عناصر الخطبة
1/الغاية من بعثة الرسل 2/أهمية تحقيق التوحيد 3/أنواع العبادة وصورها 4/شرك القبوريين وبعض صور ذلك 5/حكم سؤال الله بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- 6/حكم البناء على القبور وتجصيصها 7/وجوب إخلاص الدعاء لله 8/أهمية لا إله إلا الله وفضلهااهداف الخطبة
اقتباس
اعلموا أن تحقيق التوحيد وتخليصه من شوائب الشرك والبدع مطلوب، والتوحيد هو أساس الدين الصحيح، الذي لا يقوم الدين إلا عليه؛ لأنه لا يصح للعبد إسلام، ولا يقبل منه صلاة، ولا زكاة، ولا صوم، ولا حج إذا لم يكن موحداً لله؛ لأن ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أحمده وأشكره، أمر ألا تعبدوا إلا إياه مخلصين له الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله -عز وجل- وأطيعوه.
عباد الله: لقد أرسل الله رسله ليدعو الناس إلى توحيده، وإخلاص العبادة له سبحانه وبحمده، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36].
وقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء: 23].
وقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5].
أمة الإسلام: إذا عرف هذا، فاعلموا أن تحقيق التوحيد وتخليصه من شوائب الشرك والبدع مطلوب، والتوحيد هو أساس الدين الصحيح، الذي لا يقوم الدين إلا عليه؛ لأنه لا يصح للعبد إسلام، ولا يقبل منه صلاة، ولا زكاة، ولا صوم، ولا حج إذا لم يكن موحداً لله؛ لأن غير الموحد مشرك، والمشرك عمله حابط، وذنبه غير مغفور، كما أخبر الله -جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].
أمة الإسلام: اعلموا أن معنى التوحيد، هو: إفراد الله بالعبادة، والعبادة، هي غاية الذل مع الخضوع، والعبادة أنواع كثيرة، منها: الدعاء، وهو: سؤال مغفرة الذنوب، وسؤال دخول الجنة، وسؤال النجاة من النار، وشفاء المرضى، ورد الغائب، وتفريج الكربات، وإنزال الغيث، والنصر على الأعداء، والصلاح، ونحو ذلك، فكل هذه المطالب عبادة لا تطلب إلا من الله؛ لأنه هو القادر عليها، فمن طلب من المخلوق شيئاً منها فقد عبده من دون الله، وجعله لله نداً وشريكاً؛ لأن الدعاء مخ العبادة ، كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء مخ العبادة".
وكما قال ربنا -جل وعلا-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60].
ويقول جل وعلا: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [الجـن: 18].
أجل يا أمة الإسلام! أجل يا أمة القرآن! أجل يا أمة لا إله إلا الله: لينتبه الذين غفلوا، وأهملوا العقيدة.
لينتبه الذين أهملوا عقيدة التوحيد، وساروا وراء القبوريين، وراء المخرفين، وراء الغلاة الضالين، صاروا لا يفكرون، ولا يعتبرون ولا يذكرون، هم في جانبٍ والحق في جانب، هم يتوسلون ويتبركون بأصحاب القبور، ويسألونهم ما لا يقدرون عليه، يسألون تلك الجثث الهامدة، يسألون عظاماً صارت رميماً، يسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، والله وهو أصدق القائلين يقول: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) [فاطر: 13].
الله أكبر! أين المسلمون من القرآن؟ أين هم من آيات الله المحكمات؟ أين هم من الآيات البينات الواضحات؟
إذ هو رب العالمين يخاطبهم في محكم البيان، إن كانوا مسلمين، يقول لهم جل وعلا: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 13-14].
والله لو كانوا يملكون لأنفسهم نفعاً لما ماتوا، ولما صاروا تحت التراب، ولما صاروا عظاماً رفاتاً، ولما لعب بهم دود الأرض؛ فكيف يسألهم المخلوقون؟!
كيف يتوسلون بهم من دون الله؟!
كيف يستغيثون بهم من دون الله؟!
لقد تعلق كثير من الجهال بأحاديث موضوعة ومزورة ومكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب عليه، فقال: "من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
يا له من تحذير شديد! فيه من الوعيد الأكيد ما يجعل المسلم في حذر شديد من الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أجل -يا أمة الإسلام- إن أهل البدع والخرافات يزورون ويكذبون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد أوردوا أحاديث كثيرة، منها قولهم: إنه قال: "إذا أعيتكم الأمور، فعليكم بأصحاب القبور".
الله أكبر! حاشا أن يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- هكذا، حاشا أن يقول وهو يقول: "ألظوا بياذا الجلال والإكرام".
حاشا، أن يقول وهو إذا فزعه أمرٌ رفع رأسه إلى السماء، وقال: يا حي يا قيوم، لماذا لا يستغيث بأبيه آدم؟ لماذا لا يستغيث بنوح؟ لكن حاشا لله أن يكون رسوله بالمنزلة هذه، فهو أصدق القائلين: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) [النجم: 3].
يكذبون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقولون: إنه قال: "إذا أعيتكم الأمور، فعليكم بأصحاب القبور".
الله أكبر: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) [الكهف: 5].
هذا كذبٌ وزورٌ وباطل، وحديث موضوع لا أصل له.
فالحذر الحذر -يا أمة الإسلام-، فإن نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو".
وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تتخذوا قبري عيداً".
لا نقول: لنركب الطائرة، أو السيارة ولنذهب إلى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إن قلنا هكذا، فنحن قد عصينا الله وعصينا رسوله؛ لأن الرسول نهانا: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
إذاً، شد الرحال إلى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- محرم، وهي من الزيارة البدعية المنكرة التي أدخلها الغلاة في دين الإسلام، هاهو صلى الله عليه وسلم يحذرنا، ويقول: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو".
وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم".
الله أكبر، قد علَّم الأمة دعاء الكرب محمد -صلى الله عليه وسلم-، رؤوف بأمته، علمهم ما ينفعهم، وحذرهم مما يضرهم، علمهم دعاء الكرب، فقال: "إذا أصاب أحدكم الكرب فليقل: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
أمة الإسلام: يونس -عليه السلام- لما أصابه ما أصابه في بطن الحوت، وهو في لجة البحار، ماذا قال؟ هل قال يا أبت يا آدم! يا نوح! يا إبراهيم؟! لا. قال: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87].
الله أكبر! هؤلاء العارفون بالله، لما ابتلعه الحوت جعل يصلي في بطن الحوت، في وسط لجج البحار، ينادي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله -جل وعلا- لما أنجاه: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].
الذين يلتجؤون إلى الله ويتوسلون بأسماء الله العظام، بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، أما أن يأتي يقول عند القبر: يا سيدي! يا سيدتي! إنها سخافة، إنها رداءة عقول.
البهيمة إذا أصابتها الولادة، جعلت ترفع طرفها إلى السماء، تنظر إلى الحي القيوم، وهذا الإنسان الذي أعطي العقل يجلس أمام القبر، يقول: يا سيدي! يا سيدتي! يتمسح بالتراب، تباً لها من عقول كعقول قريش المشركين الجاهلين، قريش أعرف من جهال هذه الأمة؛ لأنهم قالوا: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [صّ: 5].
ويا ليت مشركي هذه الأمة جعلوها آلهة كآلهة الأولين، إنما جعلوها شركاً كثيراً، جعلوها قبوراً وأضرحة يتوسلون إليها، يأتون إلى القبر ويتمسحون به: يا سيدي فلان! يا سيدتي فلانة! يا لها من عقول!.
الله أكبر! هكذا الإسلام يعلمنا، ويحذرنا من علماء الجهل والضلال، من شيوخ الضلال الذين جعلوا عند الأضرحة صناديق يأخذون بها النقود والنذور.
أمة الإسلام: اعلموا حق اليقين، أن من قال: اللهم إني أسألك بحق نبيك، أو قال: بحق قبره المعظم، أو بحق البيت الحرام، أو بحق أنبيائك ورسلك، أو أسألك بحرمة نبيك، أو بجاهه، أو بحق فلان، أو بجاه فلان، وما شاكل ذلك من الأقوال، فمثل ذلك هذيان وزور، وباطل ومحرم وبدعة في دين الإسلام.
وأما من قال: يا رسول الله! أغثني، أو يا رسول الله! انصرني، أو يا رسول الله! رد غائبي، أو قال: العادة يا رسول الله! فمثل هذه الألفاظ وما شاكلها محادة لله ولرسوله، وشركٌ وكفرٌ بالله العظيم، ومثل قولهم: يا سيدي! أو يا سيدتي! وهي أسماء القبور في بعض الدول التي تدعي الإسلام -ويا للأسف الشديد- يقفون أمام القبور، ويطوفون حولها، وكأنهم يطوفون حول البيت الحرام، يقولون ألفاظاً ينادون بها أصحاب تلك القبور، وهم جثث هامدة لا تسمع ولا تنفع ولا تضر، إنما الذي يستفيد من ذلك أعداء الإسلام، الذين أدخلوا البدع على دين الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فيا للمصيبة! متى يعرف الناس أن لهم رباً لا يحتاج إلى وسائط؟! وأنه هو القوي، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، هو النافع والضار، هو مجيب الدعوات ومغيث اللهفات.
أمة الإسلام: اعملوا أن البناء على القبور محرم في شريعة الإسلام؛ لأن البناء على القبور وسيلةٌ إلى عبادة صاحب القبر، وسواء كان البناء صغيراً أو كبيراً، مسقفاً أو لم يكن مسقفاً، وسواء كان البناء على صورة معبد، أو مسجد، أو غير ذلك فحرام.
يجب على أمة الإسلام أن يقوموا بحملة صادقة، بإيمانٍ صادقٍ، ويهدموا البناء الذي على القبور؛ كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه "نهى عن تجصيص القبور، وأن يقعد عليها".
وأن يبنى عليها، ومن بنى على القبر، فقد استحق لعنة الله.
نعم، من بنى على القبر فقد استحق لعنة الله، لما جاء في الصحيحين -ونحن لا نتكلم إلا بما جاء عن الله وعن رسول الله- صحيح البخاري وصحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى -لماذا؟- اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
أجل، في بعض الدول التي تدعي الإسلام لا تجد مسجداً إلا وبجانبه قبر، إذا صلى ذهب إلى القبر، بعدما استقبل وجه الله، بعدما استقبل الحي القيوم، ذهب ليبطل تلك الأعمال، ذهب يتمسح بالقبر الفلاني، وهو بخشوعٍ: يا سيدي فلان! يا سيدتي فلانة!.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج".
أيها المسلم: اتصل بربك بدون واسطة، اتصل به تجده قريباً مجيباً، والله -جل وعلا- يقول في محكم البيان، يقول المحكم العظيم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].
وهو جل وعلا يحب من عباده أن يلحوا بالدعاء، وهو يجيب من استغاث به، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
عباد الله: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان، وأسأل الله أن ينشر هذه النعمة على جميع بلدان المسلمين، أحمده وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، فلا حاجة لنا في مشايخ الضلال، لا حاجة لنا في الغلاة، لا حاجة لنا في الضالين ما دام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه بإحسان، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، وحققوا توحيدكم، واستمسكوا بالعروة الوثقى: "لا إله إلا الله".
يقول صلى الله عليه وسلم: "ما قالها عبدٌ مخلصاً إلا فتحت لها أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر".
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال موسى -عليه السلام-: يا رب! علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: يا موسى! قل لا إله إلا الله، قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى! لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة، لمالت بهن لا إله إلا الله".
لا إله إلا الله، كلمة التوحيد، لا إله إلا الله، كلمة الإخلاص، لا إله إلا الله، من حققها وقالها بصدقٍ ويقين، نقلته من الشرك إلى الإسلام، من قالها موقناً بها قلبه، وعمل بما تقتضيه، فتحت له أبواب الجنة.
عباد الله: اعلموا أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا رب العالمين.
اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم ارزقنا التمسك بلا إله إلا الله، اللهم خلص لا إله إلا الله من شوائب الشرك والبدع، اللهم أمتنا على لا إله إلا الله، اللهم ابعثنا على لا إله إلا الله.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر إمام المسلمين، وارزقه الجلساء الصالحين الناصحين، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وولاة أمور المسلمين أجمعين، اللهم أقم علم الجهاد، اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد والعناد.
اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، الذين يشككون في الدين ويدخلون البدع والضلالات، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم حِل بينهم وبين ديننا يا رب العالمين، وبينهم وبين عقيدتنا، وبينهم وبين أخلاقنا، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم أدر عليهم دائرة السوء، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، يا رب العالمين.
اللهم أصلح أولادنا، اللهم أصلح أولادنا ذكوراً وإناثاً، اللهم أصلح أولادنا ذكوراً وإناثاً، وارزقهم المعلمين الصالحين الناصحين، اللهم ارزقهم المعلمين الناصحين الصالحين، الذين يبينون لهم الحق ويأمرونهم باتباعه، ويبينون لهم الباطل وينهونهم عن اتباعه، إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا سقيا رحمة، اللهم اسقنا سقيا رحمة، لا سقيا عذابٍ ولا هدمٍ، ولا بلاءٍ ولا غرقٍ، اللهم انشر رحمتك على العباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90 - 91].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
التعليقات