خطبة عيد الأضحى

إسماعيل القاسم

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: الأضحى
عناصر الخطبة
1/فضائل يوم النحر 2/آداب ذبح الأضاحي 3/شروط الأضحية 4/حرمة الدماء والأموال والأعراض 5/العبادة في أيام التشريق.

اقتباس

إن يومكم هذا يومُ الحجِّ الأكبر، وهو عيد الأضحى والنحر، يقضي الحجاجُ فيه أكثرَ مناسكِ الحج، يرمون الجمرة، وينحرون الهدي، ويحلِقون رؤوسهم، ويطوفون بالبيت، ويسعون بين الصفا والمروة، فلذلك سُمي يومَ الحج الأكبر، فمعظم أعمال الحجيج في هذا اليوم المباركِ تؤدّى.

الخطبة الأولى:

 

الله أكبر (9 مرات)

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

الحمد لله وفق من شاء من عباده لفعل الخيرات، وتابع لهم مواسم الأعمال الفاضلات، وحثهم على اغتنام الباقيات الصالحات، ووعدهم على ذلك وافرَ الأجر وجزيلَ الهبات، أحمده -سبحانه- على نعمه التي لا تعد، وأفضالِه التي لا تحد، وأصلي وأسلم على خير عباد الله، محمد بن عبد الله، عليه وعلى آله وصحابته أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أما بعد، أيها المسلمون: إن يومكم هذا يومُ الحجِّ الأكبر، وهو عيد الأضحى والنحر، يقضي الحجاجُ فيه أكثرَ مناسكِ الحج، يرمون الجمرة، وينحرون الهدي، ويحلِقون رؤوسهم، ويطوفون بالبيت، ويسعون بين الصفا والمروة، فلذلك سُمي يومَ الحج الأكبر، فمعظم أعمال الحجيج في هذا اليوم المباركِ تؤدّى.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، واالله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

يومكم هذا سمي بعيد الأضحى والنحر، لأن الناس يُضَحُّون فيه وينحَرون هداياهم، وما عمل ابن آدم يومَ النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقة دم، وهذه الأضاحي سنةُ أَبيكم إبراهيمَ ونبيِّكم محمدٍ -عليهما السلام-، وهي سنة مؤكدة فقد "ضحى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكبشين، أملحين، أقرنين، ذبحهما بيده وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما"(متفق عليه).

 

وبعد البسملة والتكبير يقول: اللهم هذا منك وإليك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معنى منك -: "أي تفضلاً من رزقك وعطاياك، ومعنى إليك: أي تقربًا به إليك وحدك".

 

وذَبْحُها أفضلُ من الصدقة بثمنها، لما فيها من إحياءِ السنة، والأجرِ العظيم، ومحبةِ الله لها، ويصح للمضحي إشراكُ من يريد في أضحيته من الأحياء أو الأموات.

 

وعلى المضحي أن يتحقق من إجزاء الأضحية، كسِنِّها حسبَ نوعها، فللإبل خمسُ سنين، وسنتان في البقر، وسنة كاملة في المعز، ونصف سنة في الضأن، وأن تكون سالمةً من العيوب، فلا تجزئ العمياء، والعرجاء، والمريضة، والهزيلة.

 

وأن تقع في الوقت المحدد للأضحية شرعًا، وهو من الفراغ من صلاة العيد، إلى غروب الشمس من اليوم الثالث بعد يوم العيد، وأفضلها يوم العيد، وكلما كانت الأضحيةُ أكملُ في ذاتها وصفاتها فهي أفضل، فكلوا منها، واهدوا، وتصدقوا، (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الحَجّ: 36].

 

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الله أكبر (7 مرات)

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أيها المسلمون: في يوم عيد الأضحى تجلَّت على الأمة النعم، قال -سبحانه-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)[المَائدة: 3]، أكمل الله لنا هذا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، وارتضى لنا هذا الدين.

 

ولن يُقبل من أحد دينٌ سواه، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)[آل عِمرَان: 85]، فهو دين شامل كامل، كاملٌ من جهة عبادة الله، وكاملٌ من جهة معاملة عباد الله، وصالح لكل زمان ومكان، واضاءَ بنوره أرجاءَ المعمورة، وتحقق ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو ذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر"(رواه ابن حبان)، فعلى المسلم أن يتمسك به، ويدعوَ غير المسلم إليه بالحكمة، والموعظة الحسنة.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

في خطبة يوم العيد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرمة الدماء فقال: "إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه، فقال: اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟"(رواه البخاري).

 

فبيَّن في خطبته عِظَم حرمةِ دمِ المسلم، وعِظَم شأنه، بل وبين حقوقًا بين أفراد المجتمع، عامتِهم وخاصتهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربًا أضع رِبَانا - ربا عباسِ بنِ عبد المطلب - فإنه موضوع كلُّه، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله"(رواه مسلم).

فعلى المسلمِ أن يراعيَ حقوقَ عبادِ الله، ويُحسِنَ التعاملَ معهم.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

ثم اعلموا عباد الله: أن أيامَ التشريق قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيام التشريق أيامُ أكل وشرب وذكرٍ لله"(رواه مسلم)، فأكثروا فيها من ذكر الله بالتكبير والتهليل، والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات.

 

واعمروا أيامَكم بالطاعات، ورطِّبوا ألسنتكم بذكر رب البريات.

 

أعاد الله علينا أعيادنا بالأفراح والخيرات والمسرات.

 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

المرفقات
7KmmEXkPgA4CCamhd7BESltP14BixyrteHkfvxRY.doc
CwDLANyzkpBBHf8tn2cK4Lje2OAXU9mUg8qMAokz.pdf
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life