عناصر الخطبة
1/المحافظة على التكبير في أيام العيد 2/فضل يوم النحر وأحكامه 3/فضل أيام التشريق ومنافع تلك الأيام 4/الترغيب في الطاعات وفضلها 5/التحذير من منكرات الأعياد 6/وصايا للنساء المؤمناتاقتباس
من الأمور التي ينبغي أن نحافظ عليها في هذا اليوم العظيم وفي الأيام الثلاثة التي بعده "التكبير"، ففي هذا اليوم يشرع فيه التكبير وكذلك في الثلاثة الأيام التي بعده وهي أيام التشريق، قال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) قال ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: "والأيام المعدودات أيام التشريق"، ولا يجوز التطوع بصيامها؛ لأنها عيدنا أهل الإسلام وهي "أيام أكل وشربٍ وذكر لله -عز وجل-"...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الله أكبر ألله أكبر، لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: إنكم في يوم عظيم هو يوم النحر، يوم الحج الأكبر، فيه اجتمعت للحجاج عبادات عظيمة جليلة؛ يرمون الجمرة الكبرى ويذبحون الهدي ويحلقون رؤوسهم ويطوفون بالبيت الحرام ويسعون بين الصفا والمروة، وغير الحجاج يصلون صلاة العيد ثم يفعلون عبادة عظيمة وهي ذبح الأضحية، من أجل هذا كله صار هذا اليوم يوماً عظيماً بل محبوباً عند الله تعالى، وثبت أن هذا اليوم هو أفضل أيام الدنيا؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أعظم الأيام عند الله -تعالى- يوم النحر".
أيها المسلمون: إن عيد الفطر وعيد الأضحى أعيادنا المشروعة في الإسلام، فيها يعظم ذكر الله، ويجتمع المسلمون توحدهم رابطة العقيدة، وإن اختلفت بلادهم، وتعددت لغاتهم، وتباينت ألوانهم.
أيها المسلمون: من الأمور التي ينبغي أن نحافظ عليها في هذا اليوم العظيم وفي الأيام الثلاثة التي بعده "التكبير"، ففي هذا اليوم يشرع فيه التكبير وكذلك في الثلاثة الأيام التي بعده وهي أيام التشريق، قال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) قال ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: "والأيام المعدودات أيام التشريق"، ولا يجوز التطوع بصيامها؛ لأنها عيدنا أهل الإسلام وهي "أيام أكل وشربٍ وذكر لله عز وجل"(رواه مسلم).
ومن ذكر الله -تعالى- في أيام التشريق ذكره -سبحانه- بعد أدبار الصلوات ابتداء من فجر يوم عرفة لغير الحاج إلى عصر آخر يومٍ من أيام التشريق، ومن صور التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا اله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" وكذلك ما ورد عن ابن عباس أنه كان يكبر فيقول الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.
فحافظوا على التكبير طيلة هذه الأيام، كبروا بعد الصلوات وكبروا في جميع الأوقات، كبروا حال القيام وكبروا حال القعود، كبروا وأنتم في البيوت أو في الأسواق أو وأنتم في السيارة، المرأة تكبر في بيتها وهي ترتب البيت وتكبر وهي تطبخ الطعام...
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: وليوم النحر أحكام متعلقة به منها ما يلي:
أولاً: يُسنُّ أن يخرج المسلم إلى مصلى العيد على أحسن هيئة، متزيناً بما يباح متطيباً لابساً أحسن ثيابه؛ تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
ثانيًا: لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضاً في العيد، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس كقول "عيد مبارك" وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة؟ فأجاب -رحمه الله-: "أما التهنئة يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: "تقبل الله منا ومنكم، وأحاله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد روي عن طائفةٍ من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمة كأحمد وغيره... فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم" ا.هـ.
ثالثًا: حضور صلاة العيد ولا ينبغي لمسلم قادر تركها، فمن أهل العلم من يرى وجوبها؛ كابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله-، قال ابن تيمية: "وقول من قال: لا تجب في غاية البعد؛ فإنها من أعظم شعائر الإسلام، والناس يجتمعون لها أعظم من الجمعة، وقد شرع فيها التكبير" ا.هـ. والرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر النساء العوائق وذوات الخدود والحُيَّض مع اعتزالهن للصلاة بالخروج لصلاة العيدين، أفيليق بك أن تتأخر عنها، أو تترك أهلك وأولادك عن حضورها مع المسلمين؟!.
رابعًا: اتباع سنة أبينا إبراهيم ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في ذبح الأضاحي قرباناً لله -تعالى-، وكما كانت الأضحية كاملة الصفات كان ذلك أعظم في الأجر؛ لأن ذلك من تعظيم شعائر الله، قال -سبحانه-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام:162-163].
ولقد كان المسلمون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتنون بالهدي والأضاحي، ويختارون منها أحسنها وأسمنها، جاء في صحيح البخاري عن أمامة بن سهل قال: "كنا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون، فكلما كانت الأضحية أغلى وأكمل في الصفات فهي أحب إلى الله، وأعظم في الأجر لصاحبها.
واذكروا -وأنتم تتمتعون بالأضحية- إخوانًا لكم يحتاجون للأضاحي فلا يجدون ما به يضحّون، فأشركوهم في فرحة العيد يوم النحر، واجعلوا من هذه الأضاحي وسيلة للصلة بهم والعطف عليهم.
عباد الله: ولربنا -سبحانه- مع عباده ألطاف يغشاهم بها، وله -سبحانه- هبات يمنحهم إياها، وله مواسم يجزل منافعهم فيها، وأيام الحج هي أيام المنافع؛ لأن فضيلتها تتناول جميع العمل الصالح في جميع الأماكن، فأعظم منفعة في تلك الأيام أنها أفضل أيام العمل الصالح.
ومن منافع هذه الأيام: ظهور التوحيد فيها بالتلبية والتكبير؛ فالتلبية توحيد كما أن التكبير توحيد، ولا منفعة أعظم من إظهار توحيد الله -تعالى- وتعظيمه، ولا فرح عند المؤمن يعدل فرحه بسماع كلمات التوحيد يعج الناس بها في هذه الأيام.
ومن منافع هذه الأيام: التقرب لله -تعالى- بالأضاحي، ونيل التقوى بذبحها، وتعظيم الشعائر بها، فهي شعيرة يوم النحر.
ومن منافعها: أن الفقراء يشبعون فيها من اللحم المهدى لهم، أو المتصدق به عليهم، بل ويدخرون منه ما يكفيهم أياما، وهذا مظهر عظيم من مظاهر التكاتف والتآلف بين المسلمين.
ومن منافع هذه الأيام: ما يحصل من تواصل المسلمين واجتماعهم وتوادهم وتراحمهم؛ فأهل الأمصار يجمعهم العيد، وأهل الموسم تجمعهم مناسك الحج في المشاعر المقدسة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
أيها الأحبة: الزمن الفاضل يعظمه أهل الإيمان، ويهتبلون فرصته، فيزدادون صلاحا واستقامة، فوصيتي لكم بالمحافظة على الصلاة، فهي وصية نبيكم لكم قبل موته، وهي عمود الإسلام وثاني أركانه، إياكم أن تفرطوا فيها أو تتهاونوا، وتكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم:59].
تصدقوا وتراحموا وتآلفوا وافعلوا الخير، فإن للطاعات ثمرات وبركات، هي راحةٌ للقلب، وانشراحٌ للصدر، وأجر وفضل، وسعادة في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النساء:66-69].
واحذروا المعاصي بجميع أشكالها وألوانها، فإنها شؤم على أصحابها وشؤم على المجتمعات التي تكثر فيها، (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)[غافر:21].
إياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب وإياكم وقطيعة الأرحام؛ فإن الله -تعالى- لعن قاطعي الأرحام؛ واجتنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، غضوا أبصاركم عن محارم الله؛ فإن النظرة سهم من سهام إبليس، ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالاً قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة.
احذروا الخمر، فإنها تذهب العقل والغيرة على الدين والمحارم، وتورث الخزي والندم، وإياكم والربا أكلاً وتعاملاً؛ فإنه حرام ممحق لبركة المال، متوعد صاحبه بالوبال، واجتنبوا آفات اللسان؛ الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور، والوقوع في أعراض الناس؛ فإن القصاص سيكون يوم القيامة من الحسنات قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الْمُفْلِسَ من أُمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا وقَذَفَ هذا ،وأَكَلَ مَالَ هذا، وَسَفَكَ دَمَ هذا وَضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا من حَسَنَاتِهِ وهذا من حَسَنَاتِهِ، فإن فنيت حَسَنَاتُهُ قبل أَن يُقْضَى ما عليه أُخِذَ من خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عليه ثم طُرِحَ في النار"(مسلم).
وإياكم وسفك الدماء المحرمة التي أستهين بها في هذا الزمان، وكفى بهذه الآية تحذيراً وإنذاراً شديداً لمن كان له قلب وعقل، فقد جمع الله فيها عقوبات لم تجتمع لغيرها من الذنوب والموبقات، (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء:93]، فكيف يجترئ مسلم بعد هذا الوعيد الشديد أن يسفك الدماء بأي مبررٍ كان؟.
معاشر المسلمين: شرع العيد للفرح بالمباح وليس للتفلت من الواجبات، فاحذروا منكرات الأعياد كالتبرج والسفور والاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة والمنتزهات، والغناء والرقص ومعاكسة البنات، فليس بهذا تستقبل مواسم الطاعات.
وعلى من ولاه الله أمر رعيةٍ من الناس أن يؤدي الأمانة فيها، قال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُم راعٍ ومسؤولٌ عن رَعِيَّتِه، فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرَّجُل في أَهلِهِ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زوجها راعيةٌ، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها..."(متفق عليه).
مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وأدوا النصيحة مخلصين، وترفقوا فكلنا اهل ذنوب وعيوب، وفي أهل المعاصي من يحب الله ورسوله، فقد جَلَدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً في الخمر، فَقالَ رَجل: اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ! فقالَ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَلْعَنُوهُ، فَوَ الله مَا عَلِمْتُ إلا أَنَّهُ يُحبُّ اللهَ ورَسولَهُ"(البخاري).
يا نساء المؤمنين: لا يغرنكن ما يفعله بعض النساء من الخروج إلى الأسواق متزينات متبرجات، فوالله إن تلك المرأة لعلى خطر عظيم، فلقد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا"(مسلم).
أيتها المسلمة: عليكي بطاعة الله، فالمرأة إذا صلحت أسعد الله بها زوجها وأولادها، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ..".
وإياك والاغترار بما يعرضه الفجار ليل نهار؛ لنشر الرذيلة والفاحشة بين المسلمين، ويستهدفونك بدرجة أساسية في إعلامهم، أيليق بك -أيتها العفيفة- أن تتخذي الفسقة والفاسقات قدوة، أو أن تعجبي بهم وبحياتهم العفنة الموبوءة بالموبقات والبعد عن الله.
اجعلي قدوتك في الحياة خديجة وعائشة وأم سلمة وأسماء وسمية -رضي الله عنهن جميعاً-، فهؤلاء وأمثالهن نساء صالحات قانتات، وأبشري برضوان الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ"
عباد الله: هذه أيام فاضلات العمل الصالح فيهن أعظم أجراً، فمن أمضاها كما يمضي سائر أيامه في لهو وغفلة وتكاسل عن الفرائض، فقد ضيع على نفسه موسمًا عظيمًا، ومن كان هذا ديدنه في كل المواسم والأيام والليالي ضاع كثير من حياته سدى.
هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله...
التعليقات
زائر
25-05-2023ما شاء الله تبارك الله
في كل مرة نجد الجميل. فهذه خطبة مباركة لعيد الأضحى المبارك، لطالما تعوّدنا على مثلها من موقع ملتقى الخطباء.
جزاكم الله كل الخير.