر المسلمين وعقائدهم وبين حرية الرأي والتعبير.
أيها المسلمون، يا خير أمة أُخرِجَتْ للناس: لماذا يحصل هذا كلُّه بحق المسلمين دون غيرهم؟ والجواب: إننا نجد ذلك في الكتاب والسُّنَّة النبويَّة المطهَّرة، فيقول سبحانه وتعالى- في سورة البقرة: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ)[الْبَقَرَةِ: 137]، فإن الالتزام بأحكام ديننا الإسلامي العظيم يؤدِّي إلى الهداية والرَّشاد، وأن الابتعاد عن هذه الأحكام سيؤدِّي إلى الشقاق والخلاف والنزاع، كما هو واضح في أيامنا هذه، فالله -سبحانه وتعالى- يقول في سورة الأنفال: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الْأَنْفَالِ: 46].
أيها المسلمون، أيها المصلون، أيها المرابطون، وكلنا مرابطون: إن رسولنا الكريم الأكرم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يطلب منا الالتزام بالكتاب والسُّنَّة، وأن عدم الالتزام يؤدِّي إلى الضلال والضياع، فيقول: "تركتُ فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسكتُم بهما؛ كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِه".
يا سيدي يا حبيي يا رسول الله: إنك نبيٌّ بعثَكَ اللهُ للبشرية جمعاء، ونحن أتباعك، ومعذرةً إن كنا قد قصرنا بحقك، ولن نتخلى عن رسالة الإسلام، التي بعثها الله من خِلَالِكَ، لقد كنتَ ولا زلتَ نجمًا ساطعًا تُنير للعالَم طريقَ الهداية والرشاد، فأنتَ نورٌ، ونهجُكَ نورٌ.
إنَّ الرسولِ لَنُورٌ يُستضاءُ به *** مُهَنَّدٌ من سيوف الله مسلولُ
فسلام الله عليك يا حبيبي يا رسول الله، من المؤمنين الصابرين المصابرين في فلسطين، وفي بيت المقدس، ومن المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارَك، يوم مولدك، ويوم بعثتك، ويوم إسرائك، إلى هذه الأرض المباركة المقدَّسة، ويوم انتقالك إلى الرفيق الأعلى.
وأنتم يا حجاج بيت الله الحرام: صحبتكم السلامة، نودعكم على بركة الله، أَوصِلُوا السلامَ مِنْ فلسطين إلى حبيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانقلوا له ما يعانيه المسلمون في فلسطين، وما يعانيه المسجد الأقصى المبارَك، وما يعانيه مسراك، من انتهاكات وتجاوزات واقتحامات، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
جاء في الحديث النبوي الشريف: "عينانِ لا تمسُّهما النارُ: عينٌ بَكَتْ من خشية الله، وعينٌ باتَتْ تحرس في سبيل الله" صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ادعوا الله وأنتم موقِنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفِرينَ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمينَ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا نبينا محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله سيدنا محمد، كما صليتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارِكْ على سيدنا محمد، كما باركتَ على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
أيها المصلون: أتناوَل في هذه الخطبة ثلاثَ رسائل وبإيجاز.
الرسالة الأولى: بشأن الأحداث الأخيرة التي وقعت في جامعة النجاح بمدينة نابلس، هذه الجامعة جامعة النجاح العريقة، والقلعة العِلميَّة الشامخة، منذ أوائل القرن الماضي، حينما كانت مدرسة ثم كلية، ثم جامعة، والتي حدثت فيها مؤخَّرًا أحداثٌ مؤسفةٌ، وغير حضارية، استُخدم خلالها الفلفل والسلاح؛ حيث ألقَتْ بظلالها السلبيَّة على الجامعة، إلى أن تدارك مجلسُ الأمناء، مجلسُ أمناء الجامعة هذا الوضع الشاذَّ الطارئَ، فأخذ عدةَ قرارات حكيمة وصارمة؛ لإعادة الجامعة إلى سابق عهدها، بهيبتها وسمعتها وحصانتها، ولكِنْ ومع الأسف، هناك عدد من الطلاب، الذين تم الاعتداء عليهم قد زُجُّوا في السجون، والسؤال: أين اعتُقِلَ هؤلاء الطلابُ؟ إنهم في سجن أريحا، سيئ السمعة والصيت، ويُطلَق على سجن أريحا "سجن المسلخ"، لماذا؟ لِمَا يعانيه المعتقَلون من التعذيب، ولكِنْ بحقِّ مَنْ؟ بحق أبنائنا، بأبنائنا، وهذا هو المؤلِم والمُحرِج، وعليه فمن على منبر المسجد الأقصى المبارَك، نُطالِب بإطلاق صراح الطلاب، وغير الطلاب المعتقَلين في هذا السجن سيئ الصيت والسمعة، بدون قيد ولا شرط، ففي ذلك تحسين لسمعة السجن، ولسمعة القائمين عليه، فكفانا ما نحن فيه، من الإجراءات القمعية الاحتلالية، ونستذكر قول الشاعر:
كلما أنبتَ الزمانُ قناةً *** ركَّب المرءُ في القناة سِنَانَا
اللهم هل بلغتُ؟ اللهم فاشهَدْ.
أيها المصلون، يا أبناء أرض الإسراء والمعراج: الرسالة الثانية: تحذيرٌ، ثمَّ تحذيرٌ، ثم تحذيرٌ، مما تسمَّى مؤسَّسة "قوس"، والتي تقوم على أفكار هدَّامة، تُدنِّس أرضَ الإسراء والمعراج، إنهم يَدْعُونَ إلى المثليَّة وإلى الشذوذ الجنسي، إلى إباحة اللواط، وإباحة السحاق، إنهم يسعون إلى تمزيق الأسرة المسلمة، إنهم ينكرون أحكام القرآن الكريم فيما يتعلَّق بالميراث، وبأحكام الشريعة الإسلاميَّة المتعلِّقة بالمرأة بشكلٍ عامٍّ، إنهم يتسترون برفع شعارات وطنيَّة، ورفع العلم الفلسطيني؛ لإيهام الناس وخداعهم، نعم احذروهم، إنهم يُخالِفون أحكامَ ديننا الإسلامي العظيم، معارضةً واضحةً، وانتبِهوا أيها المصلون فإنَّ مَنْ يتعامل معهم فهو منهم، هذا وقد امتدَّ سرطانُهم إلى مدينة القدس، وإلى مدينة رام الله، ولهم فرعٌ في رام الله؛ حيث يقومون بنشاطاتهم بكل حرية ودون اعتراض، فاحذروهم، ثم احذروهم، اللهم هل بلغتُ؟ اللهم فاشهد.
أيها المصلون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: الرسالة الثالثة والأخيرة، بشأن المسجد الأقصى المبارَك، وكما عودناكم فإن الأخطار لا تزال تُحدِق بهذا المسجد المبارَك، فالاقتحامات تتكرر، والتجاوزات تزداد؛ حيث تتم تحت الحراب، فما هذه الصلاة التلمودية التي تتم من قبل المقتحمين تحت الحراب، وبالحراسة المشدَّدة، التي تُسانِدهم وتحميهم، في الوقت نفسه يُقمَع المصلونَ المسلمونَ وهم أصحاب الحق الشرعي، وهم أصحاب البيت وحدهم، وذلك بقرار من رب العالمين.
أيها المصلون: وهكذا فإن أطماع اليهود في الأقصى لا تقف عند حد معين؛ لأنهم يريدون أن ينُجِزوا المرحلةَ الأولى بالتقسيم الزماني والمكاني، ولكن لن يتم هذا -بإذن الله-، وبقدرته، وبعونه، ولن يتخلى الله -عز وجل- عن المرابطين والمرابطات، المتمسِّكين بقرار رب العالمينَ من سبع سنوات، كما ونستنكِر الحفرياتِ التي تُحيط بالأقصى، وتتساقط حجارة الحائط الجنوبي؛ للدلالة على الحفريات التي تُؤثِّر على بنيان الأقصى، وتؤثر أيضًا على المباني المحيطة بالأقصى.
فللأقصى ربٌّ يحميه، والله مع العاملين، ولا يسعنا الله إلا أن نقول: حماك الله يا أقصى، قولوا: آمين.
أيها المصلون: الساعةُ ساعةُ استجابةٍ، فأمِّنوا مِنْ بَعديّ: اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وفَرِّج الكربَ عنَّا، اللهم احمِ المسجدَ الأقصى من كل سوء، اللهم تقبل صلاتنا وقيامنا وصيامنا وصالح أعمالنا، اللهم يا الله يا أمل الحائرين، ويا نصير المستضعَفين، ندعوك بكل اليقين، إعلاء شأن المسلمين بالنصر والعز والتمكين.
اللهم ارحم شهداءنا، وشافِ جرحانا، وأطلِق سراحَ أسرانا، اللهم إنا نسألك توبة نصوحًا، توبة قبل الممات، وراحة عن الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
وأَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
التعليقات