عناصر الخطبة
1/ جمال العيد مَدْعَاةٌ للتفاؤل 2/ كمون النجاح والفرح في ثنايا الخوف والهمّ 3/ معاناة النبي الكريم والأنبياء قبل التمكين تدفعنا للتفاؤل 4/ دروس مستفادة من أحداث الثورات العربية المعاصرة 5/ قيمة المحبة والألفة والتعاون 6/ رمضان ودروس الجد والصبر 7/ دعوة للأمل والعملاهداف الخطبة
اقتباس
ما أحْوَجَنا في العيد أن يفكّر كل إنسان فينا إلى مشروعه الشخصي! ويقوم يحمل جزءاً من هموم مجتمعه ووطنه وأمته! إن كل واحد منا اليوم -أيها الشباب- مسؤول هذه اللحظة عن قراءة تاريخه في واقع نفسه، وفي تاريخ مجتمعه، فإن كان تاريخاً إيجابياً فليحمد الله تعالى، وليمض يمد في هذه المساحة الخضراء في واقع حياته، وإن كان غير ذلك فليعد إلى نفسه، وليجعل العيد بداية الخطوة الأولى في حياته!.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالَاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً) [النساء:1]. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلَاً سَدِيدَاً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً) [الأحزاب:70-71].
هذا هو عيدُكم -أيها المسلمون-، فعيدٌ مُبارَكٌ، وكل عام وأنتم بخير.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لله ما أجمل العيد وهو يدعو نفوسنا للفرح، ويدفع قلوبنا للبهجة، ويقف أمام كل عارض يسرق أحلام الفرح من قلوبنا في مثل هذه اللحظات! يا أيها العيد ما أجملك في هذا الصباح! ما أروعك في قلب كل إنسان! ما أجمل ذكرياتك وأحلى معانيك!.
والعيد والتفاؤل صنوان في جذع شجرة، وصديقان في رحلة الحياة، ونديمان في عالم الأرواح، يجب ألا ينفك العيد عن التفاؤل، وألا يبرح مساحته، وأن يظل خليله، مهما كانت صروف الدهر وعاديات الأيام في حياة إنسان.
كم من سجين ترك ظلام السجن وقد أيس أن يرى نور الدنيا مرة أخرى؟ وكم من مريض عاش حياة العافية وقد ظن أنه لا مبرح من سرير المرض؟ وكم من ضائق بملمات الحياة وقد آن في حياته اليوم أوان الفرج!.
يا أيها المعايدون: تفيؤوا ظلال الحياة الكريمة، مدوا في مساحة الأمل في نفوسكم، حاصروا كل وهم وظن وسوء، احبسوا كل فكرة مشؤومة قبل أن تأخذ مساحة كبيرة من واقع حياتكم، هيا! قوموا إلى معترك الحياة الكبير! هيا! قوموا وأنتم تعانقون الأمل، وتكتبون صنائع المعروف في حياة الناس والمجتمع.
أما بلغكم أيها المعايدون اللحظة التي استقبل فيها نبيكم -صلى الله عليه وسلم- الوحي فغطه جبريل حتى بلغ منه الجهد، ثم غطه ثانيه حتى بلغ منه الجهد، ثم غطه الثالثة حتى بلغ منه الجهد؟ قائلاً له: اقرأ، ماذا يقرأ؟ وحي ورسالة وقراءة وفواجع يستقبلها لأول وهلة في حياته، ويعود خائفاً: "لقد خشيت على نفسي".
وما درى -صلى الله عليه وسلم- أن الأفراح في لجج الخوف، والأحلام في معترك الفواجع، والتاريخ لا يوقظ الراقدين من فراش النوم وإنما يأتي إليهم في لحظات التعب والمعاناة، وفي النهاية كانت لحظات المعاناة هي لحظات الإشراق، ولحظات الخوف هي ذاتها لحظات الفرح والحبور، ولحظات الهمّ هي نفسها لحظات صناعة التاريخ والمجد.
أتريدون أن تحسبوا الفرق الكبير بين لحظات الهم والخوف والقلق وبين لحظات الأفراح في حياة نبيكم -صلى الله عليه وسلم-؟! ثلاثة وعشرين عاماً كانت كافية بأن تشرق شمس الإسلام على الأرض كلها دون أن تظلم لحظة واحدة في كل حياتها.
كم كان عدد المسلمين مع نبيكم -صلى الله عليه وسلم- بداية الدعوة؟ وكيف كان حاله لحظات الهجرة؟ وكم هي فواجع التعب والعذاب والجهاد أول وهلة يستقبل فيها مشوار الدعوة الطويل؟ وكيف هي في واقع الأرض اليوم؟.
إذا دهمكم اليأس فاقرؤوا سيرة نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، تذكَّروه وهو يطارَد في شعاب مكة، تذكروه وسلى الجزور على رقبته، تذكروه وهو في طريقه إلى المدينة يطارد على دينه ويقف الأعداء أمام مهمته ورسالته، وتأملوا واقعه تلك اللحظات وهذه الأيام!.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يا أيها المعايدون: إذا وجدتم مضض الأيام في تاريخ حياتكم فافتحوا كتاب ربكم واقرؤا متأملين قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [يوسف:110].
اقرؤوا سير الماضين، اقرؤوا سيرة نوح -عليه السلام- وهو يرى صور الإعراض: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) [نوح:7]، واقرؤوا معها تلك النهاية التي طال أمدها: (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ) [الأعراف:64].
اقرؤا قصة أيوب وهو يجد مس البأساء والضراء في حياته، ويعاني جفاء المرض، ومرارة المعاناة: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء:83]، واقرؤوا وفي النهاية: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) [الأنبياء:84].
اقرؤوا قصة زكريا وزوجه وهو يلوذ بربه يبحث عن الولد: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء:89]، وفي النهاية يأتي الفرج: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:90].
لقد مضى على نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو يرجو ما عند الله تعالى! ومرت على زكريا أزمان وهو يجهد في حصول الذرية، وقصة يوسف تقرأ في كتاب ربك وتدلك على أن طريق العز والفرج والفأل أقرب ما يكون للإنسان فقط حين يثق بالله تعالى ويأخذ بسنن الكون، لقد ألقي يوسف عليه السلام في الجب، وساقه قدر الله تعالى من قعر البئر إلى ملك مصر، فيا لله! كم بين قول الله تعالى على لسان إخوته: (وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ) [يوسف:10]، وبين قول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ) [يوسف:56]، إنها رحلة من التعب والمعاناة والوحدة والخوف، مروراً بالفتنة في بيت العزيز، والسجن، والرؤيا والنسيان، وتأتي سنن الله تعالى في النهاية بالتمكين.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المعايدون: لقد عاشت بلادنا العربية والإسلامية موجات كبرى من التغيير، أوقد فتيلها مجموعة من الشباب، قامت أحداثٌ كِبارٌ، وتغيّر لذلك حكامٌ وأنظمة وقوانين، ومحت الأحداث تاريخ إنسان وأقامت تاريخاً آخر، وطمست قوانين دول وقامت قوانين أخرى في ظرف أيام، وكذلك السنن!.
وفي هذا الأحداث ثمة دروس:
أولاً: الشباب في كل أمة هم رمزها وتاريخها ووقودها وقوتها، لقد سقط دول وقادة وكبار، لم يسقطهم عدو خارجي أو غزو أجنبي! أسقطهم شباب في مقتبل العمر، وكتبوا في مدونة الزمن: إن النصر يأتي في اللحظة التي يقررها الإنسان.
ليس بالضرورة أن ننتظر نصراً من الخارج، وليس بالضرورة أن تكون الدماء ثمناً رخيصاً للتغيير، يمكن أن نصنع التغيير المناسب بالطريق المناسب كذلك، ولم تكتب الحقيقة التي يقرر واقعها القرآن كل لحظة في نفوس كثير من الناس: (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11] إلا هذه الوهلة حين رأوها حقيقةً في أرض الواقع.
وتحولت المسألة من قراءة لمعنى في التاريخ إلى خوض تجربة في أرض الواقع، وعاد زهاء التوحيد في قلب كل إنسان يتجدد وهو يقرأ قول الله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:26].
إنني أود أن أقول هنا: ما أحوجنا اليوم بالذات إلى ثورات الشباب! لكن، قبل أن تكون ثورات على الأنظمة والحكام نحتاجها ثورات على الواقع الشخصي لكل واحد منا، قوموا -أيها الشباب- ثوروا على واقعكم الشخصي، ثورا على معاني الكسل والخمول في حياتكم! ثوروا على أحلامكم وأمانيكم لترفعوها إلى معالي الأمور، لا تبقوا من أحلامكم الضخمة شيئاً، قوموا فاكتبوا أهدافها، واسعوا في تحقيق آمالها.
لقد كان العلم بالأمس هو مستقبل الأمم والحضارات، وما زال إلى اليوم كذلك، وبلادكم أحوج ما تكون إلى قوتكم وهمتكم، قوموا اكتبوا حضارة بلادكم وأوطانكم ومجتمعاتكم أصدق ما تكون، هيا -أيها الشباب- نقلب واقع التذمر من الأنظمة، والحديث حول الأخطاء، إلى بناء واقعنا، وبناء مجتمعاتنا وأوطاننا.
ما أحْوَجَنا في العيد أن يفكّر كل إنسان فينا إلى مشروعه الشخصي! ويقوم يحمل جزءاً من هموم مجتمعه ووطنه وأمته! إن كل واحد منا اليوم -أيها الشباب- مسؤول هذه اللحظة عن قراءة تاريخه في واقع نفسه، وفي تاريخ مجتمعه، فإن كان تاريخاً إيجابياً فليحمد الله تعالى، وليمض يمد في هذه المساحة الخضراء في واقع حياته، وإن كان غير ذلك فليعد إلى نفسه، وليجعل العيد بداية الخطوة الأولى في حياته!.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
كم هي الحسرة -أيها الشباب- أن يظل الواحد منا يحسن الفرجة على واقعه، ويتحدث أكثر مما يعمل، وحاسة النقد في حياته أوسع بكثير من حاسة البناء، يتوسع التشاؤم في حياته كل يوم، وتضيق مساحة التفاؤل، وتمضي به الأيام في رحلة الزمن، ويتقاصر كل يوم في واقع الحياة!.
أيها المعايدون: تزيدنا الأيام قناعة أن الاجتماع والألفة والمحبة والتعاون على البر والتقوى أثمن ما في حياة الإنسان، وتزيدنا كذلك قناعة أن الخلاف والشقاق والنزاع والفرقة أسوأ دخيل على حياة الناس، والله تعالى يردد في كتابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2]، ويردد كذلك: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].
إن الخلاف سيظل جزءاً من طبيعة الإنسان، وعلى كل عاقل أن يتعامل معه بالقدر المناسب، وقد جعل له الشرع ثلاثة أيام يأخذ فيه كل قلب حقه من الواقع، ثم منعه بعد ذلك من الهجران، قال -صلى الله عليه وسلم- :"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
إننا يجب أن ندرك أننا بشر وكل واحد فينا عرضة للخطأ على صاحبه، وعلى قلوبنا أن تحمل كل ذلك، وأن تجد له مساحة واسعة من الإخاء والود والحب.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المعايدون: من توفيق الله تعالى لبلاد الحرمين أنها ظلت ثابتة أمام هذه الفتنة، وكتب شبابها ورجالها وعلماؤها أن الفتنة شر، وقامت طوائف حاقدة من الشيعة تروّج للفتنة وتدعو للمظاهرات في بلاد الحرمين وفشلت وخسرت حين راهنت على هذه البلاد المباركة.
إن بلادنا الحرمين ستظل -بإذن الله تعالى- عزيزة بدينها، وستظل دعوات الفتنة -أياً كانت- سواء كانت دعوات للمظاهرات أو دعوات لترك دينها وقيمها المثلى دعوات فاشلة لا رصيد لها من الواقع، وعلى كل واحد منا أن يدرك دوره في بناء صرح هذه البلاد بالقدر الذي يستطيعه وفي التخصص الذي يحسنه، وهو بذلك إنسان صالح ومواطن حق.
أيها المعايدون: لقد كان شهر رمضان بالذات أكبر الأدلة على نصركم على شهواتكم، وقد كان الواحد منكم صلباً أمام إرادته وشهوته المباحة في نهار رمضان، وعلّمنا رمضان أنه في إمكان كل إنسان أن يقوّي إرادته، وأن تصلب عقديته، وأن يكون رجلاً أمام كل الشهوات. وما أحوجنا اليوم أن نمد في مساحة هذا النصر! وأن نطوي كل عادة سلبية من حياتنا! وأن نفتح صفحات الجد والنشاط والقوة والنصر من جديد في حياتنا!.
ما أحوجنا في يوم عيدنا أن ننظر للمساحة الخضراء في حياتنا، وأن نجدد الثقة بقدراتنا، وأن نعيد لقلوبنا بسمة الأمل من جديد، وأن نمحو كل بقعة سوداء كتبتها الغفلة في حياتنا في يوما ما! ما أحوجنا أن نراجع تاريخنا وأن نقرأه بإمعان! وأن نحاسب أنفسنا قبل لقاء الله تعالى! ما أحوجنا اليوم أن نبدأ الخطوة الأولى من حياتنا، وأن نكتب لنا أهدافاً نبني فيها قدراتنا! ونذهب نعطر الأرض بأنفاس العمل الجاد والتضحية الكبرى!.
إن الدنيا مرة واحدة ولن تكرر في حياة إنسان، وكل مقبور اليوم يتذكر لحظات الجد والسعي من حياته، ويتذكر في ذات الوقت لحظات الكسل والفوضى، فيفرح للأولى ويحزن للأخرى، وماذا تجديه لحظات الحزن بعد فوات الأوان؟! كم من مقبور هذه اللحظات يفرح بساعات الجد والنشاط في حياته! ولو وسعه أن يتحدث إليكم في هذا الصباح لقال لكم: جدوا قبل رحيل أيامكم، وزوال الفرص من حياتكم.
ألا وصلوا وسلموا...
التعليقات