خطبة عيد الفطْرِ 1442

الشيخ راشد بن عبدالرحمن البداح

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: الفطر
عناصر الخطبة
1/حمد الله على ما أنعم علينا في رمضان 2/مشروعية الفرح بالعيد3/أمور ينبغي تجنبها في العيد 4/توجيهات للزوج 4/إرشادات للنساء

اقتباس

يا لَجمالِ صباحِ يومِنا؛ فقد صلَى العالَمُ العيدَ عامَهم المُنصرمَ ببيوتِهِم, والآنَ -بحمدِ اللهِ- عُدْنا, ويا لَهيبةِ منظرِ تلكَ الحشودِ الخارجةِ لصلاةِ العيدِ، حين ازدحمَتْ بهمُ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ, فماذا أرادَ هؤلاءِ؟!...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, وللهِ الحمدُ.

 

الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ تتمُ الصالحاتُ، واللهُ أكبرُ على إكمالِ عِدةِ أيامٍ معدوداتٍ, وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ مبدعُ الكائناتِ, وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولهُ المؤيدُ بالبيناتِ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أهلِ المكرُماتِ, أما بعدُ:    

 

فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، ولله الحمدُ على ما أعطيتَنا.

 

مؤمنونَ -بحمدِ ربِنا- برغمِ المُضَلِّلات، آمنونَ -بحمدِ ربِنا- برغمِ حُوثِيِ التخوُّناتِ، مُتحدونَ -بحمدِ ربِنا- برغمِ المُفَرِقاتِ، مُعافَونَ -بحمدِ ربِنا- برغمِ الفيروساتِ؛ (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى)[النجم: 55].

 

رمضانُ التباعُدِ ولا رمضانُ الحَجْرِ، وتراويحُ الدقائقِ القلائلِ خيرٌ من صلاةِ المنازلِ، ودراسةٌ عن بُعْدٍ خيرٌ من إيقافٍ وتعليقٍ؛ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[البقرة216].

 

وتذكروا أن اللهَ الحافظَ بقدرتِهِ دفعَ عنا خلالَ عامٍ شرورًا كثيرةً حتى هذا الأسبوعِ، ولعلَ ربَنا دفَعَها بفضلِهِ، ثم بقنوتِ المسلمينَ ودعواتِهِم وبرحمتِهِمْ لضعفائِهِم؛ (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)[الأحزاب25].

 

وإن مُجرَياتِ كورونا على مدارِ ستةَ عشرَ شهرًا مضَتْ أكدتْ مزيدَ حرصِ ولاةِ أمرِنا على صحتِنا وسلامتِنا, وعلى تعليمِنا وعلى أمنِنا، وعلى حزمٍ في الاحترازاتِ، وبُعدِ نظرٍ في القراراتِ، حيثُ رفعُوا شعارَ: الإنسانُ أولاً؛ ففاقُوا دُولَ العالمِ طُرًا, أما تطهيرُ الحرمينِ ففاقَ الوصفَ, فاللهم اجْزِ ولاتَنا عنا خيرًا.

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, وللهِ الحمدُ.

 

أيُها المتعيدونَ المُبتهجونَ: يا لَجمالِ صباحِ يومِنا؛ فقد صلَى العالَمُ العيدَ عامَهم المُنصرمَ ببيوتِهِم, والآنَ -بحمدِ اللهِ- عُدْنا, ويا لَهيبةِ منظرِ تلكَ الحشودِ الخارجةِ لصلاةِ العيدِ، حين ازدحمَتْ بهمُ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ, فماذا أرادَ هؤلاءِ؟! أرادُوا ذِكرًا وشُكرًا؛ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185], فاللهم أوزِعْنا شكرَ نعمِكَ الظاهرةِ والباطنةِ، وألِّفْ بين قلوبِنا.

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, وللهِ الحمدُ.

 

نعمْ, وداعاً رمضانُ شهرُ البركاتِ, لكنْ أهلاً بالعيدِ موسمِ المَسراتِ، فكما أن رمضانَ موسمٌ فالعيدُ موسمُ؛ ففي العيدِ -أيها المتعيدونُ- لا نتحزّنْ على رحيلِ رمضانَ؛ فالحزنُ على الفائتِ لا يُعِيدُه.

 

ولنحذرْ أمرينِ مزعجينِ:

أَوَّلُهُما السهرُ لياليَ العيدِ المُفْضِي لتفويتِ بعضِ الصلواتِ، لا سيما الظهرَ والعصرَ, فلنُوازِنْ نومَنا بالليلِ؛ لحفظِ صَلاتِنا، وتنظيمِ صِلاتِنا.

 

والمزعجُ الثاني: كفرانُ النعمِ؛ بالإسرافِ في الولائمِ، والحلوياتِ، والسَّفْراتِ، والمرفِّهاتِ المحرماتِ.

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, وللهِ الحمدُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ جعلَ رمضانَ للقرآنِ وقتًا لنزولِه، وصلى اللهُ وسلمَ على عبدِهِ ورسولهِ, أما بعدُ:

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، وللهِ الحمدُ على ما أعطيتَنا.

 

أيها الزوجُ: اتقِ اللهَ في زوجِك، ولتحفظْ لها حقَّها وقدْرَها، خصوصاً عندَ أولادِها, وليُبْنَ بيتُك على اثنتينِ؛ (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم21].

 

معاشرَ النساءِ: انقطعتنَّ عن تلاواتٍ وصلواتٍ؛ لخدمةِ أهليكُن في طبخٍ وغسلٍ وتغسيلٍ، فشكرًا على فطورٍ وعشاءٍ وسحورٍ طيلةَ شهرٍ كاملٍ، وهنيئًا لكُنَّ بأجورِ؛ من فَطّرَ صائمًا فلهُ مثلُ أجرِهِ.

 

أجبتُن نداءَ اللهِ لَكُنَّ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب33]؛ لأنَ مكانَ المرأةِ بالبيتِ لا يمكنُ أن يسُدَّه أحدٌ، ولو معَ خادمةٍ، ولا يَمنحُ البيتَ الحنانَ والأمانَ إلا الأمُ.

 

أمَا وقدْ خرجتِ من بركاتٍ وحسناتٍ كثيراتٍ، فلتحذَرِي من تضيِيعها أيامَ العيدِ, نعمْ, افرحِي والفرحُ عبادةٌ، لكنِ احذرِي مشابهةَ الماجناتِ بحجةِ متابعةِ الموضاتِ فـ "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ", واحذرِي تمييعَ الحجابِ؛ فالحجابُ سِترٌ وليسَ زينةً, وعِبادةٌ وليسَ عادةً.

 

فاللهم احفظْ أعراضَنا، وارزقْ نساءَنا مزيدَ الحشمةِ، ومزيدَ التبصرِ بكيدِ مُتبعي الشهواتِ، الذين يريدونَ أن نميلَ ميلاً عظيمًا.

 

اللهُمَّ يا سامعَ كلِّ نجوَى، ويا مُنتهى كلِّ شكوَى، يا عظيمَ المنِّ، يا واسعَ المغفرةِ: تفضلتَ علينا بشهرٍ مضاعَفٍ حسناتُه، اللهُمَّ فتسلمْهُ بجودِك مضاعَفًا، وما كانَ من تقصيرٍ فكنْ بعفوِك عافيًا.

 

اللهم تقبلْ صيامَنا وقيامَنا، وزكواتِنا وزياراتِنا ومعايداتِنا, اللهم بلّغْنا من الآمالِ مُنتهاها، ومن الخيراتِ أقصاها، اللهم واغفرْ لمن قضَى نحبَه قبلَ تلكَ الأزمانِ المضاعفةِ، واغفرْ لنا ووالدِينا وزوجاتِنا وذرياتِنا وباركْ فيهم، وارزقْنا جميعًا الفردوسَ بعدَ عمرٍ طويلٍ على عملٍ صالحٍ.

 

اللهمَ أعنَّا على أنْ نشكُرَكَ على لُطفِكَ في بلائِكَ، وأن علمتَنا سبيلَ دفعهِ، ورفعهِ, اللَّهُمُّ وَاِرْفَعْ عَنَا البَلاءَ وَالْوَبَاءَ والداءَ, اللهمَ باركْ في أوقاتِنا وأقواتِنا، وحسِّنْ أخلاقَنا، وبارِكْ أرزاقَنا.

 

اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنا ووليَ عهدِه، وأعزَّهم بطاعتِك، وأعزَّ بهمْ دينَك، وارزقهُم بطانةً صالحةً ناصحةً، دالّةً مُذكِّرةً.

 

اللهم احفظْ مجاهدِينا وجنودَنا على حدودِنا، واكفِنا وإياهم وبلادَنا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ، والحاسدِينَ والمتربِصينَ.

 

اللهم عليكَ بيهودَ قتلةِ الأنبياءِ، والعُزّلِ الأبرياءِ, اللهم احفظْ إخوانَنا بأكنافِ بيتِ المقدسِ.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وسلمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلهِ وصحبهِ.

 

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ, وللهِ الحمدُ.

 

المرفقات
JwyOTrGOh0kGcG5JYIK0peCUdGp0Amd3h6iWLgUf.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life