عناصر الخطبة
1/ الروافض تاريخ أسود من الغدر والخيانات 2/ لمحة عن بداية الفكر الشيعي بمختلف أطيافه 3/ عرض تاريخي سريع مع الشيعة الباطنية وتعاملهم مع أهل السنة 4/ آثار قتل الشيعة لجناح الدولة ومحاولاتهم قتل صلاح الدين 5/ خيانات الطوسي وابن العلقمي 6/ مذبحة تبريز على يد إسماعيل الصفوي 7/ صور من غدر الدولة الصفوية بالدولة العثمانية 8/ أهداف الفِرَق الشيعية رغم اختلافها في الأسماء.اهداف الخطبة
اقتباس
افتتح الباطنية نشاطهم في بلاد الشام بقتل "جناح الدولة" أمير حمص سنة 479هـ. وكان السلطان مودود -رحمه الله- أول من حرّك مشاعر الجهاد عند الأمة الإسلامية، فبدأ تحركه ووصل إلى دمشق. وكان أول من بدأ المعارك حتى حطّم أسطورة الجيش الصليبي الذي لا يُقهر، وأعاد للمسلمين الثقة بالنصر. فعندما وصل إلى دمشق اغتاله الباطنية في الجامع الأموي بعد صلاة الجمعة، ولهذا قال الصليبيون كلمة أصبحت مثلاً: "إن أمة قتلت عميدها، في يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها"، وحاول الباطنية اغتيال "صلاح الدين الأيوبي" مرتين، ولكن المحاولتين فشلتا بإذن الله، ولم يصب بأذى. ويطول بنا الأمر لو حاولنا تسجيل كافة الاغتيالات التي نفذها الحشاشين في رموز وزعماء أهل السنة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله..
أما بعد: أيها المسلمون: الحوثيون كما ذكرنا في خطبة سابقة أنهم كانوا جارودية، وهم من غلاة الزيدية، ثم تحولوا إلى شيعة باطنية اثنى عشرية. والباطنية بمختلف فرقها تاريخهم مع أهل السنة تاريخ أسود من الغدر والخيانات.
إن بداية الفكر الشيعي بمختلف أطيافه كان في القرن الأول الهجري، ثم نشط هذا الفكر في القرن الرابع الهجري وما تلاه، حيث ضم بين صفوفه جماعات مختلفة، يجمعها هدف مشترك هو إفساد العقيدة الإسلامية والغدر بأهل السنة، وتدمير مؤسساتهم العلمية والحكومية.
وقد أفرز هذا الفكر دولاً كالعبيديين والصفويين، سامت أهل السنة صنوف الاضطهاد والتنكيل، بفرض البدع عليهم، ومصادرة أموالهم، واستباحة دمائهم. كما قامت حركات القرامطة والحشاشين بغارات وأعمال السلب والنهب وترويع الآمنين وقتل الأبرياء.
ولم يتورع العبيديون والحشاشون والصفويون من التحالف مع الصليبيين في بلاد الشام، ومع الفرنجة في أوربا لطعن أهل السنة من الخلف.
وكان ابن العلقمي وزير المستعصم العباسي عوناً للوثنيين التتار الذين جاءوا لغزو المسلمين في عقر دارهم. ولا نبالغ حين نقول بأن الرافضة والباطنية من أخطر الفرق التي ابتليت بها الأمة الإسلامية عبر تاريخها المديد إلى يوم الناس هذا.
أيها المسلمون: وهذا عرض تاريخي سريع مع الشيعة الباطنية وتعاملهم مع أهل السنة:
قامت الدولة العبيدية في المغرب على يد عبيد الله المهدي، وجاست خلال الديار المسلمة من المغرب إلى الشام، وناوأت الدولة الأموية في الأندلس، وشغلتها عن خوض الحروب ضد الفرنجة في شمال الأندلس، ووراء جبال البرانس، بينما طبعت الهدنة والصلح العلاقات بين العبيديين والدولة البيزنطية نكاية بأهل السنة.
أولها في عام 377هـ بين الإمبراطور "بارسيل الثاني" وحاكم العبيديين "العزيز"، وانهارت فأعادها القائد العبيدي "بركوان" الذي عول على مهادنتهم ليتسنى له التفرغ للقضاء على الفتن الداخلية في مصر.
وبعد مراسلات سلمية بين قادة الدولتين استؤنفت المفاوضات، وتم الاتفاق على شروط الصلح وإبرام معاهدة صداقة بين مصر العبيدية والدولة البيزنطية. ثم تلاها في عصر "الظاهر" اتفاقية تتضمن أن لا يقوم العبيديون بأي عمل عدائي نحو حلب، حتى تقوم بسداد الجزية السنوية التي كانت تدفعها للدولة البيزنطية منذ عام 360هـ وألا تمد الدولة العبيدية يد المساعدة لأي عدو من أعداء الدولة البيزنطية. وتجددت هذه الاتفاقية بين الحاكم العبيدي "المستنصر" والإمبراطور "ميخائيل الرابع" في عام 429هـ.
ومن اللافت للنظر أن سقوط بيت المقدس في يد الصليبيين في سنة 492هـ كان بسبب شن العبيديين حروب كثيرة ضد الممالك الإسلامية في بلاد الشام، ووضع المسجد الأقصى تحت حماية هزيلة لم يتجاوز تعدادها اثنى عشر ألف جندي، فيما اجتيحت مصر بجيش جوهر الصقلي البالغ عدده مائة ألف رجل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدولة العبيدية استمرت بعد هذه الفجيعة اثنان وثلاثون عامًا كاملة تبسط يدها على أراضي إسلامية شاسعة تحاول تغيير المذهب السني فيها بالقوة.
أيها المسلمون: والقرامطة فرقة سياسية وحركة عسكرية باطنية إسماعيلية، لم تكن دولة بالمعنى الصحيح، ولكنها كانت كياناً منظماً يعتمد على البدو، وهم قطب الرحى في الغارات التي كانت تشنها هذه الحركة على البلاد المجاورة وتغنم منها، ثم يعود مقاتليها إلى مركزها في الأحساء والبحرين.
والقرامطة كانوا أعداء ألدّاء للدولة العباسية؛ لأنها كانت دولة سُنية تقف بالمرصاد لغلاة الشيعة من الباطنية. ولقد ظلت الدعوة القرمطية تنشط في السر إلى أن جاء أبو سعيد الجنابي من "جنابة" في بلاد فارس، فأقام بالبحرين تاجراً، ثم جعل يدعو الناس إلى نحلته الفاسدة، فانتشرت في البحرين، ثم أنشأ لها فرعاً كبيراً في الأحساء، وتبعها فئات من الناس. ومن أعمالهم الشنيعة أنهم أغاروا على الحجاج في بيت الله الحرام، وسلبوا البيت، وقلعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى الأحساء، وسبوا من النساء العلويات والهاشميات وسائر الناس نحو عشرين ألفاً.
وهكذا قامت هذه الحركة الباطنية الإباحية الهدامة على الأشلاء والدماء، وعبثت بالقيم والأخلاق، فدمرت القرى والمدن السنية، وقتلت الشيوخ والنساء والأطفال، ووصل بها الأمر إلى انتهاك حرمة الأماكن المقدسة.
إنها لا تختلف عن الحركات الثورية اليسارية في عالمنا المعاصر، إذ نجد قاسماً مشتركاً بينها وبين المنظمات السرية كالماسونية والمذاهب الفوضوية كالشيوعية التي تنادي بالإباحية والحرية بلا قيود، وترى أن الدين هو العدو الحقيقي للبشرية، وأنه لابد من القضاء عليه.
أيها المسلمون: والحشاشون فرقة باطنية من غلاة الشيعة راحوا يحيكون الدسائس والمؤامرات لاغتيال رموز أهل السنة وزعمائهم، فواصلوا مهنتهم في الاغتيالات التي جعلتهم مروعين يخشاهم كثير من الناس، ولهذا الغرض سيطروا على عدة قلاع بين حمص وحماة ينطلقون منها لترويع الآمنين، ولمباشرة أعمالهم الإجرامية ضد زعماء السنة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المسلمين.
وقد افتتح الباطنية نشاطهم في بلاد الشام بقتل "جناح الدولة" أمير حمص سنة 479هـ. وكان السلطان مودود -رحمه الله- أول من حرّك مشاعر الجهاد عند الأمة الإسلامية، فبدأ تحركه ووصل إلى دمشق. وكان أول من بدأ المعارك حتى حطّم أسطورة الجيش الصليبي الذي لا يُقهر، وأعاد للمسلمين الثقة بالنصر.
فعندما وصل إلى دمشق اغتاله الباطنية في الجامع الأموي بعد صلاة الجمعة، ولهذا قال الصليبيون كلمة أصبحت مثلاً: "إن أمة قتلت عميدها، في يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها".
وحاول الباطنية اغتيال "صلاح الدين الأيوبي" مرتين، ولكن المحاولتين فشلتا بإذن الله، ولم يصب بأذى. ويطول بنا الأمر لو حاولنا تسجيل كافة الاغتيالات التي نفذها الحشاشين في رموز وزعماء أهل السنة.
وهكذا أثر انتشار المذهب تأثيراً سلبياً في مجريات الأحداث في تلك الفترة القلقة من تاريخ المسلمين، إذ ظل أهل السنة منهكي القوة، مشتتي الجهود بين القضاء على خطرين جسيمين: الباطني والصليبي. لكن الخطر الباطني كان أفدح وأدهى وأمر، إذ كان يمس الجبهة الداخلية في الصميم، تتزعمه مجموعة من المنافقين المرتدين المندسين في صفوف المسلمين الذين انخلعوا من ربقة الإسلام واستحلوا المحرمات.
وهكذا ظلت طائفة الإسماعيلية الباطنية مصدراً خطيراً للانحلال الفكري والسياسي والاجتماعي في بلاد الشام خلال عصر الحروب الصليبية، في وقت كان المسلمون في حاجة ماسة إلى من يشد أزرهم ويعضد قوتهم، لا إلى من يقوض وحدتهم، ويشتت جهودهم، وينسفهم من الداخل.
أيها المسلمون: وابن العلقمي تواطأ مع هولاكو وشجّعه على احتلال بغداد، وكان يرسل الرسل سراً إليه ليطلع المغول على عورات الخليفة وضعف الخلافة، ويهون من شأنها ليسهل لهم فتح بغداد.
ولما حاول الخليفة أن يستعد لملاقاة جيش العدو قطع ابن العلقمي أرزاق الجند، وثبّط همة الخليفة، وصرفه عن الاستعداد لملاقاة جيش العدو بحجة أنه رتّب شؤون الصلح، إلى آخر هذه الحيل التي انخدع بها الخليفة حتى سقطت بغداد لقمة سائغة في أيدي المغول. ولهذا كافأه هولاكو بأن نصبه وزيراً.
وفي يوم 7 من صفر أعلن هولاكو الهجوم العام على بغداد، فاستباحها المغول، فخربوا المساجد بقصد الحصول على قبابها المذهبة، وهدموا القصور بعد أن سلبوا ما بها من تحف نادرة، وأباحوا القتل والنهب وسفك الدماء، وكان استهتارهم بالنفوس قد بلغ حداً فظيعاً، إذ يُروى أن أحدهم دخل زقاًقاً وقتل أربعين طفلاً. ويقدر المعتدلون من المؤرخين عدد القتلى بنحو مليون وثمان مائة نسمة. أما الخليفة فقد وضع في جولق، وقيل في غرارة ورفس بأرجل الخيل حتى مات، ودفن وعفي أثر قبره.
بارك الله ..
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: وأما الصفويون، فبعد دخول إسماعيل الصفوي مدينة تبريز أصّر على أن كل من يخالف ذلك ويرفضه فإن مصيره القتل، وقد روي أن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف سني، ومورس ضد السكان السنة أبشع أنواع القتل والتنكيل، حيث قطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومثل بالجثث.
وفي سنة 916هـ أعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وأمضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الرافضي مذهباً رسمياً، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني. كما سعى تعصباً إلى إنشاء عدد من المدارس لتدريس مذهبه ونشره بين الناس.
وكان الشاه عباس الأول أيضاً شديد الحرص على نصرة المذهب الرافضي، مما دفعه للبطش بالمخالفين وإلحاق الأذى والضرر بهم، خاصة أهل السنة. وكان عباس هذا ينتقم من أهل السنة متى واتته الفرصة لذلك.
وقد وصل العداء به إلى درجة أنه حاول إقناع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مشهد. وذلك لأن الواجب القومي في زعمه يحتم عدم سفر الإيرانيين إلى مكة عبر أراضي العثمانيين السنة حتى لا يدفعوا لهذه الدولة المعادية رسم عبور.
وكان الشاه عباس الأول قاسي القلب خشنًا مع الأسرى السنة من العثمانيين والأوزبك. وكان أقل عقاب يوقع عليهم إن لم يُقتلوا هو سمل عيونهم. ولم يكن يصفح عن أي أسير منهم إلا إذا أعلن تخليه عن المذهب السني.
وعلى العموم، فإن الصفويين الذين أقاموا دولة فارسية رافضية متعصبة في إيران، قد حاربوا أهل السنة الذين كانوا أكثرية في البلاد بكل الوسائل المتاحة لهم.
ولما أدرك الصفوّيون أنهم لن يستطيعوا منازلة السلطة العثمانية إلا بالتعاون مع أعدائها الأوربيين، حرصوا كل الحرص على الاتصال بجميع ملوك أوربا، وحاولوا عقد المعاهدات معهم للتعاون المشترك من أجل مناهضة العثمانيين ومحاربتهم.
وقد تسبب كثير من الحروب مع الصفوّيين في أن يرجع القادة العثمانيون من فتوحاتهم في أوربا ليوقفوا الزحف الصفوي على الأراضي السنّية، كما حدث مع السلطان سليم العثماني حينما عاد من فتوحاته في أوربا ليواجه إسماعيل الأول.
وكما حدث مع السلطان سليمان القانوني حينما حاصر النمسا، وكان يدك أسوارها لمدة ستة أشهر وكاد يفتحها. ولكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يكرّ راجعاً إلى إستانبول. إنها نذر الخطر الصفوي.
ومن الدول أيضاً التي كان الصفوّيون يسعون لإيجاد علاقات وإبرام معاهدات معها للتخلص من السلطنة العثمانية إسبانيا والمجر؛ حيث بعث إسماعيل الأول برسالتين إلى كل من إسبانيا والمجر، طلب فيهما عقد معاهدات صداقة وتعاون بينهم، وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك حسب تعبيره.
أيها المسلمون: لعل أهم نتيجة يمكن استخلاصها بعد هذا العرض التاريخي السريع هي أن الفِرَقَ الشيعية رغم اختلافها في الأسماء، ورغم تواجدها في أماكن متباعدة وفترات غير متقاربة زمنياً، فهي تتفق غالباً في المنطلقات والأساليب، وفي الأهداف والغايات.
وبالاستقراء لتاريخ الإسلام قديماً وحديثاً ندرك هدف الفرق الشيعية على مختلف توجهاتها وهو: هدم الإسلام السني وزعزعة مبادئ العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين، وتسويق البدع بين الناس، ومحاولة نشر الفكر الشيعي في المناطق التي كانت إلى وقت قريب قلاعاً سنّية محمية غير مخترقة بهذا الفكر البدعي الخرافي.
على أن الصراع الشيعي السنّي لايزال ممتداً إلى يوم الناس هذا، فالأفكار لا تموت، والعقليات لا تتغير، وإنما تتغير الأشكال والوجوه والمسوح، وأن أعداء الإسلام المختفين من المنافقين أشد خطراً على الإسلام وأهله من الأعداء الكفار المجاهرين المعلنين.
ولا يزال الرافضة والباطنية إلى الآن يضعون أيديهم في أيدي الصليبيين الجدد والصهاينة للقضاء على الإسلام، وتهميش دور أهل السنة، وما أحداث أفغانستان والعراق عنّا ببعيدة. ويعملون ساسة ومفكرين ومثقفين سراً وإعلاناً، ليلاً ونهاراً، للغدر بأهل السنة أسوة بأسلافهم، ويسعون بكل الوسائل للقضاء على العقيدة الصحيحة التي تلقتها الأمة من مشكاة النبوة، ولكن هيهات هيهات، فحالهم مع أهل السنة كما قال الشاعر العربي:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ***ولم يضرها وأوهى قرنه الوعـــل
اللهم ..
التعليقات